| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الخميس 6 / 3 / 2014 موسى فرج كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
مسؤولية المرشحون عن فسق آباءهم
موسى فرج
ألبارحه بالليل خطر لي أمر .. حقيقه أرقني حتى ساعة متأخرة وبعد اخذ ورد في حوار داخلي أقنعت نفسي باللجوء الى طريقة حطها براس عالم واطلع منها سالم وما خاب من استشار .. والأمر الذي تسبب لي بالأرق هو الآتي:
قبل ما لا يزيد عن أربعة أيام احتفلت بمجيء ثلاث حفيدات خلال شهر واحد اثنتان منهما حلتا في غضون 24 ساعه وما إن أعلنت عن الخبر السعيد حتى توالت عليّ التهاني والتبريكات من كل بيت وحاره وشارع .. وفي ختامها أقمت للأصدقاء القريبين جغرافياً مأدبة عشاء قصرتها على ألجما (الكمأ) رغم ما يقال من انه لم يكن خالٍ من تأثيرات اليورانيوم المنضب بل وقد زدت الشعر بيت عندما وجهت باستخدام زبد الغنم بدلاً من زيت الذرة في الطبخ رغم تحذيرات الأمانة العامه من أن الزبد الحيواني احد أسباب ارتفاع الكولسترول لكن ذلك جاء انسجاماً مع حرصي على تقديم رشاد البر وهو أيضا يشترك مع الجما في جنبة المنضب .. وقد حرصت على أن يكون المدعوين بعضهم مرشح للانتخاب وينافسني على أصوات الشارع العراقي وبعضهم مناوئ ويبحث عن المعاذير كي ينأى بصوته عني حتى لا أقع تحت طائلة الفسق بارشاء الناخب جما وحتى أن أحدهم وكان ناكراً للرشاد والجما وبعد إن أتطوحل وشيعته بثغر بشوش للباب وبعد إن أغلق عليه باب السياره انزل الزجاج وقال لي :
- كيف تريد منا انتخابك وأنت أحياناً تستفز ..؟
- قلت له : ايه مو آنا مرشح لوظيفة عميل بالسي آي أي وحقك تخاف على الأسرار تفلت عندما أُستفز..! ولك أنت الخربانه بواسيره يحكمك وابو جكليته خاويك.. وهسا جاي تتصيد عليَّ عيوب..
نعود إلى ما شغلني البارحه لتالي الليل .. هاي الحفيدات على هذا القانون الجديد.. فتح غمض يستحقن الزواج وأنا لا زلت صاحب قرار أو في اضعف الحالات مؤثر في القرار .. فلو تقدم لخطبتهن شبان يدعون بأنهم خوش ولد .. بس أبهاتهم فاسقين أعرفهم.. واحد سكير والثاني خربانه أحباشاته والثالث مثل ابراهيم عرب.. أوافق على تزويج حفيداتي منهم..؟ لو اكوللهم أمامكم واحد من خيارين لو تدحضون الأدله التي تثبت فسق ابهاتكم لو تطلعون من بيوتهم وتفتحون بيوت مستقله .. وبعدين تعالوا تقدموا للتقرب من حفيداتي ..؟ وإلا فأنا في بيئه عراقيه مو بنيس الفرنسيه وترهم .. ابهاتكم فاسقين وانتم كَاعدين وياهم وتحت سيطرتهم .. ما أأمن على حفيداتي..
زين .. هسا وصلنا للمقصود .. بكل انتخابات عراقيه وهذه الأيام تجري بشكل مكثف عملية توزيع البطانيات والكارتونات وقطع الاراضي وربطات العنق وربطات الرأس وكارتات الموبايل وتعيينات الشرطه والقبول بالكليه العسكريه والعمرة للحرمين وغير الـلي ما أدري بيها رشاوي للحصول على اصوات الناخبين.. زين هاي فسق لو مو فسق..؟.
السكر عقابه جلدات والزنا عقابه جلدات ويعتبر فسق .. في حين الرشوة جريمه لعن الله مرتكبها والقانون يعاقب عليها والمرجعيه تحذر منها يعني أكبر من الفسق ..
وعليه فان الناخب العراقي إذا كان حصيف مثلي ويشعر بالمسؤوليه فانه يقول للمرشحين : لو تثبتون أن رؤساء قوائمكم والمتنفذين فيها لم يقدموا رشاوي لللناخبين وان الصور المتعلقه بالبطانيات والصوبات وسندات الأراضي وكارتونات الزيت والزاهي مفبركه .. لو تطلعون من قوائمهم وتشجبون ممارساتهم .. وإلا فانه إذا كان رئيس القائمة بالدف ناقراً فشيمة مرشحيه كلهم رقص .. واشلون أأتمنكم على مصيري ومستقبل حفيداتي..؟.
أما أخواننا في الحراك الشعبي والتنسيقيات.. فأقول لهم : أين أنتم من هذا ..؟ ألستم معنيون بتبصير الناس لكي لا تقع في المحذور ..؟ أليست الوقايه خير من العلاج ..؟ مظاهراتكم خلال الخمسين يوم يفترض أن يكون موضعها الأبرز الانتخابات...