| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأحد 19 / 1 / 2020 موسى فرج كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
العراق من محنة الى أخرى في وقت عزَّ فيه الناصر...
موسى فرج *
(موقع الناس)منذ 9/ 4/2003 ولغاية تاريخه والعراق يعيش محن متداخلة شكلت فوضى الحكم واستشراء الفساد والفوضى القيمية عند الحكام وبين أوساط المثقفين ورجال الأعمال أهم أسبابها والفقر والبطالة وانعدم سبل العيش أهم نتائجها في حين شكل تدني الوعي المجتمعي وتفتيت المتبقي منه السمة الأبرز للمرحلة ...
النظام السياسي الذي أعقب سقوط نظام الاستبداد أقل ما يوصف به انه شكل صدمة للشعب العراقي وللعالم بسبب فساد وعدم أهلية الطبقة السياسية التي هيمنت على الحكم ...
المثقف العراقي بدلاً من أن يضطلع بدوره المحوري في مواجهة المحنة كان البعض منهم أدوات غير نظيفة بل مقرفة تخدم ساسة المحاصصة والفساد في حين وقف البعض الآخر موقف الشامت إزاء ما يحصل تعلقاً منه بأهداب نظام صدام ورفضاً لكل ما عداه أملاً بعودته من جديد والبعض الثالث "واغلبيتهم ممن يعيشون في الخارج" يعيرون الشعب بما حل به ويكتفون برفض ولعن النظام الذي جاء به الأمريكان وقد يجنح ببعض منهم الشطط لتحميل من بقي في العراق المسؤولية في ذلك وقد يذهبون الى ابعد منه فيتهموننا بالعمالة والخنوع والمشاركة في صنع محنة العراق في حين كنا نستصرخهم أن يستجمعوا أنفسهم وهم قادرون لو أرادوا بحكم أعدادهم المليونية أن يؤثروا إيجابياً بمسارالانتخابات لكنهم أحجموا وكانت المشاركة لا تتعدى بضعة مئات الالاف من الملايين الأربعة ومن شارك فيها كان اغلبهم من مناصري أحزاب السلطة ، وكنا نستصرخهم إن يتجنبوا صيغة الكلام من على المنابر مع أبناء شعبهم وان يتعاملوا مع العاجز منهم بصيغة الرعاية والتحبب لكنهم كانوا مصرين على فكرة التخلص منه الى دور العجزة أو ربما أفران الحرق وكنا نستصرخهم باعتماد الوسطية في القول والطموح ليجتذبوا مواطنيهم في الداخل ويرتقوا بوعيهم لكنهم كانوا صفريين في قولهم وكتاباتهم فإما دعاة سلفيين وإما متطرفون في يساريتهم أكثر من جماعة بادرماينهوف...
البعض منهم يريدك أن تكتب قطع أدبية مثل المنفلوطي وتتقيد بالمضاف والمضاف اليه والممنوع من الصرف والجار والمجرور وانت أمام عراق مجرور على طول الخط من قبل الغريب ومن قبل الجار القريب وعلامة جره الخيبات الظاهرة على حظه العاثر...
الاتفاق الصيني العراقي بين رافض له حد الهوس وبين مناصر له حد الوله في حين أننا لسنا امام اتفاقية تحيي وتميت انما نحن امام ممارسة ثانوية لا تستحق التوقف عندها لذاتها بل تستحق أن نتوقف عندها لجهة هل تستحق أن ندعمها لنصنع منها توجه مرحلي أملته الضرورة أم لا...؟.
نفس الأمر ينطبق على خروج العسكريين الامريكان من العراق، فالأغلب من بين العراقيين يريد خروج القوات الأجنبية من العراق ولكن بعضهم يقول لك وقد يكون تحت يده شواهد: أخشى أنك لا تسعى لذلك الا لأنك تريد ان تستبدل الوجود الأمريكي بالوجود الإيراني فوق ما هو عليه...
والبعض الآخر يقول لك: أنك بهلمتك والصور التي عرضتها في جلسة مجلس النواب لا يهمك خروج الامريكان من عدم خروجهم بقدر ما كان يهمك اثبات الولاء لإيران واظهاره للايرانيين والا فإن الفقرة الثالثة من المادة الثلاثون من الاتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية واضحه وتقول:
"ينتهي العمل بهذا الاتفاق بعد مرور سنة واحدة من استلام أحد الطرفين من الطرف الآخر إخطاراً خطّياً بذلك" بالتالي لا يتطلب الأمر منك سوى قيام عبد المهدي بتقديم الطلب أصولياً...
والبعض الثالث يقول لك: إن التئام شمل الأخوة الأعداء في قم وتشكيل جبهة المقاومة يراد منه التعبير عن الولاء لإيران ليس الا لأنهم هم بالذات من يشكلون الأغلبية في البرلمان ويسيطرون على رئيس الحكومة وبإمكانهم دفعه لتوجيه طلب رسمي للأمريكان دون إثارة ترامب الأهوج ليركب ذريعة النص المشار اليه في الاتفاقية فيلحق الضرر بالعراق...
والبعض الرابع يقول لك: ان دخول جماعة الخزعلي والعامري ضمن المليونية انما يستهدف فض المظاهرات الحالية والمستمرة منذ أشهر بالقوة وقد تكون نتيجة ذلك ضحايا إضافية من أبناءنا سواء كانوا من هذا الفصيل أم ذاك ...
* رئيس هيئة النزاهة في العراق (سابقاً).