| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نبيل عبدالأمير الربيعي

 

 

 

الخميس 2/6/ 2010                                                                                                   

 

أهز رأسي ذبحاً ... وتهز رأسك صبراً على نوائب العراق

نبيل عبد الامير الربيعي

((لربما تتقيأ دماً من ( منظومة) الرياء الشنيعة ما بعد الاحتلال الامريكي للعراق وهو يقف أمام موجة إحتلال يتزعمها أنصاف المتعلمين والجهلة وهروب سلطة العصابة والجريمة)) البروفسور ميثم الجنابي

من الصعب التخطيط في العراق وسط هذه الفوضى في الحياة العامة , فوضى المشاحنات الحزبية وتواترات الوضع الأمني والإجتماعي , وبيروقراطية قاتلة تأكل الدولة وتقود الى الفساد والخراب.

في وطني لا أجد أي أُفق لدولة المؤسسات أو دولة المواطنة التي تعني حق الإنسان في العيش والرأي والتظاهر والمطالبة بحقوقهُ المشروعة... فالمواطن المبدع عاطل بدون مأوى .. وكأن الإبداع يقتل هنا في بلد اللامبالات .. الآن لا نملك إلا الأمل بازدهار ما , ربما يحمل بنا في قادم الأيام , والثقافة ورعايتها تخلوا الساحة منها وكذلك رعاية الدولة لها , وبُعد المثقف عن السياسي ومشرع المستقبل.

يرى مالك بن نبي إن المجتمع العربي خرج من سكة الحضارة منذ رحيل ابن خلدون , فلا ضمانات فيزيولوجية أو اجتماعية , الإنسان عندنا جاهل وجائع وخائف إلا نفر معدود , ويرى ابن نبي إن الحضارة هي مجتمع الضمُانات في مستويين : تأمين الجنة الفيزيولوجية الخماسية من (شراب وطعام ومسكن ولباس وجنس) ومجتمع يأمن فيه الإنسان على نفسه.

تعتبر الحضارة توليفة بين الإنسان والأرض والوقت كمعادلة تركيب تفعلها شرارة الروح لولادة جديدة . ارادة الإنسان من علاقات القوة ومنحهُ السلام الداخلي العميق والطمأنينة الروحية , بتدمير الباطل ليس بقتله بل بعدم طاعتة والتعاون معهُ والباطل اصبح شعار يردد على السنة المحتجين في ساحات الحرية وشباب شباط المعتقلين بوسائل وطرق لا انسانية .

ماذا نسمي ما يحدث في العراق ؟منذ ما يزيد على ثمان سنوات من قتل المدنيين الأبرياء وتدمير البنى التحتية وتفجير الاسواق وتعطيل العديد من المرافق الاقتصادية , وبالمقابل ظاهرة السلطات بتكميم الأفواه واعتقال المتظاهرين واستخدام خراطيش المياه لتفريقهم , هذه الظاهرة موروثة الى حد كبير في سلوك النظام السابق الذي شاع بفتح مواسير الدم على مصراعيه , فقد دفع العراقيين ثمنهُ من اللحم البشري المتناثر على ارصفة الطرقات وفي المقابر المقفره. ماذا نسمي اعتقال شبيبة الاحتجاجات في ساحة التحرير للمطالبة بحقوق شعب صابر ؟, من خدمات صحية وتربوية وخدمية والصيف على الابواب وضعف الطاقة الكهربائية والبطاله المتفشية بين الشباب والمحسوبية والمنسوبية . هذا الشباب المتعلم الذي ينسب اليه تهمة التزوير والعنف لكم افواه الوطنيين وابعادهم عن الساحة السياسية والحركة الاحتجاجية . ارهاب من يطالب بابسط حقوق المعيشة في دولة كنا نتأمل ان تحقق العدالة الاجتماعية وتحافظ على أموال العراق وبناء البنى التحتية لهذا البلد الذي لا يعرف الأمان والراحة منذ اكتشاف البترول في أراضيه.

لقد احتكرت خيرات هذا البلد في السابق من الدولة العبثية وتم الإستيلاء علية بغية اخراجه الى دائرة الفقر والرعب وسفك الدماء. هذا البلد يتصف منذ زمان بالفزع بدل الفرح والموت بدل الحياة. الفزع اذن هو اسم العراق الذي اصبح يتسربل بكفن الموت الأسود ولكن لماذا بهذا البلد دون غيره؟: لأنه استطاع أن يحمل هوية كل البشر الذين بنوه على امتداد تأريخهم وتأريخه. اهله هم الذين دعوه بمسمى بلاد الرافدين, لأنهم أدركو إن اسم الجغرافيا يسقط من حساب هوية الناس وروحهم ورؤاهم وأعراقهم وعقائدهم وتطلعاتهم.

صار الانتماء للعراق والتجذر فيه تهمه يستحق صاحبها الموت , واذا كان يسارياً او علمانياً فيكفّّر ويقتل , كيف يمكن للعقل البشري أن يصّدق!!! إن للموت حرمه وفي حفرة الموت اخفض صوتك أو اصمت , وفي ساحة التحرير لا ترفع صوتك لتهز عرش السلطة . لكن في حضرة الموت تتنقى القلوب من الضغائن والأحقاد والقبس والغضب لإنها في حالة واحدة , لذا لنتصالح وننقذ العراق من الموت وننقذ ممن اختطفو بسيارات دائرة الصحة ... تهمتهم حب الوطن وامنياتهم بناء عراق جديد خالي من الفساد الاداري وسرقة المال العام والتزوير ولصوص النهار وكاتم الصوت ودعوتهم لبلد آمن وشعب سعيد.

إننا حقاً على أبواب نصر قريب المئة يوم قد انتهت وأستار الظلام وهي ترتعش أمام مواكب النور الزاحفة مع الصباح في ساحة التحرير , فلا بد للشمس أن تطلع لتبدد بسياط شعاعها الباهر ظلمات الليل البهيّم , الليل يزحف بظلامه بعيداً ليكشف بزوغ فجر جديد. صحيح إن كل نار تصبح رماداً ولكن نار الحرية ومشعلها وجمرات النضالات الوطنية لشعب مضطهد لا يمك أن يخمد.







 

 

free web counter