| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد فيادي

saliem200@hotmail.com

 

 

 

الجمعة 1/2/ 2008

 

الثقافة والمثقف ومحاولات طمسهما

ماجد فيادي

لست بصدد كتابة مقال, لكنه نداء الى من يعنيه الامر, في الدفاع عن الثقافة والمثقف العراقي, وحماية الفن والفنانين العراقيين والعرب والاجانب, ممن يعيشون على ارض العراق, أو يرغبون في العيش على ارض الحضارات. يإن اليوم الفنان والمثقف العراقي تحت تأثير ارهابين, الاول بسبب غياب حالة الامن والامان, الذي أدى الى هجرة عدد كبير جدا من الفنانين والمثقفين العراقيين الى دول تتكلم العربية واخرى لاتفهم لغتنا (لغة الضاد), أو اختار عدد آخر منهم الهجرة داخل الوطن, عندما ترك بيته الى منطقة اخرى, هروبا من التهديدات التي تصل على يد جماعات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر, أو جماعات بعثية تحاول اثارة البلبلة باي شكل لشغل الاعلام وتسليط الاضواء على الفوضى والارهاب, وهناك من تقاعد مبكرا, لان رواد السينما والمسرح والرسم والمكتبات اختفوا غير ملامين, أما النوع الثاني من الارهاب فهو محاولات الاحزاب المتنفذة في الحكومة واعني بهم من العرب, فهم يسعون الى تهميش كل فعل فني ثقافي متجدد متطور, وتكريس البديل الديني في التركيز على قراءات العزاء والبكاء لإلغاء الفرح والامل.
يعيش اليوم أغلب الفنانون والمثقفون العراقيون, حالة فقر وعازة تصل الى توجيه النداء عبر مواقع الانترنيت العراقية, خاصة التي تدار من أوربا وامريكا الى السيد رئيس الدولة أو رئيس الوزراء, طلبا في تقديم المساعدة المالية لغرض علاج احدهم, فقد تكررت الحالة مع فنان الشعب المبدع فؤاد سالم والمخرج والممثل والاستاذ الجامعي العملاق بدري حسون فريد أو البروفسور عبد الاله الصائغ, تطول قائمة ممن لايزالون على قيد الحياة, أما الذين ماتوا قبل أن تصل يد العون لهم مثل الشاعر الجميل كمال السبتي أو غيره, فالكلمات تعجز عن وصف الخسارة التي ثمنها الغرب ولم يثمنها أهل السلطة في العراق, كيف يثمنوها وهم يعملون على قتلها, كيف يثمنوها وهم ينصبون وزيرا ارهابيا يكره الثقافة والفن واهلها, كيف واهم موؤسسة اعلامية توضع بيد رجل عسكري لا لشيء إلا لمخططات حزبية تسيطر على السلطة, كيف يثمنوها وهم يبقون رواتب الفنانون وفق مبدأ التمويل الذاتي.
يستعد الفنانون العراقيون الى الاعتصام احتجاجا على نظام دفع الرواتب (التمويل الذاتي), الذي يبقي هذه المواهب والامكانيات في دائرة العوز والتهميش, بدل أن يحتضنون ويبرزون لما يقدموه من خدمة, تنقي وتطور امكانيات المجتمع, من خلال تسليط الضوء على الايجابيات والسلبيات التي يعيشها المجتمع العراقي, أو يعطون صورة افتراضية, لما سيكون عليه المستقبل من حركة فكرية واجتماعية واقتصادية, يسبقون بها ما سيقع من احداث تأثر ايجابا وسلبا في مستقبل العراق.
يحصل الفنان العراقي على راتب رمزي لايتجاوز 200 دولار شهريا, دون أن يقدم خدمة حقيقية, فالمسارح مغلقة والسينمات تحولت الى معامل احذية أو مخازن, ودور النشر تطبع من الكتب الدينية اضعاف مضاعفة مما تطبعه من كتب ثقافية, الشعر تحول في معظمه الى التغني باحداث دينية مرت عليها العصور, التجدد ممنوع من قبل موؤسسة الاذاعة والتلفزيون العراقية, باستثناء بعض المحاولات وعلى استحياء, المغنون العراقيون يقيمون في الامارات أو الاردن أو مصر, في انتظار عقد البوم مع شركة انتاج وبعقود استغلال لا يعلن عنها, قاعات الافراح مغلقة مما جعل خيوط العنكبوت تعشش على الآلات الموسيقية, صالات عرض اللوحات التشكيلية لم تفتح ابوابها وان فتحتها ليس هناك من يدخلها.
كل هذا يجعلنا نتسائل,,, هل الاعتصام المزمع اقامته يخص الفنان العراقي وحده, أم هو يتخطاه الى قضية عامة, تستدعي اشراك المواطنات والمواطنين في هذا الاعتصام, دفاعا عن الثقافة والفن ورفع الحصار عنهما وعن اهلهما وعن المتلقين والمستفيدين منهما.
ما يتعرض له المبدع العراقي من اهانة على يد الحكومة العراقية والاحزاب المتطرفة, ينعكس بالنتيجة وبصورة سلبية على المجتمع العراقي, لما للفن والثقافة من تأثير في حياة الشعوب, والعراق غني بالوان الفن والثقافة, بل هو في احيان مبدع ومبتكرا لها, كما هو الحال في الشعر الحر الذي ابدعه الشاعر بدر شاكر السياب والشاعرة نازك الملائكة, الفنان والمثقف العراقي يخدم اليوم المجتمعات التي يعيش فيها, لكنه قليل التأثير في مجتمعه العراقي لما يعيشه من تعتيم ومنع لفنه وابداعه من دخول العراق أو انتاجه في العراق.
إن ما قام به الدكتاتور من ممارسات ضد الفنانين والمفكرين العراقيين, لم يبتعد كثيرا عما يعيشه اهل الفن والثقافة اليوم, فأما ترك الإبداع أو السير في ركاب الاحزاب المتطرفة المسيطرة على السلطة, ولعل ابعاد السيد مفيد الجزائري عن وزارة الثقافة في عهد السيد اياد علاوي وابداله بوزير الارهاب, يعد اهم وسيلة اتبعتها الحكومتان العراقيتان اللاحقتان ضد الفن والفنانين, ولا اجد حلا غير اخذ العراقيين انفسهم قضية الفنانين العراقيين والمشاركة في الاعتصام, دفاعا عن مستقبل العراق وعودة بغداد والناصرية والبصرة منتجة للفن والفنانين, ومصدرة الابداع الانساني الى العالم, من اجل اعطاء الصورة الحقيقية للشعب العراقي وارتباطه الوثيق بالفن والثقافة.


 

Counters