|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  26  / 10  / 2022                                 تحسين المنذري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تشريبن الانتفاضة
تشرين الشرنقة... !!

تحسين المنذري
(موقع الناس)

بشغف كنت أنتظر ما سيحدث يوم 25/ تشرين أول/ 2022 لكي تتعزز عندي وجهة النظر الخاصة بإنتفاضة تشرين.

ففي عام 2019 حينما إنطلقت الهبّة الجماهيرية ـ الانتفاضة تفاءل جميع رافضي نظام المحاصصة ومخرجاته، وإندفع الكثيرون للاشتراك في الاحتجاج سيما في الايام الاولى ... لكن سرعان ما ظهرت أخطاء ونواقص الانتفاضة، وفي مقدمتها عدم الاعلان عن المنظمين والقادة الميدانيين ... مما سمح لقوى السلطة وميليشياتها من تخريب الانتفاضة، عن طريق الاختراقات المتعددة مرةً، والتعمية على نهج رفض مرتكزات الكتل الفكرية والسياسية في أخرى، وأيضا الاساليب التعسفية التي تمكنت سلطات الفساد من إتباعها، وكذلك عمليات الترهيب التي دفعت كثيرين للتخلي عن المشاركة والتسليم بما تمليه جهات دينية إستفادت من الامر فوضعت نهجا يكفل سلامة أتباعها الفاسدين ... بالاضافة الى عوامل أخرى عديدة جعلت ملامح فشل الانتفاضة بادية للناظر من قريب أو من بعيد.... وكل هذا يستدعي التوقف مليا لتمحيص ما جرى ... فلم تأتِ الانتفاضة بشيئ جديد، فكل ما في الامر جرأة في طرح مشروع الرفض لنظام المحاصصة دون طرح البديل، وأيضا بلا فكر سياسي جديد أو واضح المعالم، وأتصور إن أكثر من 90% من الشعب العراقي رافضا لنهج المحاصصة، كما إن الانتفاضة لم تستطع خلق كيان سياسي جديد يفرض نفسه بقوة على الساحة، بل إن إنتهازيين ووصوليين وذوي إمتدادات مشبوهة، إدعوا قيادة الانتفاضة وشكلوا تنسيقيات وصولا الى تأسيس أحزاب وكيانات هشة شوهت سمعة المنتفضين الاوائل ...

لقد صارت إنتفاضة تشرين شرنقة يتقوقع داخلها العديد من القوى والاشخاص، وكأن البلد لم يشهد سابقا إنتفاضات وثورات شعبية أكبر منها بكثير وبفكر ناضج واضح المعالم، وبدروس غنية وثرة ممكن الاستفادة منها.

كما إن سلطات المحاصصة وقواها الفاسدة تبدو وكأنها مرتاحة لما حصل في الانتفاضة وما أفرزته من نتائج، فهي لم تسقط نظاما، ولم تعزل فاسدا، بل ولم تغير في الواقع قيد أنملة..

من كل هذا، فالدعوة قائمة للجميع، محتجين، وقوى سياسية من خارج نظام المحاصصة، وكل من يدّعي الرفض الجذري للعملية السياسية الحالية وكل مخرجاتها ، أن يخرج الجميع من شرنقة تشرين والتفكير جديا بأساليب عمل أكثر جدوى، وأعمق نهجا، للانقضاض على أحزاب الفساد والمحاصصة ونظامها البائس، لأجل الشروع ببناء عراق ديمقراطي تسوده العدالة الاجتماعية ويتسع للجميع .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter