| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 14 / 12 / 2013

 

 الرحيل والولاية الثالثة

باقر العراقي

رحل نيلسون مانديلا قبل أيام ولم يحكم الا ولاية واحدة، لكنه تحكم في قلوب الجميع وأسس دولة التسامح على أنقاض العنصرية ، ورحل لي كوان يو عن السلطة بعد ان مل من الحكم وخدمة الناس وحول سنغافورة من جزيرة منسية في المحيط الى مصافِ الدول العشر الأولى من حيث الرفاهية ، وكذلك فعل مهاتير محمد في ماليزيا ، والأمثلة كثيرة بين الرحيل والحكم، الا أنها نتائجها سلبية في بلاد العرب فصدام حسين والقذافي وبن علي ومبارك وصالح وغيرهم غادروا من الباب الخلفي باب الذلة والهوان وعليهم لعنة التاريخ والناس أجمعين .

ومنذ أن شهر هاورن الرشيد سيفه وقال لولده المأمون :- "سأقطع الذي فيه عينيك لو نافستني على هذا الكرسي" ، ووصول أمير قطر الى الحكم بالطريقة التي وصل بها والده، مع فارق التوقيت والمعطيات والظروف معا، فالتاريخ يعيد نفسه وكل تلك القصص هي من واقع السياسة والرحيل الأبدي عن كرسي الحكم ومن امتلكه لابد أن يرحل ويخرج من أحد البابين ، ولا ثالث لهما .

ومصيبتنا أن تاريخنا العراقي مملوء بهذه الحوادث السلبية ، فرحيل الزعماء من الباب الأمامي نادر جدا، وقل أن تجد له مثال في التاريخ، وأن القتل نهاية أكثرهم، والكرامة كما يعتقدون البقاء أكبر مدة ممكنه حتى وأن كان آخرها الندم .

لماذا هذا الإصرار مادام المصير المحتوم معروف سلفا؟ ولماذا التوجه يكون للباب الخلفي، باب الحسرة والخسة والنذالة؟ فهل خدمة الوطن لا تكون الا في كرسي الحكم، ومادام كذلك فالتجارب السابقة كبيرة والفشل واسع وعريض وعلى كل المستويات، وليس ببعيد عن السن الأقرباء قبل الخصوم، والاستجداء أصبح لا يطاق، سواء كان داخليا عن طريق إطلاق يد المكرمات وتوزيع الهبات والعطايا وعلى طريقة وهب الأمير بما لا يملك، أو خارجيا عن طريق إقناع الجيران وأصحاب القرار العالمي ومن بيدهم عصمة الأمور.

فمهما طال أمد الحكم وأتسع عدد الولايات، فلابد من الوجهة وتحديد باب الخروج ولابد من الرحيل، وسعيد من أتعظ بغيره .

free web counter

 

أرشيف المقالات