| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 18/4/ 2010

 

الاميري ...... يحيى غازي رمضان

محمود داود برغل
M_burghol@yahoo.com
 
العزيزية مدينة جميلة, تغفو على الضفة اليسرى لنهر دجلة الخالد, ابنائها الطيبون متحابون متسامحون, سباقون لفعل الخيرات, ونكران الذات ,متسامون فوق الانتماءات الصغيرة ,محلقين عاليا في فضاءات العناوين الكبيرة , وعنها يقول الاستاذ المبدع رفعت نافع الكناني في جزئية بسيطة (هناك ميزة تتميز بها هذه المدينة وهي ان كل موظف ينقل اليها من مدن العراق الاخرى يبقى ويستقر فيها بعد التقاعد مهما كان طيفه ولونه وفي ذلك دلالة واضحة على ان اهلها كرام واصحاب نخوة وشهامة ويملكون حسن المعشر الطيب واحترام الضيف واكرامه)(1) في الشارع الواقع بين محلتي السراي والسعدونية توجد بيوتات كريمة عدة ونسيج متآلف فمقابل دار المرحوم الحاج سلمان عبد علي الخزرجي تقع دار عبد المنعم اسماعيل الزوبعي وبعدها دار عبدالله الداودي ابو نجاة وبيت طيب الذكر المرحوم غازي رمضان الاميري ابو فيصل وجوارها دار الحاج علوان تم تسفير عائلته قسرا الى ايران في الحقبة المظلمة من حكم الطغاة ومقابل هذه المجموعة تقع دور كل من الحاج هارون محمد طه الدوري وشقيقه عبدالله البغيلاوي القادم من البغيلة النعمانية و الذي كان مختارا لمنطقة السعدونية التي سميت بهذا الاسم نسبة لوزير الداخلية عبد المحسن السعدون الذي قضى منتحرا ,وعند العودة من السعدونية الى محلة السراي وصولا لسراي الحكومة تصادفك دور الحاج عبد الحسين حبيب الربيعي مؤسس الملتقى الثقافي في العزيزية بعد سقوط الصنم وخلفها دار حسن طاهر البصري ويقابله دار الحاج حمزة حبيب ملا الياس والد الشهيد لطفي المطل على شارعين وامامه دار المرحوم سهيل عبد الحمزة القرة غولي مرورا بدور الحاج عباس داود والحاج فاضل الخزرجي وصولا الى داري الحاج نافع محمود الكناني مختار العزيزية الاول محلة السراي قبل ان تستحدث محلة السعدونية. كانت الحقبة التي حكم بها صدام صعبة ومريرة على ابناء هذه المدينة كما هو الحال لباقي مدن العراق وقصباته حيث زج بالسجون الخيرة من ابنائها وهاجر اخرون قسرا في الشتات والمنافي البعيدة واعدم النظام كوكبة من رجالاتها اضافة الى الشهيدة فاطمة . لا تخلو دارا في مدينة العزيزية من مكتبة صغيرة او كبيرة وكان في معظمها مرسما والوان وفرشاة, ومع تطاير الشرر وتولي صدام الحكم في نهاية السبعينيات اخذت المكتبات تتلاشى وبدأ الناس يخفون الكتب و يدفنونها في باطن الارض واختفت الكثير من مظاهر الحياة الثقافية, بعد التغيير استنشق الناس عبير الحرية اقاموا مجالس عزاء للذين نالوا شرف الشهادة ومنعهم صدام من اقامتها حين ذاك , وتبوأ ابناء الشهداء وذويهم موقع في السلطة بعد 9/4/2003 وظهرت قدرات وكفاءات لمثقفي المدينة, وكان اكثر ما أثار انتباهي واهتمامي حب منقطع النظير للسياسي والكاتب المثقف والاديب البارع يحيى غازي رمضان الاميري لمدينته العزيزية واهاليها ويتجلى ذلك في تجنيد قلمه وقلبه للكتابة عنها,هذا الاصيل الذي لا يمر يوما او مناسبة الا ويطرز فيهما ذكرى عطرة لكل ما يمت بصلة لمدينة العزيزية مسلطا الاضواء على شخصياتها التي لولاه لأصابها بعض النسيان وما التقرير الذي اعده عن طيّب الذكر المرحوم الاستاذ ناجي كاظم ذياب الا دليلا على ذلك وقد شاهت بالصدفة في غرفة قاضي بداءة العزيزية عام 1984م مجيد يونس الاسدي (وكنت حينها اعمل خبيرا قضائيا) اضبارة يعلوها كتاب جاء في حيثياته.... تصادر الاموال المنقولة وغير المنقولة للمتهم الهارب ناجي كاظم ذياب وكان منها الدار التي اشار اليها الكاتب الاستاذ يحيى في احدى مقالاته ، وهي دار كبيرة تمتد من الشارع العام حتى تطل على ضفة نهر دجلة وموضوعها اليوم محال الى هيئة منازعات الملكية ولم تحسم لصالح اخوته وذويه لحد هذه اللحظة, وكذا الحال بالنسبة للشهيد مهدي الحاج حمد, والاميري هذا من عائلة كريمة لا تختزن ذاكرتنا عنها الا كل ماهو جميل ، لقد كانت ملابسهم انيقة نظيفة ووجوهم مبتسمة مستبشره ونفوسهم راقية مرحة وقلوبهم بيضاء ناصعه, مسالمين خلوقين لطيفين طيبين شفافين, يشاركون ابناء المدينة افراحهم واحزانهم وطقوسهم وشعائرهم بكل صدق ونبل. وحين تتصفح المواقع الالكترونية وتقرأ ما يكتبه الاميري عنا تشعر بسمو هذا الانسان وحليب امه الطاهر,, إن لم اكن اخوك في الدين فانا اخوك بالطين ,. كلكم لآدم وآدم من تراب ,.ان الخلق الرفيع الذي يتحلى به هذا الرجل وعائلته الكريمة دعتني لان اراجع قراءة الكتب عن ديانته الصابئية وهي موجودة في مكتبتنا منذ عقود, يؤمن الاميري بالاهداف التي جاءت بها الاديان السماوية وسعى اليها كل الانبياء, لله درك يا أبن طائفة لا يمكن ان يخطئها النظر, بعملك المتفاني انت اكثر قلم بارع كتب عن مدينته من مثقفيها حتى قدمتها بالكتابة عن خصوصياتك, لقد كان يراعك البارع يكتب بذات البراعة التي كانت يد والدكم الكريمة تصوغ بعبقريته اجمل المخشلات الذهبية . ان وفاءك من اخلاقك الكريمة وخصالك الحميدة وصفة من صفات نفسك الشريفة عظمت في العيون وصدقت بالظنون ودمت سالما ان كنت في العزيزية او في مالمو ، فانت الاصيل الذي يعشق اهله

 

(1) لقاء مع قداح عراقي _مركز النور
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات