موسى فرج
أخلاقيا.. هل يستقيم صخب الحكام سعيا وراء الامتيازات مع جسامة معاناة الشعب العراقي ..؟
موسى فرج
ما سبب هذا الصخب الذي يملأ الفضائيات ..؟ وما الذي يشغل ساسة وحكام العراق ..؟ ماذا وراء هذا الزبد وذاك الرغاء الذي يطفح من على أشداقهم على مدار الساعة ..؟ هل أن الأمر يتعلق بحدود العراق المنتهكة ..؟ أم بقصف القرى العراقية من قبل الدول المجاورة ..؟ أم أن الأمر يتعلق بأجساد الناس التي تتناثر بين الساعة والساعة في الفضاء ..؟ هل أن الأمر يتعلق بمعاناة الناس من انعدام الكهرباء.. ؟ أم بسبب معاناتهم من جراء الفاقة والفقر ..؟ أم بشأن مكابدتهم بسبب البطالة ..؟ أم أن الأمر يتعلق بالسعي لوضع حد للفساد الذي يهرق مليارات الدولارات .. ؟. .الجواب : لا هذا ولا هذا ولا ذاك ..!.. . إذن ما هي ألمشكله وما سبب هذا الصخب ..؟. .
المشكلة هي : أن مجلس السياسات الأستراتيجية لم يُشكل بعد.. وبسبب ذلك يستمر الصخب ويتفاقم الصخب وتشتد نبرته ! ..
هل يوفر الكهرباء.. هذا المجلس ..؟
أم هل ينهي الإرهاب.. هذا المجلس ..؟
هل يلجم الفساد.. هذا المجلس ..؟
أم هل ينتهي الفقر في ظل .. هذا المجلس ..؟
هل يعالج البطالة ..هذا المجلس ..؟
هل يوقف انتهاك الحدود.. هذا المجلس ..؟
هل يمنع قصف الإيرانيين والأتراك للفقراء من الشعب.. هذا المجلس ..؟
هل يوقف تطاول الكويتيين على العراق.. هذا المجلس..؟.الجواب : لا هذا ولا هذا ولا ذاك ..!.. .
هل يشكل هذا المجلس بديلا لمجلس النواب ..؟ أم بديلا لمجلس الوزراء ..؟ أم بديلا لمجلس الرئاسة ..؟ أم بديلا للبيت الشيعي ..؟ أم بديلا للبيت السني ..؟ أم بديلا للبيت الكردي ..؟ أم بديلا لمجالس الإسناد ..؟ .. .
الجواب : لا هذا ولا هذا ولا ذاك ..!.. .
هل قام مجلس النواب بما تمليه عليه القيم الأخلاقية في مواجهة معضلات الشعب العراقي ..؟ أم أن مجلس الوزراء قام بواجباته المنوطة به طبقا للقيم الأخلاقية الشائعة في كل الدول ..؟ أم أن مجلس رئاسة الجمهورية قام بالواجبات المناطة به على أكمل وجه.؟ فننتظر من هذا المجلس أن يقوم بما عجزت عن القيام به الأوائل ..؟.
الجواب : لا هذا ولا هذا ولا ذاك ..!.. .
إذن ما الذي يصطخب ويتعالى هرج الحكام في العراق من جراءه ويحتدم ..؟. . هو الحكم ..أليسوا شركاء في الحكم..؟ ففريق منهم بيده رئاسة الحكومة وفريق بيده رئاسة الجمهورية والثالث بيده رئاسة مجلس النواب .. ولكل فريق منهم جحفل من الوزراء وما يتبعهم نزولا للرزام ..؟. . هل يوجد سند دستوري لقيام هذا المجلس ..؟ هل يوجد سند قانوني لقيام هذا المجلس ..؟ أم هل يوجد سند فقهي ( باعتبار أن ساسة العراق اليوم يحتكمون إلى الفقه أكثر من احتكامهم للقانون ) لقيام هذا المجلس ..؟.. .
الجواب : لا هذا ولا هذا ولا ذاك ..!.. .
أذن ما الجدوى من هذا المجلس ..؟ الجدوى منه توفير منصب مناظر لمنصب رئيس الحكومة للسيد أياد علاوي .. هذا فقط ..؟ نعم هذا فقط .. يقولون انه يحقق المشاركة لهم في الحكم .. ألا يحقق منصب رئيس مجلس النواب ونائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء وجحفل وزراء تلك المشاركة ..؟ يقولون أنهم يريدون المشاركة في اتخاذ القرار .. ألا يحقق لهم وجودهم على رأس مجلس النواب وعلى رأس نائبية رئاسة الجمهورية ورأس نائبية رئاسة الوزراء ودرزن الوزراء وثلث عدد أعضاء مجلس النواب تلك المشاركة ..؟ يقولون ..لا .. إنما هذا المجلس وليس غيره هو ما يحقق المشاركة لهم في القرار .. من ناحية أخرى فان هذا المجلس لا يمتد إلى ابعد من دورة برلمانية واحده وقد نفذ نصفها .. أنا بصفتي مواطن لا أتوقف عند هذا المجلس ولن أأبه بقيامه أو لو كان دارسا .. لكني أتوقف كثيرا عندما أجد فريقا كبيرا ممن يحكمون العراق وعبروا على جسر المشروع الوطني العراقي يتمادون في صخبهم بسبب هذا المجلس ولم يأبهوا بمعاناة الشعب العراقي ولا بالأذى الذي يتعرض له الوطن العراقي . . طيب لماذا لا يمكنهم رئيس الحكومة من مرادهم ..؟ رئيس الحكومة يقول إن الكون لا يحكمه ربّان ونحن موحدون و لا سند دستوري لهذا المجلس .. أذن لماذا التزمت به في اتفاق اربيل ما دام خارج إطار الدستور ..؟ الجواب : من اجل الوصول إلى رئاسة الحكومة ودون التعهد بذلك لن يصوتوا لي لبلوغ كرسي رئاسة الحكومة ..! وهل أن وصولك إلى رئاسة الحكومة أيها الموحد وفر الكهرباء ..؟ أم أنهى الإرهاب ..؟ أم وضع حد للفساد ..؟ أم أنهى الفقر ..؟ أم عالج البطالة ..؟ أم أوقف قصف الإيرانيين والأتراك للناس في القرى الحدودية ..؟ أم أنه أوقف تطاول الكويتيين على العراق ..؟. .
الجواب : لا هذا ولا هذا ولا ذاك ..!.. .
طيب .. ماذا تقول المرجعية الدينية التي كانت جسرا لعبورك إلى رئاسة الحكومة بعد إن كانت معبرا لكتلتك إلى الحكم ..؟ المرجعية الدينية في كل يوم جمعه تعنف الحكومة وتشتمها .. والمرجعية الدينية توقفت عن استقبال الحكام .. والمرجعية الدينية فاض بها الكيل .. هل أن تعنيف المرجعية للحكومة يستمر إلى الانتخابات القادمة أم ان ذلك يتوقف في موسم الانتخابات ويتحول إلى دعم ..؟ وهل أن غلق أبوابها بوجه الحكام يستمر إلى موعد الانتخابات ..؟ وهل ان الكيل يستمر فائضا لغاية الانتخابات أم أن الحال يتغير ..؟. .
الجواب : لا هذا ولا هذا ولا ذاك ..! .. .
ما هي أفضلية هذه الكتلة على الكتلة المناظرة ..؟ الجواب ليس من أفضليات قائمة لهذه إنما مساوئ تلك تشكل أفضليات لهذه فتلك كتلة البعثيين والطائفيين ..! طيب وما أفضليات تلك الكتلة على هذه ..؟ لا توجد أفضليات قائمه لتلك على هذه إنما مساوئ هذه تشكل أفضليات لتلك فهذه مرتبطة بإيران وطائفيه ..!هذا ما تقوله كل منهما ضد الأخرى .. هل يمكن عزل المشتركات ..؟.. نعم فالفساد مشترك والطائفية مشتركه ..والاختلاف في واحدة دون غيرها ..هذه إيرانيه وتلك بعثيه ..! هل أن أي من الصفتين المشار أليهما يصلح لأن يكون باعثا لالتفاف الجموع الغفيرة على أي منهما أو كلتاهما..؟.. هذا السؤال وحده الشعب العراقي يملك الإجابة الميدانية عنه وقد فعل .. وهل من يملك الإجابة عن السؤال المتعلق بـ سبب معاناة الشعب العراقي ..؟.. وحده الإمام علي (ع) أجاب على ذلك بقوله : كما أنتم يولى عليكم .. .
أمس أرسل إلي احد أصدقائي رسالة تتضمن رسما كاريكاتيريا يمثل وزير هندي يمد يده لقبض رشوه في حين يمد الأخرى ليضعها على عيني غاندي المعلقة صورته فوق رأسه تعبيرا عن خجله من غاندي بسبب ارتكابه أفعال الفساد ..كتبت لصديقي : عندنا الأنبياء من آدم إلى خاتمهم محمدا (ص) وعندنا الأئمة من علي إلى ألحجه وعندنا الأولياء من أبو حنيفه إلى حمد الله وعندنا الصالحين من ألخلاني إلى الكبنجي فهل تكفي يدا واحدة لأن تغطي كل تلك العيون ..؟ أم أنهم يعمدون إلى الغاز المسيّل للدموع ..؟.. وفوق ذلك هناك عين الله التي لا تنام وتعرف السر والجهرا وتعرف غائلة الصدور وتغطيتها من اللامعقولات فكيف يغطونها ..؟..هم لن يحتاجوا لأن يغطوا أي عين ..لأنهم ببساطة لا يخجلون ..وقد قالها النبي محمد (ص) لا تستحي وأفعل ما شئت ..
أنا أدري أن ما نكتبه لن يجدي ..لكني ولأني استحي صدقا من فقراء الشعب العراقي فان أضعف الأيمان أن أجهر بما أرى وأعتقد .. .
عيدكم مبارك ..أتمنى لكم عيدا معلقا بظهر الغيب في عراق آمن متآخي مزدهر مهاب .. .