| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأثنين 8 / 5 / 2023 سعد السعيدي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
كفالة المواطنين للاشجار في سبيل الحفاظ على البيئة
سعد السعيدي
(موقع الناس)كنا في مقالة سابقة قد طرحنا امر زراعة الاشجار لتقليل الانبعاثات المضرة بالبيئة في العراق. وكانت المقالة بهدف التوعية حول زيادة هذه الانبعاثات مع زيادة المركبات التي ستنقل البضائع على الطرق من ميناء الفاو حتى حدود العراق الشمالية وبالعكس. فالاشجار تمتص اجزاءاً كبيرة من انبعاثات الكاربون وتكون بالتالي من احسن الحلول للحفاظ على البيئة. وقلنا ايضا بعدم معرفة كم ستكون تكاليف اقامة احزمة الاشجار هذه وكم سنحتاج منها.
وطبيعي ان الجميع سيتصور بان الدولة ستأخذ على عاتقها اقامة وانشاء احزمة الاشجار هذه، وتكون المسألة بهذا قد حلت. إلا ان الجميع يرى ايضا بان الدولة لا تستطيع او ربما لا تريد القيام بكل شيء سواء عجزا ام عمدا. إذ لن تفي الحكومة الحالية بهذا حالها كحال كل سابقاتها كونها تمثل جهات لا يهمها من امر البلد شيئا. ولان الامر ملح ولا يحتمل التأجيل، نرى بقيام المواطنين والمنظمات البيئية والمدنية بالمساهمة في هذا الموضوع فكرة جيدة يمكن إن جرى اتباعها ان تؤشر الى مدى التزام المواطنين بالحفاظ على البيئة في بلدهم.
فكرتنا تتلخص بقيام كل مواطن كل حسب مقدرته المالية وبدعم من هذه المنظمات بكفالة زراعة شجرة او اكثر على طول الطرق الخارجية، ثم الاعتناء بها بطريق التأكد من سقيها وكذلك التأكد من خلوها من الامراض والحشرات او العابثين وذلك بالمرور عليها بين فترة واخرى. ويفضل ان تكون هذه الشجرة او الاشجار مما يمكن علاوة على امتصاص الكاربون من الهواء ان تعمل ايضا كمصدات للرياح والاتربة. اي ان تكون الفائدة من زراعتها كاملة تشمل مستويات عدة.
ومثل هذا العمل سيحتاج طبعا الى اشخاص عليمين بامور الزراعة والنباتات والعناية بها لتأمين المشورة للكفلاء. وهؤلاء يمكن تأمينهم مثلا عن طريق المنظمات البيئية المحلية. وسيكون من الافضل لو تعمل هذه المنظمات بالتعاون مع وزارة البيئة. فهذه الاخيرة تتوافر على المتخصصين بالامر على ما نفترض ممن يمكنهم تقديم المشورة في هذا الميدان.
ووزارة البيئة هي وزارة يمكن ان تقوم بالتخطيط في تحديد الاماكن التي يمكن فيها زراعة هذه الاشجار. ويمكن لها وبالتعاون مع المنظمات البيئية من توجيه الكفلاء نحو الاماكن التي تحظى بالاولوية في هذا الموضوع. ويمكن للمواطنين من كفالة زراعة الاشجار حتى في المناطق الصحراوية البعيدة عن المدن وفقا للخطط الموضوعة من قبل وزارة البيئة.
سيستنتج القراء بان ما نقترحه هنا هو عبارة عن مساعدة للدولة في حماية البيئة، وهو ربما كذلك ايضا. نحن لا نراه هكذا، بل نراه دليل إن طُبق، على اهتمام المواطنين بسلامة بيئتهم وإخلاصهم لحمايتها وانفسهم ايضا من المؤثرات الضارة. اننا نرى ان الوقت لا يساعدنا لو اننا استمرينا في الاعتماد على حكومة فاشلة في كل شيء تقريبا وغير عابئة حتى. لذلك فلابد من التعلم في اخذ زمام الامور بانفسنا.
وسنكون طبعا سعداء لو جرى الاخذ بهذه الفكرة التي تبدو ربما غريبة على البعض..