|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  28  / 12  / 2024                                 سعد السعيدي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

نطالب بطرد القوات التركية المحتلة من بلدنا حفاظا على امنه

سعد السعيدي
(موقع الناس)

اعتمادا على مقالتنا السابقة التي ذكرنا بها الاوضاع الخطرة التي تحيق ببلدنا العراق جراء التطورات السريعة في سوريا المجاورة وتمكن تركيا من تطويقه من خلالها، نعيد المطالبة هنا بما كنا قد رددناه في مقالات اخرى سابقة حول ضرورة طرد القوات التركية المحتلة من بلدنا حفاظا على امنه.

بشأن دور تركيا في نشر الارهاب في بلدنا وعدا ادوار محافظ نينوى اثيل النجيفي الخيانية في تسهيل دخول اعضاء المخابرات التركية في الموصل دون علم الحكومة الاتحادية حيث كان يستقبلهم بنفسه في المطار، وغير تلك التي للاقليم، نعيد التذكير بدور القنصل التركي في الموصل اوزتورك يلماز نفسه في التسهيل لتنظيم داعش. فقد ذكر في جلسات تحقيق اللجنة النيابية في أحداث سقوط الموصل بيد هذا التنظيم بان هذا القنصل كان يشرف على الموصل وكأنه محافظ نينوى. وكان قد مهد الطريق بالتعاون مع تنظيم داعش لدخوله الموصل. وهو ما انتبهت اليه المخابرات العراقية وقتها حيث أبلغت وزارة الخارجية به عدة مرات. واضافت المخابرات بأن تركيا كانت أكثر دولة لها نفوذ ودور مخابراتي في نينوى.

وكما لو ان تدخلات تركيا في شؤون بلدنا ومساعدتها للارهاب لم تكف فقد ارسلت قواتا لها بعد سقوط الموصل الى معسكر في ناحية بعشيقة واحتلته، وصارت تتحجج بتدريب فصائلا محلية لمحاربة داعش. وهي ما زالت فيه حتى الآن حيث ترفض الخروج منه. وقد اختارته تركيا بعناية كونه يقع على خط التماس بين الاكراد والدواعش المحتلين للموصل وقتها.

وليست بعشيقة هي المكان الوحيد الذي تحتله تركيا في بلدنا. إذ ان ثمة الكثير من القواعد التركية التي اقامتها في شماله منذ تسعينات القرن الماضي. فمن صحيفة حرييت التركية العام 2016 علمنا بان هناك كتيبة مشاة مع دبابات يصل عددها إلى 500 جندي في منطقة "بامرني"، ومجموعة عسكرية أخرى من القوات الخاصة في منطقة "كاني ماسي" الحدودية. كذلك فهناك بحسب الصحيفة فريق ارتباط من القوات الخاصة التركية يصل عدده إلى 130 جنديا في مناطق "زاخو" و"دهوك" و"بعطوفا" و"السليمانية" و"العمادية"، مع وجود مراكز استخباراتية في أكثر من خمس مناطق تعمل بالتنسيق مع إدارة إقليم كردستان العراق. ولا نعلم كم من القواعد الجديدة قد اضافتها تركيا في الاقليم منذ ذلك التاريخ.

مواقع الاحتلال التركي هذه والتي كانت قطعا تسند التآمر لاسقاط الموصل بيد الدواعش تكشف الادوار القذرة التي تلعبها تركيا والتي لا تستحي منها في العراق. اما عن تهاون الحكومات العراقية منذ حكومة العبادي في طردها فهو مما يبعث فينا العجب والغضب. وكان يجب طرح الامر لدى مجلس الامن الدولي كون ان دخول قواتها يعتبر اعتداءا على سيادة العراق. إلا ان تلك الحكومات قد ارتأت التعامل بطريقة اخرى. إذ غضت النظر عن الامر لتذهب وتفتح الابواب للشركات التركية للاستفادة من اسواقنا. وهو ما يعتبر جبنا وتخاذلا..

الان قد رأينا بان تركيا لم تنسى اطماعها وها هي من خلال سوريا قد قامت بتطويق العراق من جهتين كما ذكرنا في المقالة السابقة. استنادا الى هذا نعيد المطالبة بطرد القوات التركية من بلدنا. إذ لا يمكن التفكير بان تركيا قد تمددت حتى حدودنا مع الاردن غربا ويراد الصمت حول الامر واعتباره شأنا سوريا ومعه التغاضي عن قواتها المحتلة لاجزاء من بلدنا. إذ نعيد التكرار بان امن العراق هو من امن جواره. ايضا نطالب بتعليق كل تعاون مع الشركات التركية حتى يتم تقييم الاخطار الامنية التي نشأت مع اعتداء تركيا على جوارها وتهديدها لامننا. وبشأن مشروع طريق التنمية مع تركيا نقول الى جهنم به، فامن العراق اهم. فتركيا مع مجاميعها الارهابية ما زالت تهدد امننا الوطني كما كان الامر قبل عشر سنوات.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter