|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  24 / 9 / 2022                                  سهاد الخطيب                         كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 
 

 

دفاعاً عن قوى الإحتجاج والتغيير

سهاد الخطيب
(موقع الناس)

بعد ان اعلن عن الإجتماع التشاوري لقوى الإحتجاج والتغيير الذي عقد يوم أمس في مدينة الناصرية، ظهرت على بعض كروبات الواتساب لمجموعات تشرينية نشطة وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، تعليقات مؤيدة للإجتماع ومخرجاته، وفي نفس الوقت ظهرت تعليقات اخرى معترضة حملت في روحها نفس التخوين والإدانة، مرفقة بالتشكيك بجدوى الإجتماعات ومتهمة المجتمعين بالارتباط بمنافع شخصية وحزبية، وكلها بعيدة عن الواقع، وهنا ردي لهم.

اجتماع الناصرية كان في الذكرى السنوية الاولى لتأسيس المجلس التشاوري، الذي هو جهد مشترك لتجميع الاصوات والقوى المدنية ويضم ناشطين سياسيين وممثلين لنقابات واتحادات وعدد من اعضاء البرلمان المستقلين منهم (سجاد سالم، نور نافع واثنين اخرين)، والهدف من تأسيس المجلس ايجاد صوت مدني مستقل، وسط الازمات التي تعصف بالبلد، وكان الباب مفتوحاً لكل من يؤمن بالتغيير السلمي، ولتأكيد المشتركات الوطنية والمدنية الحقيقية. وتضمن الإجتماع تنسيق فعاليات سياسية وجماهيرية في الفترة المقبلة.

من المهم جداً في هذه المرحلة تجميع القوى المدنية والتشرينية المؤمنة بالتغيير الحقيقي وعدم بث الفرقة والتخوين فيما بينهم، لان هذا سيصب اولاً واخيراً في صالح احزاب السلطة ومليشياتها ورموزها التي لا تكف محاولاتها إختراق اي تنظيم وعمل مشترك، ومن أهم دروس انتفاضة تشرين هو ضرورة تجميع صفوفنا، وتنسيق العمل والتأكيد على المشتركات والابتعاد عن الفرقة والتخوين.

حضر إجتماع الناصرية ممثلين عن الحزب الشيوعي العراقي، شأنهم شأن اي شخصية مدنية اخرى، والشيوعيون كانوا حاضرين في ساحات الاحتجاج منذ ٢٠١١، ولم يرفع الحزب الشيوعي العراقي أي لافتة باسمه، بل نزلوا كمتظاهرين عراقيين وهم جزء من ابناء شعبكم، لم تتلطخ ايديهم بالمال العام ولا بالدم العراقي.

المناصب ليست بعيدة عنهم اذا ارادوها، وتجربة استقالة النائبين السابقين (رائد فهمي وهيفاء الامين) عن مقعديهما في مجلس النواب إحتجاجاً على سقوط الشهداء في انتفاضة تشرين ، وهذا موقف مشرف لهم وللحزب.

موضوعة مقاطعة الإنتخابات هو موقف سياسي احتجاجي مثلما هو موقف المشاركة، وكانت هناك اسباب دعت للمقاطعة فانتفاضة تشرين عندما دعت الى انتخابات مبكرة بعد اسقاط حكومة عبد المهدي كانت بشروط (حصر السلاح بيد الدولة، محاسبة قتلة المتظاهرين، وتطبيق قانون الاحزاب الذي يمنع الاحزاب التي لديها اجنحة مسلحة من المشاركة، محاسبة الفاسدين وتقديمهم للقضاء وتوفير مستلزمات عدالة العملية الإنتخابية)، ولم يتحقق أي شرط منها، لذا كانت الدعوة للمقاطعة وأظهرت النتائج مقاطعة وعزوف ٨٠ ٪ من الشعب العراقي، وعلى الرغم من ذلك صعد الى البرلمان عدد من المستقلين، واتكلم هنا عن النجف، و المستقلين شخصيات محترمة وتحظى بتقدير الشارع، وهذا مدعاة للفرح والفخر من قبلنا.

كان رأينا ان يكون النواب المستقلين او الذين يمثلون احزاب تشرين صوتا للشعب العراقي، سواء المقاطع او المشارك، والنائب الشريف لا يمكن ان يعمل لوحده وينجح بعمله بالبرلمان بدون دعم الشارع له، من خلال الضغط الجماهيري لتحقيق مطالب الشعب.

وها قد مرت سنة منذ الانتخابات والازمة والانسداد السياسي مستمر والبلد معطل والصراع مستمر بين الاطار والتيار وسط تزمت بالمواقف ووصل الصراع حد النزول للشارع واستخدام السلاح، وسؤالي هنا ما هو الحل برأيكم؟ هل نحتكم الى الشارع بين قوى تمتلك السلاح والمال والسلطة والدعم الخارجي وهو خيار خطر جدا؟ أو نبقى ننتظر ونتفرج على بلدنا وهو ينزلق الى حرب اهلية المتضرر الوحيد فيها هو المواطن البسيط، ونحن وانتم منهم؟ ام نبحث عن البديل الاسلم الشعب والبلد هو الذهاب لانتخابات مبكرة والاحتكام للدستور والقانون؟.

.. نعم، لم يتم حصر السلاح بيد الدولة، ومازال قانون الاحزاب لم يطبق، ولم يتم تقديم اي من الفاسدين للعدالة واغلبهم ممثلين بالبرلمان، الان وربما مستقبلا أيضاً، ولم يتم تقديم قتلة المتظاهرين للعدالة، ولم يتم توفير مستلزمات الانتخابات، لكن يبقى خيار الانتخابات المبكرة هو الخيار السلمي الافضل للبلد.

ويبقى خيارنا الوحيد كقوى محتجة هو تجميع قوى التغيير والقوى المدنية والتشرينية والتنسيق فيما بينها، لانها البديل الحقيقي للشارع العراقي عن قوى الفساد والسلاح المنفلت، تبقى الاراء الاخرى محترمة ومحط تقدير واحترام لكن بدون التخوين ولغة الاتهامات لانها ليست في صالحنا، ولنعمل سوياً من أجل استعادة وطننا.


 

24 أيلول 2022
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter