| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 1/9/ 2009



الائتلاف الشيعي الجديد - اطار لتقاسم اصوات الطائفة

علي حمودي

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية واستعدادا لهذا الحدث الذي اصبح بمثابة الطريق السريع للممتهنين السياسة الجدد القادمون من الطوائف الساعون الى حيث الثروة والسلطة والسلاح دون الالتفات الى الخدمة العامة التي هي اخر ما يفكر به الساسة الطائفيون . اعلنت الطائفة الشيعية عن كيانها الانتخابي الذي اطلقت عليه - الائتلاف الوطني العراقي - الذي ضم احد عشر من المسميات السياسية الخاصة بالطائفة الشيعية بالاضافة الى شيخ عشائري من الرمادي وشيخ دين من الطائفة السنية اضافة الى سيدة مسيحية من اجل ابعاد تهمة الطائفية عن هذا الكيان الذي يريده اصحابه ان يكون وطنيا عراقيا صرفا شاء من شاء وابى من ابى ,حيث اعلن الكثير من قادة هذا الائتلاف ان الطائفية والمحاصصة الطائفية هي والعياذ بالله مرض الوطن القاتل ’ ولقد قبلوا بهذا الخيار سابقا مضطرين حيث لم يكن امامهم خيار اخر, اما الان وقد تبدلت الاوضاع وزال الخطر عن الوطن و المواطن فقد قرروا ان يوسعوا الائتلاف ليصبح وطنيا عراقيا وقد تحقق ذلك بأنضمام الشيوخ حميد الهايس وخالد الملا والسيدة المسيحية.

ليعلم السادة المؤسسون لهذا الكيان ,بأن سنونوة واحدة لا تصنع ربيعاً , وان دخول شيخين سنيين وسيدة مسيحية لا يحول ائتلافهم الطائفي الى ائتلاف وطني؛ بل سيبقى في نظر الكثيرين من الوطنيين العراقيين ما هو الا عبارة عن اطار لتقاسم اصوات الطائفة؛ وقد دللت على ذلك تصريحات ممثلي عدد من مكوناته ومطالبتهم بزيادة حصصهم من المقاعد .

نعم ايها السادة المؤتلفة قلوبهم على كسب الغلة الانتخابية ,المتحاصصون دون وجه حق على اصوات الفقراء والمساكين, المتعكزون على عصا المرجعية التي تقدرون خطورتها في سوق الرعية الى صناديق الاقتراع ولذلك انتم حريصون على التبرك بأسمها بكرة وعشيا وفي كل شاردة وواردة, نعم ايها الحالمون بالجلوس الى الابد على كراسي الديمقراطية بواسطة استغفال المؤمنين ’ كونوا على ثقة بأن الطائفة ستخرج عن بكرة ابيها لانتخابكم ايها الابطال الميامين يا من جلبتم الامن والطمأنينة والماء والكهرباء لشعب الجنوب الفقير الذي آمنتموه بعد خمسة وثلاثين عام من الطغيان واطعمتموه بعد قرون من الجوع’ وحافظتم على ارضه وثرواتها من الضياع والسرقة؛ وهذه هي الانجازات العمرانية والمرافق الخدمية والمفاخر البطولية التي تحققت في زمانكم شاهدة ومدعاة فخر ما بعده فخر على مر الاجيال! .

الحقيقة المرة التي لا تعيها احزاب الطوائف هي ان الانسان العراقي هو كائن غير طائفي , وقد مرت ست سنوات ونيف من الشحن الطائفي المصحوب بالدماء والجثث المتفحمة والدمار والخراب وبطارية العراقي فارغة طائفيا لان العراقي لديه من الذكاء ما يكفي لكي يعرف من هي الجهات التي لا تريد له الاستقرار ويعرف بأن اللعبة الطائفية تدر اموالا طائلة على مستثمرين ( وطنيين ) واجانب وهنالك مصلحة للبعض في بقاء المحاصصة الطائفية الى الابد وليذهب الشعب والوطن قربانا على مذبح مصالحهم الضيقة.

 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات