|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين  28  / 4  / 2014                               موسى فرج                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

رساله قبل الصمت ..إلى أحرار المثنى...

موسى فرج

يقال والعهدةة على الراوي أن ساعة أو بعض ساعه تفصلنا عن موعد الصمت الانتخابي وهو الموعد الذي يتوقف فيه التثقيف للمرشحين وفقا لتعليمات مفوضية الانتخابات .. وأنتم تعلمون أني التزم بالأصول والقواعد طالما أنها ليست متعسفة أو ظالمه ..

أما في غير ذلك فاني لا أمتثل للأوامر ولا أخضع خضوع من به خور .. ولا أسكت عن قول الحق لا في السر ولا في العلن ولا في السراء ولا في الضراء .. .

وقد علمتم أني رشحت للانتخابات لا ساعيا خلف مغنم ولا راغبا في امتيازات كالتي تعرفون ، فقد كنت مناهضاً لها في السر والعلن .. ولا ممني النفس ببعض الوجاهة فقد عرضت عليكم تكرارا عزومة مسكوف لمن يقول لي الاسم الثلاثي لكل نائب من نواب المثنى مع أن حفظ أسمائهم أسهل مما هو عليه الحال قياسا بالبصرة والناصريه لأن نواب البصرة 24 ونواب الناصريه 18 في حين أن نواب المثنى فقط سبعه ...

وقد علمتم أني لم أرشح للانتخابات امتثالاً لقرار حزبي أو تلبية لرغبة جهة ما فلقد اتخذت من الشعب العراقي حزباً ومن فقراءه عشيره.. ولم أدخلها التزاما بإيديولوجية محددة فقد اتخذت من ثوابت محددة ليست كثيرة أيديولوجية لي .. تلك الثوابت لا تتعدى السعي لبناء مجتمع المواطنه الذي لا يعترف بأية امتيازات أو افضليات لعراقي على آخر في تحديد الحقوق والواجبات ، والسعي من ضمن عراقيين كثر لبناء نظام الحكم الصالح الذي يحترم كرامة العراق ويؤمن حقوق الشعب وحقوق الإنسان ويقف بالضد من الفساد بصوره المختلفة السياسي والمالي والإداري والقيمي .. نظام يحرص على وحدة الشعب وتوظيف الإمكانات الهائلة لمصلحة وسعادة الشعب وتأمين الحياة الكريمة لابناءه ..

هذا من جانب ومن جانب آخر فان تبني تلك الأهداف والسعي لتحقيقها لا تكفيه الوشلة المتبقية من عمري ولن تكفي لتحقيقه المدة الزمنية التي تمتد لجيل أو جيلين أو ثلاثه مع أن ذلك لن يكون مانعا في طريق العمل من أجل تلك الاهداف ، فالاقتراب منها درجه يشكل انجاز ..

ولذلك ضيقت طموحاتي وأهدافي للتمكن من تحقيق درجة ملموسه منها فيما لو وصلت الى مجلس النواب .. وفي ضوءه فقد اعتمدت قضايا أكثر تحديدا تتمثل في أمرين ..

الأول : الدفاع عن كرامة المثنى بسبب الغبن الذي لحق بها ، فاسم المثنى لم يذكر في مجلس النواب منذ تأسيسه ولا مرة واحدة مع إن المثنى ليست اقل شأنا ولا أهلها بل بالعكس فقد اشتق اسم العراق من أوروك وأورك في المثنى وبدأ تاريخ العراق الحديث من السماوه والرميثه وهما جناحا المثنى ..

الثاني : إن المثنى هي الأولى في الفقر وبشكل مبالغ فيه ، ففي الوقت الذي يبلغ فيه معدل الفقر في العراق 19% وفي بعض المحافظات يتراوح بين 2 % و13% فان معدل الفقر في المثنى 53 % وفي ريف المثنى 70 % مع إن الدستور العراقي ينص على أن الثروة ملك الشعب كل الشعب وان جهود التنمية يجب أن تتوزع بين المحافظات على أساس المحروميه... ع

لى هذا الأساس خضت حملتي الانتخابية وأنا صادق في نواياي ومهيأ لأسباب تحقيق نتائج ملموسه استنادا إلى مشروعية الهدف وعدم استحالة تحقيقه الى جانب ادوات محددة متمثلة في خصال تشكل جزء من شخصيتي ومنظومتي القيميه .. ولكن أبداً لم يغب عن تفكيري عدم الحصول على الأصوات اللازمة للوصول إلى البرلمان لأن الأمر لا يتعلق بحفر بئر أو نقل أحجار فاعتمد على ذاتي فقط .. إنما يتعلق الأمر بإرادة جمهور من الناس وهم الناخبون وتلك الإرادة تحددها درجة الوعي القيمي لدى كل منهم وتؤثر فيها قائمة المغريات والضغوط الموجهة إليها من قبل الأطراف الأخرى سياسية أو حكوميه ولكي أكون دقيق فقد سألني أخي سؤال محدد :

- هل أنت مستعد نفسيا لعدم الحصول على أصوات كافيه ..؟

- قلت له : كي أكون صادقاً معك فان همي لا يتعلق بالحصول على الأصوات ولا بالحصول على العضوية إنما يتركز همي في كيفية أن أحقق ما تعهدت به فيما لو حصلت على أصوات كافيه ..
وقلت له : آنا اريد شارتي بالمكان وملموسه وإلا إذا تبين أني إمام ما يشور فتلك نهايتي ...

من جانب ثالث : فانتم على بينة من الجهد والامكانيات غير المتكافئة بين المرشحين ،فالفضائيات موظفه على الآخر لصالح بعض المرشحين بينما أمثالي لا يحصلون على ريحة إبراهيم (ابراهيم احد ابناء السماوه وهو احد زملاء دراستي في المتوسطة والثانويه كان يعمل في العطلة الصيفية مع عمال البناء فكان يشتري رغيف خبز من المخبز ويذهب الى مطعم كباب حجي جبار ويقف قبالة الهواء الذي تقذفه البنكه على الكباب فيأتيه محملا برائحة الكباب وتلك الريح الحاملة لرائحة الكباب تشكل غموس لرغيف إبراهيم .. لقد قابلت إبراهيم قبل أيام وهو اليوم كهلاً)..

وفوق الفضائيات هناك المال وهناك انتهازية البعض فقد قلت في مجلس عشائري حضرته قبل يومين :

- لو أني احد شيوخ العشائر الذين حضروا بناء على استدعاء مسؤول حكومي لدعم حملته الانتخابية لجمعت مبلغ من الحضور اشتري به كارتونات معجون مساو لتلك التي تبرع بها لفقراء المثنى وأوقفت اللوري بالباب وقلت له دونك اللوري بديلا عما تبرعت به فأبناء المثنى ليسوا شحاذين ...

مقابل ذلك فان اللهفة والاحترام الذي كان يقابلني به أحرار المثنى أمر لا يمكن العبور عليه وهو يشكل المكافأة التي احلم بها لأختتم بها حياتي وتمنيت أن أغمض عيني اغماضة أبديه على تلك المشاعر الفياضة والنبيله ..

فشكراً لكم أحرار المثنى بصرف النظر عن نتيجة التصويت وشكرا لكم أحرار العراق الذين تضامنتم معي من داخل وخارج العراق في حملتي الانتخابية ولا يسعني إلا أن استمر في تبصير الناس لأهمية التحول في ثقافتهم باتجاه بناء نظام حكم المواطنه ونظام الحكم الصالح والتمسك بكرامة العراق ووحدة شعبه والتفاني في الدفاع عن حقوق الشعب والذود عن الفقراء ..

ولأحبتي في المثنى إن واصلوا وواصلوا لتتسع دائرة تأثيركم في الوعي الجمعي للدفاع عن كرامة المثنى وحقوق فقراءها ...

 

 موسى فرج / السماوه.. قبل الصمت الانتخابي بساعه و35 دقيقه ..

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter