|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء 3/4/ 2013                                 موسى فرج                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

حول تقرير المفتش العام الأمريكي ستيوارت بووين بشأن الفساد في العراق


تقرير بووين :
اختزل فساد الأمريكان ببضعة مليارات واستغلته الحكومة لرمي تبعات الفساد على الأمريكان..

موسى فرج

ج : 1 . .

ستيوارت بووين المفتش العام الأمريكي المختص بملف إعادة أعمار العراق.. مكاتب الرئاسات العراقية : الجمهورية والحكومة ومجلس النواب والقضاء مشرعة لاستقباله في أي وقت يشاء أثناء الدوام وبعد الدوام ، وعندما تكون أبواب الكبار مفتوحة على مصراعيها له فذاك يعني حكماً أنه يحمل في جيبه (الماستر كي) لكل أبواب المسؤولين الأدنى (نواب رئيس الجمهورية ، نواب رئيس الحكومة ، نواب رئيس البرلمان ، الوزراء وأيضاً النواب) فالجميع يطمح بتشريف بووين له ..

العنوان الوظيفي لستيوارت بووين هو مفتش عام (Inspector general) .. وتحت هذا العنوان الوظيفي يوجد أكثر من 30 عراقي ويوجد من هو أرفع منهم منصبا في هذا المجال في العراق ، لكن باباً من تلك الأبواب لم تفتح لأي منهم إلا إذا كان الغرض من ذلك محاسبة حامل اللقب أو تجنيده لحساب صاحب الدار.. الفرق بين ذاك وبين هؤلاء واضح ، وهو إن ذاك أمريكي وهؤلاء عراقيون..

ـ بدأت شهرة ستيوارت بووين في العراق عندما قال في عام 2007 : أن الفساد والهدر في عقود أعمار العراق يبلغ 8 مليار دولار .. ومن ثم ضمّن تقريره في كتابه (الدروس القاسية) الذي أصدره في شباط 2009 والذي تضمّن إهداء مؤثر جاء فيه : (لروح بول كونفيرس الذي توفى أثر جروح أصيب بها جراء قصف صواريخ عيد الفصح في المنطقة الخضراء في آذار 2005 له ولجميع الذين قدموا حياتهم في العراق خدمة لبلدنا ..).

الدروس القاسية لستيوارت بووين وسنتي في العراق لبول بريمر بات ينظر إليهما باعتبارهما المصدران المهمّان لمعرفة ما حصل في العراق خلال العشر سنوات الممتدة بين عامي 2003 و2013 .

ـ وما دامت شهرة ستيوارت بووين قد بدأت من تاريخ كشفه في عام 2007 للمليارات الثمانية من الدولارات فاني أشير إلى أني وجهت كتابين رسميين وبتاريخ 23 و28/5/2006 إلى أمانة مجلس الوزراء ومكتب رئيس الوزراء ، الأول عن الفساد في صندوق تنمية العراق الـ ( DFI ) والثاني عن ملف إعادة الأعمار ( الأمريكي ) ويومها كان إجمالي الأموال المصروفة على إعادة أعمار العراق 18,3 مليار دولار بينت فيه بأن (ملف أعمار العراق في السفارة الأمريكية يتعرض إلى هدر مقداره 50% يعني 9 مليار دولار وطالبت بوضع مبالغ صندوق تنمية العراق تحت تصرف وزارة المالية العراقية وإخضاعها إلى رقابة ديوان الرقابة المالية ، وانه بالإمكان تشكيل لجنة مشتركة من أمريكان و عراقيين للتأكد من توجيه المبالغ في الإغراض التي خصصت لها..)، علما بان المبلغ المشار إليه 9 مليار دولار لا تتعلق بمليارات ستيوارت بووين الثمانية وإنما إضافة لها .. بعد مرور سبعة أشهر صدرت بيانات من المفتش العام الأمريكي تشير إلى أن مقدار الهدر في ملف إعادة الأعمار يبلغ 8 مليار دولار.. الفرق بين ما قلته وبين ما قاله ستيوارت بووين إن كلامي لم يحظى بإعارة أي انتباه من المسؤولين العراقيين في حين إن كلام ستيوارت بووين بات مادة للتثقيف في مكاتب المسؤولين العراقيين مثل (نضال البعث) في حقبة صدام .. والسبب أن بووين أمريكي في حين أني من أهل البلد ..

أنا لا أغار من بووين أو نضال البعث ولكني أسعى للحقيقة.. وقد أسعدني جداً فيلم تسجيلي نشرته إحدى الفضائيات العراقية يظهر فيه المرجع الديني الأعلى الشيخ بشير النجفي وهو يصيح منفعلاً : (ميزانية العراق تعادل ميزانية أربع دول .. الأخبار وصلتني ..)، وقد علقت على ذلك قائلا : لقد أسعدني هذا المقطع كثيراً.. صار سنتين نصيح موازنة العراق تفوق موازنات أربع من دول الجوار وماكو نتيجه.. مع ذلك فان تكون الأخبار قد وصلت إلى المرجعية بعد سنتين أحسن من عدم وصولها للتالي.. والبخت يضعف ولا يموت .. ) وهذا هو رابط الفيلم التسجيلي:

 http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=_lIfMGfc5Lw

ما هي حقيقة تقرير المفتش العام الأمريكي ستيوارت بووين وما هي الدوافع وراء تركيز الأضواء عليه دون غيره ..؟.

ـ الولايات المتحدة الأمريكية وبحسب مصادرها الرسمية أنفقت 800 مليار دولار في احتلالها للعراق لغاية تاريخه ، والحكومة في العراق أنفقت أكثر من 692 مليار دولار بشكل موازنات حكومية (480 مليار دولار للسنوات 2004ـ 2011 و100 مليار دولار موازنة عام 2012 و112 مليار دولار موازنة عام 2013) .. وبين هذا وذاك ملف إعادة أعمار العراق مبلغه 60,48 مليار دولار تم تمويله من عائدات النفط العراقي المودعة في حساب صندوق تنمية العراق ومن المعونات والقروض الدولية ومن بينها الأمريكية. نطاق تقرير ستيوارت بووين هو هذا الملف ذو الـ 60,48 مليار دولار .

ـ لماذا تم حصر الموضوع بهذا الملف دون الملفين الآخرين ..؟ وتم تسليط الضوء عليه وحده ..؟ هل يعني ذلك أن ملفا الـ 800 مليار دولار والـ 692 مليار دولار خلو من الفساد ..؟

ـ أم أن مشيئة الإدارة الأمريكية تقتضي إبعاد أنظار الرأي العام الأمريكي عن التساؤل عن كيفية إنفاق الـ 800 مليار دولار..؟ ، ومشيئة الحكومة العراقية تقتضي أيضا أن تلم الضوء في حزمة مكثفة وتسلطه على ذلك الملف فقط فتجبر الأنظار كي تتبع حزمة الضوء فتبتعد عن الملف الرئيسي ذو الـ 692 مليار دولار أو يزيد ..؟.

ـ هل أن عدم سماعنا ضجيجا في أمريكا بشأن الـ 800 مليار دولار في وقت لم ينجح فيه لا تقرير بووين ولا مساعي حكومتنا في صرف أنظار العراقيين عن مصير الـ 692 مليار دولار أو يزيد يعني إن الأمريكان مغفلون في حين أننا لسنا كذلك ..؟ أم أن سبب ذلك هو أن الـ 800 مليار بالنسبة للأمريكان ملف ثانوي وآثاره على الشعب الأمريكي بـ (الريش) في حين إن ملف الـ 692 مليار دولار أو يزيد بالنسبة للعراقيين يمثل (الصايه والصراميه) وليس ثانوياً وآثاره على الشعب العراقي (تطخ بالعظم وليس بالريش) ..؟.

فإذن نطاق تقرير ستيوارت بووين لم يغطي كل ( ألحسبه ) وإنما شاخة منها .. في هذه الحالة ما هي البواعث وراء تسليط الأضواء عليه دون غيره ..؟.

سأجتهد لكم فاسمعوا اجتهادي أليس للمجتهد ثوابين إن أصاب وواحد إن أخطأ ـ على رأي الفقهاء ـ أنا أكتفي بهذا الأخير ..

أولاً: الأمريكان: وهدفهم من وراء ذلك الآتي :

1. محاولة حصر وتحجيم الفساد بهذا القدر فقط أمام الرأي العام الأمريكي وإبعاد الأنظار عما تكبدته الولايات المتحدة من جراء غزوها للعراق.. .

2. إبعاد الأنظار عن الرؤوس الكبيرة في الفساد وتوجيهه لأشخاص ثانويين. .

3. قطع الطريق أمام أية مطالبات عراقية للأمريكان عما ارتكبوه من تدمير وسرقة وإلحاق الضرر بالعراق..(هذا لا يلغي ما تحقق على يد الأمريكان من إسقاط نظام صدام وإسقاط المديونية الهائلة على العراق التي تسبب بها صدام ونظامه).

ثانياً: المسؤولون العراقيون : وهدفهم من وراء ذلك تحقيق ثلاث غايات :

1. كي يتم التركيز على ما أشار إليه فقط (ملف إعادة أعمار العراق) ويتم التعتيم على ما سواه في حين أن ما يشير إليه لا يشكل أكثر من 1% من الفساد في العراق سواء منه الذي ارتكبه الأمريكان أو من قبل الأطراف العراقية. .

2. وأيضاً للتبرؤ من الفساد من خلال توجيه الأنظار إلى ملف الفساد الأمريكي فقط .. كي يقولوا: أن الفساد أمريكي النسب والحسب أصلاً وفصلاً أما نحن فلسنا من ذوات الرايات الحمر..

ولذلك فإنهم يعلقون الفساد على شماعة بريمر الذي غادر بغداد عائدا إلى واشنطن بتاريخ 28 /6/2004 وكان تحت تصرفه قبل ذلك 20,7 مليار دولار هو رصيد صندوق تنمية العراق الـ (DFI) وسلم الحكم إلى علاوي . .

3. وكذلك يتيح لهم القول بعدم إمكانية منع حصول ذلك الفساد باعتباره أمريكي وخارج نطاق التحكم ولا يدخل ضمن سلطتهم ..

ثالثاً: والإعلام العربي وخصوصاً الغبي منه وكذلك العراقي المعاديان للنظام الجديد واللذان لا يشغلهما سوى النواح على نظام صدام من خلال تسقط أية هنة هنا وهناك قد ساهما بتركز الاهتمام على تقرير ستيوارت بووين بهذا الشكل.. وهاكم مثلاً:

فضائية العربية : (الفساد يسرق مليار دولار من جيوب العراقيين سنوياً تقرير أمريكي يفضح مشاريع إعادة الأعمار وينشر أرقاماً مرعبة..) هذا العنوان نشرته فضائية العربية المعروفة وموجود على موقعها الالكتروني وتكرر نفس العنوان على عشرات الصحف والمواقع الكترونية .. ولكن لو كان الفساد في العراق قد تسبب بفقدان فقط مليار دولار سنويا من العراقيين لتحملت أنا الفقير لله نفقات السفر وذهبت إلى مقر العربية وعلقت برقبتها وسام أم المعارك .. التقرير الأمريكي الذي استندت إليه وسائل الإعلام تلك يقول: (إن ملف إعادة الأعمار الأمريكي في العراق والذي استمر تنفيذه لعشر سنوات تبين فيه فساد مقداره 10 مليار دولار وبمعدل مليار دولار سنوياً).. هذا كل ما في الأمر، ولم يكن الأمر متعلقا لا بالـ 800 مليار دولار ولا بالـ 692 مليار دولار ..

وللوقوف على طبيعة وحجم الفساد في ملف إعادة أعمار العراق من قبل الأمريكان بالذات ودون الملفين الضخمين أبين الآتي: .

1. نطاق تقرير ستيوارت بووين : إن ما تحدث عنه ستيوارت بووين هو ملف إعادة أعمار العراق وهذا مبلغه الإجمالي 60,48 مليار دولار أمريكي.. ولكن الأموال التي أنفقت في العراق منذ عام 2003 من قبل الحكومات العراقية ولغاية تاريخه تتجاوز الـ 692 مليار دولار ولا يعادل نطاق ستيوارت بووين منها أكثر من 12% في كافة الأحوال كما بينت .

2. تقرير ستيوارت بووين تكلم عن نوع واحد من أنواع الفساد في ذلك الملف وليس عن كافة أنواع الفساد فيه ، وتكلم عن الفاسدين الصغار بينما تجنب الكلام عن الفاسدين الكبار .. وقدر تعلق الأمر بهذا الملف بالذات أثير الأسئلة التالية :

س1: من هي الشركات التي استحوذت على معظم العقود في ملف إعادة أعمار العراق ..؟

الجواب : شركة هاليبرتون وشركة بكتل الأمريكيتين وشركة كويتية (كشف تقرير أعدته صحيفة فاينانشال تايمز Financial Times أن عشر شركات عملاقة حققت أرباحاً طائلة قدرها 72 مليار دولار خلال عملها على تقديم الخدمات والأعمار في العراق، مبينة أن شركتين أميركية وكويتية تقفان على رأس من حصدوا تلك الأرباح).

س2: لماذا سيطرت شركتا هاليبرتون وبكتل على عقود الأعمار ..؟.

الجواب : بسبب صلتهما بالإدارة الأمريكية إذ إن هاليبرتون يرأسها ديك تشيني قبل وصوله إلى البيت الأبيض نائباً للرئيس الأمريكي (كانت شركة هاليبورتون التي حصدت القسم الأعظم من العقود علي علاقة وثيقة مع نائب الرئيس، ديك تشيني، الذي تولي منصب الرئيس التنفيذي للشركة قبل انتقاله إلي البيت الأبيض..). .

س3: هل أن ذلك مخالف للقانون الأمريكي ويعتبر فساد ..؟.

الجواب : نعم بسبب تعارض المصالح. .

س4: هل تم منح العقود إلى هاليبرتون وبكتل على أساس المنافسة الأصولية ..؟

الجواب : لا.. بل حصلتا على العقود بدون إجراءات مناقصة أو منافسة (وكان آخر تقرير صادر عن المفتش العام للبنتاجون قد كشف أنه تم إنفاق ما مجموعه حوالي ثمانية مليارات دولار على هيئة عقود عسكرية نفذها مقاولون من الباطن في العراق، دون أن يتقيدوا بالقوانين والضوابط الفيدرالية التي تهدف إلى منع الغش والتزوير..).

س5: كيف كان يتم تحديد مبلغ المقاولة ..؟.

الجواب : وفقاً لطريقة الكلفة زائد .. وتعني انه لا يتم تحديد سقف للمبلغ وإنما تجعل المقاول غير محدد بالصرف وكلما صرف أكثر زادت أرباحه أكثر (حالة واحده مثيله حصلت في العراق على حد علمي وهي إن حكومة صدام عندما أرادت بناء القيادة القومية لحزب البعث في شارع الزيتون في أوائل السبعينات كلفت شركة يوغسلافية وقالوا لهم : لا يهمنا المال إنما تهمنا النوعية فاصرفوا قدر ما شئتم ونحسب لكم هامش ربح يحسب على أساس كذا نسبة من الكلفة .. يعني بما يقابله باللهجة العامية ـ توصاه ـ) هذا ما تعنيه طريقة كلفه زائد بالضبط .

س6: ما هي مفردات الكلفة زائد في المقاولات الأمريكية..؟.

الجواب: الكلفة + تكاليف أمنية بنسبة 30% من الكلفة + هامش ربح بنسبة 12% من الكلفة. وهذا نص فقرات الكتاب الموجه من قبلي إلى مكتب رئيس الوزراء بتاريخ 28/5/2006 : ((إن المشاريع التي يتم إحالتها من مكتب أعمار العراق التابع للسفارة الأمريكية تتم وفقاً للآتي: .

1. تضاف مقدماً نسبة 30% من قيمة المشروع باسم فقرة (الخدمات الأمنية) في مختلف مناطق العراق (باستثناء كردستان فتضاف نسبة 8%) .

2. تضاف نسبة 12% من القيمة الإجمالية للمشروع تسمى هامش ربح .. .

3. إن اعتماد صيغة الإحالة تلك يجعل الشركات المنفذة غير ملزمة بسقف للصرف أو تحديد للكلفة الإجمالية مسبقا والمنافسة على أساسها. .

4. إن الصيغة أعلاه في إحالة العقود تتعارض مع الصيغة المعتمدة من قبل لجنة العقود المركزية في مجلس الوزراء وتنطوي على مضاعفة المبالغ لانجاز المشاريع.. .

5. إن الأموال في كافة الأحوال هي أموال عراقية وبصرف النظر عن مصدرها سواء كان صندوق تنمية العراق الذي تودع فيه عائدات النفط أو المتأتية من قروض أو منح، وينبغي التعامل معها وفقا لهذا المنظور. .

6. سبق وان أكدنا على أهمية أن يتم تسليم المنح أو القروض إلى وزارة المالية العراقية وإخضاعها لرقابة الجهات العراقية المختصة ، ولا يمنع ذلك من وجود لجان مشتركة تضم ممثلين عن الجهات المانحة لمتابعة تخصيص تلك المنح للأغراض التي منحت لأجلها ومتابعة كفاءة التصرف فيها ، والتنبيه إلى خطورة تكرار ظاهرة نقل الوثائق من قبل الـ (CPA) التي حصلت ضمن مرحلة سلطة الائتلاف.)) ..

تم توجيه نسخ من الكتاب أعلاه إلى : السفارة الأمريكية ـ مكتب المفتش العام الأمريكي لتزويد هيئة النزاهة بكشف يتضمن المبالغ وصورة ضوئية من عقود المشاريع .. لكن ستيوارت بووين لم يتعامل مع هيئة النزاهة، والحكومة لم تحرك ساكنا .

المفتش العام الأمريكي ستيوارت بووين تكلم عن الاختلاسات النقدية في ملف الأعمار والبالغة 8 مليار يعني المبالغ المصروفة التي لم يجد لها مستندات تؤيد صرفها وجاء في تحقيق البنتاغون : (أنه في بعض المسائل ، لم يكن هناك حتى فواتير أساسية توثق المبلغ المصروف. بحسب الأسوشيتد برس وقال التحقيق إنه وخلال فترة خمسة أعوام - من العام 2001 حتى 2006، صرف مبلغ 7.8 مليارات دولار دون تقييده بفواتير مع وجود انتهاكات فاضحة، تعد كافية لطرح تساؤلات حول احتمال وجود احتيال وفساد..). وكأنها كل الفساد في ملف الأعمار..

لكن قضايا الفساد في هذا الملف لم تنحصر في ذلك وإنما تشمل الآتي: .

1. في مرحلة الـ ( CPA ) وهي المرحلة التي غطت المدة من 9/4/2003 لحين مغادرة بريمر في حزيران 2004 : ( 900 مليون دولار جمعت من قاصات مصرفي الرافدين والرشيد إلى جانب المركزي وما عثر عليه الأمريكان في قصور صدام (عدا ما سرق منها من قبل عصابات الجريمة أو الأمريكان أنفسهم) + 1,7 مليار دولار من الأموال العراقية المجمدة سحبت من المصارف الأمريكية وأودعت في بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي في نيويورك ..) هذه المرحلة كانت عبارة عن تسييح للأموال العراقية وشكلت بروفة الفساد واسع النطاق في العراق في حقبة ما بعد سقوط صدام .. وكانت الأموال تنفق خلالها كالآتي :

1. يتم إحالة المقاولات على مقاولين محليين في المحافظات بعدد هائل وبمبالغ صغيرة والمقاولون يأخذون النقود ويهربون.. .

2. يتم توزيع النقود من قبل ضباط في سلطة الائتلاف على الجهات المستفيدة بشكل نقدي فدخل الضباط الأجانب دورات ميدانية مكثفة وقصيرة في الفساد على أيدي الفاسدين من العراقيين وذاك لا يشكل شيئاً يذكر مما تعلموه من طرق الفساد في حقبة صدام ، فرئيس الدائرة أو الجهة المستفيدة يقول للضابط الذي يوزع تلك المنح : بدلاً من أن تعطيني ألف دولار أصرف لي 10 آلاف دولار وسأزودك بوصل يؤيد كوني استلمت 10 آلاف دولار ولكن فعلياً سأقبض منك 5 آلاف دولار فقط والـ 5 آلاف دولار الأخرى في جيبك .. وفي هذه الحالة يمتلئ جيبك بالدولارات وموقفك سليم أمام الجهة التي تدقق عليك وأمامي أيضاً فكانت إن انتشرت ولأول مرة في العراق مفردة : واووو..!.. وابتدأ المشوار ..!.. والكل بات ـ إلا أنا وكم غشيم في العراق ـ يستخدمون مفردة : واوووو..!!.

3. نقل لي أحد العراقيون المصاحبون للأمريكان بعد اجتماع بريمر بهم أن بريمر وجههم بان لا يهتموا بالرشا وسرقة الأموال ففي النهاية إن تلك النقود تنشط السوق فيزدهر الاقتصاد العراقي .. قلت له لكن من يحصلون عليها يخرجونها إلى عمان ولا ينفقونها في العراق ...

 


.

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter