|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  16  / 12 / 2015                                 سعد السعيدي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اسئلة حول التواجد العسكري التركي قرب الموصل

سعد السعيدي
(موقع الناس)

بدأ الخبر كالتالي.. أعلن المتحدث باسم الحشد الوطني في نينوى محمود السورجي عن وصول فوجين من القوات العسكرية التركية (وفي خبر آخر قال ثلاثة افواج) إلى معسكر ما يسمى بالحشد الوطني في معسكر بقضاء الشيخان شمال الموصل. لاحقا اعلن مصدر مجهول عن إعفاء النجيفي للسورجي من منصبه وتعيين بديلا عنه. تحول الموضوع لاحقا الى مهزلة نيابية تبعث على الغثيان كما سنرى.

لكن من يكون محمود السورجي هذا بداية ؟ حسب النتف الاخبارية غير الموثقة يكون هو احد القادة الكرد !! لا نعرف عن اي حزب او كيان سياسي. ذكر ايضا بانه مقرب من اثيل النجيفي محافظ نينوى المقال والمتهم الابرز في قضية سقوط الموصل. جرى تعيينه كمتحدث باسم ما يسمى بالحشد الوطني القوة العائدة لاثيل النجيفي والتي ذكر من خلال النتف إياها بان الاخير يمولها من جيبه الخاص !! ولابد ان الاتراك يقومون ايضا بتأدية جزء من هذا التمويل نظرا لعلاقتهم الوثيقة بالنجيفي.

قام السورجي إذن بإذاعة خبر وصول القوات التركية الى معسكر تدريب حشد النجيفي هذا شمال الموصل. ومعسكر التدريب هذا هو معسكر الزيلخان الواقع شرق بعشيقة شمال جبل مقلوب ويبعد مسافة 30 كم عن الموصل. وقد ذكر وزير الخارجية التركي داود اوغلو - ردا على زعيق العبادي حول تواجد قواتهم "المفاجيء" في المعسكر - بان الحكومة العراقية على علم بتواجد مدربيهم فيه ، ولو انه اكمل مغالطا بادعاء بان العلم بهذا التواجد يعود الى سنتين مضت دون ان يوفر الاثبات لكلامه. وقد تأكدنا من معلومة تواجد المدربين منذ العام الماضي استنادا الى نتف الاعلام حتى وإن كان العبادي يزعق في الاعلام بالعكس. فمن خلال بحثنا وجدنا خبر من السومرية نيوز يعود لآذار الماضي يقول بان ثمة 20 ضابطا تركيا يقومون بتدريب جنود هذا الحشد بهدف تحرير الموصل. كما انه كانت توجد معرفة مسبقة بوجود قوة خاصة للنجيفي منذ ما قبل سقوط الموصل في معسكر الدوبردان. وكانت توجد شكوك حول كونها قوة فضائية (اي من الجنود الوهميين). إلا اننا اكتشفنا قبل شهور بكونها ما زالت عاملة لكن تحت مسمى الحشد الوطني ! لكننا لا نعرف شيئا عن التفاصيل الاهم من مثل الاتفاق او التساهل الذي بموجبه تم فتح هذا المعسكر وتمويل إنشاء مثل هذه القوة.

وايضا بتوفير تركيا للمدربين فيه ! فهل حقا تجهل حكومة العبادي مثل هذه الامور ، ام لعلها تقوم بخداعنا ؟ ولا يبدو ان اعضاء مجلس النواب الخائر والفاشل مهتم بمتابعة الموضوع بأي شكل من الاشكال ولا يبدو عليه الاهتمام بخرق الامن الوطني الذي يمثله هذا المعسكر. لذلك فإننا نعلن عن عجبنا عن سبب عدم إثارة اعضاء مجلس النواب موضوع هذا المعسكر عندما قام قبل شهور بإقالة هذا النجيفي من منصبه كمحافظ لنينوى ! فبأي صفة يقوم هذا النجيفي بتمويل تدريب ميليشيات خاصة به بمعية دولة تسمي نفسها جارة بادعاء تحرير اراض من داعش وهو المتهم الاول في سقوطها بايديهم ؟ وقد عرفنا من الاعلام بان وزير الدفاع خالد العبيدي قد قام بزيارة هذا المعسكر قبل إذاعة وصول القوات التركية اليه بايام. ترى لماذا لم تثر ثائرة مجلس النواب لدى الاعلان عن هذه الزيارة ساعتها ؟ هل يعقل ان لدينا مثل هذا المجلس النيابي الفاشل الذي لا يتساءل ولا تثور حميته إلا حسب المصلحة والدعاية الشخصية المرتجاة للبعض من اعضائه ؟ ونتساءل ايضا عن اهداف زيارة وزير الدفاع لمعسكر يديره المسؤول الاول عن سقوط الموصل والذي اقاله البرلمان بسببها (على الرغم من تدخل السفير التركي لمنع الاقالة وقتها) ويموله من ماله الخاص ؟!! نذكر بأنه حسب نتف الاخبار غير الواضحة وغير الموثوقة فإن حكومة العبادي لا تمول المعسكر ولا تزوده باية مساعدات او اسلحة بحسب تصريح اللواء نجم الجبوري القائد الجديد لغرفة عمليات تحرير نينوى وليس واضحا لنا على هذا علاقتها به. فما كان هدف زيارة وزير الدفاع اليه إذن ؟

ما عرفناه من الاخبار هو ان العبادي كان قد قام بزيارة الى تركيا في كانون اول من العام الماضي لغرض كما اعلن عنه الاعلام اعادة تنشيط العلاقات وطي صفحة الماضي ! (علامة التعجب من عندنا). وكان من اهداف الزيارة بحث امور النفط والمياه والارهاب. لم نفهم معنى جملة "طي صفحة الماضي" في الخبر. فللاتراك علاقات معروفة بالارهابيين وباثيل النجيفي. وعدا مما ترشح عن علاقاتهم بداعش في الفترة الاخيرة بطريق الروس نعرف بانهم يقومون بتسويق النفط الذي تسرقه داعش بطريق اقليم كردستان منذ بداية احتلالهم للموصل. وكان النجيفي يدخل افراد مخابراتهم الى محافظة نينوى دون علم الحكومة الاتحادية فترة تواجد قوات الاحتلال الامريكي. وكان مستمرا بهذا التصرف حتى انسحاب القوات الامريكية كما ذكرنا في مقالة سابقة لنا.

ما نعرفه ايضا هو ان تدريب البيشمركة وتسليحها يتكفل به التحالف الدولي ، اي الامريكيون ولكن ايضا الاتراك. لكن من خلال البحث المستمر في الاخبار توصلنا الى تفاصيل اكثر حول القواعد التركية في المنطقة الكردية منذ التسعينات وبالضبط منذ العام 1997. فحسب جريدة حرييت التركية مؤخرا تحتل القوات التركية في العراق والتي تصل إلى أكثر من 2000 جندي المرتبة الثالثة في التواجد العسكري الأجنبي فيه بعد الأمريكان وإيران. إذ ان هناك كتيبة مشاة مع دبابات يصل عددها إلى 500 جندي في منطقة "بأمرني" ، ومجموعة عسكرية أخرى من القوات الخاصة في منطقة "كاني ماسي" عند نقطة الصفر الحدودية للتصدي لأعضاء منظمة حزب العمال الكردستاني ولإعاقة انتقالهم إلى تركيا من شمال العراق. وأوضحت الصحيفة بأن هناك فريق ارتباط من القوات الخاصة التركية يصل عدده إلى 130 جنديا في مناطق "زاخو" و"دهوك" و"باطوفا" و"السليمانية" و"العمادية" في شمالي العراق ، مع وجود مراكز استخباراتية في أكثر من خمس مناطق في شمال العراق وتعمل بالتنسيق مع إدارة إقليم كردستان العراق.

نتسائل نحن لماذا جرى التهاون مع التواجد التركي في القواعد إياها في إقليم كردستان دون ان يجري طرح الموضوع ولو لمرة واحدة في برلماننا هذا ؟ كذلك نريد ان نعرف لماذا لم يطالب مجلس النواب الفاشل هذا العبادي بإطلاع الشعب العراقي على نتائج زيارته لتركيا العام الماضي حول العلاقة التركية بمتهمين بسقوط اجزاء كبيرة من البلد بيد داعش ؟ ولماذا لم يقم نفس هذا المجلس الخائر بواجبه ويطالب رئاسة الوزراء بنشر تفاصيل اتفاقية تنظيم تواجد هذه القوات الاجنبية في العراق ؟ فهل يعقل بان هذه الدولة (او الجارة الشمالية) ترسل مدربين عسكريين مع حراسهم وآليات ثقيلة من دون وجود اتفاقية لتنظيم هذا التواجد ؟... ام لعل ان مثل هذه الاتفاقية موجودة لكن لسبب ما جرى إبقاؤها طي الكتمان ؟... علما بانه توجد اتفاقية من زمن النظام السابق تسمح للاتراك بالتوغل في البلد لمسافات بحجة مطاردة احد احزابهم الكردية المسلحة.

وقد حاولت إحدى النائبات مؤخرا طرح السؤال عن سبب عدم وجود الاجهزة الامنية العراقية في المعابر الحدودية الشمالية لرصد دخول اية قوات بصورة غير شرعية. نجزم بانها تعرف كما نحن نعرف سبب هذا الغياب... وكان عليها طرح هذا السؤال في فترة سابقة لا الانتظار حتى اللحظة (الحالية) الاخيرة ، هذا إن كان لها فعلا حرص على سيادة البلد. والاجابة على هذا التساؤل المثير للضحك عن معلومات الاستخبارات في الاقليم يعرف الجميع بانه قد جرت اعادة تأسيس غرفة عمليات نينوى بطاقم جديد. ومقر هذه الغرفة هو اقليم كردستان وقائدها الجديد هو اللواء نجم الجبوري كما اسلفنا اعلاه. وهو الذي يتوجب توجيه السؤال له عن معلوماته حول التواجد التركي في الاقليم. ونفس الشيء يقال عن المحافظ الجديد الذي يبدو من تصريحاته قربه من الاكراد والنجيفيان. ونتساءل مرة اخرى عن سبب ترك محافظ نينوى المقال يتحرك بكل حرية ويصرف على ميليشيات عسكرية من جيبه بمعية الاتراك وهو الذي قد وجهت له التهم بمسؤوليته المباشرة عن سقوط الموصل ؟ الم يكن هذا وما يزال احد اهم اسباب خرق السيادة الوطنية... يا نواب ؟

مما كشف لنا من نتف الاعلام من امر الآمر الجديد لعمليات نينوى هذا قيامه بالاجتماع والتباحث مع رؤوس الارهاب المعروفة مثل وزير الزراعة الحالي حسن زيدان. (وهو الذي قام بمعية الوزير الاسبق محمد تميم بتسهيل هروب مطلوبين لقوات عمليات نينوى في السابق ومنعهم من القبض عليهم كما ذكرناه في مقالة سابقة حسب إفادة قائد الفرقة الثانية الاسبق في عمليات نينوى العميد الركن عبد الجبار فلحي). لم يتحرك مجلس النواب للآن حول امر هذان المجرمان ولا ندري إن جرى ذكرهما في تقرير سقوط الموصل. فهل سيجري التحرك حول امر قائد العمليات الجديد هذا الذي يبدو انه على علاقة ممتازة برؤوس العمالة هذين ، هذا إن كان مجلس النواب مهتماً فعلاً بالقضاء على الارهاب واستعادة الموصل ويتابع امر الترتيبات المهيئة لاستعادتها ؟ لكن السؤال الاهم برأينا هو سبب صمت مجلس النواب عن تواجد معسكر النجيفي في نينوى اصلاً ودور الاتراك فيه حيث لم يجر للآن طرح الاسئلة بهذا الشكل حوله؟

نتساءل على ضوء تصريح داود اوغلو الذي ذكرناه اعلاه إن كان سيتم استجواب رئيس الوزراء حول مدى معرفته بالتواجد التركي في الاقليم وعلاقتهم بمعسكر النجيفي الذي زاره العبيدي وزير الدفاع ، ام ان الموضوع سيلفه النسيان ؟ هل ستجري ايضا وفي نفس السياق مساءلة نوري المالكي رئيس الوزراء الاسبق عما كان يعرفه حول هذا الموضوع وكذلك الرئيس فؤاد معصوم حول فريق الارتباط من القوات الخاصة التركية المتواجد في السليمانية ؟ نتساءل كذلك لماذا لم يطالب للآن مجلس النواب رئيس الوزراء بعرض اتفاقية تواجد القوات مع تركيا على المجلس لاستبيان مصلحة البلد فيها من عدمه ، لتصديقها او رفضها حسب قانون المعاهدات ؟ فما تكون بنود هذه الاتفاقية واهدافها والاهم مواقع انتشار القوات فيها ؟ إذ اننا قد اعلنا في مقالات عدة سابقة باننا ضد اي تواجد لقوات اجنبية في البلد.

ننتظر إجابات مجلس النواب الذي وبمبادرة تحسب له.. استفاق من سباته للتو وصار يطرح بضعة اسئلة..



 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter