|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  24  / 9 / 2024                                        وهيب نديم وهبة                                     كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

حكايةُ قصيدةٍ وصورةٍ عتيقةٍ

وهيب نديم وهبة (*)
(موقع الناس)

هي للشِّعرِ الرُّوحُ، للكَلِمَاتِ المَعنَى، للقَلبِ الحُّبُّ. هي حكايةٌ؛ تَعُودُ للزَّمَنِ الغَابِرِ، زَمَنِ الشَّبَابِ. حينَ كانَ الحُّبُّ بِبَدلَتِهِ البَدِيعَةِ، يَدخُلُ مِن بَابِ القَلبِ ويَستَوطِنُ في الصَّالَةِ، بِكُلِّ أناقَةٍ، وَكِتمَانٍ. كَأنَّنَا في مَعرَكَةٍ، نُخفِي أسرَارَنَا عَن العِدا.

   

في ذَاكَ الزَّمَنِ... كانَ للعِشقِ راَئِحَةٌ وَلَونٌ وَبَرِيقٌ – كَانَت العُيُونُ تُشرِقُ بِالبَشَائِرِ وَتَسبِقُ خَطَوَاتِنَا الرِّيحُ... وَبَعدَ لِقَائِنَا المَسرُوقِ مِن لَحظَاتِ العُمرِ نَسيرُ حَتّى المَحَطَّةِ وَالمِقعَدِ الخَشَبِيِّ العَتيقِ. عِندَهَا هِي مُسَافِرَةٌ وَأنا العَائِدُ لِقَريَتي... يَومَهَا كَانَ المَطَرُ الخَفِيفُ يَجعَلُنَا نَقتَرِبُ مِن بَعضِنَا أَكثَر وَنَبتَعِدُ حَتّى آخِرِ الزَّاوِيَةِ في المَحَطَّةِ – كانَ حُبَّا وَليسَ خَوفًا مِن المَطَرِ. لَكِنَّ عُذرُنَا كَانَ المَطَرُ...

السَّنَواتُ تَمُرُّ وَالعُمرُ وَتُصبِحُ كُلُّ صُوَرِنا قَدِيمَةً وَتبقَى الذِّكرَى وَحِكَايَةُ قَصِيدَةٍ وَصُورَتِي أَيَّامَ العُمرِ الجَمِيلِ.

فُسْتَانُكِ الأَخضَرُ المَشغُولُ...
خَيَالُ شَاعِرٍ، وَمِقعَدُنَا الخَشَبِيُّ العَتِيقُ
مَحَطَّةُ سَفَرٍ يَلعَبُ فِيهَا الرِّيحُ
وَالسَّمَاءُ تُفَكِّرُ بِالمَطَرِ
وَنِصْفُ يَدِكِ الْيَمَامَةُ
تُحَاوِلُ أَنْ تَطِيرَ مِنْ يَدِي
وَفُستَانُكِ الرَّبِيعِيُّ يَأْخُذُنِي،
يَسرِقُ لِي مِنْ حَدَائِقِكِ حُلمَ الفَرَاشَاتِ...
وَتَبتَعِدِينَ...
تُسَافِرِينَ...
وَرَائِحَةُ عَبِيرِكِ وَرَبِيعِكِ
تُقِيمُ الدُّنيَا وَالآخِرَةَ
وَتُعلِنُ السَّمَاءُ المَطَرَ

 

(*) شاعر فلسطيني

 

 

 

 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter