موسى فرج
- المقالة جديرة بالقراءة والمناقشة باعتبارها تمثل رؤية الطبقة السياسية التي تحكم العراق..
تعقيبا على .. ( هل للعراق عقد تأسيسي ..؟ ) للدكتور عادل عبد المهدي
موسى فرج
مقالة الدكتور عادل عبد المهدي ( نائب رئيس الجمهورية المستقيل ) الموسومة :هل للعراق عقد تأسيسي ..؟ والمنشورة في جريدة المواطن البغدادية ... بتاريخ 1/ 10 / 2011 .. جديرة بالقراءة والمناقشة ..لأنها تمثل رؤية الطبقة السياسية التي تحكم العراق ..وهي منهجا لتشظي العراق وليس سبيلا لبناء الديمقراطية فيه .. ونتائج تلك الرؤية باتت تدق بعنف على أبواب العراق ( جمجمة العرب كما أطلق عليه انقلابيو حركة مايس 1941 .. فصار اليوم جمجمة بايدن.. ).. .
تتمحور مقالة السيد الكاتب حول فكرة محوريه اقتبسها من متن المقالة ذاتها وتنص على الآتي : ( فتشنا عن مفردة تعكس قاعدة العقد فلم نجد أفضل من المفردة الشعبية العراقية الأعجمية «السي بايه» أنها القاعدة الثلاثية الارتكاز التي يوضع عليها وعاء الطبخ، أو غيره، فيكفي غياب مرتكز واحد لتنهار.. والعراق بكل أبعاده يقف على ثلاث مرتكزات هم الشيعة والسنة والكرد.. ) انتهى الاقتباس ..
بالمناسبة : فان استعارة السيد الكاتب لمفردة (سي بايه) للغرض الذي استخدمها فيه غير دقيق فالسي بايه لا تستخدم لوضع وعاء الطبخ ( القدر عادة ) عليها .. وإنما تطلق مفردة (السي بايه) على تلك التي تثبت على ظهر السيارة لتوضع عليها الحقائب والأحمال وأيضا ـ وهذا هو استخدامها الشائع في العراق ـ فإنها المستخدمة خلف مقعد السائق في الدراجات بنوعيها الهوائية والنارية كي يركب عليها عدد إضافي خلف السائق والواحد يحضن الثاني حيث تلتصق الأجساد وترفع الكلفة بينهم.. (وعندكم الأوساط الشعبية واسألوها للتيقن مما أقول..) ..
وقد يكون هذا الاستخدام أقرب للمعنى الذي انطلق منه السيد الكاتب وجعله مستترا خلف عقده التأسيسي المنشود ودون أن يفصح عنه صراحة .. أما تلك التي تستخدم لوضع وعاء الطبخ عليها فتسمى مناصب وهي عبارة عن ثلاث قوالب من الطين الجاف متساوية في الطول والعرض والارتفاع وإلا .. مال القدر وانسكب الذي فيه.. ومفردها ( منصبه ) ويشترط فيها أن تكون مساحة قاعدتها أوسع من مساحة قمتها لضمان انتصابها شاقوليا وبشكل ثابت ( ومن هذا جاء تشبيه الرجل البدين الذي يتركز جل وزنه في قفاه بالمنصبه.. لا علاقة للمناصب الواردة في بحثنا بالمناصب السيادية وان كانت ثمة علاقة بينهما ففقط فيما يتعلق بتركز الثقل في القفا للمناصب أينما وردت .. والمثل العراقي الريفي يقول : الجدر ( القدر ).. ما يكعد إلا على 3 مناصب .. ولم يقولوا : الجدر ما يكعد إلا على (سي بايه).. لأن الجدر العراقي وخصوصا قبل عصر البطاقة التموينية.. ثقيل في العادة فالعراقيين لا يميلون إلى الشح في الطبخ.. ولكن ربما كان من منجزات حكم (السي بايه) أن العراقيون باتوا يستخدمون السفر طاس وعلى نطاق واسع .. ( وبالإمكان الرجوع إلى أي من مجالس الإسناد العشائرية التي باتت الظهير الثابت لنظام حكم (السي بايه ) للوقوف على دقة ما ورد ..) ..
وكان حريا بالسيد الكاتب أن يكون أعرف بذلك من غيره بالاستناد إلى انحداره العشائري .. لكن يبدو أن موسوعية السيد عادل عبد المهدي وتعدد ثقافاته من جهه ومن جهة ثانية سأمه من الركوب على (السي بايه) رديفا .. خلافا للأساس الذي يتمحور عليه عقده التأسيسي الذي بمقتضاه ينبغي أن يكون مكانه السرج وليس رديفا مع آخرين بحكم انتماءه إلى المرتكز الشيعي وهو الأغلبية العددية من بين مرتكزات (السي بايه).. كما يشير .. لكن تلك الأسس خرقت بسبب صراع الضد النوعي داخل البيت الشيعي أو صراع الأخوة الأعداء لكازماروف وهي ليست بعيدة عن ثقافة السيد الكاتب .. لكن الكاتب العزيز يقال انه بات يعوض عن ذلك بهواية ركوب الخيل التي يمارسها حاليا .. والتي لا تحتمل رديفا أضافيا بوزن السيد النائب أو أي من شركاءه وخصوصا الشريك الكردي..
أما نحن الذين لا تتوفر لنا مساحات من الأرض كالتي تحتاجها هواية ركوب الخيل.. فرفقتنا ليست مع الخيول إنما مع كائنات أخرى.. يوم راكبين ويوم مركوبين .. .
على أية حال .. الدكتور عادل عبد المهدي ومذ بات سابقا ( نائب رئيس سابق ) فقد ولج عالم الكتابة وهو أمر حسن .. فأقرانه صنف انشغل باستثمار دولاراته في مجال الأعمال ( في الخارج طبعا ) وطلق السياسة بعد إن استنفذ (مونتها) .. وصنف أخر التصق (بالسي بايه) رغم أن الدراجة متوقفه.. فهو لا ينزل منها فيختلط بالناس .. أنفه .. !.. لكن السيد عادل عبد المهدي فعل الصواب عندما تخلى عن .. الأنفة .. و دخل عالم الكتابة مبديا استعداده وان ضمنيا لمواجهة التعليق والتعقيب من عامة الناس وهذه هي الضريبة على الكاتب .. .
أولا : أهمية وخطورة مقال الدكتور عادل عبد المهدي وآراءه :
1. السيد عادل عبد المهدي أحد مهندسي ( العملية السياسية ) في العراق منذ 9/4 / 2003 وهو احد أركانها المؤسسين سواء بصفته الوظيفية ( نائب مزمن لرئيس ألجمهوريه ) أو ممثلا عن المجلس الإسلامي الأعلى والذي كان يتصدر المشهد السياسي خلال الأعوام 2003 و2004 ,2005 ,2006 وقبل انحساره ليخلي الصدارة للسيد المالكي .. والسيد عادل عبد المهدي بالذات لم يكن يفصله عن منصب رئيس الوزراء سوى صوت واحد منحه التيار الصدري للسيد الجعفري والذي تولى المنصب ليخليه بعد أشهر إلى المالكي في انقلاب قاده عليه السيد الطالباني شريك السيد عادل عبد المهدي في (سي بايته) ألعامرة وهو أول خروج على روح وجوهر العقد التأسيسي .. ومن معاني العدالة أن يتحمل السيد عادل عبد المهدي بشخصه أو من مثلهم وزر ما آلت إليه الأوضاع في العراق إن خيرا أو شرا .. من جراء حكم نظام (السي بايه) .. .
2 . و السيد عادل عبد المهدي لازال يمثل رقما مهما من تلك الأرقام المرشحة لتولي السلطة في العراق كمسئول تنفيذي أول ..هذا إن تخلى وزملاءه في المرتكز الشيعي عن منطلقاتهم الرئيسية الواردة في هذه المقالة والقائمة على أساس : مادام رئيس وزراء شيعي موجود .. كل الأمور تهون .. والذي يأتي كتطبيق عملي للمثل العراقي الشعبي القائل : مادام كهوه وتتن موجود .. كل الأمور تهون ... والمشكلة هي أن كلاهما : الكهوه والتتن مما يقصر العمر .. وينجم عنه تصلب الشرايين.. عند ذلك فقط يتم تقويض العقد التأسيسي والتحول باتجاه الديمقراطية .. ويتخلى السيد المالكي عن السرج .. بخلاف ذلك فان موضوع تخلي السيد المالكي عن السرج ربما لا يتحقق إلا بتدخل النيتو .. وهي مهمة ليست صعبه على ممثل قطر في جامعة الدول العربية .. فان حصوله على إجماع أعضاء الجامعة للاستعانة بالنيتو مضمونا .. خصوصا وأنهم ( معشر الأمارات المطلة على الخليج الادرياتيكي ..) يطلبون العراق .. عتبات .. وليست عتبه واحده .. وفي مقدمتها الموقف من النظام في البحرين والموقف من بشار أخونا غير الشقيق .. وبناء عليه فان ما يؤمن به ويبشر به السيد الكاتب من ترسيخ للعقد التأسيسي قد يكون يوما ما واقعا معاشا في العراق يعاني منه العباد والبلاد على حد سواء إلا إذا سبقه سهم بايدن فيقطع نزاع القوم .. ومن هنا أيضا تأتي أهمية الوقوف على رؤاه وأرائه .. إذ أن دور الرجل من هذه الناحية جد خطير .. .
3 . والأهم من كل ما تقدم فان المقال المذكور لا يعكس رؤية الدكتور عادل عبد المهدي وحده إنما رؤية الطبقة السياسية التي حكمت العراق بعد عام 2003 وتلك الرؤية لا تمثل حدثا عارضا في تفكيرها إنما منهجا ترجم في الدستور والأهم من ذلك في مجمل تصرفات الطبقة السياسية بفروعها الثلاثة : الأحزاب والبرلمان والحكومة .. تلك الرؤية أفضت إلى تهيئة ظروف تمزيق العراق أفقيا وعموديا بعد إن أغرقته بالفساد والفقر والتخلف ..وهي تمثل منهجا لتفكيك وشرذمة العراق وليس سبيلا لبناء الديمقراطية فيه .. وقد باتت النتائج ماثلة في الميدان أو توشك ..
بالاستناد إلى هذه المنطلقات مجتمعة أرى أن مقالة الدكتور عادل عبد المهدي وأرائه في هذا المجال جديرة بالاهتمام والتمحيص والتحليل والمناقشة .. فان لم يسفر ذلك عن ثنيه ليمارس ثقله في ثني طبقته السياسية فعلى الأقل تبصيره ومن خلاله طبقته السياسية بان منهجهم هذا.. سيدفع بالعراق كيانا وشعبا إلى مهاوي الردى ويرديه في هاوية التمزق وهم دون غيرهم من يتحمل المسؤولية الأخلاقية والوطنية في ذلك .. .
ثانيا : محاور مقالة السيد عادل عبد المهدي :
1 . يدعو الدكتور عادل عبد المهدي من خلال مقالته إلى ترسيخ الطائفية والعرقية كمنهج للحكم وان يتم تفعيل ذلك بشكل عقد تأسيسي في العراق ويشير إلى أن ذلك يستند إلى الحتمية التاريخية.. ( فنحن نتاج التاريخ رضينا أو تذمرنا، ونساهم بإنتاج التاريخ المقبل، لنا أو ضدنا، حسب وعينا أو جهلنا. فعراق ما قبل الإسلام غير الذي بعده .. وعراق العباسيين غير عراق العثمانيين والصفويين.. وعراق المملكة غير العراق الجمهوري.. إذ عشنا قبل عقود حضوراً مؤثراً لليهود العراقيين سياسياً وتجارياً وفنياً وعلمياً، فانحسر منذ نهاية الأربعينات لينعدم اليوم.. وكذلك للفرس العراقيين وإسقاط جنسيتهم بعنوان «التبعية» خصوصاً منذ بداية السبعينات، وهلمجرا. فالعراق بتوليفته الحالية لا يمكنه أن يستقر وينتج إلا بحد أدناه المرتكزات الثلاثة.. وإلا سيخاصم نفسه، ويميل ساقطاً ليعيد إنتاج الفشل والتصادم والكراهية والاستفراد والتطرف .. ) .. .
وفي هذا الجانب أشير إن إلى أن السمة العامة لمجتمع الجزيرة في حقبة ما يسمى بالجاهلية كانت العصبية القبلية .. ولكن عندما أشرق الإسلام على الجزيرة حصل التحول إلى الأمة والمتغير الوحيد الذي تسبب في ذلك التحول هو أن الحكم بات عادلا يرتكز على المساواة رغم أن تلك المساواة كانت منقوصة وتقوم على الأساس نفسه الذي كانت تقوم عليه الديمقراطية في بداية ظهورها في روما والتي كانت تقتصر على مواطني روما ولا تشمل الأسرى والعبيد .. إذ أن الأساس في المساواة كان بين المسلمين ولا يشمل غيرهم إلا أن الإمام علي (ع) قد عمق ذلك فقال بالمساواة بين الجميع ( الإنسان إما أخ لك بالدين أو أخ لك بالخلق ( الانسانيه ) .. ولكن بمجرد مغادرته اختل ميزان الحكم في مستهل العصر الأموي ليقوم بدلا عن ذلك الاستعلاء القومي الشوفيني الذي يغلف عودة العصبية القبلية وباتت حتى الشعوب المنضوية ضمن الإسلام نفسه عندما تنادي بمساواتها مع المسلمين من العرب تتهم بالشعوبية التي كان يقصد منها الاتهام بالحط من قيمة العرب ولم تمارس الأقوام العربية ذلك إنما أنظمة الحكم الفاسدة وبطانتها المستفيدة .. واستمرت نزعة تهشيم المجتمع تتصاعد مع تطور نوعي تارة على أسس عرقية وأخرى دينية وثالثة مذهبية ورابعة مناطقية وخامسة عشائرية وصولا إلى المحلة والعائلة إلى يومنا هذا ومن المؤسف حقيقة أن يكون المؤدلجين بالأيدلوجية الإسلامية هم أبطال تهشيم المجتمع إلى طوائف متناحرة مذهبيا ومن المؤلم صدقا أن يكون حاملي أرث علي بن أبي طالب عليه السلام الذي رفع الحواجز بين الناس وان تنوعت دياناتهم أو أعراقهم هم الطليعة في هذا وبدلا من أن يكونوا الحل باتوا إحدى اكبر ركائز ألمشكله .. وبات الليبراليون والعلمانيون أكثر أمانة على موروث علي بن أبي طالب ممن يدعون أنهم ورثته الشرعيون .. . .
أما عن عراق الملكية فقد وصفه الراحل فيصل الأول بقوله : ( أقول و قلبي ملآن آسى... أنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد، بل توجد كتلات بشرية خيالية، خالية من أي فكرة وطنية، متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية، لا تجمع بينهم جامعة..) .. وتجدر الإشارة إلى أن ذلك الحال كان ناجما عن عصور سيادة وتعمق العصبية القبلية والتخلف .. ولم ينفرد الملك فيصل الأول في تشخيصه إنما شاركته مسز بيل في ذات الرؤية .. ولكن وبدلا من أن تواصل الطبقة السياسية المتنفذة في تلك الحقبة جهود الملك فيصل الأول لتبني أسس المجتمع المدني القائم على المواطنة .. فإنها لوّت أعنتها إلى الوراء في دهاليز التخلف لتبني نظام سياسي عشائري إقطاعي في العراق وبات للشيوخ سجونهم وراياتهم وجندرمتهم وبات لقانون أصول العشائر أرجحيه على القوانين والدستور والشريعة ومعروف أن قانون أصول العشائر مبني على العرف العشائري وهو العصبية القبلية بعينها, وبعد سقوط نظام التخلف العشائري الإقطاعي في عام 1958 فان الشيوخ والإقطاعيين لم يدافعوا عن نظامهم بل أن معظمهم غادر إلى لندن ليربوا أبناءهم على كره المواطنة والتمسك بحلم استعادة الحكم الموعود حتى تهيأ لهم ذلك في عام 2003.. .
في تلك الحقبة أعني سنوات 14 تموز في العراق حصل تحول واضح باتجاه بناء المجتمع المدني وباتت المواطنة هي السمة الغالبة واختفت ألقاب الباشا ومحفوظ , وأسدل الستار على قانون أصول العشائر واستردت السلطة والأرض من الإقطاعيين والأغوات .. لكن أيتام العهد المباد انخرطوا في صفوف البعث وباتوا يحتلون الطليعة فيه وشكلوا مع رجال الدين حلف الفضول الذي اتكأ على الحائط الانكليزي وشركات النفط .. فاغتالوا ثورة 14 تموز وأقاموا حكم الحرس القومي .. وبدلا من أن يبنوا مجتمع الإيمان والعروبة كان عبد السلام عارف يزعق بالطائفية وبشكل سافر وعادت قيم المناطقية ومن ثم العشائرية إلى الواجهة فكانت الحكومة تكريتية صرفه وتطور الحال سلبا كي يبلغ مداه خلال حقبة صدام وبات شيوخ التسعينات أعمدة للقوم وممثلو المجتمع العراقي برقصاتهم البهلوانية وبأهازيجهم المخجلة في حضرة صدام ... .
وفي مرحلة ديمقراطية عام 2003 المحاصصية وفي حين كان الشعب ينتظر من الطبقة السياسية التي نمى عودها واشتد في أوربا الديمقراطية القائمة على المواطنة والمجتمع المدني.. أن تكون البلسم لكل الأمراض المتوطنة طائفية كانت أو عرقية أو عشائرية .. وتبني البديل الديمقراطي في مجتمع مدني يعتمد المواطنة هوية للعراقيين .. فان تلك الطبقة بدلا من أن تكون الحل فقد كانت الداء بعينه .. فبنت ركائز الحكم الجديد على ركائز الطائفية والعرقية والمناطقية والعشائرية .. وتشظت الركيزة الشيعية عموديا وأفقيا.. وليت التشظي قد توقف عند تنوع وجهات النظر فحسب إنما تطور ذلك إلى الاقتتال وحرق الناس في مسقط رأس السيد الكاتب على سبيل المثال .. فكانت الهرولة صوب المعين الذي لا ينضب ما دام للتخلف مقاما.. العشائر .. موروث قيم الجاهلية وكل الحقب المظلمة التي أعقبت عصر الراشدين إلى عصر صدام حسين .. ولم يتوانى فصيل واحد من فصائل الركيزة الأولى عن ذلك .. حتى بلغ الأمر أنه وفي الأسبوع الماضي أعلنت وسائل الإعلام بان السيد المالكي ينادي بتأسيس مجلس أعلى لشؤون العشائر .. وترافق ذلك مع التهيئة لإقالة المرجعية الشيعية واستبدالها بمرجعية مستوردة .. هذه رؤية الركيزة الأولى من ركائز (السي بايه) .. والتي يفترض كشرط أولي كي يمكن أن يطلق عليها وصف الركيزة أن تتصف بالتماسك إن لم يكن الالتحام .. أو على الأقل توجد أحزمه لربط قضبانها التي تشكل نواة الخرسانة .. تلك الرؤية لم تكن قد فرضتها الظروف الآنية التي استجدت بعد سقوط نظام صدام إنما كانت المنطلقات الأساسية لتفكير تلك الطبقة وما تعاهدوا عليه في مؤتمرات المعارضة في مؤتمرات بيروت ولندن وصلاح الدين.. وبذلك فان اغتيال الكيان العراقي لم يكن مما ينطبق عليه القتل غير العمد إنما الاغتيال المتعمد مع سبق الإصرار والترصد , ففي عام 1991 وكنت احد لاجئي مخيم رفحا حضر السيد عبدالعزيز الحكيم رحمه الله من إيران لزيارة المخيم وحضرت من بين من حضروا بوصفنا ممثلين عن جانب من اللاجئين .. استهل السيد عبد العزيز كلمته بالتأكيد على أن رئاسة الجمهورية ستكون من نصيبنا وعندما سألته عن السند.. كان جوابه بان الشيعة يشكلون 60 % من الشعب العراقي .. فقلت له بل 70 % إن أنت أضفت الكرد الفيلية وهم شيعه أيضا فاستحسن ذلك .. لكني قلت له إن الشيعة من بينهم بعثيين ومن بينهم ليبراليين ومن بينهم قوميون ومن بينهم ديمقراطيين ومن بينهم شيوعيون ومن بينهم لا دينيون وكل هؤلاء شيعه بالانتماء ولا يمكن الادعاء بغير ذلك.. لكنهم لا يعتنقون ما تعتنق كتوجه سياسي ويميلون إلى من يعتنق الأيدلوجية ذاتها وان كان من المحسوبين على المذهب الآخر أو القومية الأخرى وبالتالي فان الـ 70 % لن يبقى منها غير 10 % وهم الذين يعتنقون الأيدلوجية الشيعية كتوجه سياسي .. وهذا الأمر ينطبق على السنة أيضا .. ثم هل أن شاغلكم هو هذا .. من يكون رئيسا للجمهورية ومن يكون نائبا له .. ألا يشغلكم الاستبداد والفقر وتمزيق البلد ..؟ طبعا لم يستحسن ذلك ..
الذي حصل هو أن الـ 10 % المؤدلجين بالأيدلوجية السياسية الشيعية كانوا هم أول الساعين إلى الانفراط بل والاقتتال ولم يكن ذلك بدواعي أيدلوجية إنما بدواعي الاستحواذ على المغانم والانفراد بها دون غيرهم من زملاءهم .. والسيد الكاتب يتذكر أنه في حقبة الستينات كانت مرجعية السيد الحكيم مرجعية جامعة شاملة لكل شيعة العالم وطبعا بما في ذلك شيعة إيران وفي عام 2003 , 2004 كان يروج في العراق إلى أن السيد السيستاني مرجع الشيعة أينما كانوا ..
حاليا ..؟.. هل أن السيد السيستناني مرجعا للشيعة العراقيين ( وليس في كل العالم ) أينما كانوا ..؟ أم توجد 70 فرقه كل واحدة منها تزعم أنها الفرقة الناجية ..؟.. ( استدراك : هذا التعدد لا ينسحب على الجانب العقائدي عند جمهور الشيعة في العراق فعقيدتهم ثابتة منذ استشهاد الإمام الحسين وتقوم على : الله ربي ومحمد نبيي وعلي إمامي.. وهم لا يتابعون النشرة الشهرية للفتاوى إن كانت ثمة نشرة تصدر من هذا القبيل .. أما ما أشير أليه من انشقاقات وتوالد فإنما هو فعل المعممون المشتغلين بالسياسة والذين تحولوا منهم من العمامة إلى ربطة العنق وقد بلغ عدد المنشقين أفقيا وعموديا بعد عام 2003 عدد خرافي ..) .. فإذا كان هذا هو حال نواة الخرسانة فكيف يكون حال بطانتها ..؟ ولم يكن الذنب ذنب البطانة إنما هو صراع المراجع الدينية التي تخلت عن مهمتها الأساسية و باتت مراجع سياسية .. هل أن حروبا بينية قامت بين فصائل شيعية أزهقت فيها أرواح بريئة ..؟ وهل أن السبب هو لأن تلك الفصائل كل منها ينتمي إلى أيدلوجية مذهبية معينه ..؟ .. أم هي حروب بين طامحين للسلطة والجاه والنفوذ والمال لم يقوى مذهب الصادق ولا منهج علي لأن يكون قاسما مشتركا يجمعهم .. هل أن توجيهات المرجعية الدينية التي يصدح بها وكيل المرجع ظهر كل يوم جمعة تجد من يسمعها أو يتقيد بها ..؟ لا .. بل الأكثر من ذلك أن ممثلي هذه الركيزة من (السي بايه) قد ضاقوا ذرعا بتذمر المرجعية وقرروا إقالتها مثلما يقيلون هيئة النزاهة وشبكة الإعلام .. دون أن يتذكروا فضل المرجعية عليهم يوم آوتهم بعد غربة وأغنتهم بعد إملاق وسيدتهم على رقاب الناس بعد إن كانوا أذلة .. .
إلى م نخلص من ذلك ..؟ نخلص منه إلى انه لا توجد ركيزة اسمها شيعه.. ولا يوجد مكون سياسي بهذا الاسم .. خصوصا وان السيد الكاتب يتكلم في مجال السياسة ولو كان الكلام في مجال الاجتماع أو الانثروبولوجي لكان الأمر آخر .. إنما يوجد مواطنون عراقيون .. يحتاجون النزيه والعادل والكفوء ليدير شؤونهم وليست عندهم اشتراطات مذهبية أو طائفية أو عشائرية ولا عرقيه .. وقد يقول قائل : ألم يطلق الشيعة الهتافات القائلة : ماكو ولي إلا علي ونريد قائد جعفري .. والرد على ذلك هو أن الذي وضع ذلك الهتاف على ألسنة البسطاء هو ذاته الذي حوّر الشطر الثاني منه ليكون : (سبلت ألك .. سبلت ألي..).. وغيره من الهتافات الأكثر وخزا للضمير الجمعي لهذه الشريحة من الناس .. .
إما عن تسمية الفرس العراقيين التي يستخدمها السيد عادل عبد المهدي لوصف المسقطة عنهم الجنسية العراقية من قبل صدام والبعثيين فهي تسمية خطيرة نجم عنها الإبقاء على نصف مليون عراقي معومين دون أية حقوق ودون اعتراف بعراقيتهم وهم العراقيون من شريحة الكرد الفيلية فهؤلاء لم يكونوا ضحايا صدام والبعث فقط عقابا لهم على ثأر قديم يتعلق بالتفافهم حول حكومة عبد الكريم قاسم التي اعتمدت المواطنة ومنطلقات المجتمع المدني ..إنما كانوا ضحايا (سي باية) الطائفية العرقية التي وطأت ارض العراق بعد عام 2003 فهم من وجهة نظر إحدى ركائز (السي بايه) مجرد شيعه.. لكن الركيزة الثانية لـ (السي بايه) تعتبرهم مجرد كرد في حين لم تأبه بهم الركيزة الثالثة كونهم ليسوا سنه وليسوا عربا .. في حين أنهم عراقيون .. ولو كان وزنا للمواطنة في العراق قائم لكانوا الآن بين مواطنوهم.. نصف مليون عراقي منهم لازالوا في المخيمات وفي الشتات لا تعترف بهم إيران لأنهم ليسوا إيرانيين ولم يأبه بهم نظام المحاصصة في العراق لأنهم مجرد عراقيون ..
إما الذين يقصدهم السيد الكاتب فأنهم صنفان : منهم إيرانيون بحق وحقيقي استوطنوا العراق وتم ترحيلهم فاعترفت بهم إيران ومنحتهم الجنسية الإيرانية وبقوا في إيران لكنهم استعادوا الجنسية العراقية بعد عام 2003 وهم يشاركون بقية العراقيين بالوجبة الغذائية وصرفت لهم أقيام ممتلكاتهم المصادرة بشكل مضاعف عدة مرات وعلى داير مليم وهم تجار حاليا في إيران .. ويحملون الجنسيتين : العراقية والإيرانية .. و منهم من بين من يحكم حاليا في العراق ويعمل لصالح الوطن الأم .. إما أولائك العراقيون الذين تم تسفيرهم بسبب تبعيتهم بالاستناد إلى وثائقهم الشخصية لكنهم عراقيون إن بالنسب أو بالولادة فقد عادوا إلى الوطن دون أن يأبه بهم أحد وهم يواجهون اليوم الأمرين حالهم حال بقية العراقيين .. يشار إلى أن محاولات محمومه بذلت أثناء كتابة الدستور لإدخال مصطلح تحت اسم المكون الفارسي بوصفه احد مكونات العراق فجوبه برفض قاطع من قبل العراقيون بمختلف انتماءاتهم الطائفية لأن ذلك يؤسس رسميا إلى وجود رعايا لإيران في العراق معترف بهم دستوريا تتبناهم وقتما تشاء وتتدخل لحمايتهم وقتما تريد ..
واستكمالا لهذا فانه من المناسب توجيه سؤال محدد إلى ساسة هذه الركيزة من ( السي بايه ) أقصد الشيعة في العراق : هل أن ارتماءهم في أحضان إيران وبشكل مكشوف يأتي تلبية لتطلعات حاضنتهم الشيعية ..؟.. فلينظموا استطلاعا واستقصاء في هذا المجال.. ليجدوا أن كل المعطيات تؤكد أن 90 % من المحسوبين على الشيعة في العراق لا يوافقون على التبعية لإيران بل ويتحسسون من ذلك بشدة ولأسباب عده .. منها ما هو تاريخي لأن شيعة العراق وجلهم في الجنوب والوسط كانوا ولا زالوا يشكلون منطقة التماس بين العراق بل والعرب عموما وبين إيران ومنطقتهم تشكل مسرحا للصراع بين الدولتين والحضارتين على امتداد التاريخ, وأكتافهم دون غيرهم هي التي كانت تخلع بعد الحروب , وعلى بادية السماوة قامت معركة ذي قار التي انتصف بها العرب من الفرس بشهادة النبي (ص) وكانت المنطقة بين كاظمة وخانقين مسرح حروب القادسية , والبصرة والعمارة كانت الميدان لأشرس صفحات حرب ألثمان سنوات .. وفي الوقت الذي زجهم فيه نظام صدام أكثر من غيرهم فيها فان الذين قاتلوا أو أسروا منهم فيها لم تكن لهم حضوة عند إيران بسبب شيعيتهم والذين عادوا أحياء من الحرب أو الأسر تزدحم ذاكرتهم بكل ما هو منفر من إيران .. إلى جانب العوامل النفسية الناجمة عن الاستعلاء الفارسي على العرب بدعوى أنهم في يوم ما من الزمن الغابر جزء من إمبراطوريتهم , ولأنهم في يوم ما من الزمن الغابر اسقطوا تلك الإمبراطورية , ولأنهم في يوم ما من الزمن الحاضر وضعوا ساستهم تحت آباطهم ..
هذه العوامل وغيرها جعلت من العراقي الشيعي متحفزا وبشكل خاص ليدرأ الشبهة الصفوية عنه .. وكان من النتائج الايجابية التي حصلوا عليها بعد ثمان سنوات تلت عام 2003 هو أبراء ذمتهم من قبل مواطنيهم من غير الشيعة من تهمة الصفوية خصوصا بعد إن وجد هؤلاء مواقف مشرفه من مواطنيهم في رفض التبعية لإيران ومواجهة محاولة إيران في الاستيلاء على حقول الفكه والموقف المبدئي الرافض لدعوات ومطالبات أطلقها سياسيون لتعويض إيران عن حرب ألثمان سنوات .. وعلى هذا فان الساسة الشيعة كان ينبغي عليهم إن كانوا فعلا يقولون بوجود شريحة شيعية محددة المعالم أن يتناغموا مع الثقافة السائدة عند حاضنتهم فسوق الناس سوق العبيد قد ولى زمانه وكان الرد العملي هو موقف جمهور الشيعة من رفض واضح وصريح لفكرة الإقليم الشيعي ليس لأن ذلك يفضي إلى تقسيم العراق وضرب كيانه فقط إنما شعورا منهم بان الساسة الشيعة سيجعلون من الإقليم أمارة إيرانية تابعه يحكمها أناس فاسدون ..
فليس من المعقول أن ينتظر من العراقيين وبعد كل الذي جرى .. وبعد إن قلبوا ساستهم في فراش الممارسة الميدانية على الوجه والظهر والأمام والقفا فوجدوهم فاسدون جدا وشلليون للغاية ونفعيون الى أقصى الحدود واستحواذيون بشكل صارخ ومتخلفون بشكل لا يطاق أن يطمئنوا إليهم ويسلمونهم رقابهم .. هذا لا يعني ألبته إن مستقبل هؤلاء الناس بات آمنا بل بالعكس فان وضع مشروع بايدن قيد التنفيذ بات على الأبواب .. ولكن حسبي بهم هؤلاء العراقيين أن يجعلوا من نهاية هؤلاء الساسة تماما مثلما انتهت أليه حال ألقذافي .. وليس مثلما هو الحال بالنسبة لبن علي أو حسني مبارك .. وجل ما يتمناه المرء أن يمتد به العمر فيرى بأم عينه تلك النهايات ..
يشير السيد الكاتب إلى أن رؤية الركائز الثلاث لـ ( السي بايه ) تقوم على أساس أن: ( الكرد يرونه استحقاقاً قومياً.... والسنة استحقاقاً تاريخياً.. والشيعة استحقاقا للأغلبية، ناهيك عن الآخرين. .) وبناء عليه فان حتى قسمة بايدن التي جاءت تطويرا لقسمة فنيخ العراقية لن تحل المشكلة .. لسبب بسيط وهو أن الأساس الجغرافي في الحل عائم فالكرد يرونه قوميا وقد يمتد إلى الصدرية ومحلة الأكراد في بغداد والحله من ناحيه ومن ناحية ثانيه قد يرونه يمتد إلى تركيا وايران وسوريا وصولا إلى القفقاس .. وقد عبروا عن رؤيتهم أمس فقالوا أن علم كردستان هو علم 45 مليون كردي وهم يقصدون الكرد في مختلف انحاء المعمورة ويطلق بعض من اتباعهم على كردستان العراق بكردستان الجنوبية ولو كنت من بينهم لقلت لهم من الأفضل التعقل والعيش ضمن العراق الاتحادي مع أبداء كل ما من شأنه أن يطمئن الدول الأخرى التي يتواجد فيها أكراد .. وبعد إن تتطور الحال عندهم إلى ما يماثل الحال عندكم ( إقليم بصلاحيات واسعه ضمن بلد اتحادي ..) أعلنوا عن فيدرالية كردية .. أما اليوم فليس شرطا أن توجد في إيران وتركيا وسوريا حكومات محاصصه تحكمها رؤى بايدن .. وقد تنتهي الأحلام إلى ما آلت أليه جمهورية مهاباد ..هذا من جانب , من جانب آخر إذا كانت الركيزة الثانية من ركائز ( السي بايه ) وأعني بهم السنة يرونه استحقاقا تاريخيا فانه أيضا غير محكوم بالجغرافية فهم يرون أن مدى الشمس ملعبهم تنفيذا لمقولة الراحل شفيق الكمالي وبالتالي فان عاصمة الرشيد التي بناها المنصور واعزها صدام هي عاصمتهم الأبدية ويطالبونكم بإعادة بناء نصب أبو جعفر المنصور الذي فلشتموه في ذروة زهوكم .. ونقل سكنة مدينة الصدر لتحويلها إلى مضمار للفروسية وأيضا مناطق ألشعله والكرادة والحسينيه والبياع فورا.. السيد النجيفي يعمل على هذا حثيثا وبشكل علني .. أما الادعاء بأنه ينتمي إلى العراقية والعراقية يقودها علاوي وهي خارج منظور ( السي بايه ) فهو ادعاء غير صحيح فقد قرأت للكاتب عادل اليابس أن علاوي ( ظل بطرك ميسون ..).. وطبعا وفقا لرؤية ( السي بايه ) فان شرائح عراقية نبيله تروح بالرجلين لمجرد انها لم تحصل على العتبة العددية كي يعتبرها السيد الكاتب من ركائز (السي بايه) من بينها سكان العراق الأصليون أعني الكلدو آشوريين والمسيحيين عموما وهم ليسوا مثل سكان استراليا الأصليون إنما لبة التكنوقراط في العراق وهم روادا في التسامح والعيش المشترك والإيمان بالمواطنة دون غيرها .. وكذا الصابئة المندائيون وديانتهم سابقة للديانة الإسلامية لكن .. الدنيا حظوظ .. وأيضا التركمان والايزيدية والشبك والكرد الفيليه .. لا أدري ما هو الدور الذي رسمه لهم السيد الكاتب .. ؟ ربما يصنع منهم شكافات للركائز الثلاثة للـ ( السي بايه )..أو يضمونهم الى أحزابهم وهذا ما يحصل فعلا مثلما حصل في عهد صدام حيث طلب مسئول منظمة بعثيه من أعضاء منظمته ممارسة النقد الذاتي أثناء الاجتماع لكنهم عراقيون رؤوسهم ناشفه لا يعترفون بخطأ ولا يمارسون نقدا ذاتيا .. وعندما أعيته المحاولات ونشفت ارياكه رفع احدهم سبابته وقال : رفيق أنا أمارس النقد لذاتي .. فبقي مسئول المنظمة ساعة كاملة يكيل له المديح ويطلب من الآخرين الاقتداء به .. وعندما سمح له بالكلام .. قال الرفيق : والله رفيق آني رجال كردي وانتم حزب عربي قومي شنو جابني لهذه ألوحله ..؟ فما كان من مسئول المنظمة إلا وبادره قائلا : لا لا لا رفيق مو هيجي النقد الذاتي ..!. فضحتنا ..
ثالثا : أفاق المستقبل : . الأسابيع القليلة القادمة حبلى بالآتي :
1 . استكمال رفع علم كردستان الجنوبية ( حيث تم تحويل اسمها من كردستان العراق إلى كردستان الجنوبية باعتبار أن الشمالية حاليا في تركيا والشرقية في إيران والغربية في سوريا ..) على المناطق وصولا إلى بدره وجصان وهي (المناطق التي تقع تحت بند المادة 140 يعني المناطق المتنازع عليها في حين أن زعماء السي بايه لو كانت نواياهم صافيه لقالوا في الدستور: الحدود الإدارية للمنطقة الكردية في عام 1958 يعني قبل الزمن الذي يطلق عليه بزمن تعريب المنطقة وأبوكم الله يرحمه ).. وربما إلى الصدرية وحي الأكراد في بغداد والحله.. وفك أي ارتباط بالحكومة الاتحادية باستثناء نسبة الـ 17 % من الموازنة العامة .. وأيضا مخصصات الإيفاد للمناصب السياديه .. والتقدم خلال ثلاثة أشهر بطلب إلى بان كي مون للحصول على عضوية دولة كردستان في الجمعية العامة للأمم المتحدة ..
2 . إقامة إقليم سني يمتد من الضفة الغربية للموصل حتى حدود محافظة الحلة .. .
3 . إقامة إقليم شيعي يمتد من حدود محافظة الحلة إلى شمال ميناء مبارك .. .
4 . اعتبار بغداد بمثابة كشمير العراق بين السنة والشيعة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .. .
5 . التحضير لحرب المئة عام بين الركائز الثلثمئه التي تتكون منها (سي باية) الإقليم الشيعي بعد إن كانت ركيزة فقط في سي باية العراق الفيدرالي وتحت شعار ( هيهات منا ألذله ..).. أو خروج اليماني إما أن يخرج الأمام المهدي فأمر فيه وجهة نظر لأنه لن يجد ترحيبا من قبلهم وقد يجد الديمقراطيين العلمانيين أقرب إلى قيمه فالنزاهة عندهم والمحبة عندهم.. وهم لا يقيمون وزنا لغير المواطنة وفي عقيدتهم الناس إما أخ لك في الوطن أو أخ لك في الانسانيه .. .
6 . التحضير لحرب العشر سنوات في الإقليم السني لأهمية الانتهاء من ذلك على وجه السرعة للتفرغ إلى الاستحقاق التاريخي في حكمهم للقطر كل القطر .. .
7 . من حسن الحظ انه لن تكون منا نفس منفوسه ترى وتسمع الذي يحصل فنحن هذا الجيل نترك الجمل بما حمل .. نحتفظ برأينا في أهمية وعقلانية وأخلاقية التخلي عن السي بايات.. واعتماد المواطنة وأسس المجتمع المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان .. فهي ادعى بالاعتماد وهي أحفظ لحقوق العراقي ولكيان العراق .. هذا ما أردت تأشيره بالنسبة لمقالة الأستاذ الدكتور عادل عبد المهدي منطلقا من مبدأ : الخلاف لا يفسد في المودة المتبادلة بيننا قضيه وأتمنى أن تكون المقالة المشار إليها مثار اهتمام الكتاب والمثقفون .. لعل وعسى ..