| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الجمعة 29 / 12 / 2023 سعد السعيدي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
نفاق الفصائل الاسلامية في العراق وخداعها
سعد السعيدي
(موقع الناس)في كانون الثاني من العام 2022 منعت السلطات اللبنانية اللاعب ايمن حسين من نادي القوة الجوية لكرة القدم من دخول لبنان. والسبب هو خرقه لحظر السفر الى اسرائيل. وكان هذا النادي قد زار فلسطين بطريق اسرائيل العام 2016 ومرة اخرى العام 2020 ليلعب مع احدى الفرق الفلسطينية ! لا نعترض نحن على اللعب مع الاشقاء. لكن اعتراضنا هو ان يكون هذا بثمن التعامل مع الصهاينة الغاصبين للاراضي العربية. ونرى الفصائل من تجار الاسلام التي تدعي دعم فلسطين اطباقها لفمها وعدم نبسها ببنت شفة ولفلفتها لهذا الحدث الى ان اكتشفناه بالصدفة في الاعلام. إن من تسمي نفسها فصائل مقاومة اسلامية هي ليست إلا جهات مقاولة ونهب للمال العام ولا تهتم البتة إن جرت مثل هذه التجاوزات.
ايضا حول هذا النادي فقد خصصت له ادارته شركة راعية هي شركة فوكس الالمانية لزيوت التشحيم. وهذه هي شركة تعمل في دولة الكيان الصهيوني وتدعمه. وكان لاعبو النادي يلبسون ثيابا تحمل اسم هذه الشركة ! عجبا لم تدقق ادارة النادي الفاسدة بامر هذه الشركة قبل التعاقد معها. فلم نتمكن من خلال البحث من معرفة تاريخ بدء تنفيذ عقد الرعاية وعدد السنوات التي استمر بها هذا العقد. وامر هذه الشركة الراعية نرفضه بالكامل. إذ كان يجب التأكد من عدم تعاملها اولا مع الكيان الصهيوني. فلا يجوز التعامل مع شركات تدعم اغتصاب الاراضي الفلسطينية. عجبا ايضا لم تنتبه حكومات المتاجرين بالاسلام بهذا الامر ولم تعره اهتماما. ولم توجه ممثليها النيابيين مطلقا لاجل تشريع قانون يحدد كيفية التعاقد في هذه الاوضاع الجديدة.
يتذكر الجميع امر افتتاح مقهى لعلامة ستاربكس الامريكية في بغداد العام الماضي. تستخدم سلسلة هذه المقاهي الامريكية هي واختها الاخرى كوفي مستر بكس نفس علامة حورية البحر. فهذه العلامة تشير الى الملكة (إستير) الملقبة في التوراة بحامية اليهود. ستاربكس هذه هي من الشركات التي اعلن عن مقاطعتها مكتب مقاطعة اسرائيل الفلسطيني، وذلك لرفضها اغلاق فروعها في دولة الكيان الصهيوني. فكانت العقوبة مقاطعتها حتى تنصاع لمطالبات مكتب المقاطعة. لكنها في العراق في بغداد تحديدا قد وجدت لنفسها مجالا لتفتح فيه لنفسها فرعا. إلا ان هذا الفرع قد اغلق ابوابه بعد فترة وجيزة. والسبب الذي نعتقده هو ان خلافا قد حصل بين بعض اجنحة فصائل المقاولة والمقاولات ادى الى ظهور الفرع بدليل اعلان صاحب الامتياز عن كونه مدعوما من بعضها !! وهو يكون قد افتتح الفرع ضاربا هو وفصيله وباقي داعميه مقررات مكتب مقاطعة اسرائيل عرض الحائط. وهو ما يعني ادارة هؤلاء ظهورهم جميعا لنضال الفلسطينيين. واغلاق الفرع قد حصل ربما لان المتناحرين قد سلطت عليهم الضغوط السياسية كما قرأنا في الاعلام. ونشك بان الضغوط السياسية كانت تتعلق بفلسطين ومكتب المقاطعة. إذ ان الاعلام قد اورد امورا تتعلق بمشروعية ارتباط الفرع بالشركة الام وصعوبات حصوله على الدعم منها !!! مهما يكن من امر فالحادث يشير الى ازدراء واضح من قبل هذه المجاميع المجرمة لكل ما لا يضخم ارصدتها المالية.
ومن فيديو على الانترنت بعنوان (بذرة التطبيع) قد علمنا عن الجاسوس الصهيوني من اصل عراقي المدعو ادوين شُكر. وهذا هو ليس إلا نائب رئيس مجلس اليهود البريطانيين ونائب سابق لرئيس المجلس اليهودي الأوروبي وعضو في العديد من المنظمات اليهودية في بريطانيا. ومجلس اليهود البريطانيين هذا كان يترأسه في وقت ما اللورد روتشيلد من عائلة اصحاب البنوك الثرية الشهيرة. هذا اللورد كان صديقا حميما لحاييم وايزمان الذي اصبح اول رئيس للكيان الصهيوني لاحقا. ورئيس المجلس روتشيلد هو الشخص الذي كانت موجهة اليه الرسالة المعروفة باسم وعد بلفور العام 1917.
والجاسوس الصهيوني شُكر كان قد ترك العراق مع عائلته الى بريطانيا العام 1971 حيث حصل على اللجوء، لكنه عاد اليه متسللا العام 2003 بعد سقوط النظام السابق. وهذا الدخول غير المشروع هو عمل يعاقب عليه القانون العراقي بالسجن. وهو في الفيديو الآنف يتظاهر بالرغبة الشديدة للعودة الى العراق، بل وحتى يطالب باعادة الجنسية العراقية لليهود من اصل عراقي القاطنين في اسرائيل ! بيد ان علاقاته العميقة هو ومجلسه بالصهيونية لا تترك مجالا للشك في اهدافه. وهو قد وضع تقرير زيارته الى العراق على موقع اسرائيلي على الانترنت. ويحتوي نفس الفيديو على صورة له حديثة متوسطا المدعو غيث التميمي والكاتب كاظم حبيب وآخرين. وهو ما يشير الى انه قد تسلل الى العراق عدة مرات. ويكون كل من الظاهرين معه في الصورة هم من المتصهينين المتعاملين معه. لم يعلن المذكوران في اي وقت عن معرفتهم الشخصية بهذا الجاسوس. وهم لا يكونون على هذا ممن يحق لهم ادعاء الولاء للبلد. ننتظر اجابة الحي منهما حول امر هذا التصهين كون الآخر قد توفي. نوجه السؤال الى الماسكين بالسلطة في العراق عن اسباب عدم وضع اسم هذا الجاسوس على قائمة الممنوعين من دخوله وعن عدم اصدار مذكرة القاء قبض ضده في حال تمكنه مع ذلك من التسلل مرة اخرى الى البلد.
اما فيما يتعلق بحزب الامة الصهيوني لصاحبه مثال الآلوسي فهو امر يبعث فعلا على الحنق. هل لنا ان نعرف عمن اجاز له شرعية العمل في العراق ؟ ولماذا لم تسحب منه اجازة المناداة بالصهيونية في بلدنا بعد كل هذه السنوات ام هو التخادم مع الغزاة الامريكيين ؟ اين هي مصلحتنا في منح اجازة العمل لحزب ينادي علنا بالصهيونية ويمدح اسرائيل ويدفع للتطبيع معها ويجند الناس لهذا الغرض ؟ لا بل وحتى قد ترك رئيسه يجلس في مجلس النواب في فترة ما على الرغم من المادة (201) من قانون العقوبات التي تنص على عقوبة الاعدام كل من حبذ أو روج مبادئ صهيونية بما في ذلك الماسونية، أو انتسب الى اي من مؤسساتها أو ساعدها ماديا أو ادبيا أو عمل باي كيفية كانت لتحقيق اغراضها ؟
لقد منعت الفصائل المنافقة الناشط المدني ضرغام ماجد من اجتياز الحدود مع الاردن للذهاب للتظاهر عند الحدود الفلسطينية لنصرة الشعب الفلسطيني ودعما لعملية طوفان الاقصى. وضيقت عليه وعلى مرافقيه من المتظاهرين الآخرين حتى عند الحدود العراقية مع الاردن ومنعوه من التظاهر هناك واجبروه على العودة من حيث اتى ! كل هذا لكي يبقوا هم لحساب دولتهم الداعمة (والمتوجسة الخائفة من مدنيي العراق) يحتكرون لوحدهم ميدان دعم فلسطين. انهم يخافون الآخرين لكونهم مفلسين ومحاصرين مع اقتراب موعد الانتخابات في العراق.
إن على من يريد ادعاء المشاركة بالتحرير ألا يقمع ويقتل ويرهب شعبه هو وألا يتخادم مع قوى اجنبية ولا يربط بلده بها ولا يترك بلاده ميدانا لكل من هب ودب من الفاسدين ومشرع الابواب امام جواسيس التطبيع. ثم تريد مع كل هذه التصرفات الوسخة خداع الجميع خارج العراق من المخدوعين بها بكونها قوى تدافع عن فلسطين. وهي نفس الاعيب النظام السابق.
ان فصائل المقاولة هذه تتميز كما يرى بالانتهازية والنفاق الشديد. فهي تأخذ العراق رهينة لمآربها الخاصة، وهي تتظاهر بمقاومة الامريكيين تارة وتتخادم معهم تارة اخرى. ولا يهمها إن حصل اختراق للداخل العراقي من قبل دولة الكيان. وهو ما يشير الى انها بلا مباديء، ما لا يجعلها جديرة بادعاء التضامن مع الفلسطينيين.