| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
السبت 5 / 10 / 2013 موسى فرج كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
بين خالد العطيّه وطاهر يحيى...
موسى فرج
في الأوساط العراقية عموماً والريفية منها على وجه الخصوص واتساقاً مع حاضنتها العربية والإسلامية توجد ثغرة في الثقافة الجمعية مبنية على أساس خاطئ تتعلق بالنظرة لموضوع الشرف.. فهم يحصرون نطاق الشرف في منطقة ما بين الفخذين عند الذكر والأنثى مع تشديد واضح بالنسبة للأنثى ..
حيوية المنطقة المشار إليها لا يمكن التقليل من شأنها ولكن أن ينحصر موضوع الشرف في ذلك القنال وحده من خارطة الجسد ولا يتعداه إلى سائر المناطق الأخرى أمر خطير وغير مقبول فاليد إن كانت طويلة والرجل إن كانت طويلة واللسان إذا كان فالت والعين إذا كانت زايغه والظهر إذا كان محدودب والشعر إذا كان محلول والضمير إذا كان زنخ والمخ إذا كان ترللي .. كلها أعراض عن سقم في الشرف ونقيض للكمال ولا ينحصر الشرف في وادي تهامه.. لكن الريفي العراقي يتسامح مع موبقات سائر أعضاء الجسد إلا تلك المنطقة أعني ما بين الفخذين بل ويتحاشى الإشارة إليها في قوله أو إشارته مثلما يتحاشى البعض من العراقيين الإشارة للخس والشيطان ، ولهذا السبب فان الريفي العراقي إن دخل في معركة كلامية مع حضري فان النتيجة محسومة مسبقا ضده لأنه لا يعرف من الشتائم إلا (جلب يا بن الجلب .. وأنعل أمك وأبوك ...) في حين أن الحضري يجيد التقسيم في هذا المجال على كل البحور .. حتى انه يقال إن ريفياً عراقيا كان قد التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية وما إن سمع بعض من تلك المفردات حتى أصيب بحالة من الجفول ولازمته تلك الحالة كلما سمع بواحدة وانعزل عن أقرانه وأصيب بالكآبة وبلغ به الأمر إلى ارتكاب جريمة الهروب من الخدمة لأكثر من مرة .. فأوكلوا أمره للعريف الذي أمر أن يمددوا الجندي على ظهره لمدة ربع ساعة قبل العرضات ويربض العريف على صدره ويضع فمه في أذنه ويردد على مسمعه ما لذ له من مفردات خادشة .. وبعد أسبوعين تمت إعادة تأهيل الجندي وتحقق له الاندماج المجتمعي وصار عضوا نافعاً في الجماعة..
الشيخ خالد العطية .. رجل ريفي من الحميدات قادته قدماه إلى العمامة وقادته العمامة إلى السياسة وقادته السياسة إلى البرلمان لكنه يبقى ريفيا يرى الشرف محشور في منطقة ما بين الفخذين ويجفل من أية إشارة بالقول أو القلم أو السبابة إلى تلك المنطقة بالذات ..
كان ضحية نيران صديقة في معركة نشبت على حين غرة بين حنان الفتلاوي وجواد الشهيلي .
على هامش المعركة تلقف العراقيون معلومة مفادها بان الشيخ العطية قد حصل من البرلمان على 59 مليون دينار لإجراء عملية بواسير .. العراقيون وجدوا فيما فعله الشيخ البرلماني من اغتصاب للمال العراقي في وقت لا يعاني فيه من خصاصة أو ضيق اليد فساد وفساد بيّن..
الشيخ العطيه ما يشغل باله ليس ما ينشغل به القوم فهو يجتهد في إبعاد منطقة ما بين الفخذين عن مرمى النيران والباقي بالريش..
راح يبحث عن قشة فعرض تقرير يقول إن ما كان يعاني منه إنما تنمل في البنان وفي العنق سوفان ..
وقال : أني قد أخذت تلك الملايين بالطرق القانونية .
قال له الناس : أما عن الطرق القانونية فنحن كنا نقول إن ما يعنيه المثل الريفي في قولهم : سطّى وكَعد.. ينطبق على الفساد المشرعن ومنه صرف تلك المبالغ .. وأما عن تقريرك الطبي فلو علقت صحيفة قريش فان التهمة قد ركبتك وفي منطقة ما بين الفخذين بالذات وننتظر رد الحميدات ..
استغرب صديقي ردة فعل العطية وقال : أنا أجريت لي عملية بواسير فطلب مني الطبيب أن يستخدم عمليتي كحالة دراسية لطلبة كلية الطب فتجمهروا للمشاهدة الميدانية ولم أمانع أو أشعر بحرج ..
قلت له : هذا لأنك حضري ولست ريفي وصاحبنا من الحميدات وهاي فشله عندهم .. طاهر يحيى رئيس وزراء العراق إبان حكم الأخوين عبد السلام وعبد الرحمن عارف طلبت مقابلته إحدى العراقيات لشرح مظلوميتها وكانت كبيرة السن ولرغبتها برد الجميل لكاتب العرائض الذي كتب لها العريضة ومن جراءها حصلت على موافقة رئيس الوزراء على مقابلتها فقد مرت على كاتب العرائض لتتلمذ على يديه وتنصت لتوجيهاته السديدة فيما ستقوله لطاهر يحيى عند مقابلته ..
فوجدها صاحبنا سانحة فوجهها بان تخاطب رئيس الوزراء بكنية أبو فرهود وقال لها إن لرئيس الحكومة أبن اسمه فرهود وهو يحبه حبا جما ويفضله على سائر أبنائه فأكثري من مخاطبته بـ أبو فرهود وسيلبي كل ما تطلبين .. وفعلت المرأة...
جفل طاهر يحيى عندما خاطبته العجوز بـ (أبو فرهود) وعندما كررتها على مسامعه اغتاظ بشدة.. والمشكلة أن المرأة تعتقد أنها كلما أكثرت من قول أبو فرهود نالت استحسانه وهو من جانبه كلما كررت عليه ذلك حنق واشتد حنقه .. فـ زهك وصاح بها : بابا شنو فرهود فرهود .. اطلعي برا..
هسا أحنا قشمرونا ألجماعه وقالوا لنا أن بواسير الشيخ معلولة فأكثرنا التضامن معه والتوجع من اجله ظناً منا أننا نواسيه ونكسب رضاه .. ولم يكن في علمنا انه حانق حتى انه عبّر عن حنقه بتقديم مقترح يقول بان الحد الأدنى لأي كيان سياسي في الانتخابات القادمة سيكون 150 ألف صوت وبخلافه فان الأصوات التي حصل عليها الكيان تصادر لصالح الكيانات التي يستشري فيها ذلك الداء، ومثلما لم تفلح بعض عبارات المديح من بعضهم لطاهر يحيى في جعل الناس تنسى حكاية أبو فرهود.. فان الحال ذاتها سيعاني منها الشيخ خالد العطيه ...
أمس .. دخلت شارع المتنبي من جهة شارع الرشيد ، كان يقف في مدخله اثنان من عناصر الشرطة لتفتيش المارة خوفا من حزام ناسف أو شيء من هذا القبيل .. الشرطي من يفتشك أديه خوب ما تروح لوجناتك .. تروح لمنطقة الورك.. عندما هم الشرطي بمحاولة تفتيشي ومد يديه باتجاه منطقة الورك صحت به : وخر وخر .. وخر أيدك .. أشكَالوك آنا خالد العطيه وتمد أيدك بكيفك..؟!.. سحب الشرطي يديه مرتبكاً وبعدها بقي يضحك إلى إن تجاوزته وابتعدت .. .
148 مليار دولار موازنة العراق ..!.
فهل يتعين على العراقي ان يحتفل..؟.