| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الخميس 15 / 6 / 2023 أرشيف المقالات
التحالفات الحزبية ..هل هي الحل لتحرر الوطن وبنائه ؟
طارق العبودي
(موقع الناس)من المفروض بأن التحالفات السياسية بين احزاب وفصائل متباينة فكرياً وسياسياً قبل وبعد الانتخابات تعتمد على قاعدة برنامج عمل مشترك ومواثيق وطنية ....
لكن الملاحظ فشل اغلب هذه التحالفات السياسية بين القوى والاحزاب في بلدنا وفي المنطقة .....
ويعود الفشل لأسباب كثيرة منها :
- عدم نضج هذه القوى سياسياً وفكرياً وتنظيمياً ..
- وانعدام الثقة بينهما ...
- وضعف تقبل الاخر والتوجس والريبة منه ....
- اضافه الى عدم نزاهة وامانة البعض منها ....
- اضافة الى الدور التأمري القذر والمشبوه الذي تمارسه دول الجوار وبعض الدول الاجنبية التي لا تريد الاستقرار والتطور الرقي إلى بلدنا ....
- عدم استيعاب وتقبل مفردات واسس الديمقراطية وقوانينها ونقص موجود لدى اغلب هذه الاحزاب في فهم الديمقراطية كممارسة وايمان ...
والكثير من هذه الاحزاب والقوى يفتقر الى وحدة الارادة والفكر وعدم وجود نظرية عمل ....والضبابية في وضوح الرؤية ....
والكثير يحمل خطاب الكراهية والضغينة للآخر المختلف معه .. ويسعى نحو الاستبداد والهيمنة ....
فتكون المخرجات تتباين في السلوك والعمل والممارسة بين من يؤمن بالديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة عبر الوسائل الديمقراطية ....وبين من يحاول الاستأثار بالسلطة ويعتبرها غنيمة يحاول الامساك بها على حساب الثوابت وعلى حساب المشروع الوطني والبرنامج المشترك المتفق عليه ....
وهؤلاء غير مستعدون ان يتخلوا عن بعض الامتيازات والمواقع من اجل سعادة شعب وبناء وطن ...
فنرى الرغبة والطموح والخطاب الاعلامي الذي يصدر منهم شئ ...والواقع والحقيقة والسلوك والممارسة شئ أخر من قبل الكثيرين منهم ...
واقعنا السياسي الان في البلد يفرز لنا من هذه الاحزاب من يتمسك بالخطاب الطائفي المتشدد ونرى التفكك والضعف والتشضي وحتى التناحر في العلاقات فيما بين هذه الفصائل وفي داخل الحزب نفسه ....
فأنسحب هذا التفكك والصراع الى حب الاستئثار لدى الاحزاب المهيمنة والمتنفذة واعطاء المسؤوليات والمراكز والمناصب المهمة في البلد وفق مبدأ المحاصصة والمحاباة الى عناصر هزيلة فاسدة فاقدة للمهنية والكفاءة والنزاهة والاخلاص للشعب وللوطن ...
ولهذا نرى اغلب التحالفات السياسية في العراق وفي المنطقة العربية كما ذكرنا لم يكتب لها النجاح ...لا بل تؤدي الى نزاعات وحروب ودماء وقتال .. والتحالف بين البعث والشيوعيين سنة ٧٣ مصداق لذلك ...حيث مارس البعث الغدر والانحطاط وابشع صور التنكيل والانتقام ضد حلفائهم الشيوعيين ...
هؤلاء ضعيفي النظرة يجهلون بأن البلد المتعدد الطوائف والمذاهب والطبقات والقوميات عندما يجنح ويسعى نحو البناء والتحرر والتقدم بالتأكيد لا يستطيع طرف سياسي لوحده تحقيق هذه المهام ....ولهذا نرى التعاون والتعاضد وفق برنامج يتضمن العدالة والمساواة والتفاهم والتعاون هو الكفيل ببناء البلد وتطوره ...
ولهذا ينشد الاحرار ويناضلون من ان تصحوا وتعي هذه الاحزاب والقوى بأن الطريق السليم لمستقبل البلد يمر عبر التكاتف والتعاون والابتعاد عن الخلافات والاستئثار والهيمنة واقصاء الاخر وحب الزعامة والمنافع الحزبية والذاتية ..ووضع العراق في مقدمة نشاطهم وعملهم ...
وان يضعوه في حدقات عيونهم ويكون هو الهوية الجامعة للكل ....عندها يستطيع بلدنا أن يخطو بثقه نحو ذرى المجد والرقي ...ويعيش شعبنا برفاهية وتقدم وأمان ...