| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الخميس 7/2/ 2013 موسى فرج كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
رسالة مفتوحة إلى المرجعية العليا في النجف الأشرف : . .
هل تصلح المرجعية ما أفسده الساسة ...؟
موسى فرج
السلام عليكم : بدءً.. أعبر عن أعلى درجات الاحترام والتبجيل للمرجعيات الدينية ولمختلف الأديان والطوائف في العراق، وأرجو أن يكون هذا التعبير جامعا شاملا بما يغني عن تكراره ومجبّا مواقع النقص ، فأنا أعرف أن مصطلحات خاصة تستخدم لمخاطبة المرجعية لكننا معشر الديمقراطيون لا نحتكم عليها ، فقد سمعت أن فخامة الرئيس الطالباني (شافاه الله) انه قال في مؤتمر صحفي عقده بعد عودته من إحدى زياراته لإيران : (قابلت السيد الخامنئي قدس سره..) ، فقيل له يا فخامة الرئيس : إن تعبير (قدس سره) يقال عن المتوفى من المراجع في حين أن السيد الخامنئي حي يرزق وفي هذه الحالة يقال دام ظله وليس قدس سره فبلس فخامة الرئيس .. نحن الديمقراطيون شأن رئيسنا لا نميز بين الـ قدس سره والـ دام ظله .. لكننا طبعا نميز ومن مسافة بعيدة بين الناقة والجمل ..
ونحن بالملموس والمرئي والمسموع أقرب إلى قيمكم من الفاسدين الذين أشاعوا الفساد والفرقة في العراق ، ووأدوا أحلام العراقيين بالكرامة والعيش الكريم ، ويدفعون اليوم بوحدة العراق إلى مهاوي الردى والاحتراب ، فنحن جل ما نسعى إليه بناء الدولة المدنية التي لا يُسأل فيها من يطالب بحقه عن عرقه أو دينه أو مذهبه.. ونسعى إلى احترام حقوق الإنسان وكرامته والتمسك بوحدة العراق .. فهل أن في هذا ما يشين ..؟.
لكن هؤلاء الفاسدون ما فتئوا سادرين في خداعهم للبسطاء من الناس فتارة أوهموهم بأنهم حماة الدين والمذهب لكنهم استبدلوا ذلك بالجشع والطمع ، وتارة أخرى قالوا أنهم حماة المكون لكنهم استعاضوا عن ذلك بالاستئثار واختزلوا المكون ببطاناتهم والمقربون منهم ، وتارة ثالثة ادّعوا بأنهم جنود المرجعية المخلصون لكن أفعالهم أثبتت بأنهم عاقون وصوليون وكان جزاء المرجعية منهم جزاء سنمّار ، وفوق ذلك كان تشويه صورة الديمقراطيين في نظر الأوساط الشعبية شغلهم الشاغل من خلال الافتراءات والتجهيل فوصفوهم بالزنادقة المرده.. في حين أنهم يُعرفون بجلاء أياديهم النظيفة وعقولهم النيرة وضمائرهم الحية ، لكن عيبهم أنهم أمرّ الناس في قول الحق وعلى رؤوس الأشهاد ولا يسألون عن ذلك أجرا إلا المودة بالشعب والتمسك بوحدة الوطن ، ولأن الطيور تنجذب إلى أشكالها فقد قرّب الفاسدون من تمرس في دروب الفساد والخنوع .. كل ذلك من أجل أن يسودوا هم وأتباعهم وصنائعهم ويمعنوا في الفساد ، ولكن وعبر السنوات الممتدة من عام 2003 إلى يومنا هذا ثبت بالمرئي والمسموع والملموس وفي الميدان بأنهم مجرد أدعياء فاسدون لا يتورعون عن بيع الكعبة لقاء زق مختوم ، ولا يبالون بإغراق الشوارع بالدم من أجل المناصب، ولا يتورعون عن تمزيق كيان العراق من أجل الكراسي وهم جنود المصالح الضيقة وليسوا جنود المرجعية وهم يعملون لجيوبهم ولا يعملون للمكون ولا للمذهب ولا للشعب ، بالضبط كما وصفهم المرجع الشيخ بشير النجفي ..ومن أجل وضع النقاط على الحروف وإلقاء الحجة على المرجعية الدينية وتبصيرها بمسؤولياتها الشرعية والوطنية والأخلاقية أبين الآتي : .
1. هذا هو المرجع الديني الشيخ بشير النجفي يقول :
("و إن الذين جاءوا إلى الكراسي خدموا جيوبهم ولم يخدموا الشعب ") .
فهل يوجد ما هو أفصح من هذا وأوضح بياناً..؟وهاهو المرجع الديني الشيخ بشير النجفي يقول :
(" لا تنتخبوا أي قائمة يوجد لديها وزير ولو واحد يمثلها في الحكومة الحالية ").
فهل يوجد ما هو أقطع للشك من هذا وأوجب..؟.2. ولمن لا يعرف الشيخ النجفي مع أنه نار على فنار أقول : إن سماحة الشيخ بشير النجفي هو احد الأعضاء الأربعة للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف وأكثرهم حضورا وتأثيراً بعد المرجع الأعلى السيد السيستاني وهو المرشح البديل لخلافته..
3. ومعروف أن الأغلبية الساحقة من الأوساط الشعبية الشيعية تنقاد انقياد شبه كامل للمرجعية الدينية العليا أما ما عداها فان مراجع الأحزاب لا ينقاد إليها إلا منتسبوها وهم قلّه..
4. ومعروف أيضاً أن الأحزاب الحاكمة حاليا قد استغلت ذلك واستثمرت ثقل وتأثير المرجعية في نفوس العامة من الشعب وقالت للناس بأنها خيار المرجعية والمرشحة من قبلها ولم يكن ادعائها خال من الصحة كليا فـ بالفعل دعمتها أطراف من المرجعية الدينية .. والجميع يعي أنه لولا دعم المرجعية فان تلك الأحزاب لم تكن تستطيع وان اجتهدت استقطاب أكثر من 10% من الناخبين ..
5. ولكن تلك الأحزاب وما إن تحقق لها ذلك حتى احتكرت إدارة شؤون الدولة والعباد بين بطانات مسؤوليها والمقربين منهم دون غيرهم من أبناء الشعب..
6. وقد بالغ ساسة تلك الأحزاب في إقصاء العراقيين من ذوي المقدرة والاستقامة والكفاءة عن أجهزة الدولة من غير المنتسبين إليها وأفرطوا في ذلك..
7. وفي الوقت الذي كان فيه صدام ونظامه قد حوّل العراق إلى مجرد سجن كبير يرسف في أغلاله الشعب وتنتهك فيه وعلى مدار الساعة كرامة الناس وحقوقهم ودماءهم وأرواحهم وكانوا مجرد وقودا لحروب صدام وحصار كان الذين يحكمون العراق اليوم ينعمون بالأمن والأمان وناعم العيش ووثير الرياش في الدول الأوربية، والجميع يعرف أن من واجه الظلم وتصدى لجبروت صدام وبصدور عارية هو الشعب العراقي وفي المقدمة منه مراجعه الدينية .. سواء في انتفاضة عام 1991 أو قبلها أو بعدها .. آما هؤلاء فقد كانت بلاغاتهم تصلنا عبر الأخبار والرسل يطالبوننا فيها بالظفر بالحكم وتسليمه لهم على طبق من المقابر الجماعية.
8. وبسقوط نظام صدام والذي لم يكن لهم فيه ناقة ولا جمل .. كان الشعب العراقي ومن جراء مكابدته المريرة والطويلة من الظلم والجور ينحصر طموحه في نظام حكم عادل لا يميز بين عراقي وآخر ويحرص على توظيف مقدرات العراق الهائلة لصالح الشعب العراقي لتأمين الكرامة والعيش الكريم وحقوق الإنسان لا أكثر من ذلك ولا أقل ..
9. إلا أن هؤلاء الساسة كان شاغلهم غير ذلك وكانوا ينظرون للأمر على أنه مجرد تقاسم للغنائم وتوزيع التركة بينهم .. فسقوط نظام صدام يعني لهم الحكم والسلطة والثروة والنفوذ ليس غير ذلك ..
10. وتبعا لذلك صمموا نظام الحكم سوية مع الأمريكان وقبل سقوط النظام بما اصطلحوا عليه بنظام حكم المكونات موهمين الشعب بنظام حكم يسهم فيه الجميع دون تمييز على أساس عرقي أو ديني أو مذهبي .. فخدعوا الأوساط الشعبية وأوهموا المراجع الدينية وتبين لاحقا أنهم اختزلوا المكون ببطاناتهم والمقربين منهم ..
11. وطيلة السنوات العشر الماضية أوغلوا في التقاتل على المناصب والثروة واتخذوا من أبناء الشعب ساحة لمعاركهم وأدوات فكان الاقتتال الطائفي وكان التهجير وكانت الأبواب مفتوحة لمجرمي القاعدة وكان الفساد وكان فشل الأداء الحكومي وعدم الاستقرار وكانوا يترجمون خلافاتهم على المناصب بجحيم المفخخات التي تحصد أرواح الناس وبالذبح على الهوية والأسلحة الكاتمة ، حتى ضاقت الناس ذرعا بهم وهي تتلظى بين مطرقة الموت والمفخخات من جهة وبين سندان الفقر والبطالة وانعدام الخدمات من جهة ثانية ، وهم يعمهون فيه بملهاهم الجهنمية في السعي للإزاحة والإزاحة المضادة عن كراسي الحكم ..
12. واتخذوا من البعثيين وأزلام صدام مقربين لهم في المواقع الحكومية دون الآخرين تحت ذريعة افتقار منتسبو تلك الاحزاب للخبرة في إدارة الدولة ووجودها عند البعثيين دون غيرهم .. حتى أن أحد قياديي حزب الدعوة والمقرب من رئيس الحكومة وهو النائب كمال الساعدي وفي مقابلة تلفازية على قناة الحرة الفضائية لا ينكر اعتمادهم على البعثيين ويرد على اتهام النائبة شذى الموسوي بحجة واهية بقوله : ليس لدينا خبرة في إدارة الدولة والبعثيين لديهم خبرة في ذلك تمتد إلى أكثر من 30 سنه .. في حين أن السبب غير ذلك فالعراقيين من ذوي الكفاءة والاستقامة يضيق بهم العراق ـ في الداخل ـ ويتقدمون الصفوف في الخارج ولا يعاني العراق من نقص في الكفاءات حتى أن احد تقارير الأمم المتحدة يقول : (من الغريب أن العراق الذي يمتلك كل هذه الثروات الاقتصادية والموارد البشرية التي قل نظيرها في العالم يعاني سكانه من الفقر وانعدام الخدمات..!.)، وليس الباعث هو الخبرة التي يراها السيد كمال الساعدي منحصرة لدى البعثيين دون غيرهم لكن الباعث أمر آخر وهو أنهم ليسوا من الذين وصفهم الإمام علي عليه السلام بقوله لمالك الاشتر: وليكن أقربهم إليك أمرّهم في قول الحق في حضرتك .. في حين أن الآخرون أغلبهم ممن يقول الحق ويتصرفون باستقامة ولهذا السبب دون غيره أغلوا بالرتاج الأبواب دونهم ويهرقون كفاءتهم واستقامتهم ويحرمون الشعب منها .. وأني لأجزم أنه مثلما تفوق موازناته السنوية موازنات خمس دول من دول الجوار مجتمعة فان الموارد البشرية المقتدرة العراقية تكفي للنهوض بخمس دول مجتمعة أيضا..
13. لقد سمعت أن ممثل المرجعية العليا في كربلاء يقول في خطبة الجمعة الفائتة إن المشاريع يخطط لها بشكل جيد وليس فيها فساد .. مع ذلك تتلكأ والسبب في ذلك كما يراه قلة كفاءة الكوادر الوسطى .. وبودي أن ألفت نظر سماحة الخطيب إلى أن الأمر غير ذلك لأن السبب هو أن تلك الكوادر (الوسطى) لم يتم اختيارها على أساس الكفاءة والنزاهة ووفق أسس المنافسة الشريفة بغية اختيار الأفضل وإنما يتم تعيينها على أساس الولاء الحزبي والشخصي .. وفوق ذلك فان مكون العمل بحد ذاته شأنه شأن الماء الذي يتكون من عنصري الأوكسجين والهيدروجين ، العمل يتكون من ثلاثة عناصر:
ـ الطاقة الجسدية : ومصدرها السعرات الحرارية. .
ـ والمهارة : ومصدرها التدريب والخبرة . .
ـ والمعارف : ومصدرها التعليم والدراسة. .
فإذا كانت الشهادة الدراسية مزورة أو لا توجد أصلا.. في هذه الحالة نقص مكون العمل عنصر أساسي من عناصره وهو المعرفة .. وإذا كان التدريب تُبدد موارده في السفر واللهو ليس غير ذلك .. فان العمل يفقد عنصره الأساسي الثاني وهو المهارة .. ماذا بقي لدينا من مكون العمل ..؟ بقيت الطاقة الجسدية فقط وهي تفيد لعصر ما قبل استعمال الإنسان للعجلة يوم كان يعيش على الطرائد.. ولذلك يطلق الأوربيون على هذا النوع من العمل اسم DONKE WORK .. وفوق ذلك تفتقر العديد من الكوادر المشار إليها إلى الاستقامة والنزاهة لأن البيئة الإدارية ضاغطة باتجاه ممارسة الفساد فالعناصر الوسطى لكي تكون مستقيمة تحتاج إلى القدوة والمثل الأعلى وفي ظروف الفساد المستشري عند الطبقة العليا من هرم الحكومة فان شيمة أهل البيت كلهم الرقص ..
14. فكان الفساد في كل شيء وكان فشل الأداء الحكومي في تحقيق نتائج مناظرة لما يوضع تحت أيديهم من موازنات سنوية تفوق مبالغها موازنات خمس دول من دول الجوار مجتمعة في وقت لا يتجاوز فيه عدد نفوس العراق ثلث عدد سكان واحدة فقط من تلك الدول، لكن معدل الفقر في العراق يفوق معدلات الفقر في تلك الدولة مجتمعة ..!.
15. ولم يكتفوا بالاستحواذ على موازنات الدولة الهائلة ليعيثوا فيها إسرافا بين مرتبات خرافية ومناصب ما أنزل الله بها من سلطان وامتيازات مماثلة لحصة المخبول من الذبيحة فعمدوا إلى جيوب الناس على ضيقها وشح ما فيها ليسطوا عليها فرفعوا أسعار المحروقات والماء والكهرباء الغائبة واختزلوا مفردات البطاقة التموينية وعمدوا إلى إلغاءها لولا مواجهتهم بحزم، واتبعوا سياسات أفقرت الشعب وقوّضت قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة والخدمات ...
16. وأيضا لم يقف الأمر عند ذلك رغم عظم الرزية وثقل البلاء فكانوا يقلبون هذا الشعب بين أزمات لا أول لها ولا آخر، وباتت صنعتهم افتعال الأزمات ولا يجيدون غير ذلك حتى صاحت العباد من جراء ذلك.. أداد.. وهاكم تفضلوا :
ـ المالكي : لا يخرج من عجاجة حتى يدخل في زوبعة..! ولا يخرج من عنجلية إلا وتعقبها مصيبة وكأن الـ 600 ألف صوت التي حصل عليها وبطرق نعرف كنهها تمثل إرادة 32 مليون عراقي ..! ، أو أن تحديد الرئاسات بفترتين اثنتين يعني نهاية العالم وانه يحرم العراق من فرصة الانضمام إلى مجموعة الثمانية الكبار ، حتى أن أحد أتباعه يخاطب الناس من على شاشات الفضائيات بقوله : إن مات المالكي فسننسخه ..! في حين أن ليس من بين حكام العراق من قيل فيه : (أفان إن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ..!)..
ـ علاوي : هذا الذي يقول للعراقيين من على شاشات التلفاز : انه لم يكن مرغوباً من قبل الأمريكان لا قبل عام 2003 ولا بعد عام 2003 ولا عندما صار رئيساً للوزراء وكأن العراقيون لا يعرفون (البير وغطاه) ولا يعرفونه زبونا متنقلا بين مخابرات صدام ومخابرات متعددة الجنسية .. ولا يعرفون من نصّبه رئيساً لحكومة العراق ..! وهاهو في أفلام وثائقية يظهر والطائرات فوق رأسه تقصف بيوت الناس في الفلوجة يأمر الضباط والجنود بقوله : (اعتقلوهم ومن يموت فالي جهنم وبئس المصير ..!)..
ـ النجيفي : رئيس برلمان النظام السياسي الحاكم في العراق يجوب المدن العراقية يحرّض الناس على الثورة المسلحة ضد النظام الذي يرأس برلمانه وله في كل يوم عتبة يقف على أبوابها محرّضاً الدول الأخرى ضد العراق ..
ـ مسعود البرزاني : هو الذي حرم بقية مناطق العراق من أفضليات الفيدرالية لأن القائم في كردستان لا يمت إلى الفيدرالية بصلة ومبني على الابتزاز ويحث الخطى باتجاه الانفصال ، وفي نفس الوقت فان الآخرين لا يقبلون بغير نموذج كردستان معيارا لأقاليمهم الفيدرالية مما يعني أن أي قبول لذلك يعني تقسيم العراق إلى دول عدة ..
17. إنهم يدفعون بالعراق إلى الجنون .. ويدفعون بالأمور إلى الاقتتال بين العراقيين والى تمزيق العراق.. وهم يعلمون علم اليقين أن تقسيم العراق إلى دويلات لن يكون نهاية المطاف في عذاب العراقيين إنما بداية حرب المائة عام التي لن تنتهي ولن تبقي ولا تذر بسبب التداخل السكاني في مناطق العراق وبسبب الولاءات لدول الجوار المتناحرة..
18. إنهم يفضلون أن يكونوا مجرد رؤوس لأسنة حراب تلك الدول.. التي تتوجه جميعا إلى صدور العراقيين قبل أن تتوجه إلى بعضها..
19. الفساد وفشل الأداء الحكومي لم تنحصر أضراره على الأوضاع المعيشية للناس مثل الفقر وشح الخدمات والبطالة فقط .. وإنما وضع كيان العراق على يد عفريت وباتت وحدة العراق في خطر ماثل .. وأشيركم إلى مثل قريب ولازال قائماً :
لنأخذ مظاهرات الانبار وعدد من محافظات العراق المتواصلة منذ ما يزيد على الشهر ونصف .. ونجردها مما علق فيها من قبل الساسة الفاسدين والبعثيين والقاعدة ونمعن النظر فيها نجدها بسبب الفساد .. نعم بسبب الفساد وهاكم الدليل :
(1)
أولا: إنهم يديرون شؤونهم المحلية بأنفسهم فالمحافظ من أبناء المحافظة وكذلك معيته والقائمقام ومدير الشرطة وأفراد الأمن كلهم من أبناء المحافظة في حين كان أبناء المحافظات الوسطى والجنوبية قبل عام 2003 من يدير وحداتهم الإدارية بدءً من أصغرها وهي الناحية من الرمادي أو صلاح الدين أو ديالى أما ضباط الأمن ..؟ فمن الفلوجة أو الحويجة وناحية العلم ..
ثانياً: أما عن الخدمات والتمويل فإن مواطنو المحافظات المشار إليها أحسن حالا من مواطني المحافظات الجنوبية اليوم فالمثنى تحتكر أعلى نسبة في الفقر والحلة والكوت ..
ثالثاً: أما عن المشاركة في السلطة المركزية فان بعض من محافظات الجنوب لا يوجد منها وزير واحد في الحكومة المركزية وعندما تموت نائبة في مجلس النواب تنتمي إلى محافظة المثنى مثلا يعوّض عنها حزبها ببديل من محافظة ديالى ..
رابعاً: ولازال معظم المقاولين أن لم يكونوا جميعاً في محافظة المثنى هم من أهل الأنبار والفلوجة .. في حين لا يوجد من يمتلك كشك من تلك المحافظة أو جاراتها في المحافظات المشار إليها ، وعشرات بل مئات من أبناء السماوة فقدوا حياتهم قتلا في منطقة الكيلو 160 أثناء عودتهم إلى أهليهم من الأردن، وعندما يزور شويخ من الرمادي مدينة الصدر يستقبل بمظاهرات وهوسات وإطلاق نار من قبل أهلوها كتلك التي كانوا يصنعونها لصدام في حين أن شيوخ عشائر الجنوب عندما اعتلوا منصة مظاهرات الرمادي قذفوا بالحجارة وبقناني الماء ونحن نعرف بوضوح أن تلك ليست سجايا الناس البسطاء التي تطالب بحقوق ولكن ما علق بالمظاهرات من صنائع الساسة الفاسدين والطائفيين والبعثيين هم من فعل ذلك ..
خامساً: وزيادة في إيضاح ما لا يحتاج إلى إيضاح فان أصوات كثيرة وأقلام كثيرة تنتمي إلى الجنوب والوسط بدأت تطالب بالانفصال أيضا بسبب معاناتهم التي تفوق معاناة المتظاهرين في المحافظات المشار إليها فالمال الذي تتمول منه محافظات العراق كله من الثروة النفطية وهي في محافظاتهم مع ذلك فإنهم الأكثر فقرأ والأكثر افتقاراً للخدمات ومدارس الطين عندهم ومسكن القمامة والعشوائيات عندهم .. وقد سئموا ذلك حقاً.. بسبب الساسة الذين فُرضوا عليهم بالاتكاء على المرجعية الدينية ..
20. ولكن هل أن مطالب المتظاهرون في تلك المحافظات بعد عزلها عن مطالبات قائمة علاوي والبعثيين والقاعدة هي مطالب حقيقية أم لا..؟ لنناقشها ولنقف على أسبابها واجزم أنكم لن تجدوا تلك الأسباب خارج الفساد وهاكم تفضلوا :
(2)
أولا: بسبب الاعتداء على السجينات والموقوفات أو توقيفهن بجريرة ذويهن:
ـ هل أن ذلك يحصل على نطاق واسع ..؟ لا.. لا يحصل على نطاق واسع .
ـ ولكن هل أن ذلك لم يحصل إطلاقا..؟ بلى .. يحصل .
ـ هل يشفع أن تقول : أن ذلك لم يحصل على نطاق واسع ..؟ لا.. لا يشفع ذلك لأن القضية قضية شرف .. والتذرع بعدم حصوله على نطاق واسع مثل قول مسؤول حكومي أمني رفيع المستوى بأن أجهزة فحص المتفجرات ليست كلها فاشلة بل البعض منها ..! في حين يفترض أن يفهم أنه يتكلم عن أجهزة فحص المتفجرات ولا يتكلم عن ملاعق أو قوالب صابون فإذا كانت نسبة الفاشلة من أجهزة فحص المتفجرات مجرد واحد بالألف فان ذلك يعني كوارث ويعني فقدان الناس لأرواحها .
ـ ما هو سبب الاعتداء على السجينات واغتصابهن أو توقيفهن بجريرة ذويهن ..؟ هل أنها توجيهات مباشرة من رئيس الحكومة ..؟ قطعا لا.. لأنه ليس عدي أبن صدام .
ـ ما هو السبب إذن ..؟ السبب هو تسرب نفس العناصر الأمنية الإجرامية في عهد صدام واستمرارها وبنفس السلوكيات .. وهي تمارس تلك الأفعال لسببين .
الأول : سلوكيات تربت عليها .
والثاني : بهدف إسقاط النظام السياسي .
ـ ما هي مسؤوليتك عن ذلك ..؟ اختيارك لها ، وضعف مراقبتك لها ، وعدم الشدة في الإجراءات الرادعة ..
ثانياً: توقيف أو احتجاز المتهمين لمدة طويلة دون محاكمة :
ـ هل حصل هذا ..؟ نعم حصل .. وحصل على نطاق واسع ومفرط ..
ـ هل ينطوي ذلك على ظلم ..؟ طبعاً...
ـ ما هو سبب ذلك ..؟.
ـ السبب هو القضاء العراقي .. فالقضاء العراقي يقول : أن عدد القضاة في العراق يبلغ 1400 قاضي والعدد لا يكفي لانجاز معاملات العدد الكبير من الموقوفين ..
ـ هل أن السبب هو عدم كفاية عدد الخريجين في اختصاص القانون..؟ أم بسبب عدم الإقبال على دراسة القانون ..؟.
ـ لا هذا ولا ذاك وإنما السبب هو عدم وجود أبنية كافية،هذا ما يقوله مجلس القضاء الأعلى..!
ـ وهل أن الأبنية من نوع المفاعلات النووية ..؟ أم أنها أبنية عادية يمكن الحكومة أن تستعين بمحافظ ميسان السيد على دواي ليضاعف الأبنية اللازمة لذلك ثلاث مرات وفي كافة المحافظات العراقية خلال 4 أشهر ، وخلال الـ 4 أشهر يمكن استغلال بعض الأبنية الفارغة في بغداد.. وبقية المحافظات .. .. إذن هو الفساد أيها السادة وهو فشل الأداء الحكومي أيها الناس ..
ثالثا: بقاء المفرج عنهم في السجون لمدة طويلة .. . وهو ظلم واضح وصريح ..
ـ ولكن لماذا يحصل ذلك ..؟.
ـ السبب جاء على لسان رئيس الحكومة .. فهو يقول : إن القضاء يقول له : إن قرار الإفراج عندما يصدر فانه يتضمن القول: يخلى سبيله ما لم يكن محكوما أو موقوفا على قضية أخرى، ويقولون له إن التأكد من ذلك يتطلب التعميم إلى كافة المحاكم وهذا يستغرق 4 أشهر وقد يمتد إلى 6 أشهر .. عجيب..!.
ـ يا سماحة المراجع : معظمكم بات لديه موقع الكتروني على الانترنت .. هل يكلفكم مخاطبة معارفكم في استراليا أو التبت غير ثوان ..؟ مخاطبة كل المحاكم من خلال الانترنت والحصول على إجابات منها لا تستغرق أكثر من ربع ساعة .. فهل ينتبه السيد رئيس الحكومة لما يقول..؟
ـ إذن هو الفساد أيضاً أيها السادة وهو فشل الأداء الحكومي أيها الناس ..
رابعاً: عدم العدالة في تطبيق قانون اجتثاث البعث :
ـ هل حصل ذلك ..؟ نعم وعلى نطاق واسع .. وبدءً من مكتب رئيس الحكومة إلى الوزارات إلى المحافظات ..
ـ هل حصل التمييز على أساس طائفي مذهبي ..؟ على نطاق ضيق .. ولكن على أساس الولاء والطاعة الشخصية على نطاق واسع ..
ـ ما هو البديل لذلك ..؟. أربعة بدائل :
ـ إلغاء القانون .. .
ـ تطبيقه بشكل حرفي .. .
ـ تحديد الفئات المشمولة بشكل محدد لا يقبل اللبس أو التأويل وإلغاء أية صلاحية بالاستثناء . وصرف رواتب تقاعدية للمشمولين به .
ـ لو أن عزت الدوري الذي يسميه علاوي في مخاطبته للشعب العراقي : السيد عزت الدوري يتضح أنه يمتلك دون غيره .. شارة أو كرامة أو نفس سحري يستطيع من خلال النفخ على مواقع الألغام غير المنفلقة والمواقع الملوثة باليورانيوم المنضب أن يحيلها إلى سماد عضوي يفيد الأرض ولا يؤذي الناس لقاتلت من أجل استثناءه من قانون الاجتثاث أو المساءلة والعدالة وان كلفني ذلك حياتي .. ولكن هل توجد مثل هذه الحالات في من تم استثناءه ..؟ لا... وإذن ما هو السبب ..؟ هو الفساد طبعا ..
خامساً: توقف الحكومة عن صرف رواتب عناصر الصحوات أو تسريحهم :
ـ هل حصل هذا ..؟ نعم حصل ..
ـ هل أنه بسبب انتهاء مخاطر الإرهاب ..؟ لا .. فالإرهاب لازال قائم ومخاطره في تصاعد ..
ـ هل أنه بسبب ضيق اليد من قبل الحكومة ..؟ لا بل أن موازناتها السنوية تعجز عن إنفاقها..
ـ ولو تم خصم 5 % من رواتب ومنافع أعضاء مجلس النواب والرئاسات فإنها تغطي ذلك وزياده .. فليعتبروها أقساط تأمين على الحياة أو تأمين على المنصب وحتى لو كان البعض من عناصر الصحوات لا يستحقها فيمكن اعتبار مثل أؤلائك مؤلفة قلوبهم كي لا يجري استغلالهم من قبل القاعدة والبعثيين والساسة الفاسدين ..
سادساً: موضوع المخبر السري :
ـ هل أن المشكلة بالإخبار عن الجريمة ..؟ أم أن الإخبار عن الجريمة عمل منكر وفعل غير قانوني ..؟ وانه بدعة من بدع ما بعد عام 2003 ..؟ لا هذا ولا ذاك .. وإنما السبب هو الفساد .. وتعالوا أثبت لكم ذلك ..
ـ هناك فرق بين الوشاية وبين الإخبار عن الجريمة ففي حين تعتبر الوشاية من أعمال المنكر فان الإخبار عن الجريمة فعل شرعي وأخلاقي ووطني وقانوني .. واليكم الأدلة :
ـ في القرآن الكريم هل سخر الله الهدهد لنبيه سليمان ..؟.
ـ والإخبار عن الجريمة وتنظيمه مقنن منذ حمورابي فقانون حمورابي يقول : إذا رجل اتهم رجلا آخر ـ كذباً ـ بقتل رجل ، يقتل الرجل الذي أخبر .. . وهذا النص في قانون حمورابي لليوم مطبق في قانونكم وكل قوانين الدول .. وتفضلوا إقرأوا ماذا يقول قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 النافذ :
ـ هل أن الإحجام عن الإخبار.. جريمة..؟ نعم ..
ـ المادة 247 من قانون العقوبات النافذ تقول : (يعاقب بالحبس أو الغرامة كل من كان ملزما قانونا بإخبار احد المكلفين بخدمة عامة عن أمر ما أو إخباره عن أمور معلومة له فامتنع قصدا عن الإخبار بالكيفية المطلوبة وفي الوقت الواجب قانونا .. وكل مكلف بخدمة عامة منوط به البحث عن الجرائم أو ضبطها أهمل الإخبار عن جريمة اتصلت بعلمه وذلك كله ما لم يكن رفع الدعوى معلقا على شكوى أو كان الجاني زوجا للمكلف بالخدمة العامة أو من أصوله أو فروعه أو أخواته أو أخوته أو في منزلة هؤلاء الأقارب بحكم المصاهرة)..
ـ ولكن الإخبار الكاذب جريمة أيضاً:
ـ المادة 243 من قانون العقوبات النافذ تقول : كل من أخبر كذبا إحدى السلطات المذكورة بسوء نية بارتكاب شخص جريمة مع علمه بكذب إخباره ، أو اختلق أدلة مادية على ارتكاب شخص ما جريمة خلاف الواقع ، أو تسبب باتخاذ إجراءات قانونية ضد شخص يعلم براءته وكل من أخبر السلطات المختصة بأمور يعلم أنها كاذبة عن جريمة وقعت : يعاقب إذا كانت الجريمة جناية بالحبس والغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين ، وبالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثمائة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا كانت الجريمة جنحة أو مخالفة ..
ـ والمادة 244 : يعاقب بالحبس لمدة لا تزيد عن سنة واحدة وبغرامة لا تزيد على مائة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أخبر إحدى السلطات القضائية أو الإدارية أو احد المكلفين بخدمة عامة بأية طريقة عن وقوع كارثة أو حادثة أو خطر وهو يعلم أن ذلك خلاف الواقع ..
ـ المادة 245 يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنة واحدة وبغرامة لا تزيد على مائة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من كان ملزما قانونا بإخبار احد المكلفين بخدمة عامة بصفته الرسمية بصفته الرسمية عن أمر فأخبره بأمور يعلم أنها كاذبة وكل من اخبر احد المكلفين بخدمة عامة بصفته الرسمية بأمور يعلم أنها كاذبة قاصدا بذلك حمله على عمل شيء أو الامتناع عن عمل خلافا لما كان يجب عليه القيام به لو أن حقيقة الواقع كانت معلومة لديه ..
ـ المادة 246 لا جريمة إن بالصدق أو مع انتفاء سوء القصد السلطات القضائية أو الإدارية بأمر يستوجب عقوبة فاعله ..
ـ أما عن شهادة الزور التي عرفها القانون العراقي بالآتي : شهادة الزور هي أن يعمد الشاهد بعد أداء اليمين أمام محكمة مدنية أو إدارية أو تأديبية أو أمام محكمة خاصة أو سلطة من سلطات التحقيق إلى تقرير الباطل أو إنكار حق أو كتمان كل أو بعض ما يعرفه من الوقائع التي يؤدي الشهادة عنها فعقوبتها محددة بالمادة 252 من قانون العقوبات النافذ ..
ـ وشهادة الزور جريمة يعاقب عليها القانون بموجب المادة 252 التي تقول : من شهد زورا في جريمة لمتهم أو عليه يعاقب بالحبس والغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين ، فإذا ترتب على الشهادة الحكم على المتهم عوقب الشاهد بالعقوبة المقررة للجريمة التي أدين بها ..
هل يوجد فرق بين مضمون هذه المادة ومضمون المادة التي عالجت ذلك في قانون حمورابي ..؟ لا طبعاً..
ـ لو أني علمت أو رأيت أو سمعت أن إرهابي فخخ سيارة وركنها بجانب جدار مدرسة أطفال وأحجمت عن الإخبار عنها ولم أخبر .. هل يسامحني الله..؟ أو يعذرني الضمير ..؟ أو يتغاضى عني القانون ..؟ لا..
ـ إذن أين المشكلة ..؟ المشكلة في فساد الأجهزة التي تتعامل مع الاخبارات سواءً كانت تلك الأجهزة تحقيقية أو قضائية .. وللأسباب التالية :
أ . لأن الإخبار في جوهره معلومة خام .. وينبغي أن يتم التعامل معه على هذا الأساس .. وفي هذه الحالة يجب يجب يجب أن يتبعه التحري والتدقيق والتحقيق .. ولا يتم الاعتماد على الإخبار وحده ولا تبنى عليه أية أحكام ...
ب . أن يتم التعامل مع الإخبار وفق القانون : فان كان صحيحاً قلنا للمخبر بارك الله فيك وربما نكافئه .. وان كان غير صحيح إلا أن القصد كان سليما قلنا له لا تثريب عليك وأنت قمت بعمل محمود ( المادة 246 ).. ولكن إن كان الإخبار كاذبا والقصد منه إلحاق الضرر دون وجه حق بشخص أو المجتمع عوقب المخبر ( المواد : 243 ، 244 ، 245 ) .
ج. وعندما يكون الفعل شهادة زور ..؟ يعاقب شاهد الزور بنفس العقوبة المترتبة على ارتكاب الجريمة نفسها ( المادة 252 ) أو قانون حمورابي ..
ولكن فساد الأجهزة التي تتلقى الاخبارات سوّل لها أن تتعامل مع الاخبارات كحقائق نهائية وتعتمدها دون تحري أو تدقيق أو تحقيق في صدور الأحكام ..!
هذه هي الكارثة أيها السادة.
سابعاً: منع استخدام الشعارات الطائفية :
يا سادتي يا مرجعيه :ـ نحن الديمقراطيون انتقدنا بشدة رفع بعض من متظاهري الانبار صورة أردوغان .. لكنهم أفحمونا عندما قالوا : لماذا جماعتكم يرفعون صورة الخامنئي إذن ..؟ قد يقول قائل من الشيعة : كيف تساوي بين الخامنئي وأردوغان .. والجواب المناسب على هذا هو الآتي : أخي هذا من وجهة نظرك لكن شريكك في الوطن يرى الأمر سيان وأنت أمام أحد خيارين : أما أن تفرط بالشراكة في الوطن أو تراعي ثوابته هو أيضاً..
ـ ونحن الديمقراطيون انتقدنا بشدة رفع بعض من متظاهري الأنبار علم جيش سوريا الحر .. لكنهم أفحمونا عندما قالوا : لماذا جماعتكم يرفعون علم البحرين إذن ..؟ قد يقول قائل منكم وهل يستوي علم البحرين مع علم عرعور ..؟ والجواب المناسب على هذا هو الآتي : أخي هذا من وجهة نظرك لكن شريكك يرى الأمر سيان ، وأنت أمام أحد خيارين أما أن تفرط بالشراكة في الوطن الواحد أو تراعي ثوابته أيضا.
ـ ونحن الديمقراطيون انتقدنا بشدة احتمال استقبال بعض من متظاهري الانبار القرضاوي .. لكنهم أفحمونا عندما قالوا : لماذا جماعتكم يرفعون صورة الخميني وفي مقرات الدولة الرسمية ..؟ قد يشهق أحدكم والعبرة تقطع نياط قلبه .. الله أكبر هل يصح مقارنة القرضاوي بالسيد الخميني ..؟ والجواب المناسب هو الآتي : والله أدري ولكن شريكك يرى الحال سيّان ، وأنت أمام أحد خيارين : أما أن تفرط بالشراكة أو تراعي قناعاته أيضاً..
سادتي يا مرجعيه :
لأننا ممن ينطبق عليه وصف الـ أمرهم في قول الحق في حضرتكم فإننا نقول ودون أن نتلعثم : أن المرجعية الدينية مسؤولة إن بشكل مباشر أو غير مباشر عن أفعال تلك الأحزاب فإما أن تصلحهم أو تتبرأ منهم وتبصر الناس بذلك صغيرهم قبل كبيرهم وبسيطهم قبل عميقهم كي تخلي ذمتها ، قبل فوات الأوان وانزلاق الأمور إلى تقسيم كيان العراق ..
وقد يقول قائل من المرجعية : إن كان ذنبي أني دعمت الأحزاب ذات الصبغة الدينية فهل أني دعمت حزب علاوي مثلا ..؟ وفي هذا المقام أشير إلى إن قائمة علاوي حصدت أصوات من أرادوا ذلك نكاية بالأحزاب المشار إليها لكن هؤلاء مثل الذي استجار من الرمضاء بالنار، خصوصاً وانه رفع شعارات الدولة المدنية والمشروع العراقي في حين أن قائمته خليط من الطائفيين والبعثيين وممن انخدعوا والذين منهم من غادر ومنهم من ينتظر ..
أما الشعب العراقي الصابر فأقول للمثقفين منه : توقفوا عن الدعوات لتقسيم العراق التي يطلقها البعض منكم بسبب الإحباط وخيبة الأمل واتخذوا من مقولة المرجع النجفي شعارا علقوه على صدوركم فانه كفيل بتبصير الشعب وإلا فان الشعب في غضون خمس سنوات على أكثر تقدير إن استمر الحال على ما هو عليه فانه ينزع كل تميمة لا تنفع وربما يتحول إلى الأيديولوجية الديمقراطية وتكونا انتم مراجعه .. والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته ....