|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  20  / 3  / 2023                                 سعد السعيدي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الشراكة الاستراتيجية الكاملة مع الامريكيين

سعد السعيدي
(موقع الناس)

خلال هذا الشهر جاء لويد اوستن وزير الدفاع الامريكي في زيارة غير معلنة الى العراق. وحسب مصادر سياسية مطلعة إن اوستن قد جاء ليتأكد من الضمانات التي اعطيت الى واشنطن لحماية قوات التحالف في العراق وتقليص النفوذ الايراني. وبحسب وكالة رويترز فان واشنطن ترغب بشكل كبير بإقامة شراكة ستراتيجية كاملة مع الحكومة العراقية.

لدينا ملاحظات كثيرة على العلاقة مع الامريكيين نرى ضرورة طرحها هنا قبل الذهاب نحو هذه الشراكة المرغوبة من قبلهم. هذه الشراكة الاستراتيجية الكاملة مع العراق هي ما يبدو من كونها محاولة واضحة لاجبار البلد على اتباع سياسة معينة. ونسأل نحن كيف شراكة استراتيجية مع دعم الامريكيين الواضح للكويت في كل تجاوزاتها علينا ولا من دعم من الامريكيين لموقفنا نحن ؟ بالمقابل لماذا دعى الامريكيون ملك الاردن الى المقابلة الهاتفية مع السوداني قبل فترة ولماذا تريدنا خدمته بمد انبوب نفطي لبلده ؟ أ دعم هذا لنا ام هو دعم للاردن علينا ؟ فالاردن هو وكر للارهاب في المنطقة ويتآمر علينا. لماذا لم يجر للآن استهدافه ؟ ايضا يستخدم الامريكيون اراضينا للعدوان على الدول الاخرى مثل سوريا بحجة محاربة داعش إذ يقومون بتهريب منتجاتها الزراعية ونفطها عن طريق الاقليم. وهذا هو ليس إلا سرقة. ثم يستخدمون الاقليم للتواصل مع قواتهم المحتلة في سوريا وتموينها وهم الذين يدعون انها موجودة في العراق للتدريب والمشورة ! هذا ادى بدوره الى ان يتحول العراق الى ممر ايراني لتموين ميليشياتها في سوريا. كذلك فقد اطلق الامريكيون في وقت سابق ايهم السامرائي وزير الكهرباء الاسبق والذي كان يحمل الجنسية الامريكية من داخل قاعة المحكمة التي كان يحاكم فيها العام 2006 عن 16 تهمة فساد. عليهم ان يجيبونا عنه فهذا ليس دعما لنا وإنما دعما للفساد فنحن لا ننسى. ايضا هناك احتلالهم لموقع التنف المحاذي لحدودنا حيث يعرقل هذا طريق التجارة مع سوريا. أهذه هي الشراكة الاستراتيجية المراد منا الموافقة عليها ام انها شراكة الهيمنة ؟ إن اراد الامريكيون لقواتهم ضمانات الحماية فعليهم اولا الانتباه لمصالحنا نحن الطرف الآخر من الشراكة. إذ من غير المعقول قيامهم بالدوس على مصالحنا باستمرار ويريدوننا بالمقابل ان نحمي قواتهم هكذا دون اي التزام من قبلهم.

ايضا نسأل لماذا يمنع عنا الامريكيون اسلحة ضمان امن البلد مثل الدفاع الجوي والتغطية الرادارية الكاملة ؟ فمدى الاجهزة الحالية لا يكفي وهي باعداد قليلة وتوجد ثغرات مما يجعل البلد مكشوفا. لماذا نجبر على شراء الاسلحة منهم حصرا ونمنع عنها من مناشيء اخرى ؟ أ ليتمكنوا من ابتزازنا بها مثلما فعل اوباما مع الطائرات الحربية في السابق ؟ لماذا يتوجب علينا تحت الضغط شراء سندات لا تنفعنا منهم ؟ ولماذا يتوجب علينا وضع اموالنا كلها في خزانتهم الفدرالية ؟ أ ليقدروا على التهديد بمصادرتها متى ما شاؤوا ؟ ولماذا يجبروننا على استخدام عملتهم هم فقط في التعامل مع بلدان العالم ؟ أ ليستطيعوا لاحقا من اجبارنا على اتباع شروطهم في التعامل مع من يريدون ؟ وإن حاولنا الخروج من هذه الوصايات فالعقوبات بانتظارنا ؟ وفيما يتعلق بعملتهم فلدينا شكوك حول صمتهم لسنوات طويلة عن تهريبها لايران. إذ تظاهر الامريكيون بالانتباه للامر حين بدأوا مؤخرا فقط بالتشدد في اجراءات تحويلها. وذلك بعد مقالة لنا قبل شهرين ذكرنا فيها عرضا كيفية استغلال ايران لبلدنا للالتفاف على العقوبات عن طريق التعويض بامتصاص الدولار منه بمعية تجار سراق ومحتالين. ومع كل زيادة للعقوبات ولاحقا تشددهم في اجراءات تحويل الدولار كان الامريكيون في الحقيقة يضربون عصفورين بحجر واحد. إذ بحرمانهم ايران من الدولار كانوا يتسببون بتسرب اموال العراق اليها. وتشتيت الاموال العراقية هذا هو من اهدافهم الرئيسية. إن فرض العقوبات من جانب واحد او التهديد بفرضها هو تآمر على اي بلد يمنعه القانون الدولي. ونستطيع نحن بهذا من رفع الدعاوى القضائية الدولية ضد الامريكيين. وهذا الكلام موجه ايضا للسوداني. لذلك نقول للامريكيين انهم إن لم يكونوا بوارد حماية ودعم امننا ومصالحنا فعليهم عدم المطالبة بالحماية ناهيك عن شراكة الهيمنة هذه. فنحن لا نرى من هذه إلا طريقة لتكبيل بلدنا لإبقائه مكشوفا وضعيفا.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter