|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  14  / 12 / 2016                                 زكي رضا                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

سپايكرمان يهدد بصولة "فرسان" جديدة

زكي رضا
(موقع الناس) 

كل يوم يثبت حزب الدعوة الإسلامية من أنّه خير وريث للبعث الفاشي في حكم العراق، فهذا الحزب الذي هيمن على السلطة نتيجة خلاف الحكيميون والصدريون وقتها ليرسّخ بعدها دولة العصابات، أدخل العراق ومعه بقية الأحزاب الشيعية وباقي قوى المحاصصة في عنق زجاجة الموت والدمار. فحزب الدعوة وزعيمه يقلّدان البعث وزعيمه تقليدا حرفيا في بعض الأحيان.

فكسر إضرابات العمّال والجماهير بالحديد والنار وإتّهامهم من أنهم طابور خامس وعملاء بحق الوطن والشعب التي برع بها البعثيون وصدّامهم كقمعهم لإضراب عمّال الزيوت في الخامس من تشرين أول / أكتوبر سنة 1969 على سبيل المثال، أعادها الدعاة ونوريّهم في قمعهم لتظاهرات شعبنا عام 2011 تحت نفس الأسباب. وحينها حلّقت حوّامات حزب الدعوة بشكل منخفض على رؤوس الجماهير المطالبة بالإصلاح السياسي لبثّ الرعب فيهم، فيما كان بعض كوادرهم يراقب الجماهير من بناية المطعم التركي ليوجّه العصابات وأبناء العشائر التي إستقدمها المالكي وحزبه نحو ساحة التحرير لفضّ التظاهرة بالأسلحة الباردة كالسكاكين والهراوات، مع صمت مريب من الأجهزة الأمنية حينها وكأن الأمر لا يعنيها. ولجوء صدّام الى العشائر لتثبيت سلطته لمعرفته بخسّة شيوخ العشائر وإستعدادهم الدائم لبيع كل شيء للذي يدفع لهم أكثر، هو ما يقوم به نوري تحديدا لذا نراه يهرول اليهم قبل كل إنتخابات لشراء ضمائرهم، أو ليسوا نفس الشيوخ الذين باعوا الحسين بدراهم زيوف ليزيد بن معاوية؟

المالكي كما صدّام مغامر وفاشل ومتعطّش للسلطة وعصابچي، وكما يعتبر صدّام حسين وحزبه الدموي مجرمين وأوصلوا العراق الى شفير الهاوية فإنّ المالكي وحزبه بسياستهم الطائفية وعمالتهم للأجنبي رموا العراق في تلك الهاوية. وكما كنّا نتهم الأرعن صدّام حسين وحزبه الدموي وهما على رأس السلطة بمسؤليتهما المباشرة عن الدمار الذي حل بوطننا، فعلينا أن لا نتوانى ولو للحظة بإتهام المالكي وحزبه بكل الجرائم التي مرّت على بلدنا منذ الإحتلال لليوم كونهما على رأس السلطة. فنوري مسؤول عن تغطية ملّفات فساد تقدّر بمئات مليارات الدولارات من قوت شعبنا كون الفاسدين من عائلته أو حزبه أو بطانته، وهذا ما دعاه للسكوت عن سرقات الآخرين من شركائه سواء كانوا من التحالف الشيعي أو الكوردي أو السنّي، وبذا بدّد الثروة الوطنية العراقي وأوصل الإقتصاد العراقي الى ما دون الخطوط الحمراء والتي تنذر مستقبلا ولعدم تنويع مصادر الدخل بعواقب وخيمة جدا لن يشعر بها شعبنا الّا بعد فوات الأوان وللأسف الشديد. ونوري هو المسؤول عن جريمة سپايكروسقوط الموصل وبقية المحافظات العراقية كونه كان حينها قائدا عاما للقوات المسّلحة، كما نعتبر صدّام مسؤولا عن الدمار الذي حلّ بالعراق كونه كان قائدا عاما للقوات المسلّحة أيضا، هذا إذا كنّا منصفين في تناولنا للأحداث خدمة لمصلحة الوطن وبعيدا عن تأليه المجرمين.

أنّ ما حدث للمالكي في الجنوب "الشيعي" قد يكون تصفية حسابات بين قوى شيعية متنافسة الّا أنها بالنهاية شريكة بنهب ثروات شعبنا وتهديد أمن وطننا للخطر، أو يكون ردّ فعل لجماهير غاضبة نتيجة عدم محاسبة المسؤولين عن جريمة سپايكر وسقوط الموصل وغيرهما من الجرائم، والتي يتحمّل نوري مسؤوليتها الدستورية والقانونية والأخلاقية بصفته رئيسا للوزراء وقائدا أعلى للقوات المسلحة. لكنّ المشكلة الكبرى هي في تهديد نوري وحزبه بصولة "فرسان" جديدة في البصرة! فهل تهديد نوري جاء بصفته زعيما لحزب الدعوة أم مسؤولا في الدولة العراقي، وهل يسمح له منصبه بتحريك قطعات عسكرية لمدينة عراقية ما لأن بعض جماهيرها منعوه من لقاء شيوخ عشائر باعوا ضمائرهم ووطنهم وإلقاء خطاب فيهم؟

إن كان نوري يهدّد جماهير البصرة بصفته الحزبية كأمين عام لحزب الدعوة الفاشي فهذا يتطلب محاكمته أمام قضاء نزيه وعادل، كونه سيستخدم حينها عصابات خارجة عن القانون لتنفيذ مهمّته هذه. وقد رأينا مجرما كالبطّاط يهدّد بصبغ شوارع العراق بالدماء دفاعا عن رمزه أي نوري! أمّا إن كان يهدد بصولته هذه بصفته مسؤولا في الدولة، فهذا يتطلب تقديمه للمحاكمة أيضا كون مركزه هو مركزا شرفيا وليس عسكريا أو تنفيذيا.

نوري وعصاباته ومدحت المحمود وقضاءه النزيه جدا!!... إذن فشعبنا بين لحيي الأسد وهو مفترسنا إن لم نرّوضهم ونضعهم في أقفاص لمحاكمتهم.


 

الدنمارك
1
4/12/2016



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter