| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأحد 4 / 6 / 2023 سعد السعيدي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
حول تمجيد المواقع الاعلامية لرأس النظام المقبور
سعد السعيدي
(موقع الناس)تقوم بعض المواقع الاخبارية العربية الخليجية خصوصا وبلا خجل باستفزاز الشعب العراقي لدى اضفائها في صفحاتها الالكترونية صفة الراحل الى رأس النظام المقبور. وهو ما امتد ايضا الى الاعلام العراقي المرتزق. اننا نعتبر هذه الصفة الممنوحة لرأس النظام المقبور تمجيدا له نرفضه بالكامل.
وقد قمنا بالتدقيق في الانترنت بحثا عن هذه المواقع باستخدام جملة (الراحل صدام) فيها في الكوكل ومحركات البحث في تلك المواقع حيث استطعنا من تحديد عددا منها. من هذه المواقع الاخبارية والصحف العربية او الاجنبية الناطقة بالعربية هي البي بي سي البريطانية وفضائيتا الجزيرة والعربية وما تسمى بالفارس العربي الذي منحه لا ندري كيف صفة القائد. كذلك فمن المواقع الالكترونية التي امتهنت اسلوب الاستهتار هذا هي مواقع صحف العرب والشرق الاوسط اللتان تصدران في لندن، وهذه القائمة ليست حصرية. إذ اننا قطعا سنعود الى التدقيق مرة اخرى عندما نجد الوقت الكافي.
يجب ان يكون معلوما بان صفات مثل هذه لا يجوز إضفاؤها إلا على من يكون هناك إجماعا وطنيا عليه من لدن اهل البلد، لا بمعزل عن هذا الاجماع وبمشيئة او ارادة ايا كان وبغرض الارتزاق او التشفي. فهذا الذي اضفيت عليه صفة الراحل وفي مواقع اخرى صفات القيادة والشجاعة هو مجرم قاتل خلال فترة مراهقته وشبابه. وهو ما كشفه زميل شبابه ابراهيم الزبيدي في كتابه (دولة الاذاعة) الصادر العام 2003 عن دار الحكمة في لندن.
إن التهاون الحكومي ونضيف اليه الشعبي العراقي في ردع هذه التصرفات الاعلامية العربية هو ما ادى الى استفحال الامر. إن هذه التصرفات وإن تراجعت منذ بضعة سنوات إلا انها لم تختف تماما. إذ من الممكن جدا ان تعود للانتشار والاستفحال مجددا مع استمرار التجاهل وعدم الاهتمام الذي نراه من لدن الحكومات العراقية المتعاقبة منذ سقوط النظام السابق. وهذا على الرغم من ان الدستور العراقي يجرم البعث الصدامي ويمنع تمجيده في المادة (7) منه. وقد رأى الجميع نتائج هذا التجاهل والاستهتار الحكومي في استمرار ظهور الاحتفالات باعياد هذا الطاغية وتمجيده في الاردن وفلسطين. ثم ظهور ارتداداتها في العراق مما رأيناه بين فترة واخرى في الاحتفالات الجامعية. ولا يعير مجلس النواب هذا الامر انتباهه حتى بعدما طرد احد اعضائه قبل سنوات بتهمة تمجيد البعث لكن نراه يصمت تماما حين تداس كرامة مواطني البلد من خلال تخرصات البعض. إن هذا التجاهل الحكومي والنيابي يطرح الاسئلة حول جدية هذه الجهات التي تدعي معاداتها للنظام السابق في تطبيق هذه المعاداة على الارض والوقوف بوجه هذه التصرفات الاعلامية العربية.
إن قيام الاعلام الخليجي والعربي والاجنبي وفضائياته باضفاء الصفات اعلاه على رأس النظام الساقط هو اهانة للعراقيين ولشهدائهم مما يمثل نفاقا غير مقبول. إذ ان هذا الاعلام وبنفس وقت مديحه هذا لرأس النظام السابق يروج طائفيا في العراق مثلما رأينا في المقالتين السابقتين. هنا يبدو وكأن هذا الاعلام يقوم باستعادة سياسات النظام السابق في العراق في ما يبدو من سيره ايضا على خطى البعث نفسه علما انه من كان ممن انقلب في السابق على رأس نفس هذا البعث.
لابد ولاجل وضع حد لهذه التصرفات غير المسؤولة من اطلاق الملاحقات القضائية ضد كل اعلام يمجد رأس النظام السابق مهما كانت صفته. فبهذه الطريقة فقط يمكن وضع حد للاستخفاف والاستهتار في التصرفات الاعلامية العربية والخليجية ازاء العراق وشعبه.