| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأربعاء 4/7/ 2012 موسى فرج كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
القتل اليومي للناس ..إلى متى ...؟
موسى فرج
اليوم تحديداً كانت حصيلة التفجيرات الإرهابية في الديوانية وكربلاء حوالي 100 ضحية بين قتيل وجريح .. طبعا بينهم أطفال لا تتعدى أعمارهم 6 سنوات .. ميدان التفجيرات لم يكن ثكنات عسكرية ولا قواعد جوية إنما أسواق شعبية لبيع الخضار ..
هذا اليوم لم يكن يوما استثنائيا من هذه الناحية في حياة العراقيين إنما يوما اعتياديا نمطيا ، فالدماء التي سالت قبل يومين في الحلة أكثر غزاره وقبلها في الشعلة والكاظمية وديالى وكركوك والموصل وكل خارطة العراق ..
ماذا يعني لك هذا قارئي العزيز ..؟
قبل أن تشرع بالإجابة عن السؤال أرجو أن تنتبه إلى أن حوادث إرهابية حصلت في مترو الإنفاق في لندن وفي مدريد وفي الولايات المتحدة منذ سنوات لكن أصداءها باقية لحد اليوم في مناهج وخطط حكومات تلك الدول وأيضا في نفوس شعوب تلك الدول ..
ما لي أرى الوضع مختلف هنا في العراق ..؟
هل سمعتم أن الحكومة المصغرة العراقية قد اجتمعت وتدارست الأوضاع وأعادت النظر في ستراتيجيتها وخططها الأمنية وشخصوها وخرجت بنتائج جوهرية وضعت موضع التطبيق ..؟
هل سمعتم أن ساستكم تنادوا إلى اجتماع عاجل ليس لوضع إمكاناتهم ومقدراتهم موضع التفعيل ولكن فقط ليتخلوا عن عراكهم وتنابزهم الذي يشكل العامل الداعم الرئيسي في أحداث الفوضى الأمنية..؟
هل وجدتم تغييرا في لهجة أقطاب النظام السياسي العراقي المهوس بالمطالبة بالمزيد من المناصب والامتيازات ..؟
هل شكلت تلك الأفعال الكارثية ما يوقف أو يؤجل على الأقل مساعي مجلس نوابكم في سعيه لتكديس المنافع والامتيازات لأعضائه ..؟
هل شكلت تلك المصائب ضغطا على بعض مراجعكم الدينية ليقول ما ليس بد من قوله لعقلنة المناسبات التي تستغل لقتل الناس ..؟ هل شكلت تلك المئاسي واخزا لضمائر غالبية مثقفيكم وأدباءكم ليتحولوا عن نظم الشعر الحالم وعبارات الهمس ودغدغة الجسد ليقولوا شيئا يبصقون فيه دما تعبيرا عما يجري ..؟
هل استنكر السفهاء من صحفييكم وإعلامييكم التمرغ في حفلات الطرب في عيد الصحافة العراقية ليحولوا عيد الصحافة إلى وقفة لمحاسبة الذات ورفع لافتة ليست طويلة جدا إنما بمقدار طول الغانية التي احتفوا بها مكتوب عليها .. كفى ..! فلتتوقف هذه الفوضى وليتوقف هذا العبث بأرواح الناس ..
هل قرأتم سيلا من الرسائل القصيرة على شاشات الفضائيات تطالب بوضع حد لسفك الدماء ..؟...كنت أتابع الأخبار المتعلقة بهذه الكارثة .. قرأت أن شرطة الديوانية اكتشفت أن سببها وجود ضباط في الشرطة لهم علاقة بتنظيم القاعدة ..! وان السيطرات ونقاط التفتيش مخترقة ..! وان الجهات الأمنية لمواجهة هذا قامت بالتحول من خطتها الأمنية (أ) إلى خطتها الأمنية (ب) ..
ما مضمون هذا التحول ..؟ تبديل طريق سير الزائرين من الشارع الفلاني إلى الشارع العلاني ..!!... والذين لهم علاقه بتنظيم القاعدة من ضباط ومنتسبي الداخلية ..؟قبل يومين كنت اقرأ تصريحات واحتجاجات عدد من النواب على قيام وزارة الداخلية بالتمسك بضباط بعثيين ..!.
اليوم أيضا قرأت تصريحات رئيس الائتلاف الوطني السيد إبراهيم الجعفري بشأن خطة الإصلاح الحكومي والسياسي لمعالجة الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد والتي دفع الشعب العراقي ثمن اندلاعها وإدامتها معاناة ودماء وأرواح فوجدت أن جوهر ما قاله السيد الجعفري لخصه بالآتي : (لجنة الإصلاح في هذا الإطار تناقش تصورات حقيقة المشاكل الموجودة، وحقيقة الأهداف المعطـّلة، وقسّمتها على عدة أقسام، منها: متفـَق عليه مثل، ملء الشواغر الوزارية (وزارة الدفاع ، ووزارة الداخلية)، والقسم الثاني: المحكمة الاتحادية وطريقة التعامل، والقسم الثالث : متعلق بتنسيق العلاقة البنـّاءة بين السلطة التشريعية ممثـَّلة ًبالبرلمان والسلطة التنفيذية، والقسم الرابع: مسألة الحفاظ على التوازن الدستوريّ والتوازن في المسؤوليات وما شاكل ذلك في الشأن المتفق عليه)... وزيادة في التوضيح أعيد تنقيط ما قاله السيد الجعفري بالآتي :1. ملء الشواغر لوزارتي الدفاع والداخلية .. ماذا يعني ..؟ يعني أن منصب وزير الدفاع وفقاً للمحاصصة من حصة قائمة علاوي في حين أن الذي يشغل المنصب بالوكالة تم اختياره من قبل المالكي .. .
2. المحكمة الاتحادية : جماعة علاوي يقولون أنها مسيطر عليها من قبل المالكي ويوظفها لصالحه .. .
3. تنسيق العلاقة بين البرلمان والحكومة : ماذا يعني هذا ..؟ يعني أن المالكي يقول بان البرلمان مختطف ويقصد من قبل جماعة علاوي وجماعة علاوي يقولون أن الحكومة مختطفة من قبل المالكي ..!.. .
4. التوازن في المسؤوليات .. ماذا يعني ..؟ يعني التوازن في اقتسام المناصب والوظائف والامتيازات .. بين من ومن ..؟.. بين أتباع المالكي وأتباع علاوي ..
أمعنوا النظر معي رجاء .. هل من بين الأمور أعلاه ما يتعلق بمعيشة الشعب ..؟ خدمات الشعب ..؟ الفقر ..؟ البطالة ..؟ الكهرباء..؟ الفساد ..؟ الاقتصاد ..؟ ألزراعه ..؟ ألصناعه ..؟ حماية أرواح الناس من القتل اليومي ..؟...
وقرأت من على شاشات التلفاز أيضا بان جماعة علاوي سيعكفون على دراسة خطة الإصلاح المقترحة من قبل الائتلاف الوطني .. ولكن أين يدرسونها ..؟ في عمان ..! لماذا في عمان ..؟ ألا تسعهم ارض العراق ..؟.. الذي يعرفه العراقيون أن رغد بنت صدام مقيمة في عمان ويوجد تاجر من تجار ما بعد 2003 يتردد اسمه باعتباره عراب قائمة علاوي اسمه خميس الخنجر .. ولا أدري هل هو مرجع قائمة علاوي أم مرجعها بنت صدام ..؟.. لكن من انتخب قائمة علاوي هم في العراق .. رجاءً من لديه تفسيراً فلينورنا .. لماذا اجتماعاتهم في عمان ..؟..
بالمناسبه : هم يوظفون القتل اليومي للناس في العراق لمصلحتهم هم من اجل إقالة المالكي .. فالذي يقولونه بعد أية كارثة تحصد أرواح الأبرياء بات معروفاً : إدارة وزارتي الدفاع والداخلية بالوكالة .. ولكن بعد ( طربكة) أربيل والنجف فان الذي يراهن عليهم بربع دينار فقط مغفل ... إلا أن السؤال الجوهري الذي يتوجب على الحكام والساسة ومراجعهم وناخبيهم الإجابة عليه هو : هل من نهاية لسفك الدماء وحصد أرواح الأبرياء في العراق ..؟....