موسى فرج
حوار (الحرة ) مع السفير الكويتي حول الميناء والديون كان ضرره أكثر من نفعه
موسى فرج
منهج الكويت هو: استدراج حماقات الحكام العراقيين بقصد التوسع على الأراضي العراقية ، والفرق أننا نسدد حماقات . . .. حكامنا نقدا في حين أن أجيالهم تسدد حماقات حكامهم في المستقبل ...!تابعت مساء الجمعة 20/5 /2011 حلقة من برنامج (حوار) من على شاشة فضائية الحرة ـ عراق ، وكان الحوار مع السفير الكويتي السيد علي المؤمن ، أجرى الحوار الإعلامي العراقي السيد سعدون محسن ضمد .
ومع اعتزازي بالسيد سعدون محسن ضمد .. ورغم أني غير مختص بقضايا الإعلام ومنهجيات وتكنيك المقابلات إلا أني وبصفتي أحد المتلقين والمستهدفين من الرسالة الإعلامية ، ولأن الموضوع بالذات في غاية الحساسية بالنسبة لأي عراقي .. إلى جانب أننا في الماضي لم يكن لنا أي دور في حماقات الحكام العراقيين منذ الخمسينات التي تسببت في إلحاق أفدح الأضرار بالعراق أرضا وسيادة ومصالح ، وأنحصر دورنا في تسديدنا ثمن حماقات حكامنا وهو ثمن باهض كما يعلم الجميع ، بل ولم يكن متاحا لنا حتى التعبير عن موقف ولو فردي إزاءها .. إنما اليوم بات الأمر مختلف ..صحيح أن دور المواطن لازال محدود للغاية في صنع القرار الحكومي والسياسي في العراق ، لكن إمكانية التعبير عن موقفه بات متاحا ليس بسبب كرم الحكام الحاليين في العراق واحترامهم للرأي العام ولكن بسبب التقدم التكنولوجي الهائل في وسائل الإعلام وتعددها ، الأمر الذي أتاح للعراقي كما هو غير العراقي أن يعبر عن موقفه وعلى رؤوس الأشهاد .. كل تلك العوامل دفعتني إلى إبداء الملاحظات التالية :أولا: أن موضوع الحوار غاية في الحساسية وهو قيام الكويت ببناء ميناء مبارك ( أو كما أسماه السيد السفير ـ ميناء بوبيان ) والذي أثار موجة من الغضب الشعبي في العراق عموما وفي البصرة خصوصا بسبب ما وجدوا فيه من خنق بحري للعراق وإلحاق الضرر باقتصاده وسيادته ، وطبعا عندما يكتشف الشعب العراقي بان بدائل عديدة متاحة للكويت في اختيار موقع آخر لبناء ميناءها لكنها مصرة على اختيار موقع محدد بالذات يراد منه فقط إلحاق الضرر بالعراق ودون مسوغ أو ظروف ملجئة يكون موقفه أكثر حدة تجاه الكويتيين وان لم يكن تأثير تلك الحدة واضحا على القرار الكويتي الآن بالذات .. لكن تأثيره في المستقبل أمر حتمي .. فقد اعتاد العراقيون والكويتيون معا على حال يكون فيه العراقيون والكويتيون معا يسددون أثمان حماقات حكامهم .. مع فرق واحد هو أن العراقيين يسددون أثمان تلك الحماقات نقدا .. في حين تسدد الأجيال اللاحقة من الكويتيين إثمان حماقات حكامهم لاحقا .. .
ثانيا : حساسية الموضوع لم تكن ناجمة بسبب قيام الكويت ببناء ميناء على أراضيها ـ وهذا هو الأمر الجوهري في الموضوع ـ فهي حرة في التصرف في أراضيها ، واختيار المشروعات التي تخدمها اقتصاديا ، وليس من حق العراقيين حكومة أو أفراد ممارسة الفيتو على الحكومة أو الأشخاص في الكويت أو غير الكويت بشأن إقامة أي مشروع اقتصادي وان كان منافسا لمشروع يقيمه العراق ، مثلما لا شأن لنا بعدد الموانئ القائمة في الكويت حاليا هل هي اثنان أم سبعه .. الأمر يخصهم ، وحتما أنهم يستندون في ذلك إلى دراسات للجدوى الاقتصادية .. وقد يضعون دراسات الجدوى على جانب ويغلبون هدف سياسي يتحقق من إقامة المشروع ..
ثالثا : لكن الأمر في موضوع هذا الميناء بالذات .. مختلف تماما .. وسبب الاختلاف هو الآتي :
خارطة رقم 1: (سواحل الكويت والساحل العراقي )
خارطة رقم 2 :جزيرة بوبيان وموقعها الخانق للساحل العراقي
خارطة رقم 3: موقع الميناء الكويتي طبقا للخارطة الكويتية
خارطة رقم 4: موقع الميناء الكويتي في بلعوم ميناء أم قصر وقبالة مشروع ميناء الفاومن ملاحظة الخرائط 1،2،3،4 أعلاه يتضح الآتي :
1 . من الخارطة رقم 1 يتضح إن الكويت تمتلك ساحل بحري يمتد إلى 500 كم.. يبدأ من حدودها مع السعودية إلى أم قصر العراقية وطبعا بإمكان الكويت أن تقيم ما شاء لها من موانئ على امتداد المسافة المشار إليها إلى جانب ما هو قائم عندها من موانئ حاليا ..
2 . ومن الخارطة رقم 1 ذاتها يتضح : أن الساحل البحري الذي يمتلكه العراق لا يزيد على 30 كم .. وان الـ 30 كم العراقية لا تطل على البحر جميعها إنما تشكل لسان طرفه يقع على البحر وجانبيه محشورين بين إيران من جهة وبين جزيرة بوبيان من الجهة الأخرى..
3 . إن جزيرة بوبيان تغلق تماما الطريق إلى أم قصر العراقية باستثناء ممر ضيق ، إن صادف وإن مرت من خلاله سفينتين فانه لا يسعهما دون احتكاك انظر الخارطة رقم 2 ..
4 . والكويت تمتلك سواحل مواجهة للبحر إضافية متمثلة في سواحل جزيرة بوبيان وبإمكانها إقامة الميناء على الجانب المواجه للبحر أو الجانب المواجه للأراضي الكويتية أنظر الخارطة رقم 2 والخارطة رقم 3 .. ولديها في تلك الجوانب متسع وهي لا تبعد عن العاصمة أكثر من 18 كم .. واقرب لها واقل كلفة .. .
5 . لكن الكويت .. قررت أن تقيم الميناء في نقطة محددة على جزيرة بوبيان تغلق بلعوم أم قصر ، وتواجه مباشرة مشروع ميناء الفاو ..! لاحظ الخارطة رقم 2 والخارطة رقم 3 والخارطة رقم 4 . .
6 . وبذلك تلغي عمليا أية جدوى لإتمام إقامة الميناء العراقي ( ميناء الفاو ) .. لاحظ الخارطة رقم 4 ..
7 . ما هي الظروف الملجئة التي دفعت الكويت لاختيار ذلك الموقع بالذات ..؟ : هل هي قلة المتاح من السواحل لديها ..؟.. لا .. هل هي بدافع الاقتصاد بالكلفة .. أيضا لا ..بل بالعكس فإنها في هذا الموقع بالذات تضطر لحفر قناة في حين لا تحتاج إلى ذلك في موقع آخر .. هل أن خدمات الميناء في حالة انجازه سيتم الاستفادة منها لأغراض الكويت ..؟ أيضا لا .. لأن الموقع الحالي للميناء الكويتي هو في ابعد نقطة عن مركز الكويت ..، هل يتوفر للكويت طرق مجاورة للميناء يمكن توظيفها في نقل البضائع إلى جهات أخرى ..؟ أبدا فالميناء يقع على جزيرة معزولة لا صلة لها بالكويت ..ولكن إن كان الهدف تقديم خدمات الميناء للعراق ..؟ فنعم ..وان كان الهدف تقديم خدماته للغير عبر العراق فنعم .. انظروا الخارطة أيضا رقم 2 ..
8 . ما هي النتيجة التي يمكن قراءتها مقدما ..؟.. . النتيجة هي: فرض الإتاوة على العراق واستنزاف موارده الاقتصادية ، وفي نفس الوقت التحكم وبشكل قاتل بسيادته .. .
9 . ما هو مصير ميناء الفاو الكبير العراقي الذي تم وضع حجر الأساس له منذ عام 2010 ..؟ ليكون منفذا له للتواصل اقتصاديا مع العالم .. وما هو تأثير ذلك على الاقتصاد العراقي ..؟..الجواب : هو حرمان العراق من أفضلية موقعه الجغرافي بين آسيا وأوربا وبدلا من توظيف أراضيه من قبله لتكون قناة جافة بين آسيا وأوربا ،فان الكويت تخطط لابتزاز العراق وجعل أراضيه بالكامل وليس الساحل فقط قناة جافة لحسابها هي .. .
10 . و تفضلوا هذه هي ديباجة ميناء الفاو الكبير التي أعدها المسئولين العراقيين والمشغولون دوما بالديباجات ..وليس غيرها ..! : ( ميناء الفاو الكبير: هو ميناء عراقي تم وضع حجر الأساس له في شبه جزيرة الفاو جنوب محافظة البصرة وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 4.6 مليار يورو وتقدر طاقة الميناء المخطط إنشاءه سيكون بطاقة استيعابية تبلغ 99 مليون طن سنوياً ليكون واحداً من أكبر الموانئ المطلة على منطقة الخليج العربي. وقد تم وضع حجر الأساس لهذا المشروع يوم 5 أبريل/نيسان 2010 من قبل وزير النقل العراقي.. سيقع الميناء في منطقة رأس البيشة في محافظة البصرة على الخليج العربي وسيكون أكبر المواني في الخليج ومن أكبر الموانئ العالمية وسيغير خارطة النقل البحري العالمية لأنه سينقل البضائع من اليابان والصين وجنوب شرق آسيا إلى أوروبا عبر العراق وبالعكس (ترانزيت) بدلا عن قناة السويس.. )..
هذا ما قرأته عن الميناء العراقي.. .
رابعا : موضوع مهم وجوهري كهذا كان ينبغي أن يتم حصر الحوار مع السفير به دون غيره .. فهو يكفي لأن يستغرق 10 حلقات حوارية وليس حلقة واحدة .. لكن الإعلاميون عندنا استعراضيين أكثر منهم صناعا لموقف ورأي عام .. وهم يعتمدون الكم على حساب النوع فيعد الواحد منهم قائمة طويلة عريضه من الأسئلة.. يعتقد أن تقييمه يكون بعدد وقوة الأسئلة التي يمطر بها الضيف ولا يبالي بجودة الأجوبة .. مثلما لا يهتم بالإعداد ، فقد سبق وان كتبت رسالة شخصية إلى صديقي السيد سعدون محسن ضمد بالذات وأشرت إلى أني سبق وان تابعت برنامج يقدمه احد اعلاميو قناة الجزيرة ، وكان ضيفه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية بن حلي ..
كان مقدم البرنامج قد احضر معه جهاز تلفاز أثناء الحوار.. يوجه السؤال إلى الضيف ، وبعد إن يسمع الجميع إجابة الضيف يفتح الإعلامي جهاز التلفاز والذي يتضمن وثائق ومقابلات تدحض ما قاله الضيف تماما .. فيلتفت الإعلامي إلى الضيف قائلا وبصيغة تقابل العبارة المستخدمة في اللهجة العراقية .. (وهسا اشلونك ..؟).. في حين أن الإعلامي العراقي ..لا يعمد إلى شئ من هذا القبيل ..! وأيضا لا يهيئ معه وثائق فيعرضها على الشاشة إن كانت إجابة الضيف غير صحيحه ، وعندما يوجه سؤالا يفترض به صيدا فان المنطق يقول : لا توجه مثل هكذا سؤال ما لم تمتلك الوثيقة والدليل القاطع لدعم وجهة نظرك : فليما ، شهادة ، بيانات رسمية .. لأنه في غير ذلك تكون أنت صيدا سهلا وليس الضيف .. فيسقطك بالقاضية .. فتخذل مشاهديك ..وتكون النتيجة عكسية على الرأي العام .. الإعلامي العراقي يوجه سؤالا للضيف فيواجهه الضيف بـ : من قال هذا ..؟ يرد عليه الإعلامي العراقي بقوله : يقولون ..! فيكون جواب الضيف : لا صحة لذلك ..! ..ما هو موقف الإعلامي العراقي ..؟ ، وعندما يقول الإعلامي أن تقارير إعلاميه تقول ذلك .. يرد عليه الضيف ..التقارير الإعلامية لا يمكن اعتمادها إنما لو كانت وقائع رسمية كان يمكن مناقشتها .. ما هي النتيجة المنطقية لذلك ..؟.. أن الضيف يستطيع تسويق وجهة نظره بكل سهولة من خلال الإعلامي نفسه.. عندما لا يملك الإعلامي الحجة وعندما يكون جواب الإعلامي : صحيح ..!.. ، وعندها يكون الضرر من المقابلة أو الحوار اكبر من نفعه .. وسبق لي أن شخصت هذا الخلل عند بعضهم فقابلوا ذلك بالتشنج .. لأن طبيعة السيكولوجية العراقية تقوم على عدم تحمل اللاتطابق في وجهة النظر.. وهناك عدد من الحلول يمتلكها العراقي ليواجه حالة عدم التطابق في وجهة النظر تبدأ من دفنه أو تفخيخه أو لصقه أو تفصيخه إن تمكن أو مقاطعته على الأقل وفي اضعف الأيمان .. التعبير عن الخيبة التي تصل حد النشيج للدلالة على انه مهضوم ..! .. دون أن يدرك بان الطرف الآخر لم يكن متطفلا على خصوصياته .. إنما الشأن.. عام .. ولولا ذلك ما حشر أنفه .. وقلت في حينه تعقيبا على مقابلة لأحد الإعلاميين في إحدى الفضائيات العراقية : إن الإعلامي عندنا يدخل على الضيف كما لو انه ملاكم صنديد .. لكنه يركض هو بالذات ويسارع فيرفع بيده يد الخصم معلنا فوزه عليه ..! ويترك المشاهد في حيره .. ومخذول ..
فقد أجرى احد إعلاميينا لقاء مع السيد رئيس الحكومة عشية الانتخابات العراقية الأخيرة ..وكان الإعلامي ينطبق عليه قوال الشاعر الجاهلي
مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل
كان يوجه سؤال قوي وجوهري إلى السيد رئيس الوزراء .. كالسؤال التالي :(تقولون أن الوضع الأمني يشكل العائق الرئيسي الذي يمنع الحكومة من تقديم الخدمات للناس ، في حين أن الوضع الأمني في المحافظات الجنوبية مستقر ومستتب فلماذا يعاني الناس الأمرين فيها من جراء انعدام الخدمات ..؟..) .. سؤال رائع دون شك ، وجرئ ..
فيجيبه السيد رئيس الوزراء بقوله : هل تعلم بان موازنات المحافظات لا تكفي لسد الديون المتراكمة عليها من السنوات الماضية ..؟.. فيرد عليه السيد الإعلامي بقوله : أيه صحيح ..!.. ماذا يعني هذا ..؟ يعني أن حامي الهدف خطف الكرة من المهاجم و كوّل على نفسه.. وخذل فريقه الذين هم نحن ..؟.. بدلا من أن يقول له : سيادة رئيس الوزراء انتم تقولون أن نسبة كبيرة من التخصيصات تعيدها الوزارات في نهاية السنة دون أن تتمكن من إنفاقها .. أو أن يكون رده أقوى من ذلك فيقول مثلا : طال عمرك .. دولة رئيس الوزراء .. أتفضل هذه نسبة الإنفاق الحكومي السنوي من بيانات وزارة المالية لا تتجاوز 50% من التخصيصات .. وتفضل نسبة الانجاز السنوية للمشاريع لا تزيد عن 30% هذي بيانات وزارة التخطيط .. وانتم تملكون القرار في مناقلة التخصيصات من وزارة إلى أخرى .. فلماذا لا تناقلون التخصيصات وفقا للقدرة الاتفاقية للوزارات والدوائر .. أذن.. فان المال لا يشكل عائقا..! بل أن السبب هو فشل الأداء الحكومي ..!.. في هذه الحالة فان الإعلامي يفوز بالقاضية ويشفي غليل المشاهد ، ولغرض التعبير عن كياسته للضيف لا بأس في أن يهمس بصوت خفيض للسيد رئيس الوزراء : دولة الرئيس تعذرني فانا مؤتمن من قبل الناس .. وبعدين انتم علمتمونا على الشجاعة والصراحة.. ومن حق الشعب أن يعرف الأمور بشفافية عالية ..! مو..؟ لو مو ..مو ؟.. عندها يكون الإعلامي شجاعا وكيسا في ذات الوقت .. هل يرسله السيد رئيس الحكومة للسجن ..؟.. لا .. بدلا من ذلك يختصر الإعلامي الطريق على نفسه ويقول : أيه صحيح ..! ..
لماذا يفعل ذلك ..؟ لسببين ..
الأول : انه مشغول بنشوة توجيهه هكذا سؤال قوي ..
والثاني : انه قد هيأ السؤال وليس غير ذلك ..! وتتوالى الأسئلة والأجوبة على غرار ما تقدم.. وتتوالى عبارة : أيه صحيح ..! .. لكن الإعلامي لا يدري انه في كل مرة بيده يرفع ذراع خصمه معلنا فوزه عليه ..!..
السيد سعدون محسن ضمد يتفوق على أولائك الإعلاميين بعامل آخر .. هو الكياسة المفرطة .. إلى حد التنازل عن حقه في إفحام من يستضيفهم من العراقيين أو من غيرهم .. فيسارع إلى الفيسبوك والمقالات ..وينجرها(المقالات أو التعليقات).. نجر ..! .. لعد ليش ويا ألجماعه لم تفعل ذلك ..؟..
أتوقع جوابه حرفيا وكأنه يقول :غير متطلبات الكياسه ؟.. أيه.. أخويه مو ترست جيوبنا أكوّال .. !.. يا كياسه هذي..؟.. .
خامسا : كان بإمكان الأستاذ سعدون أن يعتمد أسلوب الإعلامي في الجزيرة الذي أشرت إلى ما فعله ببن حلي وجعله ( أيعصر بأذياله ).. وكان بإمكانه أن يعد خرائط .. لموقع الميناء الكويتي ويعرضها على الشاشة وكان بإمكان السيد سعدون أن يشرك ضيفا من المختصين بموضوع الميناء .. وكان بإمكانه أيضا أن يعيد معالجة الحوار في الفضائية لاحقا باستضافة شخص مختص من العراقيين فيكون الزمن نصفه للسيد السفير والنصف الآخر لخبير عراقي مختص .. ليقاطع المعلومات وتتبين الحقائق .. وكان بإمكانه قبل كل ذلك أن يحصر الحوار بالميناء فقط .. .
سادسا : يبدو أن السيد سعدون قد أشار إلى معلومات مستقاة من تقارير إعلامية تقول بوجود 6 أو 7 موانئ كويتية قائمة حاليا فما الداعي لقيام هذا الميناء ..؟ فأجابه السيد السفير بأنه يوجد حاليا في الكويت ميناءين وآخر نفطي فقط .. ولا يوجد 6 أو 7 موانئ ، وعندما أشار السيد سعدون إلى وجود تقارير إعلامية استخف السيد السفير بالتقارير الإعلامية وطالبه بمعطيات رسميه.. وفي النهاية وجه له دعوة بقوله : أأخذك الآن بطائرة وأنزلك في الكويت وبإمكانك أن ترى بعينك أن ما يقولون عنه موانئ هو في حقيقة الأمر بلاجات أو مسابح على البحر ( لا اعرف التسمية المحلية لها باللهجة الكويتية ).. فقابل السيد سعدون ذلك بكياسته المعهودة ضاحكا ...
سابعا : في حين كان بإمكان الأستاذ سعدون أن يقول للسيد السفير .. سعادة السفير:
1 . هي أرضكم وانتم فيها أحرار ولا اعتراض سواء أقمتم ميناء أو عشرة وسواء كان عندكم اثنان أم عشرة .. وليس من حق احد أن يستخدم فيتو ضدكم بشأن استخدامكم لأرضكم .. .
2 . ولكن تفضل انظر إلى الخريطة كم هي مسافة السواحل عندكم من حدودكم مع السعودية إلى أم قصر وكلها في مواجهة أعماق البحر مباشرة .. لماذا اخترتم بوبيان بالذات وهي معزولة عن باقي ارض الكويت وبعيدة عن المركز وعن طرق المواصلات البرية ..؟..
3 . بالمناسبة سعادة السفير : جزيرة بوبيان أليس هي التي احتلتها القوات العراقية في عام 1969 في حقبة حكم البكر .. فأنزلت الجامعة العربية قوات لحماية الكويت مكونة من جيوش مصرية وسعودية وأردنية ..؟.. في حادثة سميت بمركز الصامتة على ما اعتقد وانتهت بوساطة المرحوم ياسر عرفات وكانت تلك الحادثة قبل احتلال صدام للكويت بـ 21 سنه ..؟ إذن هذه المنطقة بالذات متنازع عليها ..لا يهم سعادة السفير باتت جزء من أراضيكم الآن ..
4 . رجاء سعادة السفير انظر معي على الخارطة .. كم هو طول سواحل جزيرة بوبيان .. المواجهة للبحر مباشرة أو تلك المواجهة لباقي أراضيكم ..؟ والمسافة بين تلك المواقع وبين عاصمتكم لا تزيد عن 18 كم ..؟ لماذا اخترتم الجانب البعيد من جزيرة بوبيان لتقيموا عليها ميناءكم وهو إضافة لبعده فانه يكلفكم كلف إضافية تتمثل في حفر قناة ..؟ ..لماذا لم تقيموا الميناء عليها يعني على بوبيان ولكن ليس في بلعوم الممر الضيق الوحيد للعراق على البحر ..؟ لماذا حشرتموه في هذا المكان بالذات فتسببتم بخنق المنفذ البحري العراقي وخنق الهواء عن العراق برمته ..؟.. أم لأن السبب هو فقط خنق العراق وإلحاق الضرر باقتصاده أو ابتزازه وفرض الإتاوة عليه ..؟ اعرض الخرائط على تلميذ في الابتدائية سعادة السفير .. سوف لن يخرج باستنتاج مغاير ..
5 . تفضل سعادة السفير أليس ميناءكم في مواجهة مشروع الميناء العراقي تماما ؟ .. هل توجد جدوى اقتصادية بعد ذلك لاتمام مشروع الفاو العراقي ..؟.. والعراق مضطر لأن يكون مشروعه في هذا المكان بالذات لعدم وجود متسع له على الساحل مثلكم ..
6 . ثم يا سعادة سفير الكويت تقول أن بوبيان والمطلاع تشكلان ثلث أراضي الكويت .. هل تتذكر سعادة السفير وأنت رجل ستيني أن الحدود الكويتية تنتهي عند المطلاع في أواخر الستينات..؟.. هل لازال مركز المطلاع مكتوب على بابه بالاسمنت وبخط بارز : مركز جوازات المطلاع ..؟ ..هل تصدق أن عراقيين يحتفظون لحد الآن بجوازات سفرهم وهي تحمل ختم مركز جوازات المطلاع ..؟ وتمددت أراضيكم على الأراضي العراقية بمقدار الثلث كما تقول .. وبقدرة قادر ..! ..
7 . هناك أمر آخر سعادة السفير انظر إلى الخارطة رجاء .. الميناء أقمتموه على جزيرة معزولة عن ارض الكويت وأيضا لا يوجد منفذ بري إلى خارج الكويت إلا عبر الأراضي العراقية .. فهل أنكم تخططون بأن تجعلوا من الأراضي العراقية والطرق البرية العراقية من متممات ميناءكم ..؟ وأن على العراق أن يضع أراضيه تحت تصرفكم بالضد من مصالحه الوطنية والاقتصادية ..؟ هل يشكل هذا الفعل تعسفا باستعمال الحق ..؟..
8 . ماذا لو حصل وان قال العراق : سأستخدم ارضي لقناة جافة لمصلحتي الوطنية ولن أخضعها لكم ..؟ في هذه الحالة تفرضون عليه حصارا من خلال مينائكم الذي حشرتموه في بلعوم أم قصر ..؟..وماذا لو حصل خلاف بينكم وبين العراق من تلك التي اعتدتم على تسميتها سحابة صيف ..!.. والصيف دوري كما تعلم سعادة السفير ...هل تغلقون ميناءكم وتستخدمون موانئكم الأخرى..؟. وعندها لن يصيبكم أي ضرر .. لكن العراق يقطع عنه الاتصال بالعالم بحريا ..؟..
9 . وفيما يتعلق بدعوة السيد السفير لزيارة الكويت فان السيد سعدون كان يمكنه أن يجيبه على ذلك قائلا : سمعت انه و بعد أحداث البحرين أن الحكومة في الكويت منعت دخول العراقيين للكويت إلا بكفالة كفيل ضامن واحد محدد بالمنصب وهو وزير الداخلية الكويتي .. مما يعني أن دخول العراقيين للكويت بات مستحيلا .. فدخول العراقي للكويت لم يعد مشروطا بموافقة وزير الداخلية الكويتي .. بل أن يكون كفيل ضامن له .. ( هذا ما قرأته في وسائل الإعلام ..) فكيف يكون بإمكاني الدخول إلى الأراضي الكويتية .. سعادة السفير ؟..
سادسا : كان حوار السيد سعدون محسن ضمد مع السيد سفير الكويت قد أتاح للسيد السفير أن يلقي محاضرة على مشاهدي الفضائية وهم طلبة نجباء ليس ذلك قدحا بالسيد السفير ..أبدا .. ولكن كان من الممكن أن يكون الأمر غير ذلك .. .
سابعا : القضايا التي أثارها السيد سعدون محسن ضمد قضايا عديدة ومتشعبة التي أسعفتني الصدفة في الاطلاع عليها هي الآتي :
1 . الميناء
2 . رفات المفقودين الكويتيين
3 . الاعتداءات على عراقيين ( الصيادين )
4 . الحدود
5 . انضمام العراق إلى مجلس التعاون الخليجي
6 . مخاوف الجانب الكويتي
7 . المشاكل المعلقة .. وربما غيرها من القضايا .. .
10 . كل القضايا تقريبا التي طرحها السيد سعدون محسن ضمد خرج منها بما اقنع المتلقي بان كلام السيد السفير صحيح وموضوعي لسببين :
أولا: لأنه لا يقدم الحجة التي تخالف ما يقوله السيد السفير
وثانيا: لأنه يتفق معه من باب الكياسة .. لنأتي على ما تم التحاور بشأنه مع السيد سفير الكويت عدا موضوع الميناء الذي كان ينبغي أن ينحصر عنده الحوار ولا يخرج عن حدوده .
ثامنا : الديون الكويتية على العراق : لو كنت مكان السيد سعدون ما سألت السيد السفير بشأن هذا الأمر .. لأن جوابه معروف فهو سيقول إن تلك الديون مقررة من قبل الأمم المتحدة .. أما وقد حصل وسأل السيد السفير فلا يمكن أن اسكت بمجرد انه قال أنها مقررة من قبل الأمم المتحدة .. بل لنوّرت الرأي العام العراقي وقلت الآتي :
1 . أعزائي المشاهدين : لابد من الإشارة إلى أنه و في إعقاب سقوط نظام صدام الذي احتل الكويت بادرت الدول الأوربية المنتمية لنادي باريس وبجهود أمريكية إلى شطب ديونها المستحقة على العراق وفق ثلاث مراحل الأولى تتضمن إطفاء 30% من تلك الديون حالا ، والمرحلة الثانية أيضا 30% بعد موافقة العراق على تنفيذ حزمة من الإصلاحات يقترحها البنك الدولي و20% تشطب بعد صدور تقرير البنك الدولي بان حزمة الإصلاحات المذكورة قد نفذها العراق .. ونتيجة لذلك فان الدول الأوربية والأجنبية شطبت 90% من ديونها على العراق .. وهي كل من : الولايات المتحدة الأمريكية 4.1 مليار دولار ، اليابان 6.8 مليار دولار ، ألمانيا 5.6 مليار دولار ، فرنسا 5.1 مليار دولار ، روسيا 12 مليار دولار ، ايطاليا 2.4 مليار دولار بلغاريا 1,3 مليار دولار ، رومانيا 2 مليار دولار ، في حين شطبت الدانمرك 100% من ديونها على العراق واطفأت الصين ديونها البالغة 8.5 مليار دولار .. يشار إلى أن الإمارات العربية المتحدة كانت قد أصدرت قرارا أثناء زيارة رئيس الحكومة العراقية لها بشطب ديونها هي الأخرى والبالغة 6 مليار دولار ..
2 . وأضيف أيضا : أيها السادة : أنا محدثكم سعدون محسن ضمد أشير إلى الآتي : في الوقت الذي حثت فيه أمريكا السعودية والكويت أن تحذوان حذو الدول الأوربية في شطب الديون المترتبة لها على العراق إلا أن السعودية والكويت مصرتان على التمسك بتلك الديون علما بأنه توجد قاعدة من ضمن العرف الدولي تقول بوجوب شطب السعودية والكويت لديونهما على العراق .. تلك القاعدة تسمى .. مبدأ المعاملة المتساوية، وان الديون الكويتية تبلغ 53 مليار سدد منها العراق 30 مليار والكويت مصرة على المطالبة بها منها تعويضات ومنها ديون ، إما الديون السعودية فقد سبق إن تعهد وزير الخارجية السعودي بإطفاء 80% منها على غرار ما فعلته الدول الأوربية في المراحل الأولى .. لكن سعود الفيصل وزير خارجية السعودية تراجع عن تعهده بإطفاء تلك الديون أثناء قمة شرم الشيخ ..
3 . لا يفوتني أن أشير أيها السادة .. إلى انه توجد قاعدة في العرف الدولي تسمي بعض الديون بالديون الكريهة أو القذرة odious debt .. وهي الديون التي لم تستخدم عند إنفاقها على حاجات ذات أولويات للشعب ومن مثالها الديون التي تستخدم لشن حروب وأيضا الديون التي يستغلها الحكام في الفساد المالي .. بالضبط مثل الديون الشخصية فبموجب كافة القوانين ومنها القانون العراقي تعلمون أن أحدا لا يمكنه أن يطالب آخر بدين حصل أثناء لعب القمار فخسره المقترض في لعب القمار فالقاضي يحكم بعدم مشروعية المطالبة بالدين لعدم مشروعية السبب ... في حين أيها السادة المشاهدون أننا نتكلم عن ديون للسعودية والكويت ناجمة عن حرب شنها صدام على إيران بالإنابة عن السعودية والكويت وسائر دول الخليج وأتطوع لأقول الخليج العربي نيابة عن أهلنا في الخليج بعد إن عاف حكامهم تسمية العربي وتمسكوا بتسمية الخليج كحل وسط بينهم وبين إيران الذي تسميه : الخليج الفارسي .. .
4 . هل تعلمون أيها السادة إن صدام في حياته كان يقول بان ما تطالب به السعودية والكويت لم يكن ديونا بل كانت منحا للقيام بالحرب ضد إيران بالإنابة عنهما .. وان تلك الديون لم ترد بعقود قروض ..!..
5 . والمشكلة أيضا أيها السادة أن سعادة السفير علي المؤمن عندما يقول مثلما يقول غيره من المسئولين الكويتيين أن تلك الديون مستحقة بموجب قرارات الأمم المتحدة .. يفوته مثلما يفوت مواطنيه أمر جوهري .. وهو أن الديون لا تستحق بغير قرار قضائي .. وتعلمون أيها السادة أن الديون المشار إليها مقررة من قبل مجلس الأمن الدولي وهو جهة ليست قضائية بل سياسية ويبني قراراته على مصالح ورؤى سياسية .. ولا يوجد مشترك بين قراراته والقرارات القضائية سوى الإلزام .. فقط ..لا غير ..
6 . المشكلة أيها السادة المشاهدون هي أن إيران تطالب أيضا بديون تعتقد أنها مستحقة لها من جراء الحرب ضدها .. والعرب الذين شنت الحرب بالإنابة عنهم يطالبون بالديون.. وإحنا طلعنا من المولد بلا حمص .. عساها بذمة صدام .. لقد غره أن نساء الخليج تتغنى به قبل رجالهم ..
7 . بالله تعالوا نناقش الأمر من زاوية أخرى : لو أن الساسة العراقيين بخويطهم وكل أبوهم في عام 2003 عقدوا مؤتمرا في الرياض وقالوا : يا قوم من الآن ورايح نحن منكم وليس عليكم ولسنا من إيران بل ضد إيران .. يطالبوننا بضمانات .. ما هي الضمانات ..؟ .. الضمانات هي : أن نعتنق مذهب بن تيمية ونعلن إتباعنا الوهابية ونهدم أضرحة الإمام علي والحسين وأبو حنيفة النعمان وعبد القادر الكيلاني وانس بن مالك .. هل تعتقدون أننا نبقى ننوء بكل الديون الخليجية ..؟.. طبعا ..لا.. .
8 . طيب ماذا لو قلنا خلص لا مرجعيه عندنا بعد اليوم ونقلد المرجعية الايرانيه .. هل يتوقف الإيرانيون عن مطالبتنا بالديون .. لا .. طبعا .. لأنهم سيقولون لنا ما دمنا صرنا واحد فاملأوا جيوبنا دولارات .. لأن منشار الإيرانيون صاعد ياكل نازل ياكل .. .
9 . طيب لو كان الأمر غير هذا وغير ذاك .. يعني لو أن فطاحل السياسة في العراق ومنذ اليوم الأول لسقوط صدام اجتمعوا وقالوا .. مثلما جاء بديباجة دستورهم نحن العراقيون أهل التاريخ المشرق لن نكون إلا عراقيين الشيعية عندنا ليست محل بحث والسنية أيضا .. نحن جئنا في أعقاب نظام دكتاتوري ونحن النقيض .. عليه نعلن ونحن بكامل قوانا العقلية : أننا ديمقراطيون وكان النظام ألصدامي طائفيا ونحن نقيضه وأننا نقول بالوطنية ولا شئ غير الوطنية ... هل كان حال العراق غير الذي نراه ..؟ طبعا ..طبعا .. .
10 . لكن ساسة عراقيون يطالبون الشعب العراقي بديون إلى إيران وساسة عراقيون يطالبون الشعب العراقي بديون لدول الخليج .. ورحم الله الفنان العراقي المرحوم عزيز علي عندما كانت منولوجاته تشنف أسماع العراقيين في حقبة الملكية وهو يصيح : مكدر أكولن .. بغلتي ببريجي ..!.. إحنا بغلتنا ببريجنا ..!.. وجماله المحيط العربي مصاب بذات الداء .. فقد تابع سعادة السفير حتما معركة العكل بين النواب الكويتيون .. ويا ريت عكل حقبة عبد الله السالم .. الطريه .. هساع الكيبلات ولا العكل .. لكن فادتنا .. فمصائب قوم عند قوم فوائد .. فلن يقول احد أن داء الطائفية مستوطن ارض الرافدين ..
تاسعا : عندما تقول الكويت أنها متخوفة من العراق .. يمكن أن يقال لها هل أن السبب هو أنها جارة للعراق .. الأردن جارة أيضا فلماذا لا تتخوف ..؟ أم فقط لأنها صغيرة ..؟ أليست الأردن صغيرة أيضا ..؟ فإمكانات الكويت أضخم من إمكانات الأردن والكويت تجري مناورات حاليا قريبا من الحدود العراقية أليس ذلك دليل قوة .. أم أن سبب تخوف الكويت هو لأنها تعلم وتدرك تماما أنها اغتصبت ولمرات متكررة أراضي وحقوق عراقيه وأنها استغلت حماقات الحكام .. والشعوب أطول عمرا من الحكام ..؟.. .
عاشرا : رفات المفقودين الكويتيين : في الأسابيع والأشهر الأولى بعد سقوط صدام .. أنا شخصيا وقفت على مقابر جماعية مفتوحة .. وكنا نشخص الجثث من ملابسها .. البعض منهم كرد والبعض من سكان الجنوب .. ونسأل من فتح تلك المقابر يقال لنا الكويتيون .. يبحثون عن جثث كويتيين وعندما لا يجدونها وبدلا من ذلك يجدون عراقيين لا يكلفون أنفسهم الطلب من صاحب الشوفل أن يهيل التراب على تلك الجثث فتبقى عرضة للحيوانات ..! فيقوم شبان بوضع تلك الجثث بأكياس نايلون وإعادتها إلى مواضعها في صحراء السماوة وتعليمها وتصويرها
أحد عشر : الانضمام إلى مجلس التعاون : لماذا هذا التهافت ..؟ وكيف يطلب هكذا طلب من السعودية والكويت ..؟ لو كنت مكان السيد السفير فان جوابي يكون كالآتي : ضموا جنودكم إلى درع الجزيرة .. وأهلا وسهلا بكم بين أهلكم في مجلس التعاون الخليجي .. .
ثاني عشر : هل توجد نية لدى الحكومة والساسة في العراق لممارسة واجباتهم للدفاع عن مصالح العراق ..؟ .. قرأت أمس خبرا على الحرة ـ عراق يقول : أن السيد رئيس الوزراء يقول : لدينا اتفاق ثنائي مع الكويت يقضي بالسماح لسفننا بالإبحار عبر خور عبد الله بغض النظر عن الحدود الإقليمية ..؟.. هل أن الحل هو هذا ..؟.. رحم الله روح عزيز علي ..!.. .
ثالث عشر : الحل ليس هذا ..بل هو :
1 . أن نسأل لماذا تأخر مشروع ميناء الفاو الكبير كل هذه المدة .. وما هي الأسباب التي حالت دون انجازه ..؟ هل أن موازنات العراق كانت عاجزة عن توفير 4 مليار يورو ..؟ ومن هم الذين يقفون خلف ذلك ..؟..
2 . والأكثر أهمية منها أن يتم اتخاذ الإجراءات وعلى الفور بتغيير موقع ميناء الفاو عن موقعه الحالي ليزحف بضعة كيلو مترات ويكون في طرف لسان المنطقة الساحلية العراقية في الفاو .. مع ما يرتب على ذلك من كلف إضافية .. ولكن أن يترك الميناء العراقي أو أن يتم الاعتماد على تعهدات الكويت للسيد رئيس الوزراء بالسماح لإبحار السفن العراقية من خلال الميناء الكويتي فأمر غير منطقي وغير معقول لأنه يعني التنازل الصريح ودون أي مسوغ لحق العراق في أراضيه ميناءا وقناة جافة تربط آسيا بأوربا.. ويكفينا ما فرط به الحمقى من حكام العراق في خيمة سفوان ..
3 . المتابعة الجادة لمواجهة الطمع والاستقواء والعبث الكويتي وتحريم توظيفها لأية أراضي وطرق ومنشآت عراقية للتعامل مع ميناءها الحالي الآن وفي المستقبل ما لم تغير موقعه الحالي القاتل والخانق لمنفذ العراق باتجاه البحر .. . هذه المهمة ستكون مهمة التجمع النيابي في مجلس النواب الذي أعلن عن تشكيل نواة له لحماية أراضي ومصالح العراق..
رابع عشر : أذكركم واذكر الكويتيين أيضا : في السبعينات قرأت مقالا على جريدة الطليعة وهي جريدة كويتية معروفه في حينه يوم كانت حركة شعبية في الكويت من نمط المنيس والنفيسي والخطيب وغيرهم .. ولم يكونوا يستخدمون العكل بديلا عن الكيبلات في قاعة مجلس الأمة نشرت الجريدة يوم ذاك قول شاه إيران : بان العراقيين يلبسون أحذية اكبر من أقدامهم..! .. فتبين من مجريات حرب ألثمان سنوات بين العراق وإيران وبصرف النظر عن مشروعية وأسباب قيامها أن الأحذية التي يلبسها العراقيون هي على مقاسات أقدامهم بالضبط .. لكنهم ابتلوا على مدار تاريخهم بحكام حمقى إن في التهور أو الاستكانة وحالة الابتلاء العراقي تلك ليست فريدة فقد يكون الحال قائما في الكويت أيضا .. لكني أكرر : مع عدم إغفال الفرق .. والفرق هنا هو أن العراقيين يدفعون ثمن حماقات حكامهم أول بأول.. ونقدا مع ما يشكله ذلك من إثقال لكواهلهم.. لكن الكويتيون قد تسدد الأجيال القادمة منهم فواتير حمق حكامهم .. هذا هو.. كل الفرق .. أما عن .. من المقصود بأنه يلبس حذاء اكبر من مقاسه وفق معطيات اليوم ..؟ فانصح صديقي سعدون أن يقرأ وضع دول الخليج وأنا أضيف العربي إلى الخليج إنابة عنهم.. فقد بات خارج تداولهم .. وان كان عندهم درع الجزيرة ...