|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  18  / 9  / 2007                                 زكي رضا                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

المهجرون المدللون

زكي رضا
(موقع الناس) 

قد يبدو العنوان غريبا بعض الشيء ، فهل من المعقول ان يهجر شخصا ما من وطنه ، وتصادر الدولة كل ما يملك من اموال منقولة وغير منقولة ووثائق وشهادات دراسية ويكون مدللا ، وهل هناك مهجر مدلل واخر بائس ؟

نعم ، فبنظرة بسيطة ( على ان تكون محايدة ) على مأساة المهجرين من الكرد الفيليين مقارنة مع من سبقهم من مهجري ولاجئي الكرد من اقليم كردستان والذين سكن الكثير منهم في ايران ( منطقة عظيمية في كرج ) بعد انهيار الثورة الكردية . وممن هجرمعهم من عراقيي المحافظات المقدسة كالنجف وكربلاء والكاظمية او من التجأ منهم الى ايران منذ شهر نيسان ١٩٨٠ .

نعم ، يستطيع المتابع المنصف على اوضاع الكرد الفيليين مقارنة مع الاخرين ، ان يرى ويلمس مدى الحيف والقهر الذي عانى ولازال يعاني منه الفيلي مقارنة مع ابناء قوميته من الكرد او من ابناء مذهبه من الشيعة . وخصوصا وانهم على قمة الهرم السياسي في عراق اليوم.

فالمهجر الشيعي والكردي ( كردستان ) لم يستعيد حقوقه وما فقده فقط بل اصبح رئيسا للجمهورية وللوزراء ووزيرا و ممثلا في البرلمان ويشغل بقية المراكز العليا في الدولة ( الكرد الفيليين على قلتهم في مختلف اجهزة الدولة يمثلون القوائم التي ينضوون تحتها ) . اما الكردي الفيلي فلا زال في المربع الاول يبحث عن حقوقه اوعن دار مغتصبة له يحاول استردادها ليعيش فيها ما تبقى من عمره واولاده بكرامة.

ان التمييز القومي والطائفي الذي عانى منه الكرد الفيليين من قبل الحكومات العراقية قبل التاسع من نيسان ٢٠٠٣ لازال مستمرا بشكل او بأخر ليومنا هذا . وسيستمر ولا يلتفت احدا الى انصافهم واعادة حقوقهم ما لم يعملوا هم بأنفسهم على استعادتها . فهم ليسوا بحاجة الى قرارات من اي مسؤول في السلطة التنفيذية مهما كان حجمه . ولا الى احاديث في الندوات والمؤتمرات الصحفية لتطييب الخواطر . ولا الى الوعود المعسولة من قبل الرباعية او الخماسية والتي هدفها العمل على الكسب الانتخابي الرخيص مستقبلا . بل هم بحاجة الى قرارات مصادق عليها من البرلمان بصفته اعلى سلطة تشريعية في البلد .

ليعرف المسؤولين العراقيين ( من الشيعة والكرد ) جيدا من ان الاكراد الفيلية لن يكونوا صوتا انتخابيا مستقبلا دون ثمن . فلديهم حقوق وسيعملون على استردادها بالنضال المستمر وبالطرق القانونية المتاحة .

اما الفيلي فعليه ان يعي جيدا من ان الحقوق كالحريات تؤخذ ولا تعطى .


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter