| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 18/4/ 2010

 

ﭐلحزب ﭐلشيوعى ﭐلعراقى
رأى فى تغيير ﭐلاسم

ﭐنطلاق ﭐلرحبى

هذا ﭐسمه ولونه ﭐلأحمر وقد آمن به ﭐلكثير من ﭐلناس وجاهدواْ بأنفسهم وأموالهم فى سبيلة وقُتل منهم ﭐلكثير ولم يهنواْ ولم يستحواْ يومًا إنهم شيوعيون فكان ﭐلواحد منهم يفتخر بكونه شيوعيا. ﭐليوم وبعد ذهاب ﭐلطاغية وسلطته. عاد ﭐلحزب ﭐلشيوعى مع ﭐلأخرين ﭐلذين هاجرواْ من ديارهم لظلم ﭐلطاغية وعناده فلم يستمع للناصحين وﭐلمحذرين فقد حارب ﭐلجميع ولسان حاله يقول " قال فرعون مآ أريكم إلاّ مآ أرى" ومن يصبأ عن رأيه يقتله أو يخرجه من دياره أو يسجنه وكان ﭐلسجن أرحم عقاب عنده. حتى بعث ﭐللّه عباد أولى بأس شديد دخلواْ مسجده وهو بيت ﭐلسلطة حتى ثقفوه فى حفرته وتمت محاكمته وقضى عليه أن يعلق بحبل ﭐلمشنقة حتى ﭐلموت. مات ﭐلطاغية وسقطت سلطته وبدأ ﭐلناس يطلبون بديلا ديمقراطيا فيدراليا لبلدهم ﭐلعراق ﭐلذّى يضم ألوان وألسن مختلفة من ﭐلناس وطوآئف وأحزاب مختلفة. وكان ﭐلإختلاف كبيرًا بينهم. فلكلّ فئة أو حزب مفهموم عن ﭐلديمقراطية وﭐلفيدرالية يريد من ﭐلأخرين ﭐتّباعها. فنجم عن ﭐختلافهم حربا قتلت ﭐلكثير منهم ولم تضع ﭐلحرب أوزارها بعد فما زال ﭐلتثريب يحكم سلوكهم ولم يهتدوۤاْ إلى سبيل ﭐلديمقراطية وﭐلفيدرالية ﭐلتى تضمم حقوقهم جميها أفرادًا وجماعات .

وجميعهم كما كتبت فى مقالى "أىّ فيدرالية نريد" ينطلق من منهاج طاغوت مثبّت فى قلوبهم لا يحنفون عنه فأحزاب ﭐلسنة وﭐلشيعة أتباع دين قريش وطاغوتها. وﭐلقوميون قريشيون بالفطرة أما ﭐلعلمانيون وهم فئات كثيرة تكاثرت كالفطور بعد ذهاب ﭐلطاغية ومنهم ﭐلشيوعيون وهم ﭐلأقدم عمرًا وﭐلأكثر خبرة وتجربة فى ﭐلعمل ﭐلسياسى ولكنهم أقلية لا قوة لها " لا مال ولا سلاح" كما عند ﭐلأحزاب ﭐلدينية وﭐلقومية . فكان فعلهم وتأثيره فى ﭐلحياة ﭐلسياسية ضعيف لا يذكر. فرغم دخولهم فى مجلس ﭐلحكم على زمن بريمر مع بقية ﭐلقوى وحصولهم على مقعدين فى ﭐلبرلمان ولكنهم فقدوهما فى ﭐلانتخابات ﭐلأخيرة ممآ أثار موجة من ﭐلاحتجاج لمعرفة أسباب ﭐلفشل وتعالت ﭐلاصوات تطالب بتغيير ﭐلمنهاج ﭐلسياسى وﭐلفكرى للحزب وعلى رأسها ﭐسم ﭐلحزب فيرى بعض ﭐلكتاب وجوب تغييره لأن ﭐلاسم أصبح من ﭐلماضى وﭐلناس لا ترضى عنه فوجود ﭐلحزب بين ﭐلناس وتقربهم من منهاجة وأفكاره لا يتم إلاّ بتغيير كلمة " ﭐلشيوعى" منه. وكأنّهم يقولون ما دام أكثر ﭐلناس يتّبعون ﭐلأحزاب ﭐلدينية وﭐلقومية فعلينآ أن نجد ﭐسمًا مقبولا يرضاه ﭐلناس لنصبح بعد حين من بين ﭐلأكثرية. وهو كمآ أرى خيانة للنفس. فكيف تغير ﭐسمك من شيوعى إلى شعبى كما طالب ﭐلبعض ( حزب ﭐلشعب ) وعن أى شعب يتكلمون ففى ﭐلعراق شعوب كثيرة حتى ﭐلشيوعيين وقعواْ فى مصيدة ﭐلتسميات ﭐلقومية فقد ﭐنسلخ ﭐلشيوعيون ﭐلكرد وصار ﭐسمهم ﭐلحزب ﭐلشيوعى ﭐلكردستانى وظلّ ﭐلأخرون وهم من شعوب مختلفة ﭐلاشورى والتركى وﭐلشامى (العربى) وﭐلفارسى وغيرهم من ﭐلألسن وﭐلألوان وسموۤاْ أنفسهم ﭐلحزب ﭐلشيوعى ﭐلعراقى. فأين ﭐلأممية ﭐلتى تجاهدون فى سبيلها " ياعمال ﭐلعالم ﭐتحدواْ". فهل بإنسلاخ ﭐلشيوعيين ﭐلكرد عن ﭐلحزب سيتحد ﭐلعامل ﭐلكردى مع أخيه ﭐلعراقى. وأنتم أبنآء بلد واحد كما تزعمون.

أنا لآ أدافع عن ﭐلشيوعية كفكرة أو حزب فأنا لآ أومن بها. فقد حنفت عنها منذ عشرين عامًا. أنا رجل يسعىٰۤ أن يكون مسلمًا للّه ربّ ﭐلعالمين ويتلو فى كتاب ﭐللّه ﭐلقرآن ويستنبط ﭐلقول منه ومما يتشابه لى فهمه من قول أو فعل يكون مسئوليتى لآ أكره أحد عليه ولآ أسعى لأن يكون لىۤ أتباعًا أو حزبًا بين ﭐلناس.

وجدت فى كتاب ﭐلعليم قول عن فئة من ﭐلناس لا يخلو منهم وقت فتجدهم فى كل مجتمع وﭐسمهم " ﭐلنّصٰـرى" من دليل ﭐلفعل نصر ينصر ومنه ﭐلنصرة وﭐلنصر وﭐلناصر وﭐلمنتصر فهٰۤؤلآء يتناصرون بينهم علىٰۤ أعدآئهم وهم ﭐلأمميون فى كل وقت وهيئاتهم مختلفة أحزاب دينية ﭐلاخوان عند ﭐلمسلمين مثلا. وﭐلشيوعيون فهم يدعون إلى ﭐلنصرة بين عمال ﭐلبلدان ﭐلمختلفة ويرفعون عنانًا لهم " ياعمال ﭐلعالم ﭐتحدواْ" وليومهم هذا يقولون عن أنفسهم " طليعة ﭐلطبقة ﭐلعاملة" وحاملى رسالتها ﭐلأممية فى بنآء ﭐلمجتمع ﭐلشيوعى على هدىٰۤ أفكار ماركس ولينين ومنهم من يزيد عليهم ستالين وتروتسكى وماو وغيرهم من ﭐلمفكرين . وهو ما تتصف به فئة ﭐلنّصٰـرى فى كتاب ﭐللّه من أى لون أو لسان وفىۤ أى هيئة أو صورة كانواْ. وهذه ﭐلفئة كما فهمت من كتاب ﭐلعليم لا يحق لأحد من ﭐلناس سلطة أو حزب أن يفصل بينهم " يقصيهم ويهمشهم" بلسان ﭐللغة أى يحاربهم ويسعى لهلاكهم فلهم حق ﭐلوجود وحق ﭐلإيمان بما يرون من أفكار فهم لا يؤمنون بﭐللّه وﭐليوم ﭐلأخر. ملحدون كافرون بوجود ﭐللّه وﭐليوم ﭐلأخر. ولكنهم إذا عملواْ صالحًا وتواثقواْ مع ﭐلناس على ميثاق يضمم حقوق ﭐلجميع أفرادًا وجماعات. لا يعتدون على ﭐلأخرين ولا يكرهون أحدًا لاختلافه معهم فى ﭐلفكر والمنهاج والسلوك. فليس غير ﭐللّه يفصل بينهم يوم ﭐلقيامة وقد قلت عن ﭐلفصل بين ﭐلناس فى مقال " ﭐلفصل بين ﭐلناس " فلآ أكرر ﭐلقول فيه.

أريد أن اقول أن ﭐلمؤمن من أى فئة كان لا يخشى قلّة ناصريه ولا يغيير ﭐسمه بسبب ذلك. وﭐلشيوعيون مؤمنون بأفكارهم ﭐلماركسية ﭐللينينية فمن يريد تغيير ﭐلاسم هو من ﭐستسلم للناس ولصوت ﭐلأكثرية وفقد مسؤليته ﭐلفردية ﭐلتى تميزه عن ﭐلأخرين. وﭐضرب مثلا على ﭐلمؤمن ﭐلفرد ﭐلمسئول ﭐلذى لا يخشى ﭐلناس أو ﭐلسلطان . فقد جىء بوالدى عبد الوهاب ﭐلرحبى إلى سراى لوآء ديالى فى بعقوبة فى بداية ﭐلأربعينات من ﭐلقرن ﭐلماضى لمحاكمته من قبل ﭐلحاكم ﭐلعسكرى فقال له ﭐلحاكم وبلسانه ﭐلفطرى ﭐلعراقى " لك أكو واحد صاير شيوعى حتى اتصير شيوعى" فأجابه وبلسانه الفطرى " إى أنَاْ واحد". ويعرف ﭐلشيوعيون بأنه عاش ومات شيوعيًا. فليس كثرة ﭐلأتباع أو قلتهم من يجعلك تؤمن بالفكر ﭐلذى يطلبه قلبك وتريده نفسك. وما قُتل ﭐلشيوعيين إلاّ لتمسكهم بمآ آمنواْ به فلم يهنواْ ولم يستسلمواْ ولم يستحواْ بأن يكون ﭐسم واحدهم شيوعى بل كانواْ يفتخرون به ويرفعون من شأنه فى قولهم وفعلهم بين ﭐلناس .

أُذكّر ﭐلطالبين بتغيير ﭐلاسم بقول ﭐلعليم " إن يمسسكم قرح فقد مسّ ﭐلقوم قرح مّثله وتلك ﭐلأيّام نداولها بين ﭐلنّاس وليعلم ﭐلّذين ءامنواْ ويتّخذ منكم شهدآء وﭐللّه لايحبّ ﭐلظّٰلمين " 140 آل عمران. ﭐلذين آمنواْ عندى ليس أتباع رسول ﭐللّه محمد فى ﭐلقرآن فقد كررت ﭐلقول بما لدى من فهم للكلمة فى ﭐلكثير مما كتبت فلآ أعيد ﭐلقول فيها. وأرىٰۤ أن ﭐلشيوعيين هم من هذه ﭐلفئة أيضأ لأنهم أهل ثقة وتصديق ويقين وﭐطمئان بما يؤمنون به من أفكار ومنهاج ولكنهم لا يؤمنون بﭐللّه وﭐليوم ﭐلأخر وهذا حق كفله ﭐللّه لهم بقوله " وقل ﭐلحق من ربكم فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر" فلآ أنازعهم عليه ولآ أحاربهم ما لم يكونواْ ظالمين أى يدعون إلى سلطة طاغوت تكره ﭐلناس فى ﭐلسياسة وﭐلفكر.

ولهذآ أنصح أصدقآئى فى ﭐلحزب ﭐلشيوعى ﭐلعراقىۤ أن يبقواْ على ﭐسمهم وعلى لونهم ﭐلأحمر وعلىٰۤ أن تكون كلمة شيوعى صفة لمن يؤمن بأفكار ﭐلحزب ومنهاجه فى ﭐلحياة. فكل يوم هو فى شأن. وكل شىء هالك. وكل حال يزول كما قال عزيز على فى منولوجه ﭐلشهير. فإذا كنتم تريدون ﭐلتغيير فليس ﭐلأسم بل ﭐلوسيلة ربما. أو هيئة ﭐلبيت بأن يكون ﭐلحزب أكثر سعة وأكثر حرية وأن لا يخاف ﭐلإختلاف فى ﭐلرأى وليكن ﭐختلاف ﭐلأرآء لما يستنبطه ﭐلفرد من ﭐلماركسية ﭐللينينية حياة تحى ﭐلميت من ﭐلأفكار وﭐلمنهاج. وليبقى ﭐلاسم فهو علامة مميزة ليس لأحد تبديلها أو تغييرها ليرضى ﭐلناس فﭐلفكر مسئولية فردية يؤمن به ﭐلفرد عن إرادة وخيرة له وحده وليس بأثر جمع من ﭐلأفراد فهذا سلوك ﭐلقطيع من ﭐلدّوآب. فليكن ﭐلحزب ﭐلشيوعى حزب أفراد مسئولين أحرار.

وبذلك أرى بقآء ﭐسمه ورايته فىۤ أرض وسمآء ﭐلعراق قلّ عدد ناصريه أم كثر.

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات