| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأحد 6 / 2 / 2022 سعد السعيدي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
بشأن الموقف من الارهابي خميس الخنجر وما نريد رؤية تحققه..
سعد السعيدي
(موقع الناس)قبل اسبوعين قضت المحكمة الاتحادية وبشكل قطعي بتأكيد قرار سابق لمجلس المفوضين بعزل الارهابي خميس الخنجر عن رئاسة تحالف عزم واختيار مثنى عبد الصمد السامرائي رئيساً له. وقد ذكر هذا الخبر في بعض المواقع الالكترونية غير الرئيسية فقط. وهي طريقة اعلامية ربما صارت معتادة في التكتم ولفلفة بعض الاخبار. بعد بضعة ايام قام هذا الارهابي بتأسيس تحالف جديد مع الحلبوسي رئيس تحالف تقدم سماه تحالف السيادة مع تبوئه لرئاسته. وبمعية هذا التحالف الجديد سهل للخنجر الاستمرار في العمل السياسي على الرغم من خسارته الانتخابية وفشله في الحصول على مقعد نيابي.
ما يثير العجب الشديد لدينا هو صمت نواب تشرين وقواعدهم عن تسهيل البعض للارهابي الخنجر واعادة تأهيله للعمل السياسي في البلد. فلا من ضجة حول الموضوع ولا من اعتراض ولا حتى وقفة احتجاج.. هل لنا من معرفة الاسباب، ام ان الامر يقع تحت طائلة المسكوت عنه ؟ نقول للتذكير بان نقمة الشعب على سياسيي البلد يجب الا يعني ترك الميدان لهم للقيام بما يشاؤون مثل التسهيل للارهابيين. انه لخطأ كبير إن استمر هذا التصرف غير العملي. فهل جرى تقديم الشهداء في الشوارع وسوح الاحتجاج لاجل ان يقوم الارهابيون علنا وفي وضح النهار ومع من سهل لهم للعب دور في الشؤون العامة ؟ لعلم الجميع فإن القوى العالمية والاقليمية المناوئة لحركة الاحتجاج العراقية ترقص الآن طربا لمثل هذه التطورات وهذا الاحجام والنكوص المرادفين. فهذه التطورات هي نتاج خطة مرسومة لتأهيل هؤلاء الارهابيين وتخريب وإفساد اوضاع البلد بمعيتهم مجددا. فالخنجر لم يقطع صلته بدول الخليج التي منها كان يمول الارهاب. وكنا قد استبشرنا خيرا في وقت ما بمستوى الوعي الذي رأيناه من لدن بعض المنتفضين. بيد اننا قد بدأنا نتساءل إن كنا قد استعجلنا بحسن الظن. انه شيء جيد ما نراه هذه الايام من مقدار الغضب الذي طال حركة امتداد بسبب ما فعلته بشأن انتخاب الحلبوسي. لكن ما يقلقنا هو عدم رؤية نفس الغضب والانتفاض مع ما يدور بمعية الارهابي الخنجر. لسنا متأكدين من ان الاصلاح يكون بترك الارهابيين يتصرفون حسب الخطط المعدة لهم. بل انه يكون بالعمل على ابعادهم عن السياسة والشؤون العامة واحالتهم الى القضاء.
لقد كان موقف الناس واضحا عندما رفضت ايصال هذا المجرم الى مجلس النواب. مثال هذا اعتراض اهالي الطارمية لموكبه مع محمود المشهداني العام الماضي ورفضهم السماح لهما باكمال طريقهم. فلما كانت هذه هي مواقف الناس لماذا لحد الآن لا نرى إلا صمت نواب الانتفاضة على قيام البعض بالتحالف معه واشراكه في المفاوضات السياسية في التفاف على الارادة الشعبية وكأن الانتخابات كانت مجرد لعبة غرضها التسلية وقضاء الوقت ؟
إن منع الفاسدين والمجرمين من الوصول الى مجلس النواب والحكومات المنبثقة منه بالتالي هو ما يجب ان يكون من اهداف العمل السياسي في كل اوقاته بجانب العمل على تشريع القوانين وخدمة البلد. اي انه من الضروري ليس فقط الحفاظ على نظافة مجلس النواب من القاذورات التي يريد البعض ملئه بهم، بل وايضا الطبقة السياسية الناتجة. بهذا فقد كانت المقاطعة الانتخابية بغض النظر عن اسبابها الحقيقية، إحدى وسائل تحقيق هذه الاهداف. وهي كانت مرحلة اولى، وكان لا بد من إتباعها باخرى لاحقة مكملة تجري في مجلس النواب سواء من خلال ممثلي الانتفاضة لوحدهم فقط او بمعية قواعدهم خارجه.
إن من نتائج عدم اكمال العمل بعد المقاطعة الشعبية للانتخابات هو ما نراه هذه الايام من محاولات البعض اعادة تأهيل الارهابي الآنف رغما عن الرأي الشعبي وبتواطؤ فاسدين آخرين. فهنا يتوجب العمل لتصحيح الامور. وهذا العمل يكون بالتحرك الفوري لمنع هؤلاء المجرمين من العمل السياسي وايداعهم السجن. فإن فُسح المجال لهؤلاء للعمل على هواهم فمن يدري مَن سيؤتى به مِن المجرمين الآخرين المرة القادمة لاعادة تأهيله سياسيا، كأن يكون المدان طارق الهاشمي مثلا. إذ ان من النتائج الاخرى لهذا الصمت والكسل وقلة المتابعة كان عدا عن الخنجر وبعض المجرمين والسياسيين الفاسدين ممن افردنا لهم مقالة سابقة هو التسهيل الحكومي لترشيح المتهم بالارهاب رافع العيساوي في الانتخابات الاخيرة. وهو الذي يطلق عليه أهالي الأنبار القابا عديدة منها أمير دفوف الإرهاب والمطبل للجماعات المتطرفة.
لذلك نكرر ونقول مرة اخرى باننا لا نفهم سر صمت نواب تشرين وقواعدهم على هذا الخرق المتمثل بمحاولات البعض ترتيب الحماية للارهابي الخنجر واعادة تأهيله على الرغم من الرفض الشعبي له. وإن عدم تحرك نواب الانتفاضة ضده الآن مع محاولات اعادة التأهيل الآنفة معناه خيانة للشعب وللانتفاضة. وانه يعني اتفاق الجميع مع الفاسدين على ان الانتخابات لم تكن إلا تسلية وضحك على الذقون.
ننتظر إذن رؤية تحرك نواب تشرين حول هذا الموضوع.
رابط للاطلاع:
بالأسماء والصورة.. قوى الفساد والإرهاب ترشح رافع العيساوي للانتخابات عن الفلوجة وأهاليها: لن يحصل على صوت واحد