|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  26  / 9  / 2024                                 سعد السعيدي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين عن جرائم حرب لدى قصف المدن العراقية بالقنابل العنقودية خلال حرب الكويت - 22

سعد السعيدي
(موقع الناس)

خلال حرب الكويت العام 1991 قام طيران التحالف الامريكي بقصف مدنا عراقية بالقنابل العنقودية. ويمنع القانون الدولي قصف المدنيين بهذه القنابل او باية قنابل اخرى او التعرض اليهم حيث تشكل هذه جرائم حرب.

في تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الذي ذكرناه في المقالة السابقة عن عمليات قصف التحالف الدولي جرى توثيق سلسلة من العمليات (يسميها تقرير المنظمة بالتقصير في الالتزام باجراءات تجنب التسبب بالاذى للمدنيين) التي قام بها طيران التحالف والتي عدا عن قصف الملاجيء والبنى التحتية المدنية، تعريض المدنيين للقصف بالقنابل العنقودية.

ادناه شهادات مما وجدناه في تقرير هيومن رايتس ووتش مما وثقته حول هذه الجرائم. وقد قمنا بترجمته بعد حذف بعض التفاصيل غير المهمة.

حصلت في مدينة السماوة اصابات بين المدنيين واضرار نتيجة استخدام القنابل العنقودية. إذ قال سائق شاحنة لمنظمة هيومن رايتس ووتش في ما اعتقد من كونه قنابل انفجار لاحق. وهي مما جرى القائه على حي الشهداء في المدينة يوم 7 شباط بعد الظهر. وقال بان صاروخا قد سقط في باحة منزل محولا اياه الى ركام. واضاف انه بعد 20 دقيقة من سماعه صفارة الانذار سمع سلسلة من الانفجارات الصغيرة وكأنها اصوات اطلاقات نارية استمرت لنصف ساعة، وقال انه قد لزم بيته حتى توقفها. وعندما خرج هو وزملاؤه، رأوا في ساحة تبعد عشرة امتار من المنزل قطعة معدنية صغيرة خضراء اللون بحجم علبة الاطعمة المعلبة. يقول انه عند رؤيتها لا يمكن تصور انها قنبلة. وفجأة انفجرت هذه في مكانها مخلفة حفرة صغيرة بعرض 30 سم وعمق نصف متر تقريبا.

وحي الشهداء هو منطقة سكنية، لا يحتوي على مبان حكومية او مواقع عسكرية ولا مبان للاتصالات. وقال بان هذه لم تكن المرة الاولى التي يرى اهالي السماوة قنابلا من هذا النوع. إذ سقطن اخريات في نفس الحي واحياء سكنية اخرى منذ بداية الحرب. وكان البعض من هذه القنيبلات اخضر اللون واخرى اصفر وكانت تنفجر قرب المساكن. ولم يكن حسب علمه من اصابات بين السكان المدنيين نتيجة هذه القنيبلات.

وفي مقابلة اخرى منفصلة قال احد سكان المدينة السابقين انه حوالي يوم 14 شباط سقط صاروخان على جانبي تقاطع شوارع يقع حوالي 15 كم شمال المدينة. التقاطع المعروف باسم تِكة الوركاء هو ذاك الذي يتقاطع فيه الشارع الرئيسي الذاهب الى الديوانية مع شوارع اخرى صغيرة من ضمنها واحد يؤدي الى منطقة تحوي على خرائب تاريخية (
يقصد آثار الوركاء/س.س).

وقال الشاهد للمنظمة بانه لدى عودته الى التقاطع لاسترجاع سيارته التي تركها هناك اكتشف ان المنطقة قد تعرضت للقصف. إذ وجد عدة قنابل صغيرة بلون الاخضر الخاكي، ربما الخمسين منها في عدة اماكن بمحاذاة الشارع. وقد وصف القنابل بكونها مستديرة في اعلاها. إلا ان اجزائها السفلية لم تكن ظاهرة بسبب من انطمارها في الطين. ولم ينتبه الى كونها قنيبلات حتى رأى صاروخا من نفس اللون الاخضر الخاكي - مع كلمة (خطر) باللغة الانكليزية عليه - كان منشطرا الى جزئين احدهما في مكان بعيد عن المكان الذي كان الشاهد فيه. ولم يجد حفرة للصاروخ. ثم ترك المنطقة بحذر حيث انه كان يعرف سابقا عن مقتل اشخاص بهذه القنيبلات بعد ساعة او ساعتين، او يوم او يومين من سقوطها.

وكان قد سمع من زميل له عن عائلة تسكن في حي البعث في السماوة قرب جسر حديدي كبير بان قنيبلات مشابهة كانت قد سقطت في حديقة بيتهم. وإن العائلة التي تخوفت من احتمال انفجارها قد نبهت زميله وكان يعمل لديهم للابتعاد عن الحديقة.

وكان الطيران البريطاني قد قصف احياءاً في البصرة ايضا بهذه القنابل حسب نفس التقرير.

نضيف نحن بان القنابل العنقودية هو سلاح عشوائي هدفه التدمير والترويع. على هذا لنا ان نتساءل عن اسباب إلقائه على المدنيين العزل في المدن العراقية حيث لا مواقع عسكرية ولا اية مبان اخرى يمكن ان تشكل هدفا مشروعا للقصف ؟ إن هذه الاعمال الاجرامية التي قامت بها القوات الامريكية وكذلك البريطانية تضرب في الصميم ادعاء الامريكيين محاولتهم تجنيب المدنيين العراقيين الاذى خلال عملياتهم الحربية. إذ ان إلقاء هذه الذخائر العسكرية على المدن بشكل عشوائي يثبت بلا ادنى شك بان الامريكيين كان هدفهم الانتقام من الشعب العراقي.

وكانت وزارة الدفاع الامريكية قد اعترفت في تموز العام الماضي بانها قد استخدمت القنابل العنقودية على نطاق واسع أثناء غزو العراق العام 2003. اي انهم قد القوا هذه الذخائر مرة اخرى على المدنيين العراقيين العزل في مدنهم. وتكون هذه الاعمال من الارهاب وتندرج على هذا من ضمن الاعمال الارهابية.

لقد جرى حظر استخدام القنابل العنقودية في اوسلو العام 2008. ويمثل حظرها اعترافا بكون استخدامها ضد المدنيين يمثل جريمة حرب.

استنادا الى ما تقدم نطالب برفع دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية وحلفائها عن جرائم قصف المدن بالقنابل العنقودية خلال ما سمي بحرب تحرير الكويت، مما يشكل جرائم حرب. ولابد من المطالبة في الدعوى بدفع التعويضات الكاملة للعراق عن هذه الجرائم.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter