| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

نعيم آل مسافر

 

 

                                                                                الأربعاء 2/3/ 2011

 

بمناسبة عيد الأم
أم حسون تخاطب العالم

نعيم آل مسافر

إلى من لا يهمهم الأمر:
الأمين العام للأمم المتحدة..رئيس مجلس الأمن الدولي..رئيس محكمة العدل الدولية.. المنظمة العالمية لحقوق الإنسان.. منظمات المجتمع المدني.. جميع سائل الإعلام الحر والرأي العام العالمي.
واستثني من ذلك، منظمة المؤتمر الإسلامي، والجامعة العربية.

إلى من يهمهم الأمر:
شعوب العالم أجمع وبدون استثناء.. خصوصا ً الأمهات لأنهن سيفهمنني أكثر من الآخرين.

السيدات والسادة الأفاضل:
كان ولدي حسون يتعشى معي كل مساء..
وذكرت العشاء بالخصوص، لأنه الوجبة الوحيدة التي نتناولها معاً. ولم أذكر الفطور أو الغداء، لأن حسون (يغبش) للشغل، قبل أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.. ويتناول الوجبتين في العمل الشاق طوال النهار.
والآن أمسيت مستعدة لدفع ما تبقى من عمري، مقابل أن يتعشى معي مرة واحدة.

كان حسون عندما يعود من العمل يناديني : (يمه.. اجيت من الشغل.. يمه). فأطلب منه اعادتها مراراً وتكراراً..
هل تعرفون ما تعنيه هذه الكلمة للأم خصوصاً إذا كانت صادرة من وحيدها؟؟؟

آخر مرة عاد فيها حسون، قالوا أنه عاد.. ولم أسمعه يقولها لي!!! ناديته كثيراً حتى بح صوتي، ومازلت أنادي:
- يمه حسون كلي يمه.. يمه حسون كلي يمه.

لكنه لا يقول (يمه) أيها السيدات والسادة الأفاضل.. فقد عاد آخر مرة مقطع الأوصال.

من قرأ مقال (مات حسون وتحقق ما تريدون) سيفهمني.. من انكوى قلبه بفقد عزيز سيفهمني.. من لديه ذرة من ضمير حي سيفهمني.. أما الآخرون فغير معنيون بخطابي.

أيها السيدات والسادة الأفاضل:
لقد سكتم سابقا عن دفن (أبوحسون) حياً في المقابر الجماعية عام ١٩٩١م. وتغاضيتم عن تلك الجريمة النكراء، التي يندى لها جبين الأنسانية.. ولم تقيموا الدنيا ولا تقعدوها عما جرى في بلاد حسون آنذاك.. كما تفعلون الآن عندما يقوم دكتاتور بقمع شعبه..

لم تتحدثوا آنذاك عن استعمال مفرط للقوة.. أو إبادة جماعية.. وذهبت صيحات ابوحسون ولم يسمعها أحد.. لكنه برغم ذلك كتب على التراب وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة : أبو حسون يريد إسقاط النظام.. كما قال لي عدة مرات في الرؤيا.. وسقط النظام بعد حين، وتمت محاسبة كبار الجناة.. وكان في ذلك عزاء لي ولكل حسون.

أما اليوم فدماء حسون ماثلة أمامكم، وبالبث المباشر. تستصرخ ضمائركم.. لماذا لا تعقد الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إجتماع طارئ.. وتتخذ الإجرآت اللازمة؟؟؟ لماذا لا تقوم محكمة العدل الدولية بمحاكمة الجناة؟؟ فما الفرق بين اغتيال حسون وأي عملية إغتيال اخرى؟ أو أي إبادة جماعية لأي شعب؟؟ هل يوجد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بند يقول أن هنالك دماء غالية وأخرى رخيصة؟ وهل هنالك انسان غال وآخر رخيص؟؟ فالدم هو الدم والإنسان هو الإنسان، في كل زمان ومكان..

دماء حسون ندبة في ضمائركم.. لأنها جرت أنهاراً بمرأى ومسمع منكم.

كما أطالب بحماية محلية ودولية لحفيدي حسون الثاني.. الذي مازال جنيناً في بطن أمه.. فقاتلي أبيه يتربصون به الدوائر.. ويتحينون الفرص لإغتياله.

وفي الختام : إن كنتم لا تعتقدون أن هنالك عالم أخر وراء هذا العالم.. يقتص فيه المظلوم من الظالم.. عند رب عزيز مقتدر.. فأنا أعتقد بذلك.. وسأقاضي هناك ليس قتلة حسون فقط.. بل كل من سمع بقتله ولم يطالب بدمه بقول أو فعل..

إعلموا أني أقوم بعملية عتاب جماعية.. واستعمال مفرط للحزن..

اللهم اشهد فإني قد بلغت..
وللحديث بقية.

 

free web counter