| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 13 /6/ 2011

 

قط الوالي

كاظم العبودي
ksppar@gmail.com

نصحني احد الأصدقاء بأن أطور نفسي بكتابه المقال الصحفي الساخر عبر قراءة الكتابات الساخرة والاطلاع على بعض المصادر وأعارني كتاب السخرية السياسية العربية للكاتب خالد القشطيني مما دفعني ان ابحث بهذا المجال الذي وجدته علم قائم بحد ذاته وبحراً مترامي الأطراف ومثلي لا يجيد العوم فيه . لكن ما حدث لي أثناء هذه البحث مواقف تعدت طرافتها طرافة المواقف التي ذكرها القشطيني في كتابه منها :

كنت أقرأ بأحد الكتب التي تحكي طرائف ساخرة بساعة متأخرة من الليل وعلى ضوء مصباح الشحن الخافت ، الموقف طريف كانت فحواه إن قراقوش قائد صلاح الدين الأيوبي الذي حكم مصر ، حكم على حداد بالإعدام لأنه قتل شخصاً لكن أهل الناحية طلبوا منه أن يعفي عن ذلك الحداد لانهم بحاجته وهو الوحيد بالناحية في هذه الأثناء مر قفاص (يعمل الاقفاص)

فقال : قراقوش أو لديكم قفاصين قالوا نعم قال: اذاً اعدموا بداله هذا القفاص فضحكت بصوت مرتفع دون أن اشعر وعلى تلك الضحكة البريئة جلس الأهل بعضهم يصيح (كاظم كاظم) والبعض الاخر يصيح (بابا بابا) معتقدين أني احلم ، مندهشين من الموقف .

فيما كان الموقف الثاني أقوى واكبر بكثير عندما جلست بجانب أمي متكئاً على وسادتي بساعة متأخرة من الليل وإذا بورقة جرفتها خفقات المروحة وهي احد أوراقي التي سحبتها من الانترنت حول بعض المواقف الساخرة ، الورقة كانت قريبة مني وأخذت أحدق بها و اقرأ سطورها بوضوح وروية دون ان امسكها أو أتمتم بكلماتها فقرأت موقفاً طريفاً كان يحكي ان رجل جاء من العمل فوجد قطاً صغيراً ملقى في الطريق قد شارف على الهلاك فجلب القط للبيت وقال : لزوجته اعتني به فأنه مسكين اعتنت به كأنه احد أولادها حتى كبر لكن القط نكر الفضل وتمرد على أهل نعمته واخذ يسرق البيض ويأكل الدجاج و يتغوط على الفراش ويصول ويجول وتمادى كثيراً حتى كون مجموعة من القطط السائبة بقيادته فأخذ الرجل يرمي القط بعيداً لكن القط يعود كلما رماه حتى اعتقد انه لا يستطيع الخلاص منه إلا بقتله فاقترحت الزوجة عليه وضعه في قفة فيها قير لكي يلصق فيها ويرميه بمجرى النهر فيجرفه لمكان بعيد ففعل الرجل ذلك وصادف انه كان الوالي جالساً في باحة قصره المطل على النهر فشاهد تلك القفة فقال لجلاوزته اجلبوها لنرى ما فيها فجاءوه بالقفة وفيها القط قال: الوالي علقوا على رقبته قلادة مكتوب عليها انه قط الوالي يفعل ما يشاء و أطلقوه ، أسرع القط لذلك الرجل المسكين وعائلته الذين كانوا محيطين بسمكة كبيرة أعدوها لانهم تخلصوا من القط وإذا بالقط يلقف السمكة ويهرب بها للسطح والجميع وراءه حتى امسكوا به فوجدوا القلادة وما مكتوب عليها فقال الرجل (احنه بلا والي ما حاملينه وهو قط الوالي شراح يسوي) فأخذت اضحك بصوت عال و إذا بأمي ترشقني بالماء وهي تصيح (اسم الله اسم الله) وأسرعت للمعرض وجلبت القرآن وتربة فوضعت القرآن على رأسي والتربة بيميني اعتقاداً منها بأنني جننت (لبكت) أو أصابني مس ! ومن هذا تبين لي صدق القائل شر البلية ما يضحك ففي البلاوي التي قرأتها طرفة جميلة لكن فيها مظالم وسفك دماء وسذاجة واستهتار من قبل الولاة بدماء وممتلكات الشعوب وهي تتكرر في كل يوم وساعة فقراقوش تمثل لي بصدام و أزلامه عندما أبدل المجرمين و أصحاب الجيوب الثقيلة بالمجانين والأبرياء من معتقلين والمخطوفين من قبل رجال الاستخبارات والأمن عند تنفيذ أوامر الإعدام اما قط الوالي فهم المفسدين في يومنا هذا و تستر المسؤولين عليهم ودفاعهم عنهم بعد إن أنكروا الفضل والنعمة التي هم فيها اليوم عندما كانوا على أرصفة الشوارع يتلاقفون أنفاسهم الأخيرة فكفروا بالنعمة التي بين أيديهم من جاه ومنصب ولم يشكروا صاحب الفضل عليهم العراق وشعبه الذي جاء بهم من الشوارع كما فعل ذلك الرجل بالقط اللعين فاخذوا يكونون حلقات فساد و إفساد يساندهم فيها المسؤول بعلمه وبدونه تماماً كما فعل الوالي عندما أطلق القط دون علم ومعرفة بما فعله القط وإلا ما تبرير أن يرفض وزير استجواب موظفيه من قبل عضوا لجنة النزاهة في البرلمان ومطالبة باقالته إلا يعتبر تستر على المفسدين ومساندة للقطط البشرية ؟ التي تنتشر في كل دوائر الدولة وتتجمع في المطابخ الدسمة كما حدث في صفقة الزيت الفاسد ولعب الاطفال بدل التجهيزات الكهربائية وغيرها.


 

free web counter

 

أرشيف المقالات