|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  6  / 5 / 2020                       محمد جواد فارس                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

في الذكرى 75 للانتصار على النازية في الحرب الوطنية العظمى
الدروس والعبر

محمد جواد فارس *
(موقع الناس)

في يوم التاسع من أيار (مايو) تحتفل البشرية بيوم الخلاص من النازية الألمانية التي قادها هتلر بالعدوان على بلدان أوربا واحتلها ، وقام بقصف عواصم دمرت عن بكرة ابيها ، وقتل الكثير من المدنيين العزل ، كل هذا كان بنزعته من اجل الهيمنة على أوربا ومن ثم على العالم ووقفت معه فاشية موسوليني، وعندما فكر هتلر بغزو الاتحاد السوفيتي عام 1941 كان يفكر بانه بعد الانتصارات على الدول الاوربية التي احتلها فسيكون احتلال الاتحاد السوفيتي بالنسبة للجيش الألماني هو نزهة وباقل الخسائر وبوقت قصير، ولكنه وجنرالاته لم يفكروا ويحسبوا الحساب ان هزيمتهم ستكون على يد الشعب السوفيتي وجيشه الأحمر بقيادة جوزيف ستالين القائد العام للقوات المسلحة وجنرالات الجيش الأحمر ، في البداية لاقى المقاومة الباسلة منذ اليوم الأول وكان للشعارات التي اتخذها الحزب الشيوعي السوفيتي والحكومة السوفيتية الأثر البالغ على المجتمع استنهضت الهمم في الدفاع عن الوطن ومنها :

الوطن الام يناديكم
كل شيئ للجبهة ... كل شيئ للنصر
لا خطوة إلى الوراء
العدو سيتحطم والنصر حليفنا

وكانت الاستعدادات لدى الحزب الشيوعي السوفيتي واضحة من خلال تشكيل الحزب لـ 6200 مجموعة أنصار مقاومين يتجاوز عدد افرادها مليون مقاتل مدربين للعمل خلف خطوط العدو النازي ، وما قصة البطلة النصيرة زويا كوسموديمانسكايا التي عملت خلف خطوط العدو وهي الفتاة القروية والتي قامت بقطع اسلاك الهاتف ، وقامت بحرق مستودعات العدو النازي ، اعتقلت وعذبت بوحشية ، كانوا يضربونها بالسياط وسألوها عن أسماء رفاقها من الأنصار فتلوذ بالصمت أو تقول لا اعرف ، لن أقول ، لن أتكلم ، وبعد ان يئس الجلاد منها ،أخرجوها شبه عارية الى الثلج ، وأعدموها شنقا في باحة القرية ، وتركوها معلقة لإرهاب الفلاحين ، ولكن الفلاحين كانوا فخورين بما فعلته زويا المناضلة من أجل الوطن ولم تفشي برفاقها ، وهذا هو الدرس لمن يقاوم المحتل ولم يخن الوطن . و عندما حاصر النازيون مدينة لينين غراد الباسلة لفترة طويلة صمد سكان المدينة وكانوا يعانون الامرين في حياة الحصار الجائر لا دواء و لا طعام و لا ماء ولا كهرباء وابقوا أبواب بيوتهم مفتوحة من أجل نقل الأموات ودفنهم ، ورغم كل المعاناة كان الشعب السوفيتي يضخ الرجال الى الجبهة وحوّل المصانع من الأنتاج المدني الى الأنتاج العسكري ، وعندما أراد الجيش النازي السيطرة على العصب الحيوي لروسيا الاتحادية في مدينة فولغا غراد والتي يمر فيها نهر الفولغا وهي المدينة الزراعية التي تجهز روسيا الاتحادية بالمنتوج الزراعي هذه المدينة التي صمدت وقدمت الضحايا من الجنود ، كانت نقطة تحول في مجرى الحرب نحو انتصار الجيش الأحمر و بعد الانتصار سميت المدينة بأسم ستالين غراد ، وكان هذا النصر بفضل خلية القيادة السوفيتية وقائدها ستالين ورفاقه من القادة الذين قلدوا بعد النصر اوسمة البطولة ، وهنا اريد ان اشير الى شخصية ستالين ودوره في الحرب الوطنية العظمى على لسان تشرشل رئيس وزراء بريطانيا آنذاك الذي اكد ان ستالين هو اعظم القادة في كل العصور ، وقد قاتلنا ستالين كاستعماريين بأدواتنا وأنتصر علينا وكان موسوعة علمية ومتفاني في حب الإنسانية نفخر به ، ووصل الامر بتشرشل أن يشكك في أن ستالين ليس من خلائق البشرية ، وقال كان من حظ روسيا الكبير أن يقودها ستالين في عام 1922 وكان اعتمادها على المحرك الخشبي وتركها دولة نووية ، وهذه شهادة تشرشل رئيس وزراء بريطانية العظمى .

اندفع الجيش الأحمر بعد معركة فولغا غراد باتجاه الجنوب لتحرير بلدان أوربا الشرقية والتوجه نحو برلين معقل هتلر وقواته و انتهت مقاومة هتلر للجيش الأحمر ورفع العلم السوفيتي على بناية الحكومة الألمانية و وقع قادة الالمان على الهزيمة امام الجيش الأحمر واقام الحزب الاشتراكي الألماني وحلفائه من المعارضين لنظام هتلر النازي بتشكيل حكومة تحمل اسم جمهورية المانيا الديمقراطية .

ان الدروس والعبر من الحرب الوطنية التي كلفت الاتحاد السوفيتي خلال السنوات 1941 -1945 27 مليون الى 30 مليون انسان قتلوا فيها وكلفت البشرية عموما ملايين من البشر ، يجب ان تتوقف هذه الحروب الصغيرة والكبيرة ضد شعوب المعمورة ، وتتوقف الامبريالية وسلطة راس المال من انتاج أسلحة الدمار الشامل وان تحوّل هذه الأسلحة الى محاريث من اجل الزراعة ، والصناعة وتعزيز قوى البناء و منظمات السلم في العالم ، ووالتوجه لبناء المدارس والجامعات والمستشفيات والمستوصفات والمؤسسات الصحية والصحة الوقائية ، والاهتمام بالتغذية ، والاستفادة من جائحة كورونا التي فقدت الإنسانية فيها مئات الالاف من البشر وما زالت تهدد بالمزيد. تحية للأطباء والممرضين وشغيلة المؤسسات الصحية والعلماء العاملين في المختبرات الطبية والصيدلانية في مساعيهم لأيجاد اللقاح لهذا الفيروس .

ولنرفع شعار من اجل بناء عالم جديد ولقبر مشعلي الحروب


 

 * طبيب وكاتب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

          موقع الناس .. موقع لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

             جميع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لموقع الناس                                                              Copyright © 2005-2012 al-nnas.com - All rights reserved         

  Since 17/01/05. 
free web counter
web counter