| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأثنين 25 / 11 / 2024 يونس عاشور كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
أهمية الخبرة والتجربة في تحقيق المكاسب
يونس عاشور *
(موقع الناس)تأمل في خُطواتكَ وتاريخَ محطاتِ حياتكَ ستجدُها بصيغةِ التكاليف الزمنية المبهظة التي تستنزف جلّ عطاءك ومجهودك الذاتي الذي لم يكن للآخرين مشاركةً فعالةً ومباشرةً معكَ لرسـمِ توجهاتك وأهدافك ومنطلقات سوى إشارات وعلامات تستضيء بها الطريـق لتتعرّف على كيفية الوصول لمبدأ الأصول الغائية التي تتمحور حول تحقيق ما تصبو اليه.
ثمةَ تجفيف واجحاف وعدم تقييم وإنصاف لأعمالك وانجازاتك الزمنية التي قمتَ بتنفيذها على أكثر من صعيد لإرساء معالم نظرية وإنسانية قيمية تخدم الوجود الإنساني بما يتوجب عليه أن يقوم، فكانت تلك العمليات المُنجَزة والتي قمت بها ما فتئت حاضرةً وجليةً تؤتي ثمارها حيناً بعد حين، فهي أيقونة المؤشرات للموشورات العملية الصحيحة للجيل الصاعد لتكوينه وتقويمه على أساس المرتكزات التي يجب ان ينطلق منها الآخرون...!
فأنت لم ترتجي يوماً ما كلمة شكر أو كلمةَ عرفان أو كلمةَ تقدير أو كلمةَ إطراء وتبجيل لأجل تقويم شخصيّتك وانسانيّتك المرموقة والتي عادةً ما يبحث عنها الاخرون من أجل السمعة والتباهي والتألق الاجتماعي بين شرائح كافة المجتمع.
إنها صفحاتُ التاريخ المضيئة ورسمات التفاصيل الدقيقة التي تؤسس لمعنى النضال في أتون الحياة ومدى التفاعل الخلاق الذي يحقّق منتهاه بين الأنا والآخر بين الروح المعطاءة والطرف المتلقي لأسمى غايات النضج والتفكير الصحيح من منطلقات العقل السليم الذي يفكر بشكل مغاير عن الآخرين في سبيل تقدم الجهود حتى وإن كانت ذات تكلفة عالية لكن شأنها سيكون تحقيق المكاسب على مدى الزمن البعيد...!
إن تحقيق المكاسب يكمن في مدى رؤية الفرد إلى اقتناص الفرص بشتى الوسائل والعمل جاهداً نحو تقديم التضحيات وبذل الجهد لكن ذلك ينطوي ايضاً تحت مفهوم الخبرة والتجربة الزمنية التي تقوده إلى احراز الأشياء الثمينة في هذه الحياة، وذلك يرتكز على التخطيط والتطوير بأن يكون هنالك خطط زمنية من خلالها يستطيع الانسان عمل القياس بين الماضي والحاضر والمستقبل وبالتالي ينتفع من الأخطاء ويصححها ويبني عليها ويتجاوز العوائق والفواصل الزمنية التي ربما قد وقع في اتونها سابقاً بسبب عدم الرؤية او الخبرة الزمنية والتجريبية إضافة الى عامل التطوير هو الاساس في عملية البناء بما يمكن لنا ان نجعله رصيداً صاعداً لتجاربنا وخبراتنا العملية.
وما أحوجنا الى زيادة ومضاعفة الخبرات للاستفادة منها في عملية التقويم والبناء وما فائدة ان يكون لدى الانسان شهادة بدون أي خبرة أو تجربة في الحياة ومنبع ذلك يكمن في مفهوم التدريب والتجريب لدى المعاهد والمراكز العملية التي من شأنها ان تزود الانسان بمعارف وتدريبات تأهيلية تساعده على الدخول في سوق العمل وبالتالي تندمج التجربة بالخبرة ويحدث من خلالها تزاوج هذا التزاوج هو الذي يحقق لنا المكاسب والنتائج.
* كاتب وأكاديمي فلسفي