| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                     الأثنين 13/2/ 2012

 

تقييم يليق بکاتب تقدمی

جلال الدباغ

إن الکاتب التقدمي محمد الملا عبدالکريم (١٤/٨/١٩٣١....) معروف لدرجة مناسبة في کوردستان والعراق. وينطلق هذا من عدة زوايا ومجالات ووجهات النظر، حيث أنە مناضل صامد وصاحب مواقف ومثقف تقدمی وکاتب وصحفي متمکن و أديب وباحث علمي ومترجم مبدع.
فإذا نظرنا إليە بإعتبارە مناضلا صامدا نری أنە ومنذ ريعان شبابە تبنی أفکار ونهج الطبقة العاملة والفلاحين ومنذ فترة مبکرة أصبح صديقا وفيما بعد (١٩٥٢) عضوا فی الحزب الشيوعي العراقي. وتمعن في هذا الحزب بفهم واقعي لمواقف و وجهات نظر المارکسية تجاە القضية القومية للقوميات المظطهدة، وإنطلاقا من وجهات النظر هذە شارک بنشاط فی نضال حرکة التحرر لشعب کوردستان وعمل بثبات من أجل تطوير الثقافة والتراث والأدب وثقافة أمتە. وکان قلمە السيال سلاحا بتارا للدفاع عن مصالح وأماني وحقوق شعبە المظطهد العادلة ولفضح أعداء کوردستانە. وفي هذا النضال لم يکن بمقدور مصاعب الحياة ولا القمع والتهديد والترويع والمطاردة والإعتقال وسجون بعقوبة ونقرةالسلمان والرمادي والحلة وغيرها إخضاعە و ثنيە عن النضال وجعلە متشائما، حيث کان دائم التفاٶل حتی زوال الأنظمة الرجعية والدکتاتورية المتعاقبة في العراق، بينما إستمر هو باقيا علی إخلاصە لمبادئە ونهجە ومواقفە.
وکان کاکە حەمە عضوا فعالا لمنظمة أنصار السلام في السليمانية (١٩٥٢- ١٩٥٤).
وإذا أمعنا النظر إليە بإعتبارە مثقفا تقدميا لرأينا أنە قد قام بتطوير فکرە من خلال القراءة والتثقيف الذاتي وکان منتجا في مطالعاتە لأمهات الکتب الوطنية والعالمية في العلوم والآداب، ورغم وصولە مرحلة جيدة في دراسة العلوم الدينية إلا أنە کان بعيدا عن الأوهام الدينية والأفکار الرجعية، وإن مکتبتە العامرة و نتاجاتە الثرة تشکل دليلا واضحا علی إغترافە من منابع ثقافة تقدمية.
وإذا لاحظناە ککاتب نری أنە ومنذ البداية خطی خطوات تدريجية (حيث بدأ الکتابة باللغة العربية عام ١٩٤٩ وباللغة الکوردية عام ١٩٥٢) حتی أصبح کاتبا کورديا کبيرا ساهم بفعالية في إغناء المکتبة الکوردية من خلال نتاجاتە العديدة باللغتين و بکتاباتە وترجماتە وبمئات المقالات والبحوث. وعبر أحيانا عن مشاعرە وعواطفە في العديد من القصائد الرائعة دون أن يعتبر نفسە شاعرا...
وکان الأخ محمد الملا عبد الکريم عضوا في الهيئة المٶسسة لإتحاد الأدباء الأکراد وأنتخب في المٶتمر الأول للإتحاد (١٠/٢/١٩٧٠) عضوا في الهيئة الإدارية. وبمقدار ما تسنی لە لعب دورا فعالا في صفوف هذا الإتحاد وفي هيئة تحرير مجلتە (نووسەری کورد- الکاتب الکوردي). ووقف کاکە حەمە بثبات ضد سيطرة أجهزة السلطة البعثية علی إتحاد الأدباء الکورد وجعلها کيانا فارغا.
ومن خلال نشاطات الأخ محمد الملا عبدالکريم ومستواە الثقافي والعلمي وتعمقە في اللغة والأدب الکرديين وفی البحوث الأدبية وخاصة في الشعر الکلاسيکي الکوردي إنتخبە المجمع العلمي الکوردي عضوا مساعدا في المجمع وخاصة بعد عملە لعدة سنوات فيە وإطلاعهم علی نشاطاتە وعملە.
وإذا أمعنا النظر إليە بإعتبارە صحفيا قديرا نری أن کاکە حەمە کان حقا صاحب تجربة ثرة وإمکانيات کبيرة حيث عمل في العديد من الجرائد والمجلات وترک أثرە بارزا في العديد من الجرائد والمجلات والنشرات الکوردية والعربية کجريدة ژين وآزادي وإتحاد الشعب وطريق الشعب ومجلة الشفق وهيوا وبرايەتي والتآخي و(بيري نوی- الفکر الجديد) وريگاي کوردستان ونووسەری کورد وهاوکاری وبيان وکوردستاني نوی والإتحاد...إلخ.
إنە ضليع في اللغتين الکوردية والعربية ويجيد شيئا من الفارسية ومن الجدير بالذکر أن الأخ محمد وإنطلاقا من حرصە علی تقديم نصوص خالية من الأخطاء يقوم بنفسە بتصحيح مقالاتە ونتاجاتە الأخری في المطابع.
وهنا حيث نتطرق بإختصار لدور محمد الملا عبدالکريم في النضال السياسي والثقافي ونقيمە عاليا، لا يعني هذا بأنە کان کاملا من جميع النواحي وخاليا من النواقص أو لم يکتب شيئا غير قابل للإنتقاد، کلا أبدا، إنە کغيرە إنسان والإنسان معرض للأخطاء والنواقص، إلا أن الشیء الذي إنعکس في حياتە ونضالە ونشاطاتە و مستواە الثقافي والأدبي و اللغوي وما إنعکس بجلاء في دور هذا الکاتب التقدمي المعروف هو الجوانب الصحيحة والجميلة والمشرقة، ونتاجاتە وإبداعاتە الزاخرة التي لاشک بأن عددا کبيرا من قراء الکوردية والعربية وخاصة من الشبيبة قد إستفادوا منها ومن نموذجە اللامع کثيرا.
إننا عندما نقيم الکاتب المعروف الأخ محمد الملا عبد الکريم من بعض جوانب حياتە ونضالە ونتاجاتە الأدبية والثقافية يجب أن نأخذ بنظر الإعتبار بأن هذا الإنسان العاطفي وذو القلب الرقيق هو إبن تربية أية عائلة. إن والدە هو( الملا عبدالکريم المدرس) الذي لم يکن فقط عالما دينيا کبيرا في کوردستان والعراق وإنما کان يعتبر عالما کبيرا علی مستوی البلدان الإسلامية. وکان ضليعا في العربية والفارسية والکوردية، وباحثا ذکيا في الأدب الکلاسيکي الکوردي، وقد أستوعب بدقة قصائد مولوي ونالي ومحوي وسالم وغيرهم من فطاحل الشعراء الکلاسيکيين، وکان جانبا من بحوثە في هذا المجال أضحت مصدرا إبداعيا هاما وعاملا مٶثرا لإعتزاز شعبنا بأدبنا الکلاسيکي.
وکان المرحوم فاتح شقيق الأخ محمد أديبا ومناضلا تقدميا بارزا، وکذلک شقيقە الأستاذ صلاح هو إنسان مثقف، وشقيقتە عالية عبدالکريم أديبة وقاصة مستمرة علی کتابة القصة والموضوعات الأدبية والثقافية.
وسبب آخر لنجاح الأخ محمد وتوفير الفرص المناسبة لعملە المنتج هو بدون شک موقف قرينتە السيدة شيرين التي تجسد بجدارة دور إمرأة کردية ناضجة ومتجاوبة بکل معنی الکلمة في التعاون والمساندة والخدمة اللازمة لشريک حياتها.
وکما حضي الأخ محمد بتقدير وتثمين المخلصين من أنصار الحقيقة وممثلي الشعب ويستحق الأکثر نتيجة دورە الفعال في النضال والصمود، وفي إغناء المکتبة الکوردية، وفي خدمة الصحافة والثقافة والأدب الکوردي وفي مجالات اللغة وغيرها، فقد تعرضت نتاجاتە للنقد اللاذع من لدن بعض الکتاب المحترمين الذين عبروا بوضوح بأنهم لايشاطرونە الرأي والتوجهات، وإنني أعتقد أن هذا شیء طبيعي، إلا أنە تعرض لهجمات ظالمة ولإفتراءات وأکاذيب مفضوحة ولرمي الحجارة المعادية للحقيقة من جانب بعض الخصوم وذوي الأفکار المظلمة والإنتهازيين، مما يبرهن مرة أخری حقيقة "أن الحجارة ترمی علی الأشجار المثمرة، والأشجار غير المثمرة لا تتعرض لمثلها !".
وختاما إنها لمبادرة قيمة وفي مکانها إن تقوم مٶسسة سەردەم الثقافية بإصدار عدد خاص لنشرتها عن هذا الإبن البار والمخلص للشعب والوطن، کما أقدمت المٶسسة في السابق علی مثل هذە المبادرات القيمة والجديرة بالشکر والتقدير لإصدارها نشرات مماثلة عن کبار الکتاب والمثقفين وفناني شعبنا. ولاشک أن مثل هذە المبادرات تعتبر خدمة جليلة لأدب وثقافة شعبنا التقدمية. لهذا نأمل الموفقية والنجاح الدائم لهذە المٶسسة الثقافية ونتمنی الصحة والعمر المديد لصديقنا العزيز محمد الملا عبدالکريم المدرس.











 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات