|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  3  / 3  / 2025                                 سعد السعيدي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اهداف ترامب في التهديد بملف اموال المساعدات للعراق

سعد السعيدي
(موقع الناس)

ظهر في الاعلام قبل ايام خبر يقول بان "الرئيس الأمريكي ترامب أعطى الضوء الأخضر لفتح تحقيق في ملف المساعدات الأمريكية التي منحت لبغداد بعد عام 2003، وهذه المساعدات، التي خصصت لنحو تسعة قطاعات تتعلق بالخدمات والمشاريع والبعد الإنساني، وأخرى تتعلق بالأنماط الانتخابية ومنظمات المجتمع المدني، تصل إلى مبالغ مالية طائلة، ما سيكشف الغموض حول مصير أموال كبيرة صُرفت لتحقيق جملة من الأهداف، لكن هنالك شبهات فساد مالي وإداري كبيرة، مما يعني أننا سنكون أمام مفاجآت كبيرة جدا".

لقد شكل لنا هذا الخبر في الحقيقة مفاجأة. فلم نعلم بوجود مساعدات امريكية سنوية للعراق بعد تعمد الامريكيون اضاعة اموال ما سمي باعادة الاعمار قبلها. ولا توجد معلومات مفصلة في الشبكة عن مقدار هذه المساعدات عندما ذهبنا ندقق في امرها. وما وجدناه على الشبكة هو معلومات مختصرة في الموسوعة الحرة عن اموال اعادة الاعمار، وغير هذا بعض الكلام في المواقع الاعلامية عن مساعدات اخرى سنوية من حوالي 164 مليون دولار. ولا يبدو من هذه الاخيرة من كونها بشيء ذي قيمة مع بلدنا الذي يتوافر على مصادر مالية كبيرة. المثير في الامر هو الصمت على امر المساعدات هذه من قبل الجميع المانح كالممنوح طوال تلك السنوات بعد قصة اعادة الاعمار الآنفة، من ضمنها فترة ترامب الرئاسية الاولى. وهذا الصمت حول هذه المساعدات يظهرها وكأنها رشاو امريكية لمن كان قد سلم اليه زمام الامور في العراق بعد الاطاحة بالنظام السابق. فهل تواطأ الامريكيون مع اسلاميي العراق في التغطية عليهم طوال فترة استلامهم لهذه المساعدات ؟

وفيما يتعلق باموال اعادة الاعمار نفسها، ثمة امورا غير واضحة لنا مع الخبر اعلاه. إذ يدعي ترامب بوجود مساعدات امريكية للعراق بعد العام 2003. بينما في الحقيقة لم تكن الاموال التي ارسلت للعراق في تلك الفترة هي مساعدات مصدرها الامريكيون، وإنما كانت اموال عراقية صرفة اتت من مبيعات النفط ومن الأصول العراقية المحتجزة والأموال الفائضة من برنامج النفط مقابل الغذاء. وكل هذه تقرر جمعها وارسالها للعراق حيث سميت وقتها باموال اعادة إعماره بعد الحرب. غير ان العديد من التقارير بما فيها تقارير أمريكية رسمية، أشارت إلى وجود فساد كبير في كيفية إنفاق تلك الأموال، حيث ضاعت مبالغ ضخمة بسبب سوء الإدارة والاختلاس. وفي عام 2011، كشف تقرير لمكتب المفتش العام الأمريكي لإعادة إعمار العراق ستيفن بوين بان حوالي 60 مليار دولار أُنفقت دون رقابة كافية، مما أدى إلى ضياع جزء كبير منها في مشاريع غير مكتملة أو غير موجودة على أرض الواقع. لذلك فعدا مسألة وضوح الخبر من عدمه، هل هذا ما كان يقصده ترامب مع قصة المساعدات ام انه يحاول التلاعب بنا ؟

مهما يكن من امر فان ما هو واضح لنا هو ان الاعلان موجه للإضرار بحكم اسلاميي العراق. فهؤلاء وعدا عن الرغبة الشعبية العراقية العارمة بايداعهم جميعا السجن، لا يهمنا من امرهم شيئا. فهم من احقر واحط ما وجد في العراق منذ العام 2003. لكن نتخوف من التلاعب بالوثائق او سرقتها مع سجل ترامب القضائي الوسخ. وهذا إن كان الامر يتعلق فعلا بوثائق ملف آخر غير ما حقق فيه المفتش الامريكي الآنف. ويكون الهدف من العملية سياسي قبل اي شيء آخر من مثل اعادة اموال منهوبة، اي انه مخصص للابتزاز. وللوصول الى هذا الهدف سيقوم ترامب باي شيء لتحقيقه. لذلك فلابد من مشاركة قضاة دوليون في التحقيق الذي يريد هذا اطلاقه وبمعية قضاة عراقيون. إذ لا ثقة لنا بالقضاء الامريكي وحده.

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter