| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأثنين 2 / 3 / 2020 موسى فرج كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
إنهم يأكلون ما لله وما لقيصر وما لعلاوي...
موسى فرج *
(موقع الناس)في المسيحية الأصوليون يقولونها "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" والإصلاحيون يقولونها "أعطوا ما لله لله وما لقيصر لقيصر" ومع ان ظاهر القول لا يختلف الا بالتقديم والتأخير الا أن الجوهر مختلف كثيراً فالأولى يفهم منها ممالأة القيصر وتغليب رضاه على رضا الرب، في حين أن الثانية تعني الانضباط بقانون البلاد دون مخالفة قانون السماء بل وحتى اعتلاء حبر الكلدان أكبر الطوائف المسيحية في العراق صهوة التكتك والمشاركة باحتجاجات ساحة التحرير كما تقول الروائية العراقية انعام كجه جي في الشرق الأوسط...
أما عند المسلمين فالإصلاحيون يقولون إنما حكم الله الأشياء من حيوان ونبات وجماد بالقهر الا الانسان فقد حكمه بالتكليف فمنحه العقل وقال له أهديناك النجدين ولك الخيار وفي ضوء أعمالك أما أن تعاقب أو تثاب... أما السلفيون منهم فيستغلون قوله تعالى "قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ" ليقولوا إن مقولة "أعطوا ما لله لله وما لقيصر لقيصر" اتخذها المفسدون أعداء الله والدين سبيلاً لفصل الدين عن السياسة يريدون من الدين الحنيف عبادات فقط دون جهاد ليصرخوا من على المنابر: ما هذا... هل تريدون من المسلم ان يقرأ القرآن ويصلي ويصوم ويحج فقط ...؟ أين الشهادة...؟ أين قول الحق في حضرة سلطان جائر...؟ ومن قبيل هذه الجعجعة من دون طحين يستمرون يقولون القول ويأتون غيره فهم عندما رفعوا شعار المال مال الله مثلاً ما كان ذلك الا طريقاً للاستيلاء على أموال الناس بوصفهم أوليائه ووكلائه في الأرض وعندما قال أبو ذر كاشفاً زيف دعواهم انما المال مال الناس وما أنتم غير مؤتمنون عليه لاقى جزاء قوله مصيره بلقاء ربه وحيداً على رمال الربذة الحارقة... وعلى مر التاريخ وحتى يومنا تنبري أصوات وأقلام الحمقى والفاسدون تظاهرهم فتارة تصطف مع الزرقاوي وأخرى مع المليشيات الوقحه...
أما ساسة المحاصصة في العراق فلم يكتفوا بأكل ما لله وما للشعب فقط بل أكلوا ما لعلاوي ايضاً وفي آخر فهلوة لهم أن طائفة منهم ورطت علاوي تحت شعار انه خيار المظاهرات في وقت تشق أصوات المتظاهرون فيه عنان السماء : مرفوض مرفوض مرفوض وزواج عتريس من فؤاده باطل... وأخريات ناصبنه العداء تحت دعاوى فاسدة حتى النخاع في ظاهرها وفي باطنها لكن علاوي ودون أن يقصد أنجز ما عليه فقد تنحى ومعه احلام ولاية الفقيه وكشف بأعلى درجات العلانية استماتتهم في التمسك بالمحاصصة وشراء المناصب والابتزاز والفساد وكشف وعلى نحو واضح هشاشة جدار طوائف المحاصصة واستحكام العداء بينها وباتت الكرة بين اقدام شباب ساحات الاحتجاج ليجيدوا اللعب ويحققوا الأهداف ولا نطمح بأقل من:
1. التخلص من هيمنة ساسة المليشيات والفصائل المسلحة لتحقيق السيطرة على السلاح بتوحيد القيادة والقرار في عموم القوات المسلحه...
2. تقديم المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المتظاهرين بدءاً من الرؤوس الكبيرة وليس أكباش الفداء فقط...
3. التهيئة التشريعية السليمة للانتخابات القادمة من خلال:
أ- اعادة صياغة مشروع قانون الانتخابات بشكل سليم وليس لتحقيق مصالح أطراف سياسية بعينها.
ب- اعادة تشكيل مفوضية الانتخابات بما يضمن استقلاليتها التامة عن ساسة المحاصصة ونزاهة اجراءاتها.
ج- تعديل قانون الأحزاب بما يضمن تطبيق بنود الدستور بنصها وروحها باستبعاد مشاركة الأحزاب الطائفية والعرقية في الحياة السياسية.
4. حل مجلس النواب بموعد لا يقل عن 6 أشهر قبل اجراء الانتخابات لتقليص نفوذ ساسة المحاصصة في الشارع العراقي...
* رئيس هيئة النزاهة في العراق (سابقاً).