|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  24  / 7 / 2021                       محمد جواد فارس                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أيها المحتلون أخرجوا من عراقنا
أنتم و أعوانكم و ذيولكم

محمد جواد فارس *
(موقع الناس)

لو صبت أنهار العالم كله في قلبي
لن تطفئ جذوة حبك يا وطني
                                      
 ناظم حكمت

ثمانية عشرة سنة وشعبنا العراقي يعاني من الاحتلال ، الذي جاء بمخططات معروفة لدى الشعب ، من اجل تدمير كيان الدولة العراقية التي تأسست منذ مئة عام ، بعد ثورة العشرين المجيدة ، وأصبح العراق أحد أبرز دول المنطقة في الشرق الأوسط ولعب دورا مهما في السياسة والاقتصاد بين هذه البلدان ، و قد مر العراق وهو كما متعارف على تسميته بلد الرافدين دجلة والفرات ، وبلد الحضارات الأولى ، حضارة أكد وسومر وبابل ، مرت عليه الكثير من الهزات والنكبات و الاحتلالات ، ولكن الان بصدد الغزو والاحتلال الذي جرى للعراق عام 2003 و الذي سبقه الحصار الجائر على الشعب العراق وتدمير البنية التحية للعراق ، تحت حجج كاذبة ومنها امتلاكه أسلحة الدمار الشامل و علاقة النظام بالقاعدة ، كل هذه الأمور لم تثبت صحتها وقد كذبها من ادعى امام مجلس الامن بها وهو وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية ، وكذلك العملاء في المعارضة العراقية وكان بطلها أحمد الجلبي ، والعملاء الذين عملوا معه ، من اجل تدمير العراق ، و الحقيقة أصبحت واضحة ان استهداف العراق يصب في مصلحة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ، ليبقى هذا الكيان شرطي الولايات المتحدة والغرب في المنطقة يصول ويجول ، مهدداً بالأسلحة النووية ، وفرض أرادته على البلدان العربية ، وهذا ما نشاهده الان من التطبيع الخليجي الى العدوان على سوريا ولبنان وضرب حركات التحرر الوطني بالمنطقة .

اعود الى ما جاء به المحتل للعراق من مخطط الا وهو عودة العراق الى العصور المظلمة ، وذللك بتدمير كيان الدولة بحل الجيش و الأجهزة الأمنية وخلق الفوضى داخل المجتمع العراقي ، كما سماها المحتل بالفوضى الخلاقة ، و المجيئ بحكومات شكلها وفق مشيئته و تمتثل لأرادته ونهجه ، فقد اهمل التعليم و سادت الامية ليظهر جيل امي لا يجيد الكتابة و لا القرأة ناهيك عن اهمال التعليم العالي و أعداد كوادر علمية في تخصصات متعددة ، اما بالنسبة للصحة فقد اهملت المستشفيات من ناحية الخدمات التي تقدم للمواطنين من المرضى ومتابعة حالاتهم الصحية بل العكس جرى قتل عدد غير قليل من الكوادر الطبية و الصحية ، مما حدا بالكثير ممن تبقى من الأطباء للهجرة من الوطن حفاظا على حياتهم وعوائلهم ، وبذلك أصبح البلد بدون تعليم و بدون خدمات صحية ، و في مجال الثروات المعدنية ومنها النفط الذي يعتبر العراق أحد أكبر المنتجين والمصدرين له أصابه الشلل وذلك بعقود التراخيص و التعاقد مع شركات وهمية ، وأصبحت خزينة الدولة خاوية علما بان العراق يعتمد على الاقتصاد الريعي ، في موازنة الدولة لدفع المرتبات وإقامة المشاريع الإنتاجية ، ويعتبر النفط احد العوامل الرئيسية في انتاج الطاقة الكهربائية ، واستخدام الغاز في توليد الطاقة الكهربائية ، واما الكهرباء عصب الحياة المهم فقد صرفت مليارات الدولارات على أساس تزويد البلد بالكهرباء ولكن كل العقود كانت وهمية وذهبت ادراج الرياح بين هذه الشركة وتلك وبين هذا الوزير أو ذاك و العراق لحد يومنا هذا يعاني من عدم وجودها شتاء و بحر الصيف الشديد المعروف فيه العراق عندما تصل درجات الحرارة فوق الخمسين درجة مئوية ، كل هذا هو من نتائج نظام المحاصصة الطائفية المعمول بها وفق دستور كتب على يد المحتل واعوانه ، وبذلك نجد ان الأحزاب الطائفية و المليشيات المسلحة تقف ضد المطاليب الجماهيرية التي خرج شباب تشرين للمطالبة بها واسقط حكومة الجلاد عادل عبد المهدي وسقط ما يقرب 750 شهيدا واكثر من 25 الف جريح ، و مئات النشطاء ممن خطفوا وقتلوا على يد أصحاب السلاح المنفلت وهذه المليشيات و التي لازالت تقوم بكل هذه الافعال على مرئ ومسمع من حكومة مصطفى الكاظمي صاحب المقولات المعروفة (شكلنا لجنة للكشف عن القتلة) وغيرها و لحد اليوم وشعبنا لا يعرف من هو القاتل ومن هي الجهة التي كلفته بهذه المهمة كما حدث في المسرحية المفبركة لاعترافات قاتل هشام الهاشمي وهو عنصر من وزارة الداخلية التي هي المسؤولة عن حماية المواطن لا قتله ، ولم يُسأل القاتل عن سبب ارتكابه لجريمته و الجهة التي كلفته بها

وفي الأيام القليلة المنصرمة حدث الحدث المروع والمأساوي في مستشفى الحسين في مدينة الناصرية و الذي أدى بحياة عدد كبير من الضحايا بسبب من أسطوانات الغاز و التي أدخلت عن طريق جهات يشك بها وهي غير تابعة لمديرية صحة ذي قار و اثناء الحادث تبين ان أبواب المستشفى كانت مغلقة مما أدى الى موت حتى المرافقين وللعلم ان هذه الردهة كانت للمصابين بفايروس كرونا ، أي انهم قدموا للعلاج لا للموت في مستشفى مهمتها إنسانية انقاذ حياة الانسان ، وهذه المستشفى بنيت من الفلين السريع الاحتراق ، وأكتفت حكومة الكاظمي باللوم على الإدارة واعتبار ما حصل اهمال وعدم اهتمام ، وبعد هذا المصاب الجلل حدث عشية عيد الأضحى ويوم التسوق في مدينة الثورة في احد أسواقها تفجير وحشي أدى الى سقوط عدد من الضحايا معظمهم من الأطفال الذين قدموا مع امهاتهم لشراء ملابس العيد ، كل هذا يجري بسبب من وجود الاحتلالات لهذا البلد منذ عام 2003 ولحد اليوم و دور العملاء و الذيول ، و الذين يعدون العدة للفوز في انتخابات القادمة

واذكر شعبنا في ما كتبه جورج ارويل ، حول الانتخابات :
الشعب الذي ينتخب الفاسدين من الانتهازين والمحتالين والخونة ، لا يعتبر ضحية بل شريكا في الجريمة

 

 * طبيب وكاتب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

          موقع الناس .. موقع لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

             جميع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لموقع الناس                                                              Copyright © 2005-2012 al-nnas.com - All rights reserved         

  Since 17/01/05. 
free web counter
web counter