|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين 05/11/ 2012                                 زكي رضا                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

السيد الاعرجي انكم تدعون من لا تعرفونه

زكي رضا

هدد السيد الاعرجي امام جمعة الكاظمية وعلى خلاف الدستور والحياة البرلمانية الحكومة العراقية بالدعاء عليها خلال شهر محرم القادم اذا لم تلبي طلبه  باللاءات الاربعة " لا للتبرج، لا للغناء، لا للخمر، لا للقمار"، ويبدو ان الاعرجي وحتى قبل حلول شهر محرم وعلى الرغم من عدم وجود رد واضح من الحكومة العراقية لليوم قام مستقويا بتياره الصدري وميليشياته بتوجيه الانذار للباعة والكسبة في مدينة الكاظمية، عندما ذهب اليهم ل "ينهيهم" عن بيع الاقراص الغنائية والافلام وليفقد هؤلاء الكسبة مصدر رزقهم الوحيد. والمفارقة هو ان السلطات العراقية لم تحرك للان ساكنا تجاه خطوة الاعرجي هذه، والتي تعتبر بادرة خطرة جدا على الحياة المدنية في البلد، وتفسح المجال في حال عدم التصدي لها الباب واسعا امام رجال دين اخرين في تطبيق ما يشتهونه من قرارت  على الضد مما جاء به الدستور العراقي الذي كفل الحريات الشخصية للناس.

من المعروف ان الدعاء يسمى سهام الاسحار وهو على نوعين الاول الاوراد "مفردها وِرد" والاذكار " مفردها ذِكر" وهذه الادعية تكون في كل يوم وليلة والمراد منها بسط الرزق والمقاصد الاخرى وغيرها من الامور، والنوع الثاني هو المناجاة وتشمل التوبة والاستغفار والتضرع لله، ويحبذ وفق ما جاء به الادب الاسلامي من شروحات مختلفة للعديد من رجال الدين ان يكون وقت الدعاء في الثلث الاخير من الليل ولم يحددوا اياما او شهورا معينة للدعاء، عكس السيد الاعرجي الذي فضّل عدم الدعاء في هذه الايام مهددا الحكومة العراقية بالدعاء عليها في شهر محرم، فهل الله يستجيب للداعين اليه في هذا الشهر فقط؟ كما وينقل عن الامام علي (ع) ما معناه (ان الدعاء الذي وعد الله سبحانه باجابته قليل جدا) فهل السيد الاعرجي متأكد من الله سيستجيب لدعائه؟ ولماذا لم يقم السيد الاعرجي وغيره بالدعاء على المجرم صدام حسين وهو يدك العتبات المقدسة بالصواريخ ويذل شعبا باكمله، ام انه قد دعاه ولم يستجب الله لدعائه ولماذا؟ علما اننا متيقنين من اجرام صدام حسين وبطشه وتدميره الذي طال كل شيء في العراق.

كما وانني لا ادري لماذا لا يرفع رجل دين واثق من استجابة الله لدعائه يديه ونحن معه حتى يبان بياض ابطيه، متوسلا ومتضرعا للباري عز وجل في ان يلين قلوب سياسيي العراق عسى ان يكفوا عن سرقاتهم ويلتفتوا الى حاجات شعبنا من خدمات يفتقدونها. ام ان المدارس الطينية والاخرى الايلة للسقوط على رؤوس التلاميذ ونقص المستشفيات وعدم توفر مياه الشرب النظيفة ومشكلة الكهرباء المستديمة لليوم والولادات المشوهه للاطفال العراقيين وجفاف وتصحر الارض والرشوة والمحسوبية والفساد والبطالة، هي من الامور التي لا تحتاج الى ان نتوجه من اجلها الى الله طالبين اياه بكشف الغمة عنّا نحن عبّاده المساكين. او لان السيد الاعرجي يعتبر هذه الامور من الصغائر مقابل الكبائر مثل التبرج مثلا!!؟؟

يقال ان رجلا سأل الامام الصادق (ع) عن علة عدم استجابة الله لدعائهم بقوله "الامام الصادق" لانكم تدعون من لا تعرفونه، وانكم ايها السيد الاعرجي تدعون من لا تعرفونه، والا لكنت قد رفعت يديك بالدعاء من اجل الفقراء والارامل والايتام والمساكين وهم متواجدون حيث كنت في الامس تهدد الباعة البسطاء.

السيد الاعرجي متى تفتحون ابواب محاكم التفتيش؟

 

5/11/2012
الدنمارك

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter