| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

صائب خليل
s.khalil@chello.nl

 

 

 

الجمعة 13/6/ 2008

 

مثال الآلوسي يقلب العالم ليتهم الشعب العراقي بالعمالة لإيران

صائب خليل

موجز القارئ التعبان:
في هجمة ثانية لفرض المعاهدة المرفوضة شعبياً يسعى الأمريكان وأتباعهم لتصوير المعارضة لها على أنها إيرانية، ولإلصاق "تهمة" العمالة لإيران بمن يرفضها، وقد جند مثال الآلوسي نفسه بشكل خاص لهذه المهمة.

بعد جهود هائلة انطلقت منذ أوائل القرن العشرين، ووجهت لتثبيت سمعة سيئة للشيوعية في رؤوس الناس بأساليب تعتمد الحقائق احياناً والكذب والمبالغات وقوة الإعلام غالباً، أصبح لدى الساسة الأمريكان سلاح في غاية الخطورة! لقد امتلكوا "لصقة" او "ماركة" جاهزة لتدمير أي شخص أو منظمة أو حكومة أو قضية. لم يكونوا بحاجة بعد ذلك إلى أكثر من لصق "الشيوعية" أو التعاطف معها بأي سياسي أو نظام في أي بلد في العالم، لتبرير أي إجراء ضده مهما كان هذا الإجراء غير قانوني. لقد أصبح لديهم "لصقة" تتيح لهم إرسال الأشخاص والمنظمات والحكومات والأفكار أيضاً إلى "ما وراء حدود القانون". لصقة تجعل من خصومهم "مقاتلين غير شرعيين"، وترسلهم إلى "غوانتانامو" افتراضي حيث لاحقوق ولا قانون دولي ولامعاهدات، تماماً كما تفعل لصقة "الإرهاب" اليوم التي تملك أميركا احتكار حق توزيعها على من تشاء!

لقد كان استعمال الشيوعية والإرهاب ذي طابع عالمي، لكن أميركا، المبدعة بلا شك، استعملت نفس الفكرة على نطاق أصغر، شبه محلي بالنسبة للعراق والمنطقة، فاستعملت نفس الطرق المتحررة من الأخلاق، واستغلت كل الأخبار، الصادق منها والكاذب لتحويل إيران إلى "ماركة" يكفي لصقها على أي جهة أو موضوع لإخافة الناس من الإقتراب منه أو طرح الأسئلة حوله .
لقد وصل النجاح في هذا الأمر إلى أن اللصوص الكبار المتمتعين بالحماية الأمريكية مثل حازم الشعلان حاولوا استخدام "الّلصقة" لردع الحكومة عن محاكمتهم، على أساس أنهم ضحايا انتقادهم لإيران.

اليوم تمر أميركا بموقف حرج في العراق وهي بحاجة إلى كل اختراعاتها. وبالفعل، لم يكد السفير الأمريكي يطلق "تهمة" الإيرانية على حملة الرفض للمعاهدة المتعثرة التي تجهد بلاده لعقدها مع الحكومة العراقية بالرغم من المعارضة الشعبية الشديدة التي اعترفت بها الحكومة العراقية والأمريكان انفسهم، حتى تلقفت الأفواه والأقلام كلمته وانطلقت حملة تشويه لعملية رفض المعاهدة وتصوير الأمر كأن الرفض مشروع إيراني وبتجاهل تام للحقائق المعروفة! كالعادة ردد الكثير من الكتاب الفكرة عفوياً، فاختلط الأمر على الناس، كما كان مرجوا ً.

من العديدين الذين يضعون آذانهم قرب فم السفير دائماً، أركز حديثي هنا على السيد مثال الآلوسي، رئيس حزب "الأمة العراقية". رجل مغامر جريء ذو لسان رياضي، لكن محاسنه تتوقف عند هذا الحد. فمنطق الرجل معوج وحركاته مكشوفة، وجميعها تصب في خدمة أميركا و"الأمة الإسرائيلية".

من الأمثلة التي احتفظ بها "اعتزازاً"، على جمناستيكيات مثال الآلوسي الكلامية، ما قاله حين تصدى للدفاع عن قانون نفط الشركات المحتضر لـ" الملف برس : "قانون النفط لوكنا ندرك هو استثمار عراقي في المؤسسة العالمية الأمنية الاستراتيجية لحماية العراق من تدخل ايراني وسعودي وسوري... اذن لدي مصلحة في قانون النفط."
بهذه الجملة "الفلسفية" المخيفة يريد الآلوسي ان يقنعنا ان هناك "موسسة عالمية امنية أستراتيجية" (هل سمع أحد بمثل هذه المؤسسة؟)، ويبدو أنها خيرية، فهي تهدف حصراً الى "حماية العراق من التدخل الأيراني والسعودي والسوري" (!!)، لذا يجب ان "نستثمر بها" وذلك بالموافقة على قانون النفط!!
يحذرنا نيتشه من أؤلئك الذين "يعكرون مياههم ليوهموا الآخرين أنها شديدة العمق"، ولو أتيح له أن يقرأ عبارة مثال هذه لما وجد خيراً منها تعبيراً عن حكمته!
لاحظ أن عبارة "نستثمر" تدل على اعتراف مثال أن العراق سيخسر أموالاً إن هو أقر القانون، لكن هذه الخسارة ليست ضائعة، بل هي "إستثمار" هام في تلك المؤسسة التي تهدف إلى حماية خيراتنا!

فشلت تكتيكات مثال وبقية الشلة في إنقاذ قانون النفط، لكنه فشل في الجولة الأولى فقط، وهاهو الفريق يعود في جولة ثانية مسلحاً بتكتيكات جديدة عبر عنها مثال الآلوسي بتصريحه الصادم: "إن قانون النفط و الغاز سيصادق عليه من قبل البرلمان في حالة موافقة إيران والسعودية عليه"!! وأضاف شارحاً حكمته بأن "الكثير من النواب العراقيين لديهم ارتباطات مع السعودية ومع إيران، وهم يمثلون أجندة الدولتين، ولهذا فإن القانون لن يمرر من دون موافقتهما" (1). ويمكننا أن نترجم قول الآلوسي دون أن نظلمه، بأنه غاضب لأن من يمثل اجندة أميركا لسوء حظه، لا يشكلون أغلبية برلمانية، حتى مع "الصوت" الذي يمثل أجندة إسرائيل.

يتذكر المواطن العراقي أن السيد مثال الآلوسي بدأ بتعريف نفسه على الساحة السياسية بزيارة إسرائيل باستعجال من يخشى أن يسبقه أحد إلى ذلك "الشرف"، فذهب يتعرف على موقف إسرائيل ويسألهم النصح حتى قبل أن يحاول معرفة موقف أهله العراقيين من أي شيء. ورغم الإستنكار الواسع الذي حمل قيادة المؤتمر على طرده من الحزب مع أنه كان ثاني شخصية قيادية فيه ، إلآ أن تلك الزيارة كانت بمثابة بيان ٍ ، أو بطاقة تعريف و "إنذار مبكر" بمثال الآلوسي وبهويته السياسية: رجل جريء، مغامر، طموح، مندفع، براغماتي، لا تعرقله أية روادع أخلاقية ولا يعرف الخجل. لذا فالعودة لقراءة تلك الحركة تعين كثيراً على فهم هذا الرجل الذي يغلف نفسه بالكلمات المعقدة.

لايستطيع مثال تبرير زيارته الغريبة لإسرائيل بوجود علاقات للفلسطينيين معها لأن هؤلاء مضطرون لذلك، ولا يمكنه التحجج بزيارات حكومات دول الجوار مثل زيارة السادات، فهذا له على الأقل أن يدعي بأنه كان يهدف إلى تحرير أرضه. لا يمكن أن نضعها كذلك ضمن زيارات حكام دول عربية أخرى وصلوا كراسيهم بدعم من أميركا – إسرائيل وعليهم أن يدفعوا الثمن بالوقوف بالضد من مواقف شعوبهم. ولم يذهب مثال بدافع إنساني، فالإنسانية تدفع بالملتزمين بها إلى الإتجاه المعاكس كما دفعت القس توتو ومانديلا إلى مقت عنصرية إسرائيل وهمجيتها، ودفعت براشيل كوري إلى التضحية بحياتها تحت عجلات الكاتربيلار المنطلق لهدم بيت فلسطيني ودفعت بزميلها البريطاني توم إلى أن يلقى حتفه في محاولة لإنقاذ مجموعة أطفال فلسطينيين محاصرين تحت إطلاق نار من جنود إسرائيليين يتسلون بإرهابهم.
وبالتأكيد لايمثل موقف مثال موقفاً ثقافياً كما ادعى فالثقافة والقراءة الجادة والبحث الأمين تدفع هي الأخرى بالإتجاه المعاكس، ولنا في ماركيز ومقاطعات الأكاديميين إسرائيل في أوروبا والمؤرخين والروائيين الإسرائيليين الجدد، أمثلة ممتازة.
زيارة مثال الإلوسي لم تكن دعوة سلام ايضاً، فهو لم يلتق دعاة السلام الإسرائيليين، ولم يجد من ينزل في ضيافته أفضل من موشيه يعالون رئيس اركان جيش الدفاع الاسرائيلي المعروف بتأريخه الإجرامي الحربي. كذلك لايسعنا أن نعتبر حركة مثال حتى ضمن الإعجاب بالسياسة الإسرائيلية، فقد عمدت إسرائيل إلى ملاحقة من أهان اليهود وقتلتهم ولم تغازلهم وترسل الوفود لهم حتى تراجعوا عن مواقفهم العنصرية ذاعنين. أين نضع زيارة مثال إذن؟ ليضعها كل منا حسب قناعته.

اليوم يطلع علينا مثال الالوسي بهجوم وقح على من يرفض المعاهدة حين ينسب رفضها لإيران متهماً من يحاول إفشال المعاهدة بالعمالة لإيران التي جندت "جميع عملائها في العراق" لإسقاط المعاهدة التي ستصل بالبلاد إلى "مواكبة التطور العالمي على كافة الصعد". (2)

يريد مثال إقناعنا أن المعاهدة ممتازة للشعبين العراقي والأمريكي، لذلك فلا يوجد سبب لمعارضتها إلا لمن كان عميلاً لإيران. لكننا لو نظرنا إلى خارطة مؤيدي المعاهدة ومعارضيها من الأطياف العراقية لوجدنا العكس اقرب إلى الواقع. فالأحزاب السنية، وخاصة اشدها مناوأة لإيران هي أشدها معارضة للمعاهدة، فهل كانوا "عملاء سريين" لإيران ولم نكن ندري؟ وفي داخل الطيف الشيعي فإن الطرف الأقرب إلى إيران، المجلس الأعلى، هو الأشد حماساً للمعاهدة، ولم يخفف حماسه بكلمات فارغة إلا انحناءً للعاصفة الشعبية، وسيتراجع عنها حال هدوء تلك العاصفة. أما الجانب الأشد موقفاً من إيران في هذا الطيف، والذي طالما اتهمها بالتدخل في الشؤون العراقية وتسليح عصابات المجلس الأعلى (منظمة بدر) وانتقد بشدة وصلت حد المبالغة، موقف الشهرستاني على "تساهله" مع إيران، فهو التيار الصدري، وهو الذي يقود الحملة ضد المعاهدة ويدعو انصاره للتظاهر، فهل أن التيار الصدري "عميل سري" لإيران والحكيم هو الذي ضدها؟ الطيف اليساري كله يقف بالضد من المعاهدة والغالبية الساحقة من السياسيين المستقلين ضدها، وهو ما يقلق مناصريها ويجعلهم يراجعون مواقفهم، صدقاً أو تظاهراً. الدول العربية والجامعة العربية تقف بريبة وقلق من المعاهدة فهل هذه الدول عميلة لإيران؟ هل كانت صحيفة الإندبندنت التي نشرت النصوص الفضائحية للمعاهدة عميلة لإيران؟ الكونغرس الأمريكي يقف من المعاهدة موقفاً قلقاً مرتاباً ومعارضاً فهل تمت رشوة الكونغرس الأمريكي من قبل إيران ليرفض معاهدة فيها الخير لبلاده ايضاً؟

كل الحقائق تشير إلى عكس ادعاءات مثال الآلوسي، لكن الوقاحة لم تكن معنيةً يوماً بالحقائق بل تفخر بقدرتها على تجاهلها. فحتى زيباري، الإبن المخلص للولايات المتحدة، لم يذهب إلى إلقاء تهمة عرقلة المعاهدة على إيران بل على الشروط الأمريكية حين قال قبل اسابيع أن هناك "مسائل حساسة" تعيق التوصل إلى تفاهم نهائي، ودعا الإدارة الأمريكية إلى إزالة تلك العراقيل بتقديم التنازلات، فهل زيباري عميل لإيران أيضاً ليلقي بتبعاتها على أميركا؟ وحتى الدكتور محمود عثمان عبر عن قلقه تجاه الاتفاقية وقال أنها أتت في توقيت غير صحيح، وكان الأجدى الانتظار لحين خروج العراق من البند السابع. فهل محمود عثمان ضمن قائمتك في عملاء إيران؟ وهل عز الدين الدولة من جبهة التوافق من عملاء إيران؟ علي الاديب، قال ان «كل الكتل السياسية العراقية لديها تحفظات عن المعاهدة، كما ان كل المواطنين العراقيين لا يريدون أن تمر هذه المعاهدة من دون أن تعرض على الشعب من خلال ممثليه في مجلس النواب» فهل كان الأديب مكلفا بالكذب من قبل إيران؟ لابد أن مثال يرى أيضاً الذين اسقطوا معاهدة بورت سموث كانوا عملاء لروسيا، ومن أسقط حلف بغداد كان عميلاً للصين مثلاً...

كل ما يتحرك في البلاد ضد المحتل يحركه العملاء في منطق مثال على ما يبدو، ولكن أليك المزيد من الإسئلة:
إذا كان معارضو المعاهدة من العملاء فقط فلماذا يطالب هؤلاء باستفتاء شعبي على المعاهدة ويعارضون الحكومة والأمريكان؟ هل أن الغالبية من الشعب العراقي عملاء لإيران وتخشى فوزها؟ إن كانت هذه الدعوات للإستفتاء كاذبة و للإستهلاك المحلي، فلماذا لا تدعو أنت إلى استفتاء شعبي "صادق" لتفوت الفرصة على "عملاء إيران"؟
بعد العاصفة "العميلة لإيران" ضد المعاهدة، اتصل بوش ليطمئن المالكي باستعداده لإزالة أية بنود تمس السيادة العراقية، وأعلن سياسيون عراقيون أن أميركا خفضت سقف مطالبها. إلا تتفق معي أن علينا أن نشكر إذن إيران و"عملاءها" فلولاهم لما سحب بوش نصوصه المهينة للسيادة العراقية ولما خفض الأمريكان سقف مطالبهم؟
هل العملاء هم من يتظاهرون في الشوارع في العلن فتتعاطف الملايين معهم أم من يعملون في السر وفي الغرف المظلمة؟ لماذا يتجاوز "الوطنيون" الدستور لإخفاء المعاهدة عن البرلمان بينما يدعو "عملاء إيران" إلى الشفافية وكشف الأوراق ورفض البنود السرية؟

أنه عالم مقلوب، هذا الذي يطالبنا مثال أن نصدقه: عالم يدعو فيه "الوطنيين" إلى التوقيع على معاهدة مشكوك بأمرها وتحت تهديدات الإحتلال وسلطته، بينما يجهد من يسميهم مثال بـ "العملاء" على رفض المعاهدة وعلى استفتاء الشعب عليها وإلى الخروج من الفصل السابع بلا شروط. إنه عالم عجيب أن يتخذ (الموافجون) على المعاهدة التي تسلم جميع مقاليد الأمور، حتى "حماية الديمقراطية" إلى جهة اجنبية، موقفاً "إستقلالياً" ووطنياً حماسياً رافضاً للتدخل الأجنبي، بينما يتهم من يرفضها بالتبعية لجهة اجنبية!

كل شيء في عالم مثال الآلوسي يبدو معلق ورأسه إلى الأسفل ويبعث على الريبة تماماً كتصريحاته عن النفط و "المؤسسة العالمية الإستراتيجية" لإنقاذ نفط العراق التي يجب أن نوقع من أجلها إتفاقيات نفط خاسرة، لكننا لو عدنا إلى الحقائق البسيطة وأوقفنا العالم على رجليه لتوضحت الأمور وزالت التناقضات ولم نجد صعوبة في رؤية الواقع وفهمه. فهناك دولة محتلة تشترط على البلاد التي تحتلها توقيع اتفاقية طويلة الأمد تترك لها سلطة عسكرية وأمنية وسياسية حاسمة في البلاد كثمن لتخليصها من استعمارها ومن قيودها وتهددها بخسائر مليارات الدولارات من أموالها إن هي لم تفعل. دولة كل تأريخها مكون من الغزو الذي مازال مستمراً منذ اكثر من 500 عام كما يكتب أحد مواطنيها الشرفاء (جومسكي). دولة لم يسلم متر مربع من الأرض من تآمرها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وقبلها (وليام بلوم) دولة لا تخفي رغبتها في السيطرة على العالم وترى لها حقوقاً في تأمين وصولها إلى مختلف ثروات العالم في أي مكان، دولة تتسلح بما يساوي ما يتسلح به بقية العالم كله، دولة تساند بلا تردد صنيعتها، آخر الدول العنصرية والتي تحتل أراض من كل دولة حولها وتستمر في احتلالها والتوسع فيها والإستيطان بمباركة مستمرة ودعم غير محدود منها...هذه الدولة تريد "معاهدة صداقة" عسكرية أمنية طويلة الأمد، فهل من الغريب أن يرتاب الشعب من مثل تلك المعاهدة ويرى فيها خطراً على استقلاله؟ لماذا إذن يصر مثال الآلوسي وكروكر وثلة من الكتاب على تشويه موقف الشعب في الدفاع عن استقلاله ونسبه إلى دولة أجنبية؟

لقد عارض الشعب فعلاً قانون النفط ووقف بوجهه فهل يحتاج الشعب أن يكون عميلاً للسعودية وايران ليرفض قانون نفط يخسر بسببه مئات المليارات لصالح الشركات؟ لماذا يبحث مثال عن اسباب اخرى خارج الإرادة الوطنية للناس لتفسير معارضة اتفاقية يجدونها مسيئة لسيادتهم؟ ألم يشعر مثال يوماً بمثل هذا الإحساس؟ وهل يحتاج المرء أن يكون عميلاً ليعارض إتفاقية مريبة مع المحتل أم انه رد الفعل الطبيعي للشعب في العالم الطبيعي؟ ماذا يفعل الوطنيون إذن، وماذا فعلوا خلال كل تأريخ البشرية؟

لقد قلب مثال العالم ليتمكن من إتهام معارضي المعاهدة بالعمالة رغم أنهم الغالبية العظمى من الشعب. لكن لا غرابة في ذلك فمن لايستطيع الدفاع عن موقفه في عالم يقف على رجليه، لايجد فرصه في النجاح سوى في محاولة أن يجعله يقف على رأسه، لكننا إن أعدنا العالم إلى بوصلته الصحيحة لتبين فوراً من هو الوطني في الواقع ومن هو العميل!.
إن عارضت إيران المعاهدة وحاربتها فلها منا الشكر والإمتنان لتلك المساندة، لكن قرار اسقاط المعاهدة قرار عراقي وطني بحت تماماً كما كانت قرارات إسقاط بورت سموث وحلف بغداد وقانون النفط قرارات وطنية خالصة نعتز بها وبمن وقف وراءها و لن تخيفنا عنها "الّصقات" الأمريكية الجاهزة من التعبير عن رأينا بحرية وصراحة بل تزيدنا إصراراً على فقأ فقاعات كروكر ومثال الفارغة.

(1) الآلوسي يقول ان قانون النفط والغاز لن يقر إلا بموافقة إيران والسعودية
http://www.alnajafnews.net/najafnews/news.php?action=fullnews&id=58713
(2) نائب عراقي يتهم ايران ب"افشال" الاتفاقية مع واشنطن
http://www.almanar.com.lb/NewsSite/NewsDetails.aspx?id=45807
 

13 حزيران 2008


 


 

free web counter