موسى فرج
الأربعاء 9/2/ 2011
الانتفاضات العراقية : الموت ليس للديمقراطيه ..بل للفساد والاعوجاج ...وأيضا للاستبداد ...!موسى فرج
في خضم الحريق الهائل الذي أوقد شعلته محمد البو عزيزي والمنطقة العربية تمور على براكين الغضب الشعبي ضد الاستبداد والفساد الذي بات مستنقعا آسنا موبوءا تتخذه أنظمة الحكم مستقرا دائما لها .. الشعب المصري يحاصر نظام حسني مبارك المستبد والفاسد منذ 15 يوم والشعب اليمني يحاصر نظام صالح والشعب الجزائري يتوعد ويعد العدة ..الشعب في الأردن باشر منذ اليوم الأول وجماهير في جدة السعودية خرجت في سابقة لم يشهد لها التاريخ السعودي والجماهير في الكويت تهيأ استحضاراتها ، وفي سوريا تتململ .. فماذا عن العراق ..المهيأ أكثر من غيره لقيامها ..؟ أقول مهيأ للانتفاضة من غيره لثلاثة أسباب : .الأول: فداحة ما أصابه من ضرر بسبب الفساد وتدني أداء الحكومة وانشغالها عن معيشته وانغماسها في التصارع على المناصب والحكم ..
والثاني : الانحراف والاعوجاج عن مسيرة البناء الديمقراطي إلى المحاصصة الهزيلة والطائفية السياسية المقيتة والجنوح بعيدا عن إقامة الديمقراطية الحقيقية ومقومات نظام المجتمع المدني والمواطنة وحقوق الإنسان .
الثالث : إن النظام السياسي القائم في العراق ينطوي على فرص كبيره وواسعة لأن تفعل الإرادة الشعبية فعلها في التغيير سواء كان ذلك من خلال صناديق الاقتراع أو التظاهر أو الاعتصام.. مع ما يحصل من ممارسات قمعية شاذة حصلت في مواجهة الحكومة للمتظاهرين مؤخرا في قضاء الحمزه .. وحصل في الصيف الماضي ضد المتظاهرين في البصرة والناصرية ومدن أخرى .. ولكن تلك الإمكانات قائمه بدليل ما حصل في منطقة الحسينية والكريعات في بغداد والديوانيه والشنافيه وناحية السلام في العماره ..وفي مناطق عراقية أخرى .. ولكن السؤال الذي يكاد يكون مركزيا ..لماذا لم يحصل ذلك في بغداد ..؟ أليست هي العاصمة وموئل وثقل المثقفين ..؟ وان حصلت ممارسات من هذا النوع ..ما هو وزنها وما هي شعاراتها ..؟ وما هي متبنياتها ..؟ كم هو حجمها قياسا إلى ما حصل في ناحية السلام ؟ أو الشنافيه ؟.. للوقوف على ذلك أجد من المناسب العودة إلى الخلف ضمن السنوات العراقية التي أعقبت سقوط النظام ألصدامي ألبعثي ..1 . في الأيام الأولى التي أعقبت سقوط نظام صدام انزوى المثقفون العراقيون ولم يواجهوا الحالة كي يعلنون عن أنفسهم ويثبتون حضورهم .. فافرغوا الساحة للأطراف الأخرى ..التي استكملت إزاحتهم ودفعهم بعيدا عن ممارسة دورهم .. .
2 . انقسموا في خندقين إلا القلة منهم : . الخندق الأول : بات شاغلوه شغيلة لدى الغير ..فتوزعوا بين الأحزاب القابضة على السلطة وقالوا ما يقولون وتزيوا بما يرتدون وأطلقوا اللحى وخففوا الشوارب .. . الخندق الثاني : دفعتهم مساوئ الحكم الجديد لترمي بهم في هاوية الأنين والنواح على نظام صدام .. دون أن ينتبهوا إلى إن المساوئ والانحراف والاعوجاج والفساد في الحكم الجديد إن كانت طاعونا فان استبداد نظام صدام وبعثه تشكل جحيما .. وتلقفتهم فلول البعث بشكل مباشر وغير مباشر سعيا محموما منها واستماتة لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل عام 2003 .. . الخندق الثالث : بقي متوازنا .. يكافح باستماتة لمواجهة فساد الحكم الجديد واعوجاجه وانحرافه .. سعيا منه لبناء الديمقراطية الحقة القائمة على المواطنة وبناء أسس المجتمع المدني وتقديس حقوق الشعب وحقوق الإنسان .. أطراف هذا الخندق أحزاب أو أشخاص .. قد يركبون سفينة المالكي أو سفينة علاوي أو سفينة الطالباني أو سفينة الحكيم أو غيرها من السفن لكنهم لا يتخلون عن هويتهم في الانتساب إلى مصلحة الشعب دون غيره ..وما إن يجدوا إن مسار تلك المراكب تتجه بالضد من مصلحة الشعب نزلوا عنها غير آبهين .. وقد ينزلهم أصحاب تلك السفن رفضا ..لأنهم لا يتسمون بالطاعة والرضوخ ..ولأنهم يرفضون الاعوجاج ويقاومونه .. وفي النهاية وجدوا أنفسهم مختارين ..خارج كل المراكب .. تعالت صيحاتهم على زملاءهم ..دعونا نصنع لنا مركبا .. فكان أولئك الزملاء بين رافض بسبب تمسكه باعتلاء سنام ذلوله تيها ..وبين التمسك بأيدلوجيته ويراها دون غيرها أكسير الكفاح والعمل .. وبين أناس ينطبق عليهم المثل الشعبي العراقي القائل ( يطير الغراب يطيرون معه ..يحط الغراب يحطون معه ..) إن تبنت صحيفة مسألة حصروا قضيتهم بالمسالة ..وان تبنت فضائية قضية حصروا قضيتهم بتلك القضية ..في حين أن قضية الشعب اشمل وقضية الشعب اخطر .. . منذ 9/4 /2003 والبعث ما أنفك يستميت في السعي لمحو أسس الديمقراطية رغم إنها كانت مجرد مشروعا لم تملأ شقوقه بالكونكريت أصلا.. إن قلنا يوجد في العراق إرهابا تلقفوها رغم أنهم الشركاء في زرعه وسقايته وحصده ..وان قلنا في العراق فساد تلقفوها صراخا وتحشيدا رغم أنهم شركاء ففتي ففتي بالفساد زرعا وحرثا وسقاية وحصدا .. وان قلنا في العراق طائفية ..تلقفوها تحريضا وشتما وتمزيقا في حين أنهم رب الشويهة والبعير .. فكنا بين ( حافرها ونعلها ) بين الفاسدين والبعثيين .. هؤلاء ربما وقد.. يحسبوننا على البعث وقد قال بعضهم ذلك فقلنا له : أأنت النبيل ..أم أنا ..؟ ..وأكملنا عليه بيت ألجواهري..وأخبرناه كم بعثيا في مكتبه .. وأولئك يحسبوننا على توابع الاحتلال و الصفويون .. فاحترنا بين حكام وساسة فاسدون وبين بعثيون يسعون إلى إعادة رقابنا إلى نير العبودية والاستبداد ...! في حين إننا متمسكون بوجهة نظرنا القائلة بان : موبقات هؤلاء الحكام إن كانت حصبة فان بعثكم جذاما ..وان كان فسادهم ومحاصصتهم وطائفيتهم رمضاء فان بعثكم سعيرا .. إننا نسعى ونكافح أن نسوي اعوجاجهم ونواجه انحرافهم لكننا وبقدر اكبر نقاوم عودة بعثكم .. اليوم قرأت أن عراقيون يسعون للتحشيد لمظاهرة في قلب بغداد في الجمعة الأخيرة من الشهر الجاري .. وآخرون دعوا إلى مظاهرة بموعد يسبق ذلك ..هؤلاء لم يعلنوا عن شعارات أو مرامي ..مع ذلك نعرفها .. وأولئك أعلنوا شعاراتهم ..فماذا كانت ..؟ هذا ما جاء في بعضها ..
((( * الموت لديمقراطية تحوّل السوء إلى أسوأ !!
* الموت لديمقراطية لا تعترف بشهادات أرقى الجامعات العالمية والعربية والعراقية !!!
* الموت لديمقراطية جعلت الناس غرباء في وطنهم !!
* الموت لديمقراطية تغض النظر عن الحكومة السارقة للمليارات على أيدي وزرائها كالدفاع والكهرباء والتجارة و...و...و....بل وتحميهم وتسهل هروبهم !
* الموت لديمقراطية تسرق البنوك وتقتل حراسها على أيدي دُعاتِها !!
* الموت لديمقراطية توعد بالشفافية لثمان سنين في جوٍ ضبابيٍّ مُغبِر !!!
* الموت لديمقراطية تدعو لعبادة الكرسي!!
* الموت لديمقراطية الاغتيالات بكاتم الصوت !!!
* الموت لديمقراطية اغتالت أرقى العلماء والخبراء والأساتذة لإزاحتهم عن مناصبهم ليحل محلهم من لم يُكمل قراءة (دار دور ) !!
* الموت لديمقراطية الموت وقطع الرؤوس !!
* الموت لديمقراطية تلقي القبض على القتلة ثم تُطلق سراحهم وتُعلن هروبهم !!
* الموت لديمقراطية الجهل والفقر والتخلف والقتل !!!
* الموت لديمقراطية تغتال القلم المعارض والكلمة الناطقة بالحق!!
* الموت لديمقراطية المحاصصة والطائفية !!
* الموت لديمقراطية الجدار العازل السرطاني الذي مزّق جسد حبيبتنا بغداد !!! ))).. . هاي شنو ..؟..هاي شنو الشعارات ..؟ هاي الشعارات ينطبق عليها المثل العراقي القائل : مثل تفّال السما .. ألديمقراطيه أشعليها ..؟ لعد انتم تقتلون الأسيرة ..؟ لو تنقذوها من مغتصبيها ..؟ فأن كنتم تشحذون خناجرك على الضحية المغتصبة ..هل تتخذون من المغتصب وليا وحميما .. وإذا تتمنون للديمقراطيه.. الموت ..فهل أن الاستبداد هو البديل ..؟ اكو مثل بالعراقي تعرفوه ..يكول مثل عرفة أم احمد .. شنوا هاي أم احمد ..؟ هاي أمراه عراقيه نص ونص ..عندها ثور ..وكان عطشان ..فوجد حب الماء ( الكوز ) بالمكسر فما كان منه إلا ومد رأسه يروي ظمأه ..فانحشر رأسه في الكوز .. فما كان من أم أحمد إلا وطلبت ذبح الثور لإنقاذ الحب( الكوز ) .. لكن رأس الثور بعد ذبحه بقي محشورا في الكوز .. فطلبت منهم أن يكسروا الكوز لإخراج رأس الثور ..فخسرت ثورها أبو ألخبيزه ..وكوزها أبو عروتين ..هسا انتم يابه ..طلابتكم ويا الكوز ..مو ويا الديمقراطية ... أخاف اتكولون هذا من احباشات السلطان ..أتفضلوا:http://www.facebook.com/video/video.php?v=176811075695007&comments
وأخاف اتكولون : هذا من أيتام البعث ..؟ هم أتفضلوا ..(فرصه لن تعوض ربما لسنوات .. أمام الشعب العراقي للتغيير .. والتغيير في العراق بالذات لا يعني بالضرورة إسقاط النظام السياسي القائم بل تعديل اعوجاجه ..يبدأ بمواجهة الفقر والبطالة والفساد خارج الأطر الترقيعية وينتهي بإلغاء المحاصصة والطائفية السياسية وإقامة النظام الديمقراطي الحقيقي وأسس المجتمع المدني .. ولكن ..ليس لعودة البعث ... 8 شباط 2011.. ) لكن بشعاراتكم هاي .. آنا راح اطلع مظاهره ..ويا أهل الشنافيه .. وويا أهل ناحية السلام بالعماره ... موسى فرج 9 شباط .. وما أدراك ..ما شباط ..