| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 20/5/ 2010

 

كركوك عاصمة الثقافة العراقية لعام 2010

ناصر السماوي

نحو ثقافة عراقية وطنية تصنع المستقبل
تواصل وزارة الثقافة العراقية تعزيز دورها وحضورها في المشهد الثقافي العراقي رغم إشكاليات الوضع السياسي العراقي العام التي يعرفها القاصي والداني والتي لا تزال تحاول إعاقة انطلاق مسيرة بناء الشخصية الوطنية العراقية الجديدة المتحررة من قيود وتركات عهود الاستبداد والقهر والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية ، ومن هيمنة ثقافة الفكر القومي الشمولي العنصري والديني الطائفي المتطرف ، ومن تداعيات احتلال وتدخل أجنبي وإقليمي وتأثيرها في كل مناحي الحياة العراقية بصورة لا سابق لها .هذه الشخصية التي لا يمكن بناءها وشحنها بطاقة العمل الوطني الخلاق والفكرالإنساني بأروع صوره إلا بوضع اللبنات الأولى في أساسها : لبنات الثقافة والتربية الوطنية والإنسانية السليمة المجبولة بمباديء حقوق الإنسان وحب الوطن إنساناً وأرضاً وسماءً وأمل. من هذه الزاوية ننظر لأهمية هذا المشروع الذي انطلق على أرض كركوك الحبيبة ، كركوك الإنسان والتاريخ والمستقبل والثقافة والفكر والإبداع والأمل والمستقبل ، كركوك التي تحاول عبور لحظتها الراهنة الصعبة ، كركوك التي تدافع عن نفسها وعن نقاء جذورها وألوان وشاحها ، كركوك التي تتشبث بالحب والأمل والإرادة اللامتناهية لتستعيد بهاءها وألقها ولتخرج من وحل المراهنات والمساومات السياسية البغيضة ، كركوك التي تحاول إزاحة المتاريس من شوارعها ودخان البنادق من سماءها ودحر غول الإرهاب الذي يترصد نساءها ورجالها وشبابها واطفالها وشوارعها وأبوابها ومدارسها ودور العبادة والثقافة والعلم فيها حتى لاتفقد الأمل ولا يضيع المستقبل. كركوك تعرف انها قادرة على فعل ذلك ، وتعرف أن لديها سلاحها الذي لا يقاوم ، لديها قوة الكلمة التي تنير العقول وتفتح الأبواب وتكنس الزبد من شوراعها وأسطح منازلها وتصون شموخ قلعتها وبهاء روابيها. من هذه النافذة تبرز الأهمية الفائقة لهذا الحدث الثقافي الكبير ( كركوك عاصمة الثقافة العراقية لعام 2010 ) ولضرورة نجاحه وديمومة تأثيره. وهي أيضاً تسلط الضوء على الأهمية الفائقة لدور وزارة الثقافة العراقية البناء في إقامة ودعم فعاليات وبرامج هذه الاحتفالية وما سيليها وعلى غرارها في المستقبل وفي كل المدن العراقية . إن هذا التوجه الحضاري البناء ماهو في حقيقته إلا تأسيس لثقافة بديلة على أرض الحاضر الصخرية ، والتي نأمل أن نغرس بذورها على جنبات طريق ثقافة وطنية أصيلة ، ثقافة عراقية تصنع المستقبل الواعد الذي نحلم ببناءه . إن مثل التوجه من وزارة الثقافة العراقية وبمساهمة مؤسساتها المختلفة والذي جسده برنامج الاحتفالية المتنوع والشامل لكافة ميادين الثقافة والفن والأدب قد جذب اهتمام وتأييد العديد من المنظمات الثقافية العراقية والعربية والدولية والشخصيات الوطنية والثقافية وحظي ولايزال بمشاركة واسعة من أهم المؤسسات الثقافية العراقية المدنية وفي مقدمتها اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين ومختلف المؤسسات والفرق الفنية العاملة في مجال الموسيقى والغناء والرقص الفولكلوري المحلي والمسرح والسينما وثقافة الطفل والتراث الشعبي والأزياء الوطنية وطباعة ونشر وتوزيع الكتاب والصحافة والإعلام وغيرها ، إن هذا التوجه الحضاري لوزارة الثقافة العراقية يستحق التشجيع والدعم والتقديم المناسب والمتواصل على امتداد مساحة الوطن وفي كافة وسائل الإعلام الوطنية المكتوبة والمسموعة والمرئية ، وأن يكون مثل هذا الحدث الثقافي الوطني الشامل والمنوع مادة تربوية تثقيفية اجتماعية ممتعة تجد طريقها إلى رياض الأطفال والمدارس والمعاهد والجامعات وفي المدينة والريف ، إن ذلك سيساهم في تعميق اواصر المحبة والتفاهم وترسيخ مباديء العيش المشترك بين أبناء شعبنا العزيز وفي كافة ربوع وطننا الحبيب.



بغداد - 15 آيار 2010
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات