| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 19/6/ 2010                                                                                                 



إضاءة

انها الشجاعة !

محمد عبد الرحمن

لا يمكن مقارنة ما يجري في ساحة التحرير في بغداد بالتجمعات المختلفة في هايد بارك لندن . فالامر مختلف قطعا  ولا نعرف كيف سيكون الرد اذا ما جرى رمي أي من المسؤولين الكبار في الدولة العراقية بالبيض والطماطة وهم الذين لا يتحملون كلمات الانتقاد المجردة.

ما حصل في ساحة التحريرفي كل الجمع، خصوصا يوم 10حزيران يجعلنا نتوقع أي شيء طالما يتواصل الضيق من الاخر المختلف والمسالم .

وعلى وفق المعطيات الملموسة في ما حصل من اجراءات واعتقالات وتعذيب وزج بحشود عسكرية وامنية وغيرها ضد المتظاهرين والمحتجين ، نقول انها الشجاعة بعينها ان يتحدى المواطن العراقي كل هذا، خصوصا اذا كان من الناشطين، وان يصر على الوصول الى ساحة التحرير ليطالب بالخدمات والحريات والديمقراطية واصلاح العملية السياسية ومكافحة الفساد .

لكن البعض من كتاب السلاطين يعمل ، عن قصد ، على خلط الامور بما يثير الشك حول جدوى التظاهر ، وحول المتظاهرين وهويتهم وطبيعة تحركهم وحقيقة الشعارات التي ترفعها الغالبية العظمى منهم.

والاكثر اثارة للاستغراب ان يرمي هذا البعض المتظاهرين بحجارة من يحسب نفسه ديمقراطيا ليبراليا ، وهو يستكثر عليهم الخروج الى الشارع ليقولوا كلمتهم ويسعوا الى تصحيح ما يمكن قبل فوات الاوان. والأمثلة عديدة مما يحصل في دول منطقتنا عن المآل السيئ والعواقب الوخيمة لترك الثغرات والنواقص تتراكم ، فكيف الحال وعندنا تم البناء اصلا على اسس خاطئة، ومنهج لا يستقيم ولا يقود الى اقامة الدولة المدنية الديمقراطية ، منهج المحاصصة الطائفية والاثنية.

في كتابات هذا البعض ثمة تغاضي وعدم ادانة للقمع والعنف وانتهاكات حقوق الانسان ، بل وربما تعاطف مع ما مورس ضد المحتجين! وعجيب هذا.. فهل يمكن تبرير ما حصل للشبان الأربعة الأبطال وغيرهم ، وقبلهم ما كان مع الصحفيين والكتاب والمثقفين ؟.

يفترض ان لا يعترض احد على التظاهر السلمي، فهو حق كفله الدستور للجميع. فلماذا يتظاهر " الحشد " بالاسلحة والسكاكين و" التواثي " ويعتدي على الآخرين ، المتظاهرين المختلفين؟ انه سؤال برسم الاجابة من جانب الذين يعنيهم الامر، وبضمنهم هذا البعض من كتاب السلاطين. خاصة وان ما اشرنا اليه لم تنكره وزارة حقوق الانسان في بيانها المرتبك ، والذي ساوى في النهاية - للاسف - بين الضحية " والبلطجية " .

انها دعوة مفتوحة لهذا البعض ان يحضر الى ساحة التحرير في بغداد بمفرده ، وليس مع زوار الفجر و"المحشدين". ونتمنى له دقائق من صحوة ضمير يعكس خلالها حقيقة ما يجري، وعندها سيرى ويلمس شجاعة المتظاهرين .

 

 

طريق الشعب العدد 207 الاحد 19 حزيران 2011‏

 

free web counter

 

أرشيف المقالات