|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  31  / 10 / 2015                                 سعد السعيدي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

نريد من رئيس مجلس النواب عدم الخروج عن اطار وظيفته

سعد السعيدي

ليست رئاسة مجلس النواب بالمنبر السياسي لكي يقوم اي متبوّء لها بالادلاء بالتصريحات هنا وهناك على هوى مصلحته. فرئاسة المجلس هي قبل كل شيء منظم نشاطات المجلس مثل إدارة وتنظيم الجلسات فيه ومدتها وضمان خروجها بنتائج خدمة للصالح العام. اي ان لهذا العمل طابع تنظيمي اولا واخيرا ، لا سياسي. ثانيا ولان رئيس مجلس النواب يقوم بتنظيم النقاشات بين سياسيين فعليه ايضا التزام الحياد الصارم فلا يماليء جهة على حساب اخرى سواء داخل المجلس ام خارجه. على هذا يتوجب عليه الابتعاد عن العمل السياسي بكل اشكاله ، فلا يمكن جمع العمل السياسي والتنظيمي تحت مظلة نفس الوظيفة. بالنتيجة ننتظر من رئيس مجلس النواب الكف عن إطلاق التصريحات في الشأن السياسي. وكذلك الكف عن التصرف وكأنه مكلف بأمر الدفاع عن مصالح حزبه بنفس وقت تبوئه منصب تنظيمي يتطلب منه الحياد ، ولانه في وضعه هذا خرج عن كونه ممثلا لجهة سياسية.

حدث عدة مرات ان ينبري رئيس مجلس النواب لإطلاق تصريحات سياسية (قد تكون مثيرة للجدل احيانا) حول ما يجري من احداث آخرها تلك التي تعلقت بالعملية الامريكية الاخيرة في الحويجة. وكذلك شروعه في اوقات سابقة بترك عمله في المجلس والتنقل بين العواصم والدول ضمن وفود وكأنه وزير الخارجية ما اثار الامتعاض والاستياء الشديدين للكثير من العراقيين على هذه التصرفات غير اللائقة بعمله وشخصه !! خروجه بهذا الشكل عن اطار وظيفته قد كشف عن تشوش الامور لديه عما يكون هدف وظيفة رئيس المجلس اصلا... او لعله يقوم بالامر عمدا. بغض النظر عما يكون رأينا بتصريحاته وإن كانت لائقة ام لا فإنها خارجة تماما عن سياق عمل رئيس مجلس النواب مثلما حددناه اعلاه. وهو يستطيع تعيين ناطقا باسم حزبه يكون مكلفا بالقيام بتوضيح موقف حزبه من الاحداث. لذلك نريد من رئيس مجلس النواب بل ونطالبه باحترام وظيفته والابتعاد عن تقمص دور السياسي وان يلتزم حدود عمله في تنظيم جلسات المجلس.

كذلك فالابتعاد عن التصريحات السياسية يتطلب منه ايضا الحياد في عمله كمنظم للجلسات. وهذا ايضا ما يتوقع منه لضمان عدم تأثيره في النقاشات في المجلس والمداخلات فيه. لهذا ننتظر منه الابتعاد عن التصرف في المجلس وكأنه ملك خالص له فيقطع اوقات كلام النواب وقتما يشاء كما فعلها لعدة مرات سابقة. او ان يقرر احيانا قطع بث الجلسات العلني ليجعله سري من دون سبب عدا عن مصالح نفر او رهط من النواب. وإلا فما الذي سيبقى من تمثيلية المجلس لمصالح البلد إن تصرف رئيسه على هذا النحو ؟ فحق الشعب في الاطلاع على ما يناقش في المجلس نابع من مصلحتهم في معرفة ما يجري في البلد وما تقوم به الحكومة. فهو مصدر السلطات.

لا يغير من الموضوع شيء كون المنصب شُغل بطريق توافقات سياسية من خارج مجلس النواب. فالمنصب نفسه لا يتغير إلا اذا تغيرت طبيعته. وطبيعة المنصب غير السياسية بقيت كما هي ولم ولن تتغير. إذ ان التصرف بطريقة خارجة عن طبيعة المنصب يظهر شاغله وكأنه لا يفقه الفرق بين الامرين او انه يقوم بالخلط عن قصد ويكون بالنتيجة غير جدير بالثقة. إذن نكرر بان في منصب غير سياسي لا منافع سياسية فيه يتوجب تجنب الخروج عن إطاره او تحويله الى منبر للآراء والتصرفات السياسية. وإلا فستسيء العملية لشاغل المنصب اولاً ، لينسحب هذا على كل عمل المجلس لاحقا.

نريد من رئيس مجلس النواب الالتزام باطار وظيفته وعدم الخروج عنه. اما إذا كان يريد مع ذلك ممارسة السياسة فما عليه إلا تقديم استقالته من رئاسة المجلس ليعود نائبا فيه ممثلا لحزبه وليكتسب بذلك حريته في العمل السياسي. فجمع الاثنان غير ممكن.






 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter