| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة  13 / 9 / 2013

 

الحرية والديمقراطية

د. حافظ شكر التكمجي

إن هاتين الموضوعتين لا تنفصل أحداها عن الأخرى، فهما متلازمتان ولا يمكن تصور أحداها بشكل منفصل عن الأخرى. كما لا يمكن تصور بلد تنعدم فيه الحرية ويمكن أن يحظى بديمقراطية حقيقية. لقد انعدمت الحرية، حرية الرأي والنشاط البناء، في جميع الأنظمة الديكتاتورية عبر التاريخ. فلم تنعم هذه البلدان بديمقراطية حقيقية. وإذا وجدت هناك هياكل ديمقراطية زائفة فهي مكرسة لخدمة النظام الديكتاتوري. ونفس الشيء يقال بالنسبة للبلدان التي تمارس فيها الديمقراطية دون أن يكون للحرية فيها أي مكان. إنني أحاول في هذا المجال أن ألقي الضوء على هاتين الموضوعتين ذات الأهمية بالنسبة للشعوب والأوطان، وإمكانية بناء حياة تتسم بالسلام والعمل البناء في ظل من الحريات الإنسانية ونظام ديمقراطي سليم.

أولاً .......الحرية
إنني أحاول أن أتناول موضوعة الحرية...حرية الإنسان في أن يعيش بدون قيود وعوائق وشروط مجتمعية أو مؤسساتية. لقد أمضيت أكبر قسط من حياتي وأنا أعاني من فقدان هذه الحرية، وفي الكفاح من أجل التمتع بجزء ممكن منها. إنني لا أقصد الحرية المطلقة...بل حدود الحرية التي لا تعود بالأذى على الإنسان الآخر. وهذا الحد مازال موضوع اختلاف في الرأي والاجتهاد. إن أحد أسرار سعادة الإنسان هو الدراسة والتفكير والتوصل إلى رأي في أي شأن من مختلف الشؤون الحياتية. ولقد تبين أن الحرية الحقيقية لا تتحقق عن طريق الأوامر والقرارات والتشريعات فحسب. أنها في الواقع حصيلة بناء طويل وطويل الأمد ويمتد عبر سنين وقرون. إنها تبنى لبنة لبنة وعبر تضحيات جسيمة. إنها سلسلة من القناعات ومن العمل والتوعية ومن التضحيات المريرة والنكسات. إن حرية الإنسان في كافة الميادين الفكرية والحياتية ليست أمراً تلقائياً. لقد مرّ الإنسان في مسار البشرية بمراحل فرضت عليه خلالها القيود والحدود لمصلحة الأفراد والطبقات التي سيطرت على زمام السلطة وعلى إدارة الأمور في العائلة وفي القبيلة وفي القرية وفي الدولة. وأصبحت الحرية بالنسبة للأفراد والمجتمعات طموحات نبيلة، إن لم تتحقق بالوسائل السلمية، فإن الإنسان كان مجبراً على اللجوء إلى الوسائل غير السلمية. إنها كفاح طويل...عملية إقناع واقتناع صعبة وعسيرة جداً. وإن ما نشاهده في المجتمعات المتقدمة وخاصة في مؤشرات الحرية والاستقلالية، سواء في الظروف المادية أو في الشروط المعنوية السائدة، ما هي حتى الآن إلاّ خطوات في الاتجاه السليم من أجل تحطيم الأسوار والقيود والمخلفات التي كبلت البشرية من كل جانب عبر الزمان والمكان.

إن الحرية بمفهومها المتقدم موجودة في الحياة اليومية وفي الممارسة كاتجاه، لا يتحقق حسب رأيي في مستويات أعلى ، كماً ونوعاً وتنوعاً، إلاّ بعد الوصول إلى مجتمع اشتراكي يزول فيه استغلال الإنسان لأخيه الإنسان. مجتمع الاشتراكية الحقيقية حيث يتحرر الإنسان من كافة ترسبات الأنانية والفردية والمكاسب الشخصية. في هذا المجتمع، يعمل الإنسان على المستوى الفردي والمجتمعي بوعي وإرادة عبر إشاعة مفهوم الحرية والتعاضد باعتبارهما اوكسجين الحياة والمستقبل. إن بناء الحرية والسعادة يسيران سوية كالقدمين عند الكائن الحي.

لقد أصبت بخيبة أمل ومرارات عميقة عند زيارتي للعديد من الدول الغربية والدول التي كانت تسعى لبناء الاشتراكية. إنني لا أتحدث عن الرشوة والارتشاء التي يمارسها المسؤولون ورجال الصحافة وغيرهم من الذين صادفت بعضهم، وما لمسته من "تمثيليات" الديمقراطية والحرية في البرلمان البريطاني عام 1959 وفي الكونغرس الأمريكي عام 1961، وحضور كبار المسؤولين الفرنسيين إلى السفارة العراقية وسفارات الدول المنتجة للنفط للتوسل في الحصول على صفقات كبيرة لشركاتهم. وإنما أشير إلى اللقاءات الشعبية والنقاشات السياسية التي أجريتها في بعض الدول التي كانت تعمل لبناء الاشتراكية، خاصة في الاتحاد السوفييتي وجيكوسلوفاكيا ورومانيا ويوغسلافيا، إضافة إلى زياة اليابان مرتين والتعرف على آلية العلاقة واتخاذ القرارات في الشركات وأجهزة الدولة. لقد كانت الحرية غائبة في أكثر الأحيان، وإن ما يسمى بالحرية والديمقراطية تنطويان على جزء غير ضئيل من التضليل وسوء الفهم. وهذا ما جعلني أيقن أكثر فأكثر بأن طريق الحرية هو طريق طويل ومزروع بالألغام والخداع من قبل الطبقات المهيمنة على الحكم، وإن الإنسان سيبقى في صراع من أجل الحرية. ومن اللافت أحياناً إن هذا الإنسان يعمل ضد تحقيق الحرية الحقيقية جهلاً وخداعاً. إن الحرية الحقيقية لن تتحقق إلاّ في مجتمع ينتهي فيه فعلاً استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، في مجتمع اشتراكي متين ومتحضر ومتآخي تسوده الرفاهية.

كنت أكتب هذه التأملات وانقطع التيار الكهربائي. وابتدأت ليلة أخرى نعيشها على ضوء الفانوس النفطي الكريه الضوء والرائحة. ليالي ما أشقاها...ظلام يخيم على عراقنا الحبيب... على كل شيء حولك وفي داخلك...ظلام ثقيل تكاد بصعوبة أن تزيل ثقله الأشعة البائسة للفانوس. إن هذا الضوء الخافت المتأرج يجر أذياله ببطئ ويبعث في النفس الكآبة والسأم والانحلال. إنه يعكس انكساراً في الروح وفي أفكار التفاؤل يشوّش على الصورة الزاهية الألوان المكتنزة في الواقع والأحلام. إنها تمثل الردة...الرجوع إلى الوراء مئات السنين....الارتجاج في وضوح الرؤية للحاضر وللمستقبل. أتذكر هنا لحظة اللقاءات المتميزة التي جرت في فيتنام مع عدد من كبار قادة المقاومة. لقد قضوا سنوات مديدة في قنوات وممرات ترابية طويلة ومظلمة خلال حرب التحرير وتحت وطأة نيران الاستعمار الفرنسي وبعده الاستعمار الأمريكي، وذاقوا قسوة الحرمان والجوع، وحرموا من أبسط وأبسط مستلزمات البقاء على قيد الحياة. ولكنهم يتحدثون عن تلك الفترة بفخر واعتزاز عجيبين والابتسامة على وجوههم. أين السر؟. سؤال من بين أسئلة كثيرة تخص واقعنا. السؤال والجواب يجرحان وينزفان بعمق. إن أساس القضية العراقية...الفانوس العراقي ليس العدو الأجنبي. إنه إنسان عراقي...إنه إنسان عربي من لحمنا ودمنا يقوم بتخريب كل شيء. لأنه فقد زمام السلطة والقوة والمال ويقوم بالتخريب مع بصيص من الأمل في العودة حتى ولو على انقاض خراب البلاد.

إن الفانوس هو ليس الباعث الأوحد للنفس المكسورة. هناك أسباب كثيرة أخرى وأسئلة أخرى أهمها إن القوى الدولية التي كانت وما تزال المصدر الأكبر للشر وحرف مسيرة البشرية، هذه القوة الشريرة ساعدت العراق على التحرر من شر كبير لم يكن بالإمكان إزاحته بدونها. إن هذه القوة الجبارة اعطيت الفرصة الذهبية لتنقض على الفريسة المغرورة الغبية وتفترس رأسها وتعمل على تنفيذ الأجندة الخاصة بها مهما توافقت في أجزاء مهمة مع مصلحة الشعب العراقي. ومن المحتمل أن تحصل آثار كارثية أثناء تطبيق هذه القوة لمخططاتها وفهمها وتطبيقاتها على الأرض. وها نحن نعيش بعض هذه الآثار. فبعد أن جرى القضاء على رأس النظام والتمثال الرمز الذي كان بالأساس من صنعها وتحت حمايتها، فإن كل ما نخشاه هو أن يخلق تمثال أو أكثر ليس أقل سوءاً من سابقه رغم شعارات الحرية والديمقراطية. ولكنني اعتقد أن الشعب الذي خرج من القمقم الإرهابي سوف لا يكون من السهولة إعادته إلى شكل آخر من القماقم. إن المعركة أصبحت رهيبة مع القوى الإرهابية والإجرامية التي هيأها النظام السابق لمثل هذه الأيام، وجند النظام أعداداً من العرب لهذه المهمة.

لقد برزت على الساحة رموز جديدة لهيئات إسلامية تمتهن التحريض على الإرهاب بذريعة وحجة مقاومة الاحتلال. وأتساءل مع نفسي أحياناً كيف يبرر شخص يشار إليه إعلامياً على أنه من كبار رجال الدين قيامه، أمام الملأ بحلف اليمين باسم الخالق وبأغلظ الإيمان، بتقديم معلومة يعلم معظم الناس إنها كاذبة وإنه يكذب. إن أتباعه يقبلون بهذا الكذب ويعرفون الدافع للكذب ويقدرونه لأنه يكذب. إن حصيلة هذه الكذبة هو تعريض حياة مئات الناس وآلاف الأبرياء للهلاك. وبالفعل ذهبت ضحايا كثيرة. ويجري تداول مثل هذه الأكاذيب على المستوى العراقي والعربي بوجه خاص عبر الفضائيات المكرسة ضد التغيير الذي حصل في العراق....ضد العراق الجديد الذي سيزلزل الانظمة الاستبدادية العربية من أساسها.

إن العراق اليوم يواجه تحالفاً عالمياً غادراً على غرار ما حصل بعد ثورة تموز عام 1958، مع اختلاف مهم هو أن الاستعمار الأمريكي لم يكن المحرك الرئيسي فيه. فلقد تحالفت الولايات المتحدة وبريطانيا وأدارت عملية اسقاط 14 تموز على يد نظام عبد الناصر وبدعم مالي ولوجستي من الأنظمة العربية الأخرى، التي قدمت الدعم لأعتى القوى الفاشية في العالم العربي من بعثيين وقوميين وعروبيين. وبعد أن فشلوا في اغتيال عبد الكريم قاسم وفي مؤامرة الشواف في الموصل، نجحوا في 8 شباط عام 1963. ولعبت طبيعة الحكم القاسمي واختراقه من قبل أعداء النظام دوراً مهماً في افشال المقاومة ضد المؤامرة.

إنني أرى بملئ عيني مؤآمرة ضخمة على المستوى العربي كان يقودها حسني مبارك بصمت وليس بالاسلوب المكشوف الذي مارسه عبد الناصر بعد ثورة تموز. وتشترك في المؤآمرة معظم الأنظمة العربية، إن لم يكن جميعها وخاصة السعودية ودول الخليج. ويلعب الطابور الخامس النفطي الخارجي المخابراتي لنظام صدام حسين، الذي يضم كفاءات عالية ومنظمة ومزودة بأموال هائلة جرى جمعها منذ بداية حكم البعث عام 1968 (5% من ايرادات النفط)، وبضاف إليها ما سرق من موارد النفط (10%) عبر برنامج "النفط مقابل الغذاء". كما يضاف إلى كل ذلك ما سرق من البنك المركزي والبنوك الأخرى وأموال الدولة قبل أيام من سقوط النظام عام 2003 وبعده. لقد التحقت بالطابور الخامس قيادات البعث السياسية والعسكرية مدعومة من قبل جهات متنفذة في حكومات الدول العربية والاعلام العربية والأجنبية والفضائيات. أقول إن هذه الأطراف المتجبرة والقوية، وهي أطراف ذات نفوذ في أمريكا وكانت تمارس الضغط في العالم العربي وتعمل على انسحاب أمريكا من العراق كما فعلت في عام 1991. وهنا يكمن أحد المخاطر التي تواجه القوى الوطنية في مواجهة الإرهاب والتنظيمات المسلحة للبعثيين والتكفيريين. وهناك مخاطر تواجه التنظيمات الوطنية بشكل عام والدينية على وجه الخصوص. وتجري حالياً مناورات لتشتيت هذه القوى واضعافها، خاصة وأن الأخيرة ، أي الإسلامية، جديدة على ممارسة إدارة الدولة وتعاني من ضعف في الكفاءة السياسية والعسكرية.

هي ذي اشارات بارزة لما يكتنف الأوضاع الراهنة من مخاطر، وما أشعر به على ضوء الفانوس الذي يشكل في ظروف أخرى مصدراً لجو رومانسي أو شاعري.

ثانياً...الديمقراطية
الديمقراطية مفردة جميلة وساحرة، وتعني حرية الإنسان، وتعني أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، كما تعني أمور أخرى. أما بالنسبة إلى العراق فتعني ثورة في الأخلاق والقيم على كل ما كدسته قرون الاضطهاد والاستغلال والطغيان الفاشي الأعمى. وتعني هذه المفردة زلزال في كل المفاهيم التي غرستها الأنظمة السابقة في عقول الناس نساءاً ورجالاً. إن الديمقراطية مفتاح لحياة مستقرة يتعامل بها البشر بعضهم مع بعض ويعملون بمحبة وتفاهم وعلى قدم المساواة.

إن مسألة بهذه الأهمية والخطورة، أي الديمقراطية، وهي جديدة على الشعب العراقي تحتاج في حقيقة الأمر إلى الدعوة للقيام بحملة شاملة لنشر الوعي الديمقراطي، وتساهم فيها كل طبقات الشعب في البيت والمدرسة والدائرة والشارع وفي جميع الأماكن وخلال مختلف العهود. لقد تعوّد الرأي العام على شن حملات وطنية لمكافحة الأمية ومكافحة التدخين والمخدرات والأمراض والأوبئة، إضافة إلى الحملات الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل والمعوقين الخ. إنني أعتقد بالنسبة للعراق وفي هذه المرحلة الدقيقة، هذه المرحلة الحساسة..مرحلة التحرر من أبشع نظام ديكتاتوري إجرامي حرق الأرض وما عليها من ثروات بشرية وطبيعية، وكبل العراق بالتزامات مالية لعشرات السنين، فإن الإنسان العراقي، العامل والفلاح والمثقف...الصغير والكبير والمرأة والرجل، يحتاج إلى القيام بحملة واسعة جداً وفعالة في كل المجالات ليتعرف كل إنسان عراقي على ماهية الديمقراطية وأبعادها الاجتماعية والاقتصادية الراهنة والمستقبلية، كي يتمسك بها ويساهم بنشاط في ممارستها للحصول على حقوقه والارتفاع بالقيم الإنسانية وإدراك مغزى الحياة المشتركة القائمة على الثقة والاحترام المتبادل والمحبة والتعاون والانتاج لخدمة الجميع. لقد كانت الأنظمة السابقة قائمة على العنف وإبادة الخصم وإلغاء الرأي الآخر والتجهيل والنفاق وشراء الذمم والكذب والرشوة. واهتمت بتبذير أموال الشعب وثرواته النفطية على وجه الخصوص على التسليح لحماية النظام والعدوان والبذخ في بناء القصور وشراء ذمم الإعلاميين في الداخل والخارج، وعلى سرقة الأموال وتكديسها في حسابات بنكية خارج البلاد. ولابد أن تتفتح عيون الناس على ما كان يجري لتجنب تكراره. إن مآسي وكوارث الماضي لا يخفت أثرها بمرور الأيام إلاّ إذا بدأت فوراً حملة وطنية شاملة ومنظمة للتثقيف والتوعية بالمفاهيم والأساليب الديمقراطية.

1 – إن زرع مفاهيم الديمقراطية بين أبناء الشعب كافة صغاراً وكباراً تحتاج إلى مشاركة جماعية من كافة المثقفين والمؤسسات والأحزاب والقوى السياسية والدينية المتنورة.

2 – إن إشاعة مفاهيم الديمقراطية تخص بالاساس كل إنسان عراقي. ولهذا فإنها عملية شاقة وتحتاج إلى تعبئة شاملة، وتحتاج إلى صبر ونفس طويل حتى يقتنع كل عراقي بأن الديمقراطية وممارستها تعني توفير حياة جديدة متحضرة ومستقرة تعم بالخير والسعادة عليه وعلى عائلته وعلى المجتمع بأجمعه. إنها عالم جديد يحترم فيه إنسانية الفرد ويوفر له العمل والسكن والمعيشة الحسنة بكل متطلباتها الثقافية والصحية والغذائية. إنها بناء عالم جديد تزول فيه تدريجياً البطالة وبناء بلد متقدم تسود فيه العدالة والمساواة.

3 – إن صعوبة تكريس الديمقراطية تنبع من أن الفرد العراقي عاش لقرون مديدة مهمشاً وحياة غير طبيعية وغير إنسانية ومحروماً من كل معالم الحرية والحضارة أختفت فيها علاقات المودة والثقة، وضعفت آفاق الأمل والاصلاح. إن مشاهد التخريب الواسعة والسرقة الفضيعة في كل أنحاء العراق وعلى كافة المستويات بعد إنهيار النظام عام 2003، لهي شواهد على عمق الأزمة الأخلاقية التي خلّفها النظام المقبور. إنها تدل على ضخامة المشكلة الاجتماعية والثقافية، وعلى حجم العمل الواجب القيام به لإعادة تثقيف الناس بأخلاق ومفاهيم سلمية بنّاءة جدية وعلى تطهير عقول وضمائر الناس من أدران نظام الظلم والفساد. إن هذه الآمال لا ترفع كشعارات، بل لتكرس كمنهاج عمل وخطط يجري البدء بتنفيذها بسرعة وباستمرار وتستوعب كل القوى الخيرة أسوة بما حصل في ألمانيا وايطاليا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية.

خلاصة القول، كانت هذه أفكار سريعة تدور حول أهم قضيتين أساسيتين، الحرية والديمقراطية، من شأنهما أن تبني عراق البناء والسلام.

صفنة عمر

يا خوية العمر واتعدى الثمانين
منين التفت ياخذني الونين
وين الأحبة.. أهل الشوق والحنين
آخ تطشرو! وغابو الى حين
ومنهم ودع الدنيا..بلا رنين
................
جنت أريد نعيش...نلتم سوية
لاجن الدهر يا ويل اشعمل بيه
أتلفت وحدي أناجي أقصى البرية
أناجي النفس لازم بعدين گمرية
يلتم الشمل ونضوگ طعم الحرية
الدنيا تصير خير وبسمات ممليه
وتعود المحبة من صدگ وردية
يا ريت الحلم يصير باچر بايديه

 

* هذا البحث عبارة عن مقتطفات من مذكراتي المعنونة" مذكرات إنسان وتحديات الزمان"، التي لم أكملها حتى الآن.

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات