موسى فرج
هل أنهم يسعون لمواجهة الفساد في العراق ..حقاً ...؟
(4)موسى فرج
الفساد في العراق : بين ما قاله وما لم يقله احمد الجلبي
تابعت حوار السيد احمد الجلبي على إحدى الفضائيات أمس.. والدكتور احمد الجلبي أكن له شخصيا تقديرا عاليا رغم ما قيل أو يقال عنه .. فقد عرفته عن كثب وعملنا بشكل مشترك أثناء إشغاله منصب نائب رئيس الوزراء وعملي في هيئة النزاهة وبعد ذلك أيضا وربما لولا الفروق الطبقية بين والده ووالدي فان تلك الصلة قد ترقى إلى صداقة شخصيه وإعجاب متبادل ( وهذاك هو وأسالوه ).. فالرجل مختص بل وعالي التخصص ويوظف تخصصه في عمله في منتهى الحرفية.. وجريء والأهم من ذلك هو ليس بعثي والبعثي ليس انتماء فقط بل سلوك وممارسه .. فقد أثيرت ضده قضية أمام المحكمة من قبل حازم شعلان أو بدفع منه واعتقد صدرت مذكرة قبض بحقه وكان في زيارة لإيران فما كان منه إلا وقطع زيارته الرسمية وعاد إلى العراق ليذهب مباشرة إلى المحكمة ويواجه الأمر ويدافع عن نفسه في حين أن طارق الهاشمي أدخل البلد في هرج ومرج واستجار بالبعيد والقريب وحشد وامتداداته كل الأسلحة الطائفية والإقليمية والدولية كي لا يواجه القضاء .. أنا لا أقول بوصف الهاشمي مجرما ..أبدا.. فالمتهم برئ حتى تثبت إدانته في محكمة عادله.. لكنه إن كان بريئا حقا فقد خسر الكثير إذ أن ما قيل عنه من جراء إحجامه عن مواجهة القضاء لن يصلحه العطار طيلة حياته .. ولا ازكي الطرف الآخر والذي يمكن أن يوصف وضعه من هذه الناحية بسلوك الخوارج الذين أرادوا حقا فوقعوا بالباطل .. بسبب التوظيف الإعلامي للقضية .. أما عن أياد علاوي فبالرغم من صدور قرار المحكمة الاتحادية بتفسير ما تعنيه الكتلة الفائزة التي يحق لها تشكيل الحكومة , فانه استمر.. يدردم 24 ساعه وحاله مثل حال أخي الكبير يوم كان طفلا صغيرا .. فقد كان ينصب ( الكزوه ) في حضيرة المواشي في دارنا عله يصطاد عصفورا أو قبّرة .. ويرابط لساعات طولا دون أن ( تكب الكزوه ) ومن جراء ذلك تفقد أمي أعصابها وتصيح عليه : مو كتلتك الشمس .. يمه .. يرد عليها قائلا : والله يمه لا آنا صايد ولا آنا هايد ..!. فإذا كان هذا الوصف لا ينطبق على حال السيد علاوي آنا معتّب .. الجلبي أمس حصر كلامه بمضمون تقرير ديوان الرقابة المالية من منطلق عضويته في لجنة تقصي الحقائق المشكلة من قبل مجلس النواب أو رئاسته لها .. وكان الرجل حذرا وكأنه يمشي في أرض زلق .. ربما لأن احد ما كان يلصق أذنه على زجاج إحدى نوافذ القاعة الفسيحة جدا التي جرى فيها اللقاء التلفزيوني رغم أنها بعيدة عن المارة ويحيطها بستان الجلبي المترامي الأطراف .. . .
1 . وهذا ما قاله الجلبي أمس ( وأرجو المعذرة أن لم اقل ما قاله حرفيا لأن قلبي ليس دفتر ) : إن تقرير ديوان الرقابة المالية والحسابات الختامية تم تقديمها دفعة واحدة للسنوات : 2004 , 2005 , 2006 .2007 ,2008 ,2009 في أواخر عام 2011 إلى وزارة المالية ووزارة المالية لم ترسلها إلى مجلس النواب إلا بعد خمسة أشهر .. وطبعا الحسابات الختامية للسنوات 2010 و 2011 لم تصدر ولم تقدم لمجلس النواب لغاية تاريخه في حين أن الدستور العراقي ينص على عدم مناقشة أية موازنة سنوية دون الاطلاع على ومناقشة الحسابات الختامية لموازنة السنة السابقة .. وهذا ما هو متبع في كافة دول العالم ..أما أن تقدم الحسابات الختامية بعد 6 سنوات على انقضاء السنة المالية فان ذلك يعني أن ذلك كان ليس بعد خراب البصرة بل البصرة والناصرية وفوقهما الشطرة والغراف .. ليصححني أستاذي الجلبي أن كنت ..غلطان ..
2 . تقرير ديوان الرقابة المالية بمثابة تقرير المختبر والسونار لحالة المريض المصاب بالعجز الكلوي ودون اتخاذ الإجراءات من قبل الطبيب والذي يعني تصفية الملاحظات والأخطاء ( البلاوي ) الواردة في التقرير فان ذلك يعني ارتفاع نسبة اليوريا وانتقال المريض إلى جوار الرفيق الأعلى .. فهل تمت تصفية الملاحظات الواردة في تقرير ديوان الرقابة المالية أم لا..؟.. طبعا ..لا.. وفي هذه الحالة ما هي الفائدة العملياتية من التقرير ..؟.. ليصححني أستاذي الجلبي إن كنت ..غلطان ... .
3 . أتذكر وقد كنت بدأت حياتي العملية في مطلع السبعينات مراقبا ماليا أني كنت في إحدى المرات أقوم بإعداد الميزانية والأرباح والخسائر لإحدى دوائر الحكومة وكنت يومها أقيم في فندق في شارع الرشيد وأجرة الليلة 3 دراهم إذ أن مسقط رأسي كان في إحدى قرى السماوه لكني اعمل في بغداد ولم أتأهل ( أتزوج ) بعد .. ولو كان الذي بيني وبين الجلبي اليوم قائما في ذلك الوقت وفرضا فرضا انه دعاني لأن أقيم في بستان الجلبي بدلا من الإقامة في الفندق أبو الـ 3 دراهم ما كنت أفعل و لرفضت ذلك رفضا قاطعا .. والسبب : هو أني معاد للبرجوازية والبرجوازيين .. والجلبي معروف انه من أقطابها في العراق .. وسبحان الذي أسرا بنا إلى أحضان البرجوازية بعد هبوب ريح الخماسين الديمقراطية والتي تبين لاحقا أنها شرجي محملة بعجاج وعواصف المحاصصة والفساد .. ما علينا ... صرفت من عمري 3 ليال متصلات دون إغفاءة لوضع اللمسات الأخيرة على كشف الميزانية التي أعددتها لتلك الدائرة من دوائر الحكومة لكني لم أتمكن من إتمام المهمة لأن جانبي الميزانية غير متطابقان والفرق بينهما 9 فلوس والحسابات الختامية يجب أن تتطابق لحد الفلس وكنت مستعدا أن أدفع أجرة الفندق لشهر كامل عوضا عن الـ 9 فلوس لكن ذلك يتعارض مع ما تعلمته على يد أستاذي القدير في الجامعة المرحوم حنا أرزقي الصائغ والذي كان يشغل في ذات الوقت مدير المحاسبات العام في دولة العراق .. ومن تجربتي تعلمت أن الفرق إذا كان 9 أو مضاعفاتها فان السبب أني كتبت احد الأرقام بالمقلوب كأن يكون 18 فكتبته 81 أو 45 وكتبته 54 .. وهكذا.. في حين يتحدث الأستاذ الجلبي عن فروقات تبلغ الترليونات من الدنانير ( للمختصين .. طبعا ذاك أمر وذا أمر ..) فكيف يكون هذا ..
4 . وقال الدكتور الجلبي إن تقرير ديوان الرقابة المالية قد تحفظ على بيانات وزارة التجارة ـ شركة المواد الغذائية .. هل تعلمون ماذا تعني عبارة المراقب المالي القائلة : أتحفظ على بيانات الجهة س ..؟ .. إنها تعني بلغة الماليين : أن أرقامك (كلاوات وأشمرها بالشط وما أعترف بيها ..) , والإجراء الواجب اتخاذه ضد المسؤولين أن ( تطوقهم سيارات الشرطة ..) فهل حصل هذا ...؟.. .5 . وقال الجلبي : إن رصيد حساب صندوق تنمية العراق الـ ( DFI ) في السجلات أكثر من 7 مليار دولار لكن الموجود فعلا في البنك المركزي هو 3 مليار دولار بفرق مقداره 4,5 مليار دولار يعني أكثر من 4,5 ترليون دينار عراقي لم يعرف مصيره ..! يابه .. آنا 9 فلوس ما نمت 3 ليالي والجماعه يتكلمون عن ترليونات مضروبة × 1000 .. آنا اجهل ما يطلق على الألف ترليون من تسميه ... رضي الله ع الفلسات وع أيام الفلسات .. تماهيا مع أغنية فيروز القائلة رضي الله ع العربيات وع أيام العربيات ... .
6 . ويضيف استاذنا الجلبي ومن واقع تقرير ديوان الرقابة المالية .. أن بريمر (الأملس ..) كان قد ابرم عقود مع شركات وجهات وتم دفع 2,4 مليار دولار في وقته .. وتم دفع 3 مليار دولار من قبل الحكومة خلال المدة 2006 ـ نريد معرفة 2009 لكن البنك المركزي يقول السجلات احترقت .. .
7 . تم التعاقد مع مجموعة (PCO) الأمريكية للتسليح على توريد أسلحة للعراق وقامت الحكومة بتسديد 5,4 مليار دولار للمجموعة المذكورة خلال السنوات 2006 ـ 2011 من صندوق تنمية العراق دون أن يكون هناك تخصيص في الموازنات السنوية العامة .. في حين يوجد عرف عالمي ونص صريح في قوانين الموازنات العراقية يمنع صرف أي مبلغ ما لم يكن له تخصيص في الموازنة لأن ذلك يعني أن الموازنة مقره من قبل مجلس النواب بقانون وهذا المبلغ خارج تخصيصات الموازنة يعني لم يقره ولم يطلع عليه مجلس النواب ...
8 . ويردف الجلبي قائلا : يقول البنك المركزي انه قد سدد أيضا للمجموعة الأمريكية المشار إليها 3 مليار دولار وعندما طالبنا البنك المركزي قال لنا : لقد احترقت السجلات ..! وبهذه المناسبة أذكّركم واذكّر أستاذي وصديقي الجلبي بالآتي : في عام 2008 وفي آخر أيام وجودي في هيئة النزاهة حصل الحريق في البنك المركزي فهرعت بعض الفضائيات العراقية اليّ تسألني : هل يعني هذا أن الفلوس البالغة 800 مليون دينار والموجودة في البنك المركزي قد احترقت ..؟ فكان جوابي وهو بالمناسبة مخزون بالكوكل : (إلى حيث ..! .. فلتحترق .. الفلوس التي لا يتم صرفها على الشعب أتمنى لها الحرق ..) كنت عصبياً لحظتها للغاية بل ومهتاجاً .. وأردفت قائلا : خشيتي ليست على الفلوس إنما على أمر آخر .. وهو أن كافة تحويلات الحكومة العراقية من أموال للخارج وثائقها في البنك المركزي وخشيتي عليها ..
في ذلك اليوم واليوم التالي صرّح الناطق بأسم خطة فرض القانون والناطق بأسم وزارة الداخلية قائلان : نطمئن الشعب العراقي على وثائق البنك المركزي فهي في الحفظ والصون وفي أماكن مكينه لا تطالها الحرائق والأخطار مهما كان نوعها .. ومن أراد التأكد فليعد إلى بيانات تلك الجهات في ذلك اليوم واليوم الذي أعقبه ...هسا أشتبين ..؟..السجلات محروقه وليست الوثائق فقط ...!.9 . وأشار دكتورنا الجلبي إلى أن وزارة التجارة تبرم عقود بمليارات الدولارات وفقا لأسعار تعاقدية تفوق أسعار المواد في السوق العالمي بنسبة الضعف ...! .هاي اشلونكم بيها ...؟.. .
10 . وأضاف الجلبي : أن إحدى مواد قانون الموازنة المعد من قبل الحكومة والمشرعن من قبل مجلس النواب تجيز للحكومة التعاقد على أساس الدفع الآجل بحدود 15 مليار دولار .. وطبعاً الدفع بالآجل ديون على الدولة واجبة التسديد والذي يعطيك بالدين لابد وان يسعى إلى ما هو أكثر من الربح الاعتيادي .. فهل أنت مضطر لذلك ..؟؟.. والدي رحمه الله كان فلاحاً بسيطاً وكان يستخدم محراثاً ولم تكن التراكتور ( الكاروبة ) متاحة لأمثاله فقد كان يربط المحراث بفرسه الأصيلة ( أمسيره ).. كانوا يهرعون إلى أسلوب الدفع بالآجل ويقولون عن ذلك (الدين أخو البلاش ..) فقد كانوا مضطرين لذلك فأبي ليس مثل والد صديقي أحمد الجلبي ولا يملك موازنات الحكومة ومطلوب منه الخبز والكساء لعائلته إلى جانب الكهوه والتتن وطبعا الجاي .. ولكن والدي عندما تسلق وانتقل طبقياً من طبقة صغار الفلاحين إلى صغار التجار احتفظ بـ (نفس الذبّه..) فكان يتعامل مع تجار الجملة بالدفع الآجل ويعطي لزملائه من الطبقة السابقة أيضا بالدفع الآجل (تسهيل أمر ..) والنتيجه : أن والدي ( طلع كسر ) ومات في وقت مبكر .. رحمه الله .. أنتم قابل مثل أبوي يوم جان فلاح و( الدين أخو البلاش..! ) مضطرين ..يحظي ..؟..
قولوا لي في أية سنه صرفتم كامل الموازنة ..؟.. مو كل أحنا ندري أن الموازنات السنوية العراقية تصرفون منها التشغيلية الخاصة بالرواتب والايفادات.. وقد .. فلوس المصفحات والباقي الخاص بالمشاريع وفائدة الناس على قلته يبقى بسبب تدني القدرة الانفاقية للحكومة وبسبب تدني القدرة التشغيلية لأجهزة الحكومة .. لماذا ..؟ لأن الناس الذين تضعونهم على رأس الدوائر والأجهزة .. ترللي .. وتفضل قبل أمس تقول مستشارة مكتب رئيس الوزراء : أن صرف المحافظات لتخصيصاتها السنوية يتراوح بين 10% و20 % وفي أعلى حالاته 40 %.. وفي هذه الحالة على م التعاقد بالدفع الآجل ..؟ أنا اعرف المغزى ..؟ المغزى هو الصولة على ما يوجد في الموازنات السنوية من تخصصيات للمشاريع على قلتها لدفعها دون وجود تخصصيات في الموازنه .. والصرف على المشاريع إن وجدت من الموازنات القادمة بعد خراب الشطرة والغراف من جراء احتمال غلق باب هرمز وتوقف النفط .. .11 . وقال السيد الجلبي أيضا أن الحكومة تعاقدت مع أربع شركات لإقامة محطات كهرباء طاقة 5 ألف ميكا واط بقيمة 6 مليار دولار بالآجل وبعد ذلك ألغت العقود وقامت ثانية بإبرام عقود مع شركتين إحداهما كندية وأخرى ألمانية وألغت العقود في ضجة استقال على أثرها وزير الكهرباء .. وفي نفس الوقت خوّلت نائب رئيس الوزراء بالتعاقد على توريد 6 مليون طن كازأويل بقيمة 5,4 مليار دولار تسدد خلال 10 سنوات .. وأنا هنا أتساءل لو أن هذا المبلغ صرف من اجل إقامة مصافي تكرير النفط ألا يجعل ذلك العراق مثل السعودية ومثل أرامكو وأغناه عن استيراد المشتقات النفطية وهو بلد النفط .. بل يصدر مشتقات بدلاً من أن يصدر نفط خام .. وسعر الطن مشتقات أعلى من سعر 20 طن نفط خام ...؟؟.. ماذا يقول أستاذي احمد الجلبي ..؟... .
12. أهم ما قاله أستاذي الجلبي ثلاثة مقاطع :
الأول : بلغ ما خصص من موازنات للسنوات 2004 ـ 2011 : 480 ترليون دينار وبما يعادل تقريبا 450 مليار دولار .. أين النتائج ..؟..
الثاني : هل يجوز أن يستورد العراق وهو بلد الرافدين الماء من الصحراء ..؟ وهل يجوز أن يستورد العراق القمح من الربع الخالي وهو أرض السواد ..؟.. .
الثالث : أن المشكلة يمكن حلها برأيه من خلال نظام محاسبي متطور ... وأنا أتفق مع الدكتور الجلبي في ما جاء في المقطعين الأول والثاني .. لكني لست متفقاً مع ما قاله في المقطع الثالث .. .
13 . حاول صديقنا الإعلامي سعدون ضمد أن يتحاذق على الدكتور احمد الجلبي فباغته بقوله : ما رأيك بأداء السيد رئيس الوزراء ..؟ فصاح الجلبي : أحنا قلنا نحجي اقتصاد بس .. ماكو حجي سياسه ..! وهو يلتفت إلى نافذة القاعة الواسعة في البستان المترامي الأطراف ليقول للذي يسترق السمع : أسمعت يابه ..؟ ما حجينا سياسه ... هذا ما قاله أحمد الجلبي ..
أما ما لم يقله فسأقوله لكم في الحلقة القادمة ... سلام .
هل أنهم يسعون لمواجهة الفساد في العراق ..حقاً ...؟ (3)
هل أنهم يسعون لمواجهة الفساد في العراق ..حقاً ...؟ (2)
هل أنهم يسعون لمواجهة الفساد في العراق ..حقاً ...؟ (1)