| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                     الأربعاء 10/4/ 2013

 

تعليق على مقال الدكتور عدنان الظاهر
(
مع مرافئ الحب)

د. علي القاسمي

اطلعتُ اليوم على هذه المقالة التي كتبها الأخ الفاضل الدكتور عدنان الظاهر والتي تتناول روايتي الموسومة بــ (مرافئ الحب السبعة). ولي بعض الملاحظات :

أولاً،
يوجد في النقد الحديث مفهوم (عَقد القراءة)، أي أن الكاتب يعلن جنس روايته في عتبات النص كالغلاف والمقدمة، ويتعامل القارئ الكريم مع الكتاب على هذا الأساس. ولا يستطيع الناقد أن يعدّ الكتاب من جنس آخر ما لم يبرهن على ذلك. وغلاف كتابي يحمل في وسطه كلمة (رواية).

ثانياً، الرواية، مهما كان نوعها ( رواية تاريخية، رواية مذكرات، رواية سيرة ذاتية، إلخ.)، تنطلق من أرض الواقع إلى فضاء الخيال الواسع.

ثالثاً، يحرص النقد الحديث في تناوله الأعمال السردية على ضرورة التفريق بين مؤلّف العمل، وسارده، وشخصيته الرئيسة (البطل).
ولكن كاتب المقالة الفاضل أغفل ــ مع الأسف ــ هذه المبادئ الأساسية في النقد، ما نتج عنه ما يلي:
1)  يقول الكاتب الفاضل: " إن اعتراضي الأكبر هو أن القاسمي قد ادعى أنه درس الكيمياء."
والصحيح أن القاسمي لم يدّعِ يوماً أنه درس الكيمياء. ولكن الذي درسها ودرَّسها هو بطل الرواية (سليم الهاشمي).
2)  يقول الكاتب الفاضل إن القاسمي لم يذكر زوجته في الرواية. 
لماذا يذكرها القاسمي وبطل الرواية سليم الهاشمي لم يتزوج؟
3)  يقول الكاتب الفاضل إن القاسمي لم يهرب من العراق بعد الانقلاب.
وهذا صحيح. ولكن الذي هرب هو سليم الهاشمي بطل الرواية.
4)  يقول الكاتب الفاضل عن مؤلّف الرواية: " جعل طالبته تحمل منه، ولم تشأ أن تُسقط حملها". والصحيح أن مؤلِّف الرواية لم يعرف طالبة اسمها أثيرة. ولكن بطل الرواية سليم الهاشمي هو الذي طلب أن يتزوج بها وتحتفظ بالحمل، فرفضتْ هي.
5)  يقول الكاتب الفاضل: " أمر آخر حيّرني كثيراً: شكواه المرّة من الحزن والسواد وسوء الطالع والقلق وكوابيس الليل! القاسمي رجل ناجح حقق الكثير من طموحات الرجال، وكان محسوداً لذلك من قِبل الداني والقاصي."
الصحيح أن القاسمي لا يشكو عادةً. ولكن بطل الرواية سليم الهاشمي كان يشكو بسبب الظروف الصعبة والمواقف الحرجة التي وضعه فيها القاسمي، مؤلّف الرواية.

رابعاً، يبدو أن المقالة لم تستوعب الرواية جيداً، مثلاً:
1)  يسأل الكاتب الفاضل ما إذا كانت في القرى العراقية (أحواض سباحة خاصة).
وما ورد في الرواية هو حوض لسباحة البط. وتوجد في القرى كذلك احواض لسباحة السمك وتربيته.
2)  يقول الكاتب الفاضل: " لم يذكر القاسمي إلا اسمين في طول وعرض كتابه".
والصحيح أن الرواية تشتمل على أكثر من عشرين اسماً: حميدة، زيدان الفلسطيني، محمد، إدريس، فوزية التونسية، الضابط أحمد، فاطمة الإندونيسية، إلخ.
3)  يقول الكاتب الفاضل: " الدكتور القاسمي قد دخل المدرسة الابتدائية في ناحية علي الشرقي...وأكمل دراسته في كلية التربية في بغداد عام 1960."
والصحيح هو : ناحية الحمزة الشرقي  و... عام 1961.

خامساً، اعتبر الكاتب الفاضل بعض عبارات الرواية غير صحيحة، في حين أنها سليمة لغوياً. مثلاً:
1)  يقول إن الفعل ( تستسيغ) خطأ، والصحيح (تسيغ).
والفعل كما ورد في الرواية صحيح. ولكن الكاتب الفاضل خلط بين فعلين: (ساغ يسوغ سوغاً) و (ساغ يسيغ سيغاً).
2)  يقول إن استعمال ( هل ما زال...؟) خطأ.
وهذا الاستعمال سليم لغوياً ونحوياً وأسلوبياً، وهو موجود بكثرة في الشعر والنثر قديماً وحديثاً، مثل: (هل ما زال الخضر حياً؟) و (هل ما زالت الأميرة نائمة؟).

سادساً، إن غاية النقد الحديث هو الكشف عن جماليات النص الأدبي لمساعدة القارئ الكريم على تلقي النص وتذوّقه والانتفاع به. وكنتُ آمل أن تكشف المقالة عن القضايا الثقافية والفكرية والسياسية والرمزية التي تناولتها الرواية.

مع تحيتي الطيبة للقراء الكرام وللكاتب الفاضل، وتمنياتي بالتوفيق.
 

 

 

 


 

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات