موسى فرج
هل أنهم يسعون لمواجهة الفساد في العراق ..حقاً ...؟
(6)موسى فرج
ما لم يقله السيد أحمد الجلبي بشأن الفساد في العراق
لماذا هذا الاختلاف في الموقف من الفساد ...؟.أولا : الحكومة : .
1 . الحكومة يهمها جدا أن يفهم الناس أن الفساد يعني الرشوة والاختلاسات فقط لا غير (طبعا اقصد الحكومات بشكل عام ولا اقصد حكومتنا فقط .. أستروا علينا يمعودين .. لعد بس أستاذنا الجلبي من معتنقي التقيه ..؟).. لماذا ..؟ لأن من يمارس الرشوة والاختلاسات هم صغار الموظفين وضمن حافات الجهاز الحكومي وهو ما يسمى بالفساد الصغير في حين أن الفساد الكبير هو غير ذلك .. هو الفساد السياسي ويمارس من قبل قمة الهرم في الجهاز الحكومي (عندما أقول الجهاز الحكومي فاني لا أعني بذلك السلطة التنفيذية فقط إنما المتنفذة عموما سواء كانت تنفيذية أو تشريعية أو قضائية أو حزبيه ..).. وعندما تتوجه الأنظار إلى الفساد الصغير فان الفساد الكبير يكون خارج مجال الرؤية ويكون مرتكبوه في منأى عن المساءلة .. ولذلك فان الحكومات الفاسدة لا تمانع على الإطلاق بالاعتراف بوجود الفساد وإطلاق التصريحات النارية المنددة بالفساد بين الفينة والأخرى .. ولكن ما تقصده هو الفساد الصغير فالقذافي كان يهاجم الفساد وينتدب ابنه سيف الإسلام لمواجهة الفساد ..! وعلي عبد الله صالح أيضا فقد كلف على ما أعتقد نائبه (الذي فاز بانتخابات الربيع الثوري العربي / فرع اليمن السعيد بنسبة 99,8 ./...!) وحسني مبارك كان يحارب الفساد أيضا ويحرص على أن تكون بدلاته مقلمه ومحاكة له خصيصا إذ أن الأقلام في البدلة هي عبارة عن حروف متراصة من اسمه باللغة الانكليزية.. وعمر البشير أيضا والذي قرأت قوله مؤخرا وهو يندد بالذين يهولون الفساد لأنه يريد له أن يوصف بالفساد الصغير أيضا .. فقط لا غير .. في حين يتساءل مثقف سوداني .. أليس من الواجب على عمر البشير أن يقتدي بمن تسمى على اسمه وهو عمر بن الخطاب الذي شاهد ابل ابنه سمينة وابل غيره عجافا .. فأستغرب من ذلك وصاح على ابنه قائلا : (ولك ..؟ أشو بعرانك سمينه وبعران الناس ضعيفه .. شنو الموضوع ..؟ هاي لازم أنت تستأثر بالمروج وتبقي للناس العاكول ..؟ فأخذهن منه إلى بيت المال ..) ليس هذا فقط بل انه استقبل أبو هريره وكان رئيس إقليم اليمن ضمن الدولة الفيدرالية وكان قد قدم لابسا الديباج والحلي والحلل .. فقال له : (ولك اشو لابس ديباج .. أبو هريره ..؟ .. فكان جواب أبو هريره : لقد أهديت لي .. والنبي (ص) قد قبل الهديه .. فصاح في وجهه عمر : وأنت يابه تقارن نفسك بالنبي ..؟ ارجع لبزونتك .. برا ... فكان الذي فعله أبو هريره تعبيرا عن موقفه من زوال النعمة انه نقل أرشيف النبي (ص) محرّفا إلى معاويه وجعله حسب الطلب .. شفتوا يابه : ليش هو كل من سماه المرحوم أبوه : عمر يكون مثل عمر بن الخطاب ..؟ لو كل من سمته المرحومة علي .. يكون مثل علياً..؟).. أبو الحسن سمع أن رئيس إقليم البصرة وهو ابن عمه وفوق ذاك الحائز على لقب حبر الأمه .. سمع عنه انه ( يدوّر عزايم ) فأرسل في طلبه إن أقدم للعاصمة .. فقدم فقال له : ( أنت بفلان يوم وين كنت معزوم ..؟ فقال : في بيت فلان .. فقال له : هذا فلان .. من فقراء البصرة لو جلبي ..؟ فكان جوابه : لا والله جلبي .. فقال له : وبفلان ليله وبفلان ليله وبفلان ليله .. بالله اكو ليله منهن كنت مع فقراء ..؟ لو كلهم جلبيون ..؟ وأنت حبر الأمه .. مو ..؟ .. يله سلم الختم والحبر والأوراق .. وبرا .. حبر الأمه ..؟ آنا دازك .. أتدور عزايم ..؟ لو تسهر على أحوال الفقراء ..؟ .. شفتوا الحجي يابه ..؟ أبو مجاهد الركابي وأنت يا طارق نجم عبد الله. . بيكم بخت .. والله لو الله أمكني منكم وصايرين بقبضتي إلا أسوي وياكم مثل ما صار ويا الجماعه .. بس بختكم بالمالكي أقالني وآنا بالطريق إليكم ..
2 . وهل أن الحكومة عندما توقع على المعاهدة الدولية الخاصة بمكافحة الفساد يعني أنها أحكمت قفل العفه بالقفل والمفتاح ..؟ .. لا طبعا .. فما دام التوقيع على تلك المعاهدة لا يكلفها إلا نصف ساعة من وقت ممثلها في الأمم المتحدة ويجلب لها منافع شتى من بينها الظهور بمظهر العفيف أمام المجتمع الدولي ويحقق لها إخراس القائلين بعدم تعاونها في مجال مكافحة الفساد .. ومؤشر لصالحها من قبل منظمة الشفافية الدوليه فلماذا لا توقع على الاتفاقية الدوليه ..؟ في حين أنا وأنتم نعرف أن المعاهدات الدولية ما لم يكن الالتزام بها يصب في مصلحة دولة كبيرة أو دولة ليست كبيرة لكنها متنفذة وتربطها صلة الرحم بالدولة الكبيرة لن يتم متابعة الالتزام بها ولا يجري إرغام الدول للتقيد بها .. وأمامكم .. فان المعاهدة الدولية الفاعلة والمفعلة الوحيدة هي معاهدة حظر انتشار السلاح النووي .. وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط .. والحرص على متابعتها يصل إلى حد تفتيش (جرباية نوم صدام والتبحوش بكنتور سجوده .. فتأدب القذافي تلقائيا وحملهن على أكتافه ليسلمهن صاغرا .. لكن أحمدي نجاد .. مختلف !..ولكن إلى متى ..؟ العلم عند الله ..).. هذا ما يحصل بصدد المعاهدات الدولية ومن بينها مكافحة الفقر ومكافحة الفساد ومكافحة التلوث .. وغيرها الكثير .. الكثير .. فهل تحسبون أن التوقيع على معاهدة مكافحة الفساد من قبل حكوماتكم .. ذي بال ..؟.. .
3 . وهل يعني أن قيام الحكومات بتأسيس أجهزة لمكافحة الفساد يعني أنها تواجه الفساد حقا ..؟.. إطلاقا .. فهي تستفيد من ذلك من خلال توسيع رقعة المناصب والتوظيف لأتباعها .. والأهم من ذلك أنها تستطيع تجيير الفساد ضد منافسيها مع دمغه بختم الجهة الرسمية المكلفة بمواجهة الفساد كي يكتسب المصداقية والمشروعية , وأيضا عندما تتجه إرادة المتنفذون إلى حصر الأمر بالفساد الصغير فان المنطق يقول : أنها ترسم لأجهزة مكافحة الفساد خطاً احمر لا يتعدى تلك الحدود ومن يتعداه فانه يدخل إلى وادي القتل وتلك الأجهزة مريحة وكفوءة وتتمتع بالامتيازات طالما أبقت نظرها مسمرا في حافات هرم الدولة تلاحق الصغار ولكن أن تتجه إلى قمة هرم الدولة وتتسلق لتعرف ما يدور ..؟ فذاك هو الكفر بعينه ومعروف أن الكافر في بلد المسلمين تجب محاربته من لدن الله وملائكته والمؤمنون .. في عام 2004 وكنت مفتش عام لإحدى الوزارات حصل وان قلت في لقاء مع فضائية الحره ـ عراق : إن كل أنواع الفساد الحكومي جذورها في الفساد السياسي والفساد السياسي هو فساد الطبقة الحاكمة وليس فساد صغار الموظفين .. وكان هذا المصطلح ( الفساد السياسي ) أول مرة ينطق في العراق .. بعد ذلك بيومين كان عندنا اجتماع للمفتشين العموميون في الوزارات فأخبرني أحد زملائي وهو مفتش عام مقرب جدا من أمانة مجلس الوزراء ولهذا السبب فهو الوحيد الذي احتفظ بمنصبه لغاية كتابتي هذه السطور وضرب الرقم القياسي في مدة بقائه في المنصب.. نقل لي الخبر بسريه قائلا : أن الأمانة العامة بصدد التحقيق معك .. قلت له : ليش يابه ..؟ شمسوي ..؟ قال : يقولون انك قلت في إحدى الفضائيات أن الفساد السياسي هو أبو الفسادات كلها.. وهم يقولون : انك تتهمهم بالفساد فهم سياسيون .. قلت له وأنا اعلم انه يوصل الكلام بيومه : دعني أفاجئهم .. قال : كيف .. قلت له : والعباس أبو فاضل إن هم فعلوها لأمسكن ياخات السترات التي يلبسونها وأقرب أنفي أشمها .. وان قالوا : ماذا تقصد ..؟ أقول لهم : لأقيس فسادكم على مقياس خشمي ..! فأوصل صاحبي الخبر في يومه .. فعدلوا عما ينوون القيام به ... .
ثانيا : الإعلام : .
1 . الإعلام وهو فصيل فرعي من شريحة الثقافة والإعلاميون شعبه من المثقفين.. و بحكم المهنة فان الإعلامي يبحث عما يجتذب اهتمام المتلقي وليس أكثر إثارة أو جذبا لانتباه المتلقي من المفرقعات والقنابل الصوتيه .. وقد كتبت إلى احد أصدقائي البارحه : أن الإعلامي عندما يلاحظ تصدعا في القشرة الأرضية أمامه في مدينة مكتظة بالسكان دون أن يحصل فقدان للأرواح بعد .. ويسمع انفجار مفخخة على بعد مائتي متر فانه يهرع إلى موقع الانفجار ولا يبالي بتصدع الأرض .. كلا الحدثين تنجم عنه خسائر .. ولكن المفخخة قد تؤدي بحياة العشرات في حين أن التصدع الأرضي قد يودي بحياة الآلاف .. في حين أن المثقف يشغله التصدع في الأرض عن انفجار القنبلة .. .
2 . الإعلام في العراق على وجه التحديد لا تنحصر المشكلة فيه على الطابع المهني المشار أليه إنما فيه مشكلة أخرى أشد مضاء .. تلك هي أن الإعلام في العراق متحزب .. فمنذ سقوط نظام صدام قبل تسع سنوات والإعلام العراقي ينتظم في خندقين : خندق يسعى لتقويض النظام السياسي القائم من خلال تسقيط أطرافه جماعات أو أفراد.. ويسعى مستميتا لعودة السلطة إلى البعث.. مثل هذا الإعلام الفضائحي التسقيطي يهمه جدا أن يظفر بمعلومة تشير إلى أن فلان من المسؤولين سرق 10 دولارات ليصنع من ذلك حكايه .. لكنه لا يهتم بتبديد أو إهدار مليار دولارات من جراء سياسات خاطئة أو غير حكيمه .. ويهمه جدا أن يصطاد معلومة أخرى تشير إلى أن علان من المسؤولين اسم جده اسم إيراني ليصنع من ذلك روايه .. لكنه لا يهتم بتقويض الإمكانات الزراعية أو الإمكانات الصناعية بنفس القدر .. والبعض ينزل بالإعلام إلى درك أسفل فيقوم بفبركة الصور للمسؤولين والساسة ويجعل منها معيبة وخادشة للحياء والخلق فيعكس صورة مشوهة للجهود الحقيقية المتجهة صوب مواجهة الفساد ويتسبب في ردة فعل عند الناس وعزوف عن سمع الأمور الحقيقية عن الفساد حتى أني كتبت يوما : أن الحكومة ليست وحدها المخطئة في وصف من يتكلمون عن الفساد بأنهم بعثيين إنما تلك الأقلام وتلكم الفضائيات وتلك المواقع .. حتى بتنا نواجه معضلة حقيقية في تلمس الطريقة لفرز أنفسنا عن المنطق البعثي في الإعلام الذي لا يريد معالجة الفساد لأنهم هم رب الشويهة والبعير في هذا المجال .. ولأنهم هم من لا يريد وضع حد للفساد بل إبقاءه واستشراءه كي يقولوا : لقد كان صدامهم وبعثهم أفضل .. ولأنهم هم.. فعندما يستضيفك في فضائية أو موقع يريد منك أن تشتم النظام الحالي وان تمجد نظام صدام .. في حين : إذا كان النظام الحالي حمى فان نظام صدام والبعث الطاعون بعينه ..
في الجانب الآخر يتخندق الإعلام الحكومي والحزبي وطالما أن الحكومة في العراق قائمة على أساس المحاصصه فان هذا الخندق يمارس مهمته الإعلامية في شقين الأول يدافع ويغطي ويبرر ويلمع ويوعد لمن يعمل لحسابهم والشق الثاني ممارسة الحرب البينية ضد الأطراف الحكومية والسياسية عدا من ينتمي إليهم .. هذا لا يعني ألبته خلو الساحة من الإعلاميين ذوي القيم والانتماء للشعب والوطن وليس غير ذلك ولكن العملة الرديئة تطرد الجيدة من السوق .. وخصوصا في ظل منطق قائم يقول : إن لم تكن معي فأنت ضدي ... .ثالثاً : القضاء : .
1 . طبيعة عمل القاضي انه لا يتحرك إلا بناء على تحريك شكوى .. ويتم تحريك الشكوى من خلال رافدين فقط : المشتكي أو جهاز الادعاء العام إما غير ذلك فطبيعة عمل القضاء تقول انه خارج مجال عمله ..
2 . وطبيعة عمل القضاء تجعله مهتما بنوع الفعل وليس بحجمه فالسارق للدينار الواحد والسارق لمليار دينار.. الفعل ذاته والمواد القانونية العقابية الخاصة بذلك لا يوجد فيها تدرج بحيث أن عقوبة سرقة 10 دنانير غير العقوبة المترتبة على سرقة ترليون دينار .. وصدام أعدم شنقا وهي نفس العقوبة التي واجهها مجرم آخر قتل شخص واحد .. في حين أن حجم الفعل المرتكب من قبل صدام اكبر بكثير من حجم الفعل المرتكب من قبل المحكوم الثاني وحجم الضرر الذي تسبب به صدام يختلف عن حجم الضرر الذي تسبب به زميله .. .
3 . وطبيعة عمل القضاء تحتم عليه الاستناد إلى أدلة جرميه وتوفر القصد الجنائي وهذا يتوفر في فعل لا يتعدى سرقة دينار واحد .. في حين تلك الشروط قد لا تتوفر في التسبب بتبديد مليارات الدولارات ومن جراءها لم يتوفر الماء الصافي أو الدواء أو السكن لأعداد هائلة من الشعب وبسببها انتشر في أوساط كثيرة الفقر .. والذي ترتب عليه يفوق حجم الضرر الناجم عن فعل من أفعال الإبادة الجماعية .. وإذن .. القضاء وحده غير كافي لمواجهة الفساد.. بسبب طبيعة آلياته .. .
4 . وفوق ذلك فان البعض عندما يتكلم عن القضاء يتكلم بمنطق احد الصنفين: محبي ومبغضي الإمام علي عليه السلام فالصنف الأول عندما يتكلم عن القضاء يتكلم عنه وكأنه يتكلم عن أحد مؤسسي المذاهب الخمسه : أبو حنيفة النعمان أو المالكي أو ابن حنبل أو الشافعي أو الإمام جعفر الصادق ..!.. إما الصنف الثاني فانه عندما يتكلم عن القضاء فيتكلم عنه وكأنه يتكلم عن بريمر .. الصنف الأول هم إما من منتسبي جهاز القضاء أو أنهم مرعوبين من أن يمثلوا يوما أمام القضاء و ( يضيع عليهم المشراد ..) .. الصنف الثاني هم واحد من ثلاثه : إما بعثي وبالنسبة له كل الذي حصل بعد 9 /4 / 2003 بدعه وكل بدعة في النار .. والثاني هو الذي يكتب أو يقول وهو مستترا تحت اسم مستعار وصورة مستعارة , والثالث هو ( من جماعتنا اللي بالخارج ) وهذا ميه بصدره مثل إليزابيث مصون وغير مسؤول .. الموضوعي لا هذا ولا ذاك .. فجهاز القضاء يعمل فيه أناس وليسوا مكائن .. والناس منهم الفاسد ومنهم النزيه ومنهم الذي يقول لأحد المتخاصمين همسا : عود دير بالك علينا ... مثل ما كان يقولها في حقبة حكم صدام وهو معتاد عليها ولن يقلع عنها لو جعلت راتبه مساو لراتب المام رئيس جمهوريتنا .. والبعض الآخر نزيه وان أشبعته ملقا .. .
رابعاُ : الماليون : .
المختص بالجوانب المالية نطاق تخصصه المال .. الفلوس.. فهو يبحث عن سلامة الفلوس وأفضل الفرص في تشغيل الفلوس لتجلب أعلى مردود أيضا من الفلوس.. وهذا هو مجال تخصص أستاذنا الدكتور احمد الجلبي .. المراقب المالي يهمه التأكد من سلامة الوضع القانوني للدائرة وان السجلات تعكس الوضع المالي بدقه وان المبالغ صرفت وفقا للقوانين واللوائح والتعليمات وان المبالغ المقبوضة سجلت في الدفاتر .. وأنا لا أقلل من شأن التخصص المالي أو العاملين في هذا المجال مثلما هو موقفي من الشرائح الآنف ذكرها .. ولكن قصدي أن أفسر لكم .. لماذا انصب تركيز الدكتور احمد الجلبي على القضايا الواردة في تقرير ديوان الرقابة المالية وهي الآتي:
1 . وجود سلف غير مطفأة مقدارها 7 مليار دولار .. .2 . وجود فرق بين رصيد حساب صندوق تنمية العراق ..( دي ايف آي ) في سجلات وزارة المالية وبين رصيده الفعلي البنك المركزي يبلغ 4,5 مليار دولار .. .
3 . توجد مبالغ مصروفه تسديدا لعقود كان بريمر قد ابرمها مع شركات مقدارها 2,4 مليار دولار من رصيد صندوق تنمية العراق ( دي , أيف , آي ) والذي لا يعرف ما هذا الصندوق أنبهه : إلى انه الصندوق الذي استحدث بعد احتلال العراق من قبل الأمريكان وأودعت فيه أول ما أودعت الأموال العراقية المجمدة في أمريكا ومن ثم باتت تودع به عائدات النفط العراقي في السنوات اللاحقة لأنها لو أودعت في بنك أو حساب آخر فإنها ستكون عرضة للهجوم عليها من قبل مطالبات الدول والأشخاص المقدمة ضد نظام صدام وبالتالي فان الأموال التي كان يصرفها الأمريكان وسفارتهم على العراق .. هي من موجودات هذا الصندوق يعني من أموال الشعب العراقي وليس من الخزانة الأمريكية .. (وسبق لي في عام 2005 أن وجهت كتاب رسمي إلى مكتب رئيس الوزراء ومجلس النواب والرئاسات جميعا بوجود رصيد مقداره 20.4 مليار دولار في الصندوق المذكور وطالبت بسحب المبالغ إلى وزارة المالية أو البنك المركزي ولم يحصل ..) نعود .. وان الحكومة قد صرفت 3 مليار دولار عن طريق البنك المركزي وانه وفقا للسيد الجلبي عندما طالبوا البنك المركزي عن ماهية ذلك .. قال : السجلات احترقت في حريق البنك المركزي عام 2008 .. .
4 . وأشار السيد احمد الجلبي إلى تعاقد الحكومة مع مجموعة ( بي سي أو ) الأمريكية لتوريد السلاح وصرفت لها مبالغ بلغت 5,4 مليار دولار ولكن التسديد كان بعدم وجود تخصيصات وهذا مخالف للقانون ... .
5 . وأشار السيد الجلبي إلى أن الحكومة أبرمت عقود لشراء محطات توليد كهرباء بقيمة 5 مليار دولار فألغتها وكانت أربعة عقود وقامت مرة أخرى بإبرام عقدين لشراء محطات توليد كهرباء احدهما مع شركة كندية وآخر مع شركة ألمانية وقد ألغتهما أيضا مما يشير إلى استعجال الحكومة وعدم وجود دراسات كافيه كما ورد على لسان السيد الجلبي ... .
6 . وان الحكومة خوّلت نائب رئيس الوزراء إبرام عقد مع شركات لتوريد 6 مليون طن كاز أويل بمبلغ 5,4 مليار دولار عن طريق أسلوب الدفع بالآجل وهذا يعني أن الإدارة المالية العراقية مطموع فيها من قبل الأجانب .. وفقا لما قاله السيد احمد الجلبي .. وعندما سؤل عن الحل .. قال : إن الحل هو تصميم نظام محاسبي متطور
هل انه هذا هو حجم الفساد في العراق ...؟... .
وهل يوجد فساد لم يتكلم عنه السيد احمد الجلبي ...؟
تعالوا أدلكم على بعض منه : ولنبدأ بالواضح ثم المعقد .. والأقل إلى الأضخم من الفساد :
هذا الفساد الذي لم يقله السيد احمد الجلبي :
أقول ذلك من منطق المراقب والاقتصادي الذي مجال دائرة اهتمامه أوسع ونطاقها بالنسبة له يشمل الآتي : .
خلق وتعظيم الموارد ..
رفع كفاءة التصرف بالإمكانات المتاحة إلى أقصى حد ..
توفير وتعظيم النتائج المتحققة بقصد سد حاجات الشعب إلى أعلى حد ممكن ... .
1 . ما دام عقدا واحدا نوت الحكومة إبرامه لشراء كاز أويل بمبلغ 5,4 مليار دولار .. كم هي المبالغ التي صرفت منذ عام 2004 على شراء المشتقات النفطية بكافة أصنافها ولمختلف الأغراض صناعية ومنزليه , لدوائر الدولة ولأفراد الشعب ... اجمعها أستاذي العزيز .. أليست كافية لأن تبني لك عدد هائل من المصافي والمنظومات الخاصة بتصفية النفط وتجعل منك مصدّرا لمشتقات النفط بدلا من النفط الخام والذي يبلغ سعر الطن منها 20 مره سعر طن النفط الخام ...؟ هل تريد حساب الضرر بالمال ..؟ ماشي .. أنت موازنتك اليوم بلغت : 102 مليار دولار .. لو الذي قلته الآن قد فعلتموه لكانت موازنتك لسنة 2012 هي : 102 × 20 = 2040(ألفين و40 مليار دولار ..!) يعني شويه عن موازنة أمريكا .. يعني أكثر من 4 أضعاف موازنات دول العالم العربي المنضوية في جامعة الدول العربية .. وبما في ذلك دولة قطر التي لا تغرب عنها الشمس ... . لا.. ومو بس هاي .. كهرباءك مستمرة والكاز أويل تحت أيدك .. والبنزين مو نفته وسيارتك تعطس .. ( بالمناسبه : هاي السيارات المصفحه أم الـ 60 مليون دولار طبعا راح يفولوها من بانزين خاناتنا بالشوملي والهويشلي وراح نلكيها واكفه أهناك .. وما تندفع بالدفعه ثكيله .. وبعد سنتين إذا ما شفتوها تحمل شلغم مثل الأقجم .. آنا معتب ..
2 . بالله أحسبوا وياي : أستاذي العزيز يا جلبي أبو هاشم .. أفرض افرض أنكم باشرتم ببناء ميناء الفاو الكبير منذ 2004 وفي عام 2008 أنجز ومن ذاك التاريخ بات جسرا يربط آسيا بأوربا ولا قناة السويس مثله ولا رأس الرجاء الصالح مثله ولا قناة بنما .. بالله اشكثر إيراداته السنويه اليوم .. الحساب يمك ..؟. .
3 . بالله أفرض الغاز العراقي الذي يحرق بمليارات الأمتار المكعبه سنويا مستغل .. مو جان صار العراق يصدر غاز أكثر من روسيا ؟.. هذه الليله دعونا ننهيها بالفقرات الثلاث المشار إليها فقط وأمامنا ألف ليلة أخرى .. فقد قررت أن اعمل عند صديقي الدكتور احمد الجلبي بقدر عدد ليالي شهرزاد لكني حريص جدا على الإشارة
ملاحظة أراها مهمة..نفرض أن احدهم يوشوش في أذن صديقي احمد الجلبي قائلاً :
1 . موسى فرج يتكلم هكذا كرد فعل منه لأنه غادر هيئة النزاهة .. لا وحقك يا جلبي ما كان هذا هاجسي أو أن يكون .. .
2 . وحتى لو كان موسى فرج باق في هيئة النزاهة فهل كان مجال عمل الهيئة يتعلق بهذه الأمور أم أن مجالها الرشاوى في حافات الجهاز الحكومي ..؟.. وردي على هذا الزعم أني اذكّر أستاذي الجلبي .. هل تتذكر يوم شرّع مجلس النواب العراقي قانون أصول المحاكمات العسكريه وجاء فيه تشكيل محاكم عسكرية مختصه في النظر في القضايا التي يرتكبها العسكريون وبالتالي لا تعرض على المحاكم المدنيه ..؟ ما هو موقفي من ذلك .. لقد اعترضت بكتاب رسمي إلى مجلس النواب وذهبت إلى الفضائيات .. وقلت : يا شعب العراق .. هذا خطأ والصحيح هو أن تكون المحاكم العسكرية مختصة فقط بالجرائم المسلكية التي يرتكبها العسكريون مثل عدم طاعة الأوامر والاعتداء على المادون والتجاوز على المافوق .. أما بقية القضايا مثل الفساد وغيره التي ترتكب من قبل العسكريون فمكانها القضاء المدني .. إلى جانب ذلك فان إبعاد القوات المسلحة عن أنظار ورقابة مجلس النواب الذي يمثل الشعب يجعل منها صندوق مظلم لتفريخ وطبخ الانقلابات العسكريه .. وفي اليوم التالي حضرت الاجتماع الذي عقدته أنت في مكتبك بصفتك نائب رئيس الوزراء لدوائر وزارة التجارة وحضرته أنا أيضا بناء على طلبك فقلت لي وأنا أجلس بجانبك : رأيك البارحه .. جدا صحيح ... هل تعرف النتيجة ؟.. لقد تم تشريع قانون لاحق تلافى تلك المشكله .. فإذن هيئة النزاهة اعترضت حتى على المشرعين وليس اختصاصها فقط ملاحقة قضايا الرشاوى عند صغار الموظفين ..
عاجل .. عاجل .. عاجل :
بهذه المناسبة : ومادام انطباع بعض الناس بأن ما أكتبه يطلع عليه بعض أولي الأمر وان لم يكن ذلك حبا بي أو بما أكتب .. فقد أرسل لي احد العراقيون هذه الرسالة أضعها أمام صديقي احمد الجلبي والمتنفذون وأقول لهم : تفضلوا قوموا بما عليكم تجاه العراقيين فان لهم ( شاره ) لو تعلمون عظيمه .. وهذا نص الرسالة : .
ظروف غير إنسانيه :
الصديق العزيز موسى فرج المحترم . .
لك تحياتي وفائق اعتزازي لشخصكم الكريم. ...
اعرف جيدا مدى اهتمامكم في ملف الفساد وانا اقيم عاليا جهودكم قي هذا المجال. .
امس استلمت رساله قصيره من احدى قريباتي التي كانت مع اطفالها الاربعه والمصاحبه لزوجها الدكتور والعامل بعقد في ليبيا قبل الاحداث..وعندما بدات الاحداث لم يسعفهم الوقت بالخروج من ليبيا وبقوا هناك محصورين حصرت الجلب بالجامع..وفد تم حشرهم في مخيم على الحدود مع تونس..ومنذ اكثر من سنه وهم في المخيم..وانت تعرف ماهي ظروف المخيم حيث لا رعايه صحيه ولا كهرباء ولا مدارس للاطفال..وظروفهم غير انسانيه..ويبدوا ان الجميع قد تناسوهم..ارسل لك هذه الرساله وكلي امل بانك ستكتب عنهم ولا تتناسهم كما فعل الجميع معهم..وثقتي كبيره بكم.. ....
بهاي الضروف الصعبة
وماكو امان
اتمنى ان يكون العراق امن حتى نرجع كلنا
اتمنى ان تكتب عنا العراقين الي بالحدود بين ليبيا وتونس صار سنة على هاي الحا ل ولااحد ذكرهم
البارحة خلصت فاتحة امراة عراقية وابنتها ماتت مسمومة بالغاز وكلنا شاركنا بالفاتحة والسفارة العراقية تكول مالي دخل بالعراقين
شايف هيج دولة لاتهتم بمواطنيهم
راح ابعثلك الجريدة الي نشرت الخبر الوفاة
بارك الله بي التونسين الي قامو بتوصيل الجنازة الى العراق
مع فائق تقديري واعتزازي..
ملاحظة مني : الذي يعرفه الجميع أن الحرب العالمية الثانية اشتعل فتيلها بسبب مقتل شخص واحد .. ولا أقصد المطالبة بالحرب إنما اقصد أن الإنسان الواحد ثمين جدا بالنسبة للدول .. فهل ينتبه احد ..؟ لنر ...
هل أنهم يسعون لمواجهة الفساد في العراق ..حقاً ...؟ (5)
هل أنهم يسعون لمواجهة الفساد في العراق ..حقاً ...؟ (4)
هل أنهم يسعون لمواجهة الفساد في العراق ..حقاً ...؟ (3)
هل أنهم يسعون لمواجهة الفساد في العراق ..حقاً ...؟ (2)
هل أنهم يسعون لمواجهة الفساد في العراق ..حقاً ...؟ (1)