| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأربعاء 22 / 4 / 2020 موسى فرج كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
بين د. قاسم حسين صالح وسعدي الحلي...
موسى فرج *
(موقع الناس)قبل عام 2003 وتحديداً في حقبة مفتشي أسلحة الدمار الشامل بالعراق، ولأن النظام شمولي ويعتمد شعار "اذا قال صدام قال العراق" فقد حصل وان قال في إحدى "صفناته" إن مفتشو الأمم المتحدة "يكيلون بمكيالين"... هذه العبارة اكتسحت كل ما عداها في وسائل الاعلام الحكومي المرئية والمسموعة والمقروءة وتتقدم الخطاب الرسمي مثل البسملة عند المؤمنين ... بل وباتت العبارة الأوسع انتشاراً بين الأوساط الشعبية خلال مجريات حياتهم اليومية أيضاً، منهم من يستخدمها تماهياً مع القائد ومنهم من يستخدمها بقصد السخرية منه...
بالكَهوه اذا الجايجي يجيب الجاي فاير للزبون، يلتفت عليه الزبون قائلاً: أنت تكيل بمكيالين... التلميذ في المدرسه اذا الدرجه متعجبه، يكَول للمعلم أنت تكيل بمكيالين... أبو معمل الصمون اذا ناوش الصمونات للمرأة قبل الرجل، قال له الرجل انت تكيل بمكيالين... بلغ الأمر أنهم ينسجون لهذا المصطلح قصص من بينها "أن سعدي الحلي جان طالع الظهر من بغداد رايح للحله والدنيا حاره بلبة آب ومعروف عن أبو خالد يستصعبها يخلص الطريق وحده بدون ونيس، من وصل للبياع شاف شاب سوداني واكَف على الطريق ينتظر بلكي باص لنقل المسافرين يمر ، وكَفله أبو خالد وصعده وياه بسيارته وواصل سيره ، بتقاطع الدورة أبو خالد شاف ولد احمراني واكَف والحر مسوي خدوده مثل رمان شهربان بلونين... أبو خالد صارت نيته ينزل السوداني ويصعد الأحمراني صعده للولد لكنه أبقى السيارة واقفة، والتفت عليهما قائلاً: أنتم تعرفون طبعي آنا ما أصعّد وياي الا الذكي، وعليه راح أسأل كل واحد منكم سؤال اذا جاوبه صحيح يبقى وياي واذا جاوب خطأ ينزل، أبو خالد بدأ بالأحمراني وسأله قائلاً: أكو بلد عربي بشمال أفريقيا يسموه بلد المليون شهيد، منه الثائرة جميله بوحيرد ومنه بن بيلا الذي صار رئيساً للجمهورية في السنوات الأولى بعد نيل الاستقلال من فرنسا، ومنه الشاب خالد صاحب أغنية دي دي واه... المشهورة، ما اسم هذا البلد...؟ قال الولد الأحمراني: الجزائر ... صاح أبو خالد عفيه بالشاطر ذكي، ومن ثم التفت على السوداني قائلاً: أحنا كَلنا هذا البلد أسمه بلد المليون شهيد... أليس كذلك...؟ قال السوداني نعم، قال له أبو خالد أذكر الاسم الثلاثي لكل واحد منهم ... قال السوداني ما أعرفهم، صاح به أبو خالد أنزل انزل... لكن السوداني وقبل أن يغلق الباب قال لسعدي الحلي أنت تكيل بمكيالين...! جاوبه سعدي: أي على أساس آنا أكيوس تنزل يمعود...!
قبل يومين قرأت للدكتور قاسم حسين صالح مقالة تحت عنوان "السيد مصطفى الكاظمي مع التحية. عليك بالفساد أولا (1)" وهي الأولى من سلسلة مقالات ما زالت تنشر تباعاً يستصرخ فيها الكاتب المرشح لرئاسة الوزراء السيد مصطفى الكاظمي من أجل إخراج العراق من عنق الزجاجة، ما يهمني من ذلك الفقرات التالية:
1. "سنبدأ بقصة الفساد في العراق في ثلاث حلقات..."
وهنا أشير الى أني سبق وإن أصدرت كتاباً بعنوان: "قصة الفساد في العراق" والكتاب معروف وكُتبت عنه مقالات عدة من لدن كتاب مرموقين بعضها نشرت في صحف ورقية وأخرى على مواقع إلكترونية الى جانب ذلك أني سبق وإن نشرت سلسلة مقالات تحت العنوان نفسه "قصة الفساد في العراق"، وفي هذه الحالة كان الأنسب من لدن صديقي الكاتب إما أن يتجنب استعارة عنوان كتابي وسلسة مقالاتي أو على الأقل يستعمل علامة مثل تلك التي تستعملها مصانع تايوان في بناطيل الجينز التي تنتجها لتميزها عن جينز أمريكا... أو يستعمل حاشية ومهما كانت صغيرة للإشارة الى ذلك فيتجنب الكيل بمكيالين...
2. "موسى فرج - نائب رئيس لجنة النزاهة سابقا..."
أنا والسيد كاتب المقال جنا أصدقاء وصار بيناتنا سوء تفاهم وتزاعلنا لكن اللي اعرفه الزعل ما أله دخل بالكتابه... هسا لا هو متجنبني وما يمر بعرضتي ولا هوه متجنب الكيل بمكيالين ، وإلا ليش من يكتب وظيفة زميلي الاحمراني يكتبها بصيغة "الرئيس الأسبق لمفوضية النزاهة" ومن يكتبني لا عنوان الوظيفه صحيح ولا أسم الجهة صحيح... فأنا أيضاً كنت رئيساً لهيئة النزاهة وبموجب وثائق رسمية، هذا ليس ترفعاً عن عنوان نائب رئيس الهيئة فكلنا بدأنا وأطراف ثيابنا مربوطة على ياقاتنا بدبوسٍ من دُبر ولم نبدأ بربطات عنق فسفورية...
3. "نضعها امام رئيس الوزراء المكلف السيد مصطفى الكاظمي"
إذا كانت الصرخة موجهة للكاظمي بالذات لأن جذوره يقال أنها تنتهي الى الغراف فإن سلفه كان كذلك لكن العيب فيهم وليس في الغراف أو جناجه، بعدين كان من الأنسب الانتظار لحين انجلاء الموقف حتى نشوف ترسي على هذا الشاب الحليوه لو ترجع لعلاوي لو للزرفي ، لو العيداني لو عبدالمهدي يثبت والزبد يذهب جفاءً...
4. "فهل كان هذا الداء بالأصل:
* وباءا يصعب القضاء عليه؟
* ام ان اساليب العلاج التي اعتمدت كانت غير فاعلة؟
* ام ان القائمين على علاجه كانوا غير متخصصين، أو أن نواياهم ما كانت صادقة؟
* ام أن الفساد اذا شاع صار امرا "عاديا" بين الناس؟."
لو كنت بمكان السوداني الزول وسمعت هذا الكلام من أبو خالد لقلت له بصريح العبارة : لا هذا ولا ذاك ولا ذاك ولا هذا ... بل أن السبب هو ما نسمعه من مفاوضات تقاسم المناصب الوزارية تمسكاً بالمحاصصة دون أن تحرك الكورونا أو انهيار أسعار النفط أو تسيد الفصائل المسلحة أو احتمال تجدد الاحتجاجات شعرة في مفرق أي من ساسة المحاصصة والفساد ... ولكي أجنب صديقي عناء البحث فأتمنى عليه أن لا يفاضل بينهم فيؤثر في القراء على قاعدة زرع الأمل بحمل كاذب دون أن يحظَّ الناس بصبي أو صبيه، بل يذهب للمحاصصة ... هناك الداء وبيت الداء، فإن طلبت برهاناً فهاك برهاني:
بـ (السودان بعد الإنتفاضة : تم استرداد 128 قطعة أرض من مدير الشرطة الأسبق محمد نجيب الطيب، و133 قطعة من زوجته بمجمع الرحاب السكني بالخرطوم بحري، كما استردت اللجنة 77 قطعة أرض من الأمين العام لمنظمة الدعوة الإسلامية عطا المنان بخيت لصالح وزارة المالية) ... شوفني إذا حمرانكم بالعراق يستردون قطعة أرض واحدة من قطع السيدة أو من سماحة عطا المنان الأمين العام لمنظمة الدعوة الإسلامية مالتنا... لو ان العمر قد امتد ببو خالد لليوم لأقلع عن الكيل بمكيالين...
* رئيس هيئة النزاهة في العراق (سابقاً).