| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الثلاثاء 30 / 5 / 2023 سعد السعيدي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
نطالب باحالة القنوات الاعلامية الاجنبية والعربية الى المحاكم الدولية لتحريضهم الطائفي
سعد السعيدي
(موقع الناس)في مقالتنا السابقة قبل يومين حول القنوات الاعلامية التي تبث في العراق كنا قد اثبتنا بان القنوات الاجنبية التي تبث في العراق مثل محطة (سي ان ان) الاخبارية الامريكية ومعها البي بي سي البريطانية العالمية، وفيما علمنا لاحقا محطة فوكس نيوز الامريكية، مسؤولة عن القيام بجريمة التحريض الطائفي في العراق. فكانت هذه القنوات تقوم بتقسيم العراقيين والاحياء والمدن حسب المذهب بشكل ممنهج. وهو مما كنا نشاهده على التلفزيون وقتها. وقد ذكرنا ايضا بان هذه القنوات التي تمثل الاعلام العالمي كانت في الحقيقة مستفيدة من الفراغ الاعلامي العراقي الذي نتج بعد انهيار النظام السابق اثر الغزو الامريكي حيث صارت تحتكره. النتيجة هي انها صارت تقوم بالتحريض الطائفي في العراق وتقدم بنفس الوقت اخبارا مغلوطة عن الوضع العراقي للرأي العام العالمي. ومع هذه القنوات لاحقا قد كشفنا بان مؤسسة رويترز البريطانية الاعلامية كانت مساهمة في هذا ايضا حينما كانت تصر في تقاريرها على نقل اخبار تحرير العراق من الارهاب بشكل طائفي. ولم تكن تقوم بتصحيح معلوماتها حتى بعد إثبات خطلها.
إن التحريض الطائفي الموجه لشعب اي بلد خصوصا عندما يكون واقعا تحت الاحتلال هو جريمة حرب. هذا التحريض الذي كان مستمرا على تلك القنوات ومثلما ذكرنا في المقالة السابقة هو مما لا يمكن تفسيره إلا بمحاولات المحتلين لدفع العراقيين نحو اشعال حربا اهلية بينهم. وتعمد الدفع نحو ضرب السلم الاهلي في بلد محتل عكس العمل على حماية شعبه هو جريمة حرب.
وقد ساهمت الفضائيات الخليجية هي ايضا في اعمال الترويج الطائفي الذي من بينه التحريض الطائفي. وكانت تقوم بهذا العمل من ما قبل الغزو فالاحتلال الامريكيين. وبعد هذا الاحتلال استمرت في عرض العراقيين في نشراتها على اساس طائفي. فاعتبرت السنة كلهم مقاومين للاحتلال والشيعة كلهم مؤيدين له. كذلك فانها لم تكن تشير بالمرة الى اخبار العمليات العسكرية ضد المحتلين التي كانت تقوم بها احدى الجهات المسلحة المعروفة في بغداد والنجف وغيرها من محافظات الوسط والجنوب. وإن اشارت فتسميها بالفصائل الشيعية. وهو علاوة على كونه تقسيم طائفي فهو ايضا تحريض طائفي متعمد كما يستنتج، وهو ليس من العمل الصحفي المتوازن والمسؤول بشيء. من هذه القنوات الجزيرة والعربية وال ام بي سي وفضائية البحرين والكويت والجديد، بالاضافة الى قناة المستقلة، وكل القنوات الاخرى الممولة خليجيا. واهداف هذا الترويج والتحريض الطائفيان تلتقي مع اهداف القنوات الاجنبية الآنفة كما يرى ويستنتج.
وبينما كانت القنوات الاجنبية تحرض طائفيا داخل العراق كانت بنفس الوقت تضلل وتلفق اعلاميا خارجه. فكانت تدعي وجود صراع طائفي في البلد وإن العراقيين على هذا كانوا يكرهون بعضهم بعضا. هذا التحريض والتلفيق اللذان ساهما باعطاء صورة مغايرة للاوضاع في العراق هو تدخل بالشأن الداخلي علاوة على كونه كذب صريح ويجب الا يمر هكذا. فالاعلام الغربي الذي يتبع الاعلام الامريكي والبريطاني اللذان احتكرا الفضاء الاعلامي العراقي وبالتالي المعلومة كما اسلفنا، ما زال يردد هذه الادعاءات حتى الآن ويعتمدها في نشراته الاخبارية وهو امر يستوجب وضع حد له.
لما كانت كل هذه الاعمال هي جرائم حرب فاننا نطالب باطلاق الدعاوى القضائية دوليا ضد هذه القنوات الاجنبية والعربية بتهم الترويج والتحريض الطائفي على مدى سنوات في العراق والدفع نحو الحرب الاهلية الطائفية.